في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مقار عسكرية حساسة في العاصمة الإيرانية طهران، أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية، من بينها التلفزيون الإيراني، عن مقتل الجنرال غلام علي رشيد، نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، في واحدة من أكبر الضربات التي تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ سنوات.

من هو غلام علي رشيد؟

يُعد الجنرال غلام علي رشيد أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في المؤسسة العسكرية الإيرانية خلال العقود الأربعة الماضية، وهو من كبار القادة الذين واكبوا تطور بنية القوات المسلحة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

ولد رشيد في محافظة خوزستان جنوب إيران، وكان من أوائل من التحقوا بالحرس الثوري الإيراني، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حيث شغل أدوارًا قيادية في غرفة العمليات. عرف آنذاك بدوره في تنسيق الدفاعات في المناطق الغربية والجنوبية، ما أكسبه ثقة كبار القادة وعلى رأسهم قاسم سليماني.

موقعه داخل المنظومة العسكرية

حتى لحظة استشهاده، كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وهي الهيئة التي تُعد حلقة الوصل المركزية بين الجيش النظامي (أرتيش) والحرس الثوري. كما ترأس مركز القيادة والتحكم المشترك للقوات المسلحة، ما جعله مشاركًا رئيسيًا في التخطيط الاستراتيجي العسكري الإيراني، خاصة في ما يتعلق بالملفات الإقليمية مثل العراق، سوريا، واليمن.

رشيد كان يُعرف داخل المؤسسة العسكرية بلقب "العقل الاستراتيجي"، نظرًا لمهاراته العالية في تحليل موازين القوى، ووضع السيناريوهات الدفاعية والهجومية.

مواقفه وتصريحاته

كان غلام علي رشيد من أبرز المدافعين عن مشروع "الردع الإقليمي" الذي تتبناه إيران، والذي يشمل تعزيز نفوذ طهران في دول الجوار عبر دعم الحلفاء، وتطوير قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة. وفي أحد أبرز تصريحاته عام 2021، قال:
"لن نتردد في توجيه ضربة ساحقة لأي دولة تسهّل أو تشارك في العدوان على إيران، ولدينا خطط جاهزة لكل سيناريو محتمل."

مقتله... ضربة عسكرية ومعنوية

إذا تأكد مقتله رسميًا، فإن استشهاد غلام علي رشيد يُعد خسارة كبيرة للجهاز العسكري الإيراني، خصوصًا أنه كان أحد القلائل الذين يمتلكون خبرة طويلة تمتد منذ أيام الحرب مع العراق، وحتى تشكيل محور المقاومة الإقليمي.

ويرى مراقبون أن استهدافه في هذا التوقيت، إلى جانب اللواء حسين سلامي، يعكس محاولة إسرائيلية لكسر رأس المنظومة العسكرية الإيرانية، وربما لشل قدرتها على الردع أو التنسيق في حال نشوب مواجهة إقليمية شاملة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نائب رئيس الأركان الإيراني القوات المسلحة الإيرانية الحرس الثوري الهجوم الاسرائيلي طهران حسين سلامي محمد باقري القيادة العسكرية الحرب الإيرانية العراقية الردع الإقليمي محور المقاومة قاسم سليماني اسرائيل الشرق الأوسط التصعيد العسكري استهداف القادة

إقرأ أيضاً:

نساء إيران يدخلن بقوة إلى الصناعات العسكرية!

أزاح الجيش الإيراني الستار عن منظومة صياد 4 للغابات خلال مراسم حضرها وزير الدفاع عزيز نصير زاده، وركّز على أنها منظومة جرى تصميمها بالكامل عبر فريق من العالمات الإيرانيات داخل الصناعات الدفاعية، في خطوة تعكس تصاعد حضور النساء داخل البرامج العسكرية المعقدة.

وأفادت وكالة مهر أن النسخة المعروضة من نظام صياد 4 جاءت صغيرة الحجم لأسباب أمنية، وأوضحت أن هذا النظام صُمم ليكون جزءًا من شبكة الدفاع الجوي، اعتمادًا على قدرات تطوير محلية تقودها فرق نسائية تعمل في الأبحاث والتصميم والإنتاج.

وذكر وزير الدفاع عزيز نصير زاده خلال زيارته معرض الإنجازات الدفاعية للنساء أن العالمات يشاركن في جميع مشاريع وزارة الدفاع على قدم المساواة مع العاملين الرجال، وبيّن أن دورهن يمتد من المراحل البحثية الأولى حتى التطوير النهائي للأنظمة الدفاعية.

وشمل المعرض مجموعة واسعة من المنتجات والأنظمة المتطورة التي دخلت النساء في مختلف مراحل تطويرها، وركّز على إبراز حضور الكفاءات العلمية النسائية داخل البرامج الدفاعية التي تسعى إيران لتوسيعها سنويًا عبر دعوة العالمات للمشاركة في المشاريع التقنية والعسكرية المتقدمة.

وفي سياق متصل، أعلنت إيران الجمعة الماضية تنفيذ عملية إطلاق لصواريخ بالستية وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة ضمن مناورات بحرية للحرس الثوري في الخليج، وبيّنت التقارير أن التدريبات امتدت يومين واشتملت على إطلاق مكثف لصواريخ كروز من طرازات قدر 110 وقدر 380 وقدر 360، إلى جانب صاروخ بالستي من طراز 302 ضمن استعدادات تصفها طهران بأنها مواجهة للتهديدات الأجنبية.

إيران تدين قيوداً أمريكية جديدة ضد بعثتها الدبلوماسية وتدعو غوتيريش للتدخل

أدانت وزارة الخارجية الإيرانية قراراً أمريكياً يستهدف ثلاثة من موظفي البعثة الدبلوماسية الإيرانية في نيويورك ويمنعهم من مواصلة مهامهم، مؤكدة أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً لحقوق إيران القانونية كدولة عضو في الأمم المتحدة.

وأوضحت الوزارة في بيان أن تشديد القيود على بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك يشكل تجاوزاً يتعارض مع التزامات الولايات المتحدة كدولة مضيفة، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التدخل بشكل جدي لإيقاف ما وصفته بالانتهاكات.

وأشارت إلى أن فرض قيود واسعة على إقامة الدبلوماسيين الإيرانيين وتحركاتهم وعملياتهم المصرفية ومشترياتهم اليومية يمثل ضغوطاً تهدف إلى إعاقة عمل البعثة وعرقلة أدائها الطبيعي.

ووصف البيان قرار الخارجية الأمريكية بمنع استمرار أنشطة ثلاثة من موظفي البعثة بأنه ذروة التجاوزات القانونية، مؤكداً أن هذه الخطوات تثير أسئلة حول أهلية الولايات المتحدة لاستضافة المنظمة الدولية.

ولم يحدد البيان توقيت تشديد القيود، بينما كانت واشنطن قد فرضت في شهر سبتمبر 2025 قيوداً صارمة على الوفد الإيراني خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقيّدت تحركاته داخل نيويورك ومنعته من دخول بعض المتاجر وشراء السلع غير الأساسية.

وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بعد خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة تلاها تصعيد عسكري استمر اثني عشر يوماً خلال شهر يونيو، وشنّت خلاله الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات استهدفت مواقع نووية إيرانية.

آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 18:19

مقالات مشابهة

  • نساء إيران يدخلن بقوة إلى الصناعات العسكرية!
  • مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة يستضيف خبيرًا عالميًا في جراحات الحنجرة
  • خبير عالمى بمجمع الجلاء الطبى للقوات المسلحة فى جراحات الحنجرة والقصبة الهوائية
  • الخدمات الاجتماعية العسكرية تكرّم عددا من ذوي الإعاقة من منتسبي القوات المسلحة
  • الفريق صدام حفتر يستقبل وفدًا عسكريًا أردنيًا لبحث التعاون المشترك
  • المغرب وفرنسا يعقدان أعمال الدورة الـ 23 للجنة العسكرية المشتركة بينهما
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • وزير الدفاع يلتقى بمقاتلى قوات حرس الحدود ويكرم عددًا من المتميزين
  • وزير الدفاع والإنتاج الحربى يلتقى بمقاتلى قوات حرس الحدود ويكرم عددًا من المتميزين
  • وزير الدفاع يلتقي مقاتلي قوات حرس الحدود ويكرم عددا من المتميزين