من عربات جدعون إلى السور الحديدي: هكذا انهارت أسطورة الردع تحت أقدام غزة والضفة
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
ما لم تستطع طائرات "عربات جدعون" تدميره، فعلته الكلمات الفلسطينية التي ما زالت تُكتَب من تحت الركام. منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والاحتلال يخوض حربا مفتوحة على غزة، تمتدّ ظلالها الحديدية إلى الضفة الغربية تحت عناوين مشوهة كـ"السور الحديدي"، بينما تتهاوى الأساطير الصهيونية واحدة تلو الأخرى.
الآلة العسكرية الإسرائيلية التي وُصِفت بالجبروت، تعثّرت في أزقة المخيمات وبين أنقاض البيوت.
"عربات جدعون": المجزرة المستمرة.. والمأزق الكبير
تحت غطاء "تحرير الرهائن" وتفكيك "حماس"، شنّ الاحتلال عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة، لكنها تحوّلت إلى واحدة من أبشع المذابح في التاريخ المعاصر.
- 54,880 شهيدا، معظمهم من الأطفال والنساء.
- 126,227 مصابا، في ظل انهيار شامل للمنظومة الصحية.
- تدمير آلاف المنشآت الحيوية: مستشفيات، جامعات، مساجد، منازل، محطات كهرباء ومياه.
- نزوح داخلي قسري طال 90 في المئة من سكان القطاع.
- فشل استخباراتي وعسكري في تحقيق أي اختراق حاسم ضد المقاومة.
تحوّلت غزة إلى مرآة لكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، فكل صاروخ يسقط فيها يكتب سطرا جديدا في سقوط الأسطورة الإسرائيلية.
"السور الحديدي": خنق الضفة.. وارتداد النار
على الضفة الغربية، أطلقت إسرائيل عملية موازية حملت عنوان "السور الحديدي"، مستوحاة من العقيدة الاستعمارية لزئيف جابوتنسكي، التي ترى أن "الفلسطيني لا يفهم إلا لغة القوة". لكن هذا "السور" لم يحصّن الاحتلال، بل كشف هشاشته:
- اقتحامات يومية واعتقالات عشوائية واستهداف للصحفيين والمقدسيين.
- نصب آلاف الحواجز العسكرية الجديدة، وتحويل الضفة إلى "سجن جغرافي مفتوح".
- إغلاق بلدات ومخيمات، وتنفيذ اغتيالات ميدانية في وضح النهار.
- تصاعد المقاومة المسلحة في جنين، نابلس، طولكرم، رام الله، بيت لحم، الخليل.
في جنين وحدها، تُطارد قوات الاحتلال شبابا ببنادقهم، بينما تلاحقهم الكلمات: "من هنا يمرّ طريق العودة، لا جدار الحديد".
الرواية الصهيونية.. تسقط تحت ضغط الحقيقة
ما جمع بين "عربات جدعون" و"السور الحديدي" لم يكن التكتيك العسكري فقط، بل وهم السيطرة بالرواية. فإسرائيل لطالما حاولت فرض سرديتها عن "حقها في الدفاع عن النفس"، لكنها وجدت نفسها أمام شعوب ترى الحقيقة في جثث الأطفال، وصرخات الأمهات، وركام المدارس والمستشفيات.
لقد سقطت "الرواية الضحية" التي بنت عليها إسرائيل تعاطفا دوليا لعقود. اليوم، باتت تُعرَف عالميا كدولة فصل عنصري ترتكب جرائم إبادة جماعية أمام أعين العالم. والأهم: لم تعد تملك زمام التحكم بالرواية. ففيديو من مخيم الشاطئ يهزم تصريحا رسميا من تل أبيب، وصورة من خان يونس تُسقط بيانا من الجيش الإسرائيلي.
المقاومة: ما بعد الحرب.. مشروع وعي وهوية
ما بعد هذه الحرب، لا يُقاس فقط بعدد الصواريخ أو العمليات النوعية، بل أيضا بعمق التحوّل في بنية المقاومة الفلسطينية.
- في غزة، تُصنع القذائف من بقايا الحديد المدمّر، وتُبنى الأنفاق تحت أنقاض البيوت.
- في الضفة، تظهر خلايا جديدة بلا قيادة هرمية، لا يمكن تتبعها أو تفكيكها بسهولة.
- في أراضي الـ48، تستيقظ الهُوية، ويتحوّل كل تمييز عنصري إلى لحظة وعي ورفض.
- في الشتات، باتت المقاومة جزءا من الحراك الطلابي والحقوقي العالمي.
المقاومة لم تعد فعلا عسكريا فقط، بل أصبحت بنية اجتماعية وثقافية وسياسية تعيد تعريف الوطن والانتماء.
قصص من الرماد.. لا تنكسر
في غزة، كانت الطفلة مريم تكتب اسمها على دفاتر المدرسة بصعوبة، قبل أن تُصبح رقما في قائمة شهداء خان يونس.
وفي جنين، ظل محمد يركض بحجره بين الأزقّة حتى غابت صورته خلف قناص إسرائيلي.
قصص كهذه لم تنكسر، بل ازدادت حضورا. هي ليست فواصل حزينة في نشرة الأخبار، بل مفاتيح لفهم ما تعنيه فلسطين اليوم: شعب يكتب اسمه بالدم، ويصرخ في وجه العالم "لن نُمحى".
من الفولاذ إلى العزلة
كل ما بَنت عليه إسرائيل من "ردع"، و"هيبة عسكرية"، و"تفوق أخلاقي" سقط في ميدان غزة ومخيمات الضفة. والنتيجة:
- اهتزاز ثقة الجمهور الإسرائيلي بقيادته.
- تضعضع العلاقة مع الحلفاء الغربيين.
- تصاعد المطالبات الدولية بمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
- اتساع نطاق المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية عالميا.
لقد تحوّل السور الحديدي إلى سجن سياسي، وانقلبت عربات جدعون على راكبيها.
خاتمة: هذا المقال ليس نهاية قصة.. بل بداية شهادة
في النهاية، لا تكتب الدبابات التاريخ، ولا تحكم الطائرات على الشعوب بالبقاء أو الزوال. ما يُكتب الآن هو شهادة من تحت الركام، ومن بين الأنقاض، أن الحديد يصدأ، ولكن الذاكرة لا. وإن من ماتوا على تراب غزة وجنين، قد علّمونا كيف تُهزم الأساطير.. وكيف يُولد الوطن من المعاناة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطينية غزة الضفة الاحتلال المقاومة احتلال فلسطين مقاومة غزة الضفة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السور الحدیدی عربات جدعون
إقرأ أيضاً:
خروج عربات قطار السنطة عن القضبان بعد اصطدامه بالرصيف في الغربية
شهدت محطة قطار السنطة بمحافظة الغربية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حادث خروج قطار عن القضبان عقب اصطدامه بأحد الأرصفة، وذلك دون وقوع أي إصابات بشرية.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى خروج أحد القطارات المتجهة من طنطا إلى الزقازيق عن مساره أثناء دخوله محطة السنطة، حيث اصطدم القطار بالرصيف ما تسبب في خروجه جزئيًا عن القضبان، وعلى الفور، انتقل مسؤولو هيئة السكة الحديد والأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث لمتابعة الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكدت مصادر بهيئة السكة الحديد أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بين الركاب أو طاقم القطار، مشيرة إلى أن سبب الحادث جارٍ التحقيق فيه من قِبل لجنة فنية متخصصة، وأن حركة القطارات على الخط تأثرت بشكل محدود وجارٍ العمل على عودة الحركة لطبيعتها بعد رفع الأثر الناتج عن الواقعة.
وشهد محيط المحطة حالة من الاستنفار بين فرق الطوارئ والجهات المعنية، حيث تم تأمين الركاب وتوفير وسيلة بديلة لاستكمال رحلتهم، كما تم الدفع بفرق الصيانة لرفع العربة المتضررة وإصلاح التلفيات.