في 19 حزيران ـ يونيو 2024 وجه السيد حسن نصر الله إنذارا لجمهورية قبرص (اليونانية) العضو في الاتحاد الاوروبي. حمّلها مسؤولية أي عمل تقوم به إسرائيل ضد حزب الله انطلاقا من الأراضي القبرصية. في اليوم التالي رد الرئيس القبرصي بطريقة شديدة التهذيب: قبرص كانت وستبقى مركزا للعمليات الإنسانية فقط. قبرص ليست جزءا من الحرب.

انها جزء من الحل. سينتظر الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون مضي أسبوعين على اغتيال السيد حسن نصر الله حتى يدعو الى قمة للدول الاوروبية الجنوب متوسطية في جزيرة قبرص (11 أكتوبر ـ تشرين الأول 2024) لطمأنة الجزيرة ازاء المخاطر التي يمكن ان تأتي من لبنان وللقول ان أوروبا تقف الى جانبها، بل لعل القمة الأوروبية في الجزيرة مؤشر على انتقال حرب غزة من مصير الى مصير آخر.

سينتقل حزب الله من لاعب بين الأوائل في شرق المتوسط في حزيران ـ يونيو إلى مقاوم يسطر بطولات غير مسبوقة دفاعا عن قرى جنوب لبنان الأمامية، في أعنف مجابهة عسكرية خلال حرب "طوفان الأقصى" وفي ظروف ابتعاد إيراني صريح عن الحرب منذ انتخاب الرئيس   الجديد مسعود بزشكيان. ستؤدي هذه البطولات الى الحصول على وقف لإطلاق النار وفق القرار الاممي 1701 الذي انتزعه الحزب عام 2006 عندما كانت إسرائيل مهزومة في الحرب.

سيتم تطبيق القرار هذه المرة بإشراف لجنة خماسية مؤلفة من إسرائيل ولبنان وقوات الطوارئ الدولية فضلا عن ممثل لفرنسا وللولايات المتحدة الامريكية على ان يكون الممثل الامريكي ضابطا ورئيسا للجنة، ما يعني أن تطبيق القرار الاممي صار بقيادة حليف للدولة العبرية او امتداد لها لا فرق. هنا يكمن اختلاف كبير بين اليات تطبيق القرار الاممي عام 2006 وما استقر عليه الحال بعد وقف النار في "حرب الاسناد".   (27 تشرين الثاني ـ نوفمبر 2024)

 يضاف إلى ذلك اختلاف أكبر. فقد أعلنت إسرائيل منذ اللحظة الأولى، أنها ستشرف بنفسها على تطبيق الاتفاق. هذا ما نراه على الأرض اذ تنتهك الأجواء والمياه والأراضي اللبنانية يوميا، وتشن غارات على منازل ومقرات واراضي، زاعمة انها تضم أسلحة وذخائر ومسيرات لحزب الله. تطارد اسرائيل المقاومين في كل مكان من لبنان ودائما بذريعة تطبيق الاتفاق. وحصيلة هذا "التطبيق" انتهاكات تُقَدَّرُ بالآلاف.

صفر هامش للمناورة

بالمقابل يبدو حزب الله في موقع يحتفظ فيه بـ "صفر " هامش مناورة. لذا يتكيف حتى الآن مع ظروف ومستجدات ما بعد القرار ضمن خطة صبر استراتيجي، ويتجنب حتى الان الرد على أي من الانتهاكات الإسرائيلية بما ذلك الانتهاك الأخير في الضاحية الجنوبية (5 حزيران ـ يونيو 2025).

سينعكس تراجع الحزب على الجبهة الحربية بتراجع مواز في الداخل اللبناني. سيتخلى الحزب عن النائب سليمان فرنجية مرشحه لرئاسة الجمهورية وسينتخبُ قائد الجيش جوزيف عون (9 كانون الثاني ـ يناير 2024) مرشح الولايات المتحدة الامريكية، وسيسقط الحزب في فخ منصوب من دون قدرة على الرد، إذ تلقى وعودا بترشيح نجيب ميقاتي لرئاسة الوزراء فاذا به يفاجأ بتعيين القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة (8 شباط ـ فبراير 2024) وهو أيضا مرشح الولايات المتحدة الامريكية الحاضنة الأكبر والاهم للدولة اليهودية.

يبدو حزب الله في موقع يحتفظ فيه بـ "صفر " هامش مناورة. لذا يتكيف حتى الآن مع ظروف ومستجدات ما بعد القرار ضمن خطة صبر استراتيجي، ويتجنب حتى الان الرد على أي من الانتهاكات الإسرائيلية بما ذلك الانتهاك الأخير في الضاحية الجنوبية (5 حزيران ـ يونيو 2025).لقد فتحت مجابهة الحدود بابا للحزب اللبناني الجريح والذي فقد أكثر من 80 بالمئة من قادته الكبار، كي يخرج من الحرب بهزيمة قاسية يحاول من بعد استيعاب نتائجها وإعادة تنظيم صفوفه بحيث يحتفظ بأسلحته خارج جنوب الليطاني كما ينص القرار 1701.

 راهن الحزب على تسوية مع الدولة اللبنانية، تقوم على تفكيك بناه التحتية وسيطرة الجيش على القرى والبلدات المنصوص عليها في اتفاق وقف النار، على ان يعيد اندماجه في اللعبة السياسية اللبنانية في ظروف مختلفة، مع الاستجابة لكل التنازلات التي طلبت منه حتى الان: رئيس جمهورية ورئيس حكومة من الطرف الاخر المناهض للحزب. تشكيلة حكومية خالية من الثلث المعطل وبيانها لا يأتي على ذكر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وينص صراحة على تسليم أسلحة الحزب تحت شعار احتكار الدولة لقرار الحرب والسلم ولحصرية السلاح.

لم يكد الحزب يخرج من الحرب عبر اتفاق هش لوقف النار حتى جاء سقوط حليفه في سوريا (8 كانون الأول ـ ديسمبر) ليضفي صعوبات جمة على خططه لما بعد وقف النار وليضيق هامش المناورة أمامه أكثر من ذي قبل.

صار عليه أن يواجه جبهة عريضة تطالب بنزع سلاحه، وإلغاء دوره المقاوم في لبنان. جبهة تضم إسرائيل والنظام السوري الجديد وقسما كبيرا الراي العام اللبناني وغالبية القوى السياسية اللبنانية ولا سيما حزب "القوات اللبنانية" الذي يُلِحُ على الجيش اللبناني بنزع سلاح الحزب بالقوة، على ما صرح نائب القوات في البرلمان غسان حاصباني «.. إذا لم يسلم الحزب سلاحه ستلتزم إسرائيل بنزعه جنوبا وسوريا شمالا ". ويوافقه مجد بطرس حرب بنبرة أعلى "... إذا الحزب ما سلم سلاحه. الجيش اللبناني بيفك رقبته". ويزيد الدكتور سمير جعجع قائد حزب "القوات اللبنانية" على هذه الأصوات "... بجيك زمك من الحزب بقول انتصرنا. وين انتصرت بعد كل يلي صار. يتفضل الحزب ويسلم سلاحه ليس لديه خيار اخر".

تحظى جبهة المطالبين بنزع سلاح الحزب وتسليمه للدولة اللبنانية، تحظى بتأييد واسع من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، يواكبه صمت روسي وصيني، يستند إلى موافقتهما على قرار مجلس الامن 1710 والقرار 1559 وفيهما دعوة صريحة لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها ونزع كل سلاح خارج عن السلطة الرسمية.

الملفت في هذا الصدد ان الرئيس الفرنسي طالب الرئيس السوري الجديد، عندما استقبله في قصر الإليزيه مؤخرا، بالعمل على مواجهة حزب الله فضلا عن تغطية باريس وواشنطن في اللجنة الخماسية للضربات التي توجهها إسرائيل للحزب واخرها قصف ثمانية مباني في الضاحية الجنوبية زعمت إسرائيل انها مصانع للمسيرات.

تحالف دولي لحصار حزب الله

تتحرك هذه الجبهة العريضة لتحويل تراجع حزب الله في حرب الاسناد الى استسلام كامل وتعتمد للوصول الى غاياتها الوسائل التالية:

1 ـ الضغط العسكري اليومي الذي تمارسه تل ابيب بطرق مختلفة كي تنهك حاضنة الحزب وتدفعها للانقلاب عليه. وتزيد الضغط على الحكومة اللبنانية لخوض معركة مع الحزب ونزع سلاحه بالقوة.

2 ـ فرض حصار اقتصادي على الحزب واضعاف شبكات الدعم الاجتماعية التي تساعده في الحفاظ على تماسك بيئته الحاضنة.

3 ـ منع إعادة الاعمار قبل ان يسلم الحزب سلاح فيكون الاعمار ثمنا لطي صفحة المقاومة.

4 ـ اتخاذ إجراءات تنزع افضليات الحزب في مطار بيروت الدولي ومن بينها فتح مطار القليعات في منطقة لا تتعاطف مع الحزب وتعتبر حاضنة لخصومه اليمنيين.

5 ـ الضغط عبر الحدود السورية على مناطق الحزب الحدودية وفرض رقابة صارمة على تهريب السلاح والبضائع وثمة حديث لم يتأكد بعد عن تركيز جهاديين على الحدود المتاخمة للقرى والبلدات الشيعية في البقاع.

6 ـ زيادة تمويل وتعبئة المنظمات غير الحكومية التي تنشر ثقافة العداء للحزب وتطالب بتسليم سلاحه ولا سيما الجمعيات التي يترأسها قادة وناشطون من أصول شيعية.

7 ـ أدى الضغط المتواصل الى اضعاف اتفاق مار مخايل (2006)، بل قطع التحالف بين الحزب والتيار الوطني الحر عبر وضع زعيم التيار جبران باسيل على لائحة الشخصيات المقاطعة من طرف الولايات المتحدة.

8 ـ الضغط المتواصل لإضعاف تحالف الحزب مع حركة امل وبالتالي عزله داخل الطائفة الشيعية ومن ثم استخدام الجيش اللبناني في مجابهة معه وسط اجماع محلي وعربي ودولي.

9 ـ لا جديد في استراتيجية الحصار الدولي المعتمدة ضد حزب الله. فقد سبق للقوى نفسها أن اعتمدت الاستراتيجية نفسها في كوبا وإيران والعراق وفي سوريا وهي بصدد اعتماد السيناريو نفسه في لبنان.

تحويل الهزيمة إلى استسلام

هل يتمكن الحزب من مقاومة الاستسلام وتحجيم خسارته عند حدود تراجعه في حرب الاسناد؟ كيف سيفعل وبآية وسائل؟

يحتفظ الحزب بعناصر قوة كبيرة ومؤثرة لا يمكن الاستهانة بها وتستدعي الإشارة في الخطوط التالية:
أولا: يسبح الحزب وسط حاضنة شعبية صلبة برهنت للتو عن اخلاصها واستعدادها للتضحية تحت شعار الامام الحسين (هيهات منا الذلة). فقد فاز التحالف الوطني بين الحزب وامل في كل المقاعد البلدية والاختيارية التي رشح ممثلين فيها، وكانت الحاضنة الشعبية للحزب قد هبت بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من القرى المحتلة الى تلك القرى وواجهت المحتل باللحم الحي في مشهد نادر في تاريخ حركات التحرر في العالم. تبقى الإشارة الى أن صمود المقاتلين الاستثنائي في المجابهات الحدودية في حرب العام 2006 وبخاصة في حرب الاسناد يفصح عن طينة هذه الحاضنة التي لا تشبه الحواضن الأيديولوجية في الحركات السياسية الحديثة.

تحظى جبهة المطالبين بنزع سلاح الحزب وتسليمه للدولة اللبنانية، تحظى بتأييد واسع من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، يواكبه صمت روسي وصيني، يستند إلى موافقتهما على قرار مجلس الامن 1710 والقرار 1559 وفيهما دعوة صريحة لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها ونزع كل سلاح خارج عن السلطة الرسمية.ثانيا ـ التحالف الوطني بين حزب الله وحركة امل اجتاز بنجاح كل مراحل المجابهة السابقة ومن بينها استيعاب الضغوط الدولية على مسؤولين في أمل من بينهم الوزير السابق علي حسن خليل، المساعد الأبرز للرئيس نبيه بري. فقد تعرض مع متمولين مقربين من الحزب لعقوبات دولية لم يرمش لها جفن في التحالف. هذا التحالف لم تظهر على ملامحه حتى الآن  مؤشرات الكهولة أو الوهن وبالتالي يصعب الرهان على انشقاق في داخله، اقله في المدى المنظور والمتوسط.

لا عودة إلى كنف الإقطاع اللبناني

ثالثا ـ في كل سيناريوهات نزع سلاح الحزب وتحويل تراجعه إلى استسلام لن يقتصر الضرر عليه، بل سيطال الطائفة الشيعية برمتها. لن تعود هذه الطائفة إلى حظيرة الإقطاع السياسي لآل الاسعد وآل عسيران وآل الخليل في جنوب لبنان. ولن تعود الى نفوذ آل حمادة في البقاع للسبب نفسه ولسبب إضافي ان قسما مهما من الحماديين صار في قيادة الحزب. وكذا الأمر في ضاحية بيروت الجنوبية فقد أصبحت عائلة عمار في قيادة الحزب عبر الحاج علي عمار. إن مصير الحزب في لبنان ليس كمصير حزب البعث في سوريا والعراق، هو مصير الطائفة الشيعية برمتها. لو كان اختراق الطائفة متاحا بالوسائل الناعمة لكنا لاحظنا تأثيرا للمذيعة الشيعية الشهيرة في محطة "ام تي في" اليمينية المناهضة للحزب والتي لا تستطيع زيارة قريتها في جنوب لبنان خوفا من ردود فعل أهالي القرية وامتعاضهم من كلامها الدعاوي المعادي للمقاومة. وإذا كان من الصعب الفصل بين مصير المقاومة ومصير الطائفة الشيعية في لبنان، فهذا يعني ان مصير "المساومة" الطائفية اللبنانية يتعلق بكيفية حل قضية السلاح. وللذين يريدون التعمق أكثر في هذه المعادلة يمكنهم الاستماع الى تصريحات الأستاذ وليد جنبلاط الأخيرة الشديدة الحذر " نزع السلاح يعني صواريخ ما بدنا خليهم مع الجيش اما السلاح الباقي فلا مشكلة".

رابعا ـ على الرغم من الخسائر الفادحة التي تعرض لها، ما زال حزب الله قادرا على خوض معارك عسكرية كبيرة وناجحة. لقد برهن عن هذه القدرة في جنوب لبنان في قتال ما قبل وقف النار ولا حاجة الى برهان إضافي في اية محاولة لنزع سلاحه بالقوة في الداخل اللبناني. أما نزع السلاح عبر التكفيريين والجهاديين في سوريا، فقد بينت الاشتباكات الحدودية خلال الربيع الماضي أن من الصعب على الحكومة السورية الجديدة الذهاب بعيدا في هذا الاتجاه وهي لم تعد الكرة من بعد.

لا يمكن للجيش اللبناني نزع سلاح المقاومة بالقوة العسكرية. إن كل تجارب نزع السلاح من الطوائف اللبنانية في لبنان تمت عبر التوافق والمفاوضات وليس عبر القوة. لقد نجح الجيش في حالة واحدة معزولة في مخيم نهر البارد الفلسطيني. كان الأمر يتعلق في حينه بمنظمة غريبة الأطوار (فتح الإسلام)، محدودة التمثيل ووسط تغطية من منظمة التحرير الفلسطينيةخامسا ـ لا يمكن للجيش اللبناني نزع سلاح المقاومة بالقوة العسكرية. إن كل تجارب نزع السلاح من الطوائف اللبنانية في لبنان تمت عبر التوافق والمفاوضات وليس عبر القوة. لقد نجح الجيش في حالة واحدة معزولة في مخيم نهر البارد الفلسطيني. كان الأمر يتعلق في حينه بمنظمة غريبة الأطوار (فتح الإسلام)، محدودة التمثيل ووسط تغطية من منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. أما في مثال التصدي للجهاديين وداعش في عرسال فقد كانت المعركة مشتركة بين حزب الله والجيش. أضف إلى ذلك أن قاعدة شيعية من الجنود والضباط باتت وازنة في الجيش اللبناني وهي لا تحتفظ بعداء للحزب لا سيما أن عقيدة الجيش الجديدة مبنية على العداء لإسرائيل. يبقى أن حزب الله الذي صمد في مجابهة أهم وأقوى جيش في الشرق الأوسط، لن يتمكن جيش آخر من قهره عسكريا خصوصا أنه ما زال يملك وسائل قتال أساسية وفعالة.

حدٌ للحزب وحدٌ عليه

سادسا ـ لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة وبالتالي من الصعب تحويل خسارته في جنوب لبنان إلى استسلام يفضي في نهاية المطاف الى اعادة الشيعة اللبنانيين  قرنا إلى الوراء. وهو ما يلاحظه أبناء هذه الطائفة الذين باتوا يقرؤون على وسائل التواصل الاجتماعي تعبير " المتاولة"، الوصف الذي شاع في حقبة كان الحكم اللبناني فيها، مكرسا لخدمة طائفة واحدة تطلق على غيرها من الطوائف أحكاما وأوصافا منبوذة.

لقد تغيرت طبيعة الحكم في لبنان بعد "اتفاق الطائف 1989"  ولا يفكر  بالعودة إلى الوراء إلا الأغبياء. لذا نرى رئيس الجمهورية جوزيف عون يبذل جهودا حثيثة لاستيعاب سلاح حزب الله عبر مفاوضات مع الحزب بعيدا جدا عن صيغة الاستسلام التي تريد قوى دولية وعربية ومحلية فرضها على المقاومة.

 سابعا ـ لا يمكن للأوضاع الإقليمية أن تستقر على المعادلات الراهنة. مصائر عديدة لم تحسم بعد على راسها مصير غزة. مصير حل الدولتين. مصير الملف النووي إيراني. مصير الحكومة الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو. مصير الحرب الأوكرانية الروسية. أضف إلى ذلك، بل على رأسه مصير الترامبية ومشاريعها. إن ترامب الذي وقع اتفاقا مع أنصار الله في اليمن بمعزل عن حليفه الإسرائيلي يمكنه أن يوقع غيره. لذا يمكن لحزب الله الرهان على الوقت الذي يعتبر هنا سلاحا ذو حدين: حدٌ للحزب وحدٌ عليه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير حزب الله لبنان الوسائل المقاومة لبنان مقاومة حزب الله وسائل سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائفة الشیعیة الجیش اللبنانی حزیران ـ یونیو نزع سلاح الحزب فی جنوب لبنان حرب الاسناد نزع السلاح وقف النار بنزع سلاح فی سوریا حزب الله فی لبنان لا یمکن الله فی فی حرب على ان

إقرأ أيضاً:

ما بعد اتفاق غزة.. أيّ انعكاسات محتملة على الجبهة اللبنانية؟

بعد نحو عامين من الحرب الدامية التي حوّلت قطاع غزة إلى ركام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، واضعًا حدًا مبدئيًا لواحدة من أكثر الحروب تدميرًا في الشرق الأوسط الحديث. وحمل الإعلان، الذي جاء بعد وساطات مصرية وقطرية ومتابعة ميدانية من الأمم المتحدة، في طيّاته وعودًا بانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإطلاق دفعات من الأسرى من الجانبين.
 
لكنّ ما بعد الاتفاق لا يقلّ أهمية عن نصّه، إذ بدأت في المنطقة عملية قراءة معمّقة لمآلات هذه الهدنة وتداعياتها المحتملة على كلّ الجبهات، ومنها الجبهة اللبنانية التي اشتعلت أساسًا تحت عنوان "الإسناد" للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، والتي لم يتوقف لهيبها حتى بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار قبل نحو عام، بدليل الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية اليومية، من دون أيّ رادع من الدول الضامنة للاتفاق.
 
وبالتزامن مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واحتفالات الفلسطينيين بالإنجاز الذي طال انتظاره، بعد حربٍ قد تكون الأطول في تاريخ الصراع، ارتفعت في بيروت الأصوات المطالبة بإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار، في ظلّ مخاوف يثيرها البعض من أن تلجأ إسرائيل إلى التصعيد في لبنان لتعويض الفراغ الناجم عن حرب غزة، فأيّ انعكاسات محتملة لوقف حرب غزة على الجبهة اللبنانية، وهل تكون خطوة باتجاه تثبيت الهدنة أخيرًا؟!
 
"الكابوس" انتهى؟!
 
ربما لم يفهم كثيرون لماذا نجحت مفاوضات شرم الشيخ في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعدما أخفقت قبلها عشرات جولات المفاوضات، برعاية الوسطاء أنفسهم، من مصر إلى قطر مرورًا بالولايات المتحدة، خصوصًا أنّ العناوين التي طبعت التسوية الأخيرة تكاد تكون نفسها التي طُرِحت منذ اليوم الأول، على مستوى تبادل الأسرى والرهائن، فضلاً عن انسحاب الاحتلال، وعودة النازحين وغير ذلك.
 
مع ذلك، فإنّ الاتفاق الذي أبرم أخيرًا جعل الكثيرين في قطاع غزة يتنفّسون الصعداء، خصوصًا أنّه أشّر إلى انتهاء "الكابوس" الذي استمرّ عامين، وأخذ شكل حرب إبادة بأتمّ معنى الكلمة، فقد معها الشعب الفلسطيني كلّ مقوّمات الحياة، حتى تحوّلت في الآونة الأخيرة، إلى حرب تجويع، فضحت عجز المنظمات الأممية والمؤسسات الإنسانية الدولية، أمام آلة الحرب الإسرائيلية في قتل الناس وتشريدهم وتجويعهم، ومنعهم حتى من التنفّس.
 
ومع أنّ الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه أوقف نزيف الحرب بصورة نهائية، إلا أنه يخضع لاختبار قد يكون "ثقيلاً"، خصوصًا أنّ ما تمّ إعلانه حتى الآن ليس سوى اتفاق "المرحلة الأولى"، وهو وفق ما يقول العارفون الجزء الأكثر سهولة في العملية التفاوضية، ولا سيما أنّ هناك قضايا مصيرية وأساسية ما زالت على المحكّ، منها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإنهاء الحرب بشكل دائم، وإعادة الإعمار، ما يتطلب الحذر.
 
لبنان بين الضغط والتهدئة
 
في هذا السياق، ثمّة علامات استفهام تُطرَح حول "سيناريوهات" مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ ثمّة من يعتقد أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعتاش على الحروب قد يلجأ إلى التصعيد في لبنان وربما في جبهات أخرى لتعويض فراغ غزة، وثمّة من يرى أنّ سيناريو ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، قد يكون مثل ذلك المطبّق في لبنان، أي أنّ الهجمات الإسرائيلية لن تتوقف ، تحت مسمّيات واهية من نوع "حرية الحركة" وغير ذلك.
 
من هنا، فإنّ المزاج العام في الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية يسوده الحذر، خشية من أن تسعى إسرائيل إلى استثمار الاتفاق في غزة لتثبيت قواعد اشتباك جديدة في لبنان، أو ربما للانتقال إلى جولة قتال جديدة، من أجل استكمال الأهداف التي لم تتحقق في الجولة الأولى، علمًا أنّ المسؤولين الإسرائيليين وبينهم نتنياهو أكدوا في أكثر من مناسبة أن وقف إطلاق النار ليس وقفًا للحرب، وبالتالي فإنّ المواجهة مع "حزب الله" لم تنتهِ فصولاً بعد.
 
إلا أنّ العارفين يعتقدون أنّ هذا السيناريو يصطدم بسلسلة من الوقائع على الأرض، إذ إنّ أيّ مغامرة إسرائيلية لن تمرّ بسهولة، في ظلّ الوساطات الدولية، وإن بدت عاجزة عن الحصول على ضمانات من تل أبيب للمضيّ قدمًا في مشروع سحب السلاح وغيره، ويُضاف إلى ذلك ما يتردد في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية عن عودة الاهتمام بدعم الجيش تمويليًا وتسليحيًا، في إطار محاولة لضبط الحدود وإعادة تنشيط القرار 1701 تحت إشراف دولي.
 
تبدو المنطقة أمام مشهد متشابه في الشكل ومختلف في المضمون: فكما خضعت غزة لاتفاق هدنة أعلنه الخارج وفرضه ميزان القوى، يعيش لبنان منذ عامين على إيقاع هدنة غير مطبّقة، تضمنها معادلات الردع ومخاوف الانفجار الشامل. ومع الإعلان عن اتفاق غزة، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار، أم "تستنسخ" السيناريو اللبناني؟ وفي حال التزمت، كيف سينعكس ذلك على الجبهة اللبنانية، التي لا يبدو أنّها ستخمد في المدى المنظور؟
  المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة متحدث باسم الحوثيين عن اتفاق غزة: ندعم أي اتفاق يضمن حقوق الفلسطينيين Lebanon 24 متحدث باسم الحوثيين عن اتفاق غزة: ندعم أي اتفاق يضمن حقوق الفلسطينيين 10/10/2025 12:01:38 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الكتائب: أي دعوة إلى الحوار مرحّب بها لكن بعد حصر السلاح بالدولة اللبنانية Lebanon 24 الكتائب: أي دعوة إلى الحوار مرحّب بها لكن بعد حصر السلاح بالدولة اللبنانية 10/10/2025 12:01:38 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 نتنياهو: إسرائيل ستواصل السيطرة على غزة رغم أي اتفاق مع حماس Lebanon 24 نتنياهو: إسرائيل ستواصل السيطرة على غزة رغم أي اتفاق مع حماس 10/10/2025 12:01:38 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الشركات المصرية تواجه خسائر كبيرة محتملة.. ما السبب؟ Lebanon 24 الشركات المصرية تواجه خسائر كبيرة محتملة.. ما السبب؟ 10/10/2025 12:01:38 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 الولايات المتحدة الأمم المتحدة دونالد ترامب الشرق الأوسط الفلسطينيين الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية تابع قد يعجبك أيضاً بعد حرب غزة.. هل يتجدد العدوان على لبنان؟ Lebanon 24 بعد حرب غزة.. هل يتجدد العدوان على لبنان؟ 11:00 | 2025-10-10 10/10/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان صادر عن المالية.. هذه ما جاء فيه Lebanon 24 بيان صادر عن المالية.. هذه ما جاء فيه 11:50 | 2025-10-10 10/10/2025 11:50:43 Lebanon 24 Lebanon 24 وزارة الزراعة.. ضبط عملية قطع غير قانوني للأشجار في مرجعيون Lebanon 24 وزارة الزراعة.. ضبط عملية قطع غير قانوني للأشجار في مرجعيون 11:48 | 2025-10-10 10/10/2025 11:48:05 Lebanon 24 Lebanon 24 "بلبلة" في أوساط "حزب الله".. تحقيقات وتساؤلات Lebanon 24 "بلبلة" في أوساط "حزب الله".. تحقيقات وتساؤلات 11:45 | 2025-10-10 10/10/2025 11:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مكي.. تنظيم لقاء في زحلة حول التحول الرقمي والإصلاح الإداري Lebanon 24 مكي.. تنظيم لقاء في زحلة حول التحول الرقمي والإصلاح الإداري 11:43 | 2025-10-10 10/10/2025 11:43:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة خسائر "حزب الله" كبيرة Lebanon 24 خسائر "حزب الله" كبيرة 16:00 | 2025-10-09 09/10/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موقع إيراني يكشف.. لهذا السبب دخل "حزب الله" الحرب مع إسرائيل Lebanon 24 موقع إيراني يكشف.. لهذا السبب دخل "حزب الله" الحرب مع إسرائيل 17:30 | 2025-10-09 09/10/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في بيروت.. حملة أمنية كبيرة جدا (صور) Lebanon 24 في بيروت.. حملة أمنية كبيرة جدا (صور) 14:07 | 2025-10-09 09/10/2025 02:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 للعسكريين في الخدمة والمتقاعدين.. إليكم هذا الخبر Lebanon 24 للعسكريين في الخدمة والمتقاعدين.. إليكم هذا الخبر 15:06 | 2025-10-09 09/10/2025 03:06:20 Lebanon 24 Lebanon 24 ملكة جمال لبنان السابقة حامل بطفلها الأوّل... هكذا أعلنت الخبر (فيديو) Lebanon 24 ملكة جمال لبنان السابقة حامل بطفلها الأوّل... هكذا أعلنت الخبر (فيديو) 21:05 | 2025-10-09 09/10/2025 09:05:58 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب حسين خليفة - Houssein Khalifa أيضاً في لبنان 11:00 | 2025-10-10 بعد حرب غزة.. هل يتجدد العدوان على لبنان؟ 11:50 | 2025-10-10 بيان صادر عن المالية.. هذه ما جاء فيه 11:48 | 2025-10-10 وزارة الزراعة.. ضبط عملية قطع غير قانوني للأشجار في مرجعيون 11:45 | 2025-10-10 "بلبلة" في أوساط "حزب الله".. تحقيقات وتساؤلات 11:43 | 2025-10-10 مكي.. تنظيم لقاء في زحلة حول التحول الرقمي والإصلاح الإداري 11:41 | 2025-10-10 المفتي حجازي: قضية غزة محقة وصبرها عظيم فيديو "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! Lebanon 24 "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! 20:30 | 2025-10-07 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) 08:56 | 2025-10-03 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) 22:00 | 2025-09-30 10/10/2025 12:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • رئيس حكومة لبنان أوعز بتقديم شكوى الى مجلس الأمن ضد اسرائيل
  • رئيس الوزراء اللبناني يطلب من وزارة الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل
  • الحزب ينتقد تقاعس الدولة في إعادة إعمار جنوب لبنان وسط قصف إسرائيلي متواصل
  • سمير جعجع لمسؤولي «حزب الله»: عليكم تسليم السلاح اليوم وليس غدًا  
  • الرئيس اللبناني يندّد بغارات اسرائيلية ليلية استهدفت "منشآت مدنية"
  • لبنان يوقف 32 شخصا مشتبها بتعاملهم مع اسرائيل في الأشهر الماضية
  • القوات اللبنانية تحصد المقاعد الـ31 في انتخابات طلاب NDU – زوق مصبح
  • يزبك: تعليق اعمال المجلس الأعلى اللبناني - السوري يجب ان يُستتبع سريعاً بإلغائه
  • ما بعد اتفاق غزة.. أيّ انعكاسات محتملة على الجبهة اللبنانية؟
  • ترسيم الحدود والموقوفون ملفان أساسيان في المحادثات اللبنانية- السورية اليوم