طهران- بعد تجميد لأكثر من 3 أسابيع، تستعد إيران لعقد جولة "حاسمة" من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، الأحد المقبل في مسقط، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم وتصعيد ملحوظ في نبرة التصريحات المتبادلة، وسط غياب المؤشرات على تقارب في الرؤى.

يأتي ذلك، عقب إعلان أميركا إرسالها مقترحا يسمح لإيران بمواصلة التخصيب على أراضيها، لكن بمستويات منخفضة، الأمر الذي رفضته إيران رفضا قاطعا على لسان رأس هرم السلطة، حيث اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي، يوم الجمعة الماضي، أن المقترح الأميركي يعاكس ويعارض تماما المصالح الوطنية.

كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي المقترح الأميركي بأنه "غير مقبول"، وأكد خلال مؤتمره الأسبوعي الاثنين الماضي، أن بلاده ستقدم خطة معقولة ومنطقية ومتوازنة، عبر الوسيط العماني، وأوصى الأميركيين باغتنام هذه الفرصة ودراستها بجدية، لأن قبولها سيكون في مصلحة أميركا، حسب قوله.

بين المقبول والمعيق

وبينما يشهد المسار الدبلوماسي عشية الجولة السادسة من المفاوضات النووية غموضا يكتنف تفاصيل مقترحات طرفيها، يشكك مراقبون بجدوى الدبلوماسية في ظل إصرار أميركا على تصفير التخصيب داخل إيران، وتأكيد الأخيرة حقها في مواصلته لأغراض مدنية.

إعلان

لكنّ سياسيين في طهران يعتقدون أن فكرة إنشاء كونسورتيوم (مجموعة) إقليمي لتخصيب اليورانيوم ستكون محور اهتمام طرفي المفاوضات في الجولة المقبلة، بينما تقول طهران إن الفكرة ستكون مرفوضة إذا لم تضمن التخصيب داخلها.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، الثلاثاء الماضي، إن المفاوضات القادمة في مسقط ستكون الأولى التي تقدم فيها إيران تقييمها لمطالب أميركية مكتوبة، كما ستعرض على الأميركيين مبرراتها بضرورة استمرار التخصيب.

وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مسقط في مايو/أيار الماضي، حيث ستعقد مفاوضات الجولة 6 (رويترز)

 

من جانبه، يعتقد الباحث في العلاقات الإيرانية الأميركية، أمير علي أبو الفتح، أن الموقف الإيراني المتوقع في الجولة السادسة سيتأرجح بين التشدد في استمرار تخصيب اليورانيوم على أراضيها وإظهار المرونة في تحديد مستوى التخصيب في أي اتفاق نووي محتمل، مستدركا أنه ينبغي أن يكون التخصيب داخل إيران في المرحلة المقبلة حقيقيا لتلبية جزء من حاجتها من اليورانيوم المخصب، وليس رمزيا كما تريده بعض الأطراف.

ويقول أبو الفتح للجزيرة نت، إن العامل المعرقل في المفاوضات النووية ليس عنصر التخصيب فحسب، بل هناك مطالب إيرانية بضرورة رفع العقوبات لم تناقش جديا في المفاوضات المتواصلة، مؤكدا أنه يرى أن إمكانية التوصل لاتفاق نووي جديد ضئيلة حتى الآن.

وتوقع استمرار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن حتى بعد الجولة الـ 10 منها على أقل تقدير، ليتبادل خلالها الجانبان خططهما ومقترحاتهما للتوصل إلى حل وسطي يلبي مطالبهما نسبيا، مؤكدا أنه رغم تضارب الخطوط الحُمر لطرفي المفاوضات إلا أنهما غير مستعدين لإعلان فشل المسار الدبلوماسي لما له من تداعيات خطِرة.

تفعيل الخيارات

وإن أصرَّ الأميركيون على تصفير التخصيب داخل إيران في أي اتفاق محتمل، يستبعد المتحدث نفسه، أن تبادر بلاده إلى مغادرة طاولة التفاوض، مؤكدا أن طهران سوف تتبنى سياسة أقصى الصمود لمواجهة سياسة أقصى الضغوط الأميركية.

إعلان

وردا على سؤال عن طبيعة البدائل التي تراها إيران مناسبة لتخصيب اليورانيوم في حال تزمتت واشنطن في موقفها من قضية التخصيب، يعتقد أبو الفتح أن الإصرار على تصفير التخصيب سيساوي نسف الدبلوماسية وأن بلاده تمتلك خيارات تقنية وسياسية لتصعيد برنامجها النووي وفق التالي:

رفع مستوى التخصيب إلى أعلى من 60%، وهو المسار الذي اتبعته طهران بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال حقبته السابقة، من الاتفاق النووي. زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي أو تدشين نماذج حديثه منها. إطلاق منشآت جديدة تحت الأرض مما يصعّب عمليات المراقبة أو الاستهداف العسكري.

من ناحيته، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية المتخصص بالملف النووي الإيراني محسن جليلوند، أنه حال إصرار واشنطن على موقفها المتشدد بشأن تخصيب اليورانيوم، قد تلجأ إيران إلى تفعيل طيف من الخيارات البديلة بدءا من:

تشغيل الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي (IR9) ورفع نسبة التخصيب تقليص التعاون مع الوكالة الذرية وفتح صفحة جديدة للتعاون النووي مع دول حليفة أخرى وصولا إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT).

آلية الزناد

ويوضح جليلوند للجزيرة نت، أن طهران انضمت إلى معاهدة حظر الانتشار النووي ليتسنى لها التخصيب بمراقبة الوكالة الذرية، وفي حال ممارسة الأطراف المعنية الأخرى ضغوطا عليها لحرمانها من ذلك، قد تجد في الانسحاب من المعاهدة خيارا بديلا من مواصلته دون التزامات دولية.

كما يستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق محتمل خلال الجولة المقبلة النووية بين واشنطن وطهران انطلاقا من التنسيق غير المعلن بين الجانب الأميركي والوكالة الدولية للطاقة الذرية والترويكا الأوروبية للضغط على إيران لحثها على التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وفي رأيه، فإن تفعيل آلية الزناد سيكون واردا حتى أواسط الشهر المقبل في حال رفضت طهران أقل المطالب الأميركية في المفاوضات الجارية، تمهيدا لإيجاد إجماع دولي ضد طهران بحلول يوم النهاية في الاتفاق النووي المصادف 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل ثم تطبيق النموذج الليبي بحقها.

إعلان

وخلص جليلوند إلى أن احتمالات تجاوب إيران مع عقد اتفاق مع أميركا خلال الفترة القصيرة المقبلة "متدنية"، لكن إيران ستواصل مساعيها لتعديل المقترح الأميركي من جهة وتقديم خطط متكاملة لشراء الوقت من جهة وتفويت فرصة تفعيل آلية الزناد على الجانب الأوروبي من جهة أخرى.

وبينما تسير المفاوضات النووية نحو مفترق طرق حاسم بين تزايد الضغوط الأميركية والأوروبية والأممية على طهران لحثها على القبول بمطالب واشنطن، ورفض إيران التنازل عن حقها في  التخصيب، فهل ستؤسس الجولة 6 من المفاوضات لإعلان فشل المسار الدبلوماسي أم أن تبادل المقترحات سيفتح صفحة جديدة للاتفاق بشأن النووي الإيراني؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج المفاوضات النوویة فی المفاوضات

إقرأ أيضاً:

عاجل. محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة

محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة اعلان

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "مروّع للغاية"، مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن، قائلاً إن السكان "يرون الغذاء على بُعد أميال دون القدرة على الوصول إليه".

وخلال تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي، أعلن ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الأزمة، كما أجرى اتصالًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، التي تعهدت – بحسبه – بالمساهمة في تأمين الاحتياجات الإنسانية لسكان القطاع.

وكشف ترامب عن خطط لإنشاء مراكز لتوزيع الغذاء داخل غزة بالتعاون مع دول أخرى، مؤكدًا أن هذه المراكز "ستكون مفتوحة دون قيود"، وأن الهدف منها "إنقاذ الأرواح والتخلص من جميع الحواجز أمام وصول الغذاء، خاصة للأطفال".

وفي ما يتعلق بالملف الأمني، قال ترامب إن التعامل مع حركة حماس "أصبح أكثر صعوبة" بسبب رفضها إطلاق سراح الرهائن المتبقين، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعرف أحيانًا أماكن وجودهم، لكنها تمتنع عن تنفيذ عمليات لإنقاذهم خشية تعريض حياتهم للخطر.

كما وجه ترامب انتقادات غير مباشرة لإسرائيل، معتبرًا أنها تتحمّل "مسؤولية كبيرة" في ما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعا إلى تعاون دولي عاجل لتخفيف حدة الأزمة.

وفي سياق منفصل، حذر ترامب من "إشارات سلبية" تصدر عن إيران، مشيرًا إلى أن استئناف طهران برنامجها النووي "سيُواجَه بسرعة وحزم".

الصحفيون يعملون على تحرير هذه القصة، سيتم التحديث بأسرع وقت بالمزيد من المعلومات فور ورودها

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة أخبار اعلان اعلان اخترنا لك واشنطن وتل أبيب تقاطعان المؤتمر الأممي الخاص بفلسطين والخارجية الأمريكية تقول إنه هدية لحماس (وكالة) سبتمبر.. موعد أول انتخابات برلمانية في سوريا منذ سقوط الأسد والشرع سيعيّن ثلث المقاعد طهران تعتقل يهوديين أمريكيين من أصول إيرانية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل إيران تعلن عن زيارة مرتقبة لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن المتعاملة مع تل أبيب اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك 2 نتنياهو: لا مزيد من الأعذار للمنظمات الدولية بعد إعلان الجيش فتح ممرات إنسانية 3 بدء دخول قوافل مساعدات مصرية إلى غزة والجيش الإسرائيلي يعلن تعليقًا تكتيكيًا يوميًا لعملياته 4 ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% 5 الكرملين يعلن إلغاء عرض كبير للبحرية الروسية "لأسباب أمنية" اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

إسرائيل غزة إسبانيا حركة حماس دونالد ترامب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة سوريا سياحة إيران انتخابات اليونان عاصفة الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • «خامنئي»: الغرب يستغل الملف النووي كذريعة للاصطدام مع إيران
  • نائبة بلجيكية: إيران تخطط لاختطافي ونقلي إلى طهران
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
  • ترامب يهدد بقصف المنشآت النووية الإيرانية إن أعادت طهران تشغيلها
  • عاجل. محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة
  • إيران تعلن عن زيارة مرتقبة لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • زيارة مرتقبة من "الطاقة الذرية" إلى إيران
  • إيران تدرس الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي والحرس الثوري يحذر أوروبا
  • طهران تؤكد عدم التنازل عن التخصيب.. وواشنطن: استئناف «المحادثات النووية» قريباً