تماسيح تحت أرصفة الموانئ
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شاءت الأقدار ان يقع الاختيار على رجل من البصرة. من العاملين في الموانئ، ليستلم حقيبة وزارة النقل لمدة وجيزة، اقتصرت بنحو 720 يوماً فقط. ربما اختاروه لمرحلة تكنوقراطية مؤقتة، لكنها كانت عابرة لتقاسمات المحاصصة، وذلك بعد اطلاعهم على مواهبه ومؤهلاته وجرأته وخدمته المهنية والإدارية الطويلة.
كان مديرا للمتابعة العلمية. ومديرا لقسم التفتيش البحري، ومديرا لميناء خور الزبير، ومديرا للسيطرة البحرية، ومعاونا للمدير العام، وله مؤلفات ودراسات ومقالات كثيرة وموثقة ومنشورة. لكنه كان مختلفا عن الوزراء الذين سبقوه والذين جاءوا من بعده. فقد اختار لنفسه مساراً داعماً للموظفين في عموم تشكيلات الوزارة. فتبنى مشروع إسكانهم ومساعدتهم في امتلاك مساحات صغيرة من الأرض في هذا البلد الذي تزيد مساحته على 400 ألف كيلومتراً مربعاً. فاكتمل مشروعه بتخصيص 22 الف قطعة لموظفي النقل البحري والنقل البري والسكك والموانئ. وتصاعدت في زمنه مؤشرات الموارد المالية، فارتفعت معها المخصصات والحوافز والأرباح حتى كسرت السقف الأعلى. .
لكن الطامة الكبرى انه تلقى سلسلة من الهجمات من الوسط الذي يعيش فيه. من أناس يعرفونه ويعرفهم. معظمهم من المحالين إلى التقاعد، لكنهم يشتركون ببعض القواسم المشتركة: جميعهم من البصرة. معظمهم كانوا من العاملين في القسم القانوني بالموانئ. أو لهم علاقة بالشؤون التشريعية المرتبطة بالسفن والشركات البحرية. معظمهم من الذين عملوا مع الوزير وكانوا على علاقة مباشرة به قبل استيزاره. .
أكاد اذكرهم بالأسماء والعناوين. لكنني اخترت التغاضي عنهم الآن، وهناك مثل هندي يقول: (نفر ما في مخ خل يولي). أي: دع الخلق للخالق. .
اللافت للنظر انهم لم يتهجموا على اي وزير للمدة من 2003 إلى 2016، ولم يتهجموا على اي وزير للمدة من 2018 إلى 2025. ولا يمتلكون الشجاعة على انتقاد الموانئ بوضعها الحالي، ولا انتقاد وزارة النقل بوضعها المربك، لكنهم وعلى الرغم من مغادرة زميلهم وزير النقل الاسبق منذ سبع سنوات تقريبا، وعلى الرغم من تعاقب ثلاث وزراء بعده. ظلت هجماتهم موجهة ضده. وتوحدت جهودهم في الانتقام من ابن مدينتهم الذي كان ودودا جداً ومتعاطفاً معهم. .
كلمة اخيرة: بعض النهايات مرة كالعلقم. لكنها تجعلنا نعيد النظر في تقييم الذين كنا نظنهم من الأخيار والأجاويد. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عمال الموانئ الأوروبيون يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال
أطلق عمال الموانئ الأوروبيون تحركًا جماعيًا غير مسبوق يهدف إلى وقف تصدير الأسلحة من موانئ القارة نحو الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تصاعدية تعكس اتساع رقعة المعارضة الشعبية والنقابية للتورط الأوروبي في النزاع الدائر في قطاع غزة.
ووجهت تنسيقيات عمّالية من عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي نداءً إلى حكومات بلدانها بضرورة الالتزام الفعلي بالمعاهدات الدولية، التي تمنع تصدير السلاح إلى مناطق النزاعات، حيث تُسجّل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
أخبار متعلقة صور | وسط أحوال جوية صعبة.. البرتغال وإسبانيا تكافحان حرائق الغاباتدون تحذيرات من "تسونامي".. زلزال بقوة 6 درجات يضرب جزر الكوريل .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة - أ ف بوقف تصدير الأسلحةوأكد العمال النقابيون في تصريحات نقلتها الصحف الأوروبية أن القانون الإيطالي رقم 185 لعام 1990 يحظر بوضوح تصدير الأسلحة إلى الدول المنخرطة في نزاعات مسلحة، داعيًا إلى احترام هذا الإطار القانوني ومنع استخدام الموانئ المدنية لأغراض عسكرية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في مايو 2025 عن مراجعة لاتفاقية الشراكة بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي، بعد تأكيده وجود خروقات لبند حقوق الإنسان في الاتفاق، على خلفية ما يحدث في غزة والضفة الغربية، ورغم هذا الإعلان، لم يتخذ التكتل أي خطوات ملموسة حتى نهاية يوليو، بما في ذلك فرض عقوبات أو النظر في إمكانية فرض حظر على السلاح، ما يُظهر الانقسامات العميقة بين الدول الأعضاء بشأن كيفية التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قصف الاحتلال المستمر على قطاع غزة - أرشيفية
وفي خضم المشهد المتوتر، يشدد عمال الموانئ الأوروبيون على أن تحركهم لا يهدف فقط إلى الامتناع من التورط في الصراعات، بل هو دفاع عن المبادئ التي تقوم عليها المعاهدات الدولية، ونداء صريح للحكومات كي تضع حقوق الإنسان فوق المصالح السياسية أو الاقتصادية.