واشنطن- فور إعلان الجانب الإسرائيلي بدء شن سلسلة من الهجمات الجوية على المنشآت النووية وقادة عسكريين وسياسيين وأهداف أخرى داخل عدة مدن إيرانية، اتخذ المسؤولون الأميركيون خطوات للنأي بأنفسهم عن الضربات الإسرائيلية، مؤكدين أن واشنطن لم تشارك فيها.

ومن العاصمة الأميركية، أصدرت السفارة الإسرائيلية بيانا قالت فيه إن إسرائيل شنت "هجوما استباقيا ودقيقا ومشتركا لضرب البرنامج النووي الإيراني"، وإن الطائرات الإسرائيلية شاركت في "المرحلة الأولى" التي استهدفت "عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك الأهداف النووية في مناطق مختلفة من إيران".

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة– في بيان متلفز إن الهجمات، التي أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، ستستمر لعدة أيام لإزالة تهديد البرنامج النووي الإيراني.

سياسة النأي بالنفس

وعلى العكس من موقف واشنطن خلال الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بينهما خلال شهري أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2024، نأت واشنطن بنسفها بعيدا، ولم تتعهد بالدفاع عن إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو -في بيان- إن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات، وحث إيران على عدم الانتقام من أهداف أميركية.

إعلان

وأضاف: "الليلة، اتخذت إسرائيل إجراءات أحادية الجانب ضد إيران. نحن لسنا متورطين في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى حماية القوات الأميركية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل أنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن النفس. لقد اتخذ الرئيس (دونالد) ترامب والإدارة جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا والبقاء على اتصال وثيق مع شركائنا الإقليميين. اسمحوا لي أن أكون واضحا: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين".

وفي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للرد الإيراني، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية توجيهات لجميع موظفي الحكومة الأميركية في إسرائيل وعائلاتهم بالاحتماء في أماكنهم حتى إشعار آخر.

الرئيس الأميركي أكد أنه لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية (رويترز) الموجة الأولى

وقبل ساعات فقط من الهجمات الإسرائيلية، وفي تصريحات صحفية بالبيت الأبيض، قال الرئيس دونالد ترامب إن بلاده لا تزال "ملتزمة بحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية!"، وإن إيران "يمكن أن تكون دولة عظيمة، لكن يجب عليهم أولا التخلي تماما عن الآمال في الحصول على سلاح نووي".

وفي تعليقات صحفية، قالت دانا سترول، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس جو بايدن ومديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المعروف بقربه من إسرائيل، إن الضربة "تبدو وكأنها الموجة الأولى من حملة إسرائيلية".

وأضافت سترول أن "الهدف الأولي الذي تم تحديده في وسط مدينة طهران، بما في ذلك ما يبدو أنها ضربات دقيقة على مساكن كبار المسؤولين، يشير إلى نية لشل قيادة النظام وقيادته وسيطرته، ويمكن أن تكون الهجمات التالية تستهدف مجموعة من الأهداف أوسع بكثير ومتنوعة جغرافيا".

وتأتي الضربات بعد يوم من تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على توجيه اللوم إلى إيران لعدم امتثالها لالتزامات عدم الانتشار.

إعلان

وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث -أمس الخميس وقبل شن إسرائيل هجماتها- إن الرئيس ترامب "أعطى إيران كل فرصة ممكنة للحصول على إجابات عن نشاطها النووي السري، وفشلت إيران في الرد". واستشهد هيغسيث بتقرير الوكالة الدولة للطاقة الذرية الذي دان ما اعتبره سلوكا إيرانيا مراوغا.

ما لم تقله واشنطن

جدير بالذكر أن هجمات إسرائيل تأتي بعد انقضاء الموعد النهائي الذي فرضه ترامب على نفسه لمدة شهرين كحد زمني للمحادثات النووية مع إيران، وستعقد جولة سادسة الأحد المقبل في سلطنة عُمان كان موعدها محددا قبل شن الهجمات الإسرائيلية.

وهاجمت الخبيرة سترول بيان وزير الخارجية روبيو، وأوضحت أن "وزير الخارجية الأميركية يعلن بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل اتخذت قرارها من تلقاء نفسها".

وتابعت سترول أنه عندما يقول روبيو: "يجب على إيران ألا تستهدف الأفراد الأميركيين أو المصالح الأميركية، فإن هناك خطرا حقيقيا للغاية من أن يفهم الإيرانيون ضمنيا هذا على أنه ضوء أخضر لمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر".

ما لم يُقل -حسب سترول- هو إذا ما كانت الولايات المتحدة ستشارك في الدفاع عن إسرائيل أم لا كما فعلت سابقا. وأوضحت أن "الغموض أو الإيحاء بخلافات أميركية إسرائيلية يمثل مخاطرة لتشجيع الخصوم".

وعلى النقيض، قال مستشار الرئيس السابق جو بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك، والذي يعمل حاليا معلقا سياسيا في شبكة "سي إن إن"، إنه يتوقع دورا أميركيا كبيرا في الدفاع عن إسرائيل ضد أي انتقام إيراني.

من جانبهم، أعرب عديد من كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إلى جانب ديمقراطيين بارزين مؤيدين لإسرائيل، عن دعمهم لما اعتبروها "ضربات استباقية" إسرائيلية على إيران، لكن عددا من المشرعين المتشككين -معظمهم من الديمقراطيين- أعربوا عن قلقهم من أن الضربات قد تشعل حربا أوسع في المنطقة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج الدفاع عن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مسؤول إيراني: «هجوم صاروخي باليستي» ضد إسرائيل في هذه الحالة

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلا عن مسؤول إيراني، اليوم الخميس، إن مسؤولين عسكريين إيرانيين اجتمعوا لمناقشة الرد على ضربة إسرائيلية محتملة.

وأكد المسؤول الإيراني، أن طهران وضعت خطة رد تتضمن هجوما مضادا فوريا على إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية.

وقالت وكالة «رويترز» البريطانية نقلا عن مسؤول إيراني، الخميس، إن التهديد العسكري كان دائما جزءا من تكتيكات التفاوض الأمريكية مع إيران.

وأكد المسؤول الإيراني، على أن أي عمل عسكري ضد بلاده سواء من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة.

بدوره، جدد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، التأكيد على أن طهران لم تسع يوما لامتلاك السلاح النووي وملتزمة باتفاقية الضمانات الشاملة، فضلا عن إيجاد حل تفاوضي يعالج الهواجس بشأن ملفها النووي والعقوبات عليها.

وشدد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، على أن أي محاولة أو تهديد بتفعيل آلية الزناد سيفضي لعواقب سلبية خطيرة.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلا عن مصادر، الخميس، إن الولايات المتحدة تعيش حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران.

وأشارت المصادر، إلى أن السفارات والقواعد العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وُضعت في حالة تأهب قصوى.

وأكدت المصادر، على ازدياد قلق مسؤولي الاستخبارات الأمريكية خشية قيام إسرائيل بضرب إيران دون موافقة واشنطن، موضحة أنه من شبه المؤكد أن ضرب إسرائيل لإيران سيفسد المفاوضات وسيدفع طهران لرد انتقامي.

وأضاف دبلوماسي في المنطقة: «نراقب الوضع بقلق ونعتقد أنه أخطر من أي وقت مضى».

اقرأ أيضاًزواج حفيدة شاه إيران من رجل أعمال يهودي | صور

وزير الدفاع الإيراني يحذر من عواقب فشل المفاوضات النووية وفرض الصراع على طهران

عاجل| إيران تقرر تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي

مقالات مشابهة

  • بدء الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • «وزير الخارجية»: الهجمات الإسرائيلية على إيران غير مبررة.. وموقف مصر واضح
  • كيف تعمل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية وغيرها من أنظمة الدفاع الجوي؟
  • إعلام إيراني: إصابة مستشار الرئيس الإيراني في الضربة الإسرائيلية الاستباقية
  • واشنطن بوست تستطلع آراء ألف أميركي بشأن احتجاجات لوس أنجلوس
  • مسؤول إيراني: «هجوم صاروخي باليستي» ضد إسرائيل في هذه الحالة
  • عاجل | مسؤول دفاعي أميركي للجزيرة: وزير الدفاع صرح بمغادرة طوعية لعائلات العسكريين من أماكن بمنطقة القيادة الوسطى
  • وزير الدفاع الإيراني: سنضرب القواعد الأميركية إذا اندلع صراع
  • عاجل. وزير الدفاع الإيراني يؤكد أن طهران ستستهدف القواعد الأميركية في حال اندلاع نزاع