#وراء_الحدث
د. #هاشم_غرايبه
جاء العدوان الذي شنه الكيان اللقيط على إيران، ليؤكد المؤكد، وهو أن هذا الكيان هو المخلب القذر، الذي أنشأه الغرب كمخفر متقدم في قلب العالم الاسلامي، لتنفيذ أطماعه فيه، وإدامة ضعفه ومنعه من التحرر من هيمنته.
رغم أن هذه هي بدهية بسيطة لا يماري فيها كل من يملك عقلا، إلا أن كثيرا من الأنظمة العربية المنبطحة، تحاول تجاهلها، وتستغبي شعوبها بإيهامها أن التعاون معه سيحقق لها التقدم والرخاء.
الحقيقة التاريخية أن كيانا قائما على العدوان الدائم على من حوله، وزعزعة الاستقرار في الإقليم، لا يمكن ان يعتبر دولة طبيعية، وأثبت التاريخ الطويل للبشرية، أنه بالعسكرة لا تقوم الدول، بل بالتعاون وتبادل المعارف، فما من قوة متغطرسة أطمعتها قوتها بفرض ارادتها على الآخرين دامت، بل كانت تزول حتما، ووجد الباحثون في أحوال الأمم، أن أية قوة مهما طغت وتجبرت، لم تتمكن من البقاء اكثر من 250 عاما، لذلك يحذر المفكرون الغربيون من أن القوة الأمريكية قد دخلت في مرحلة الزوال، ويعتبرون وصول “ترامب” الى الحكم اولى العلامات، بما يمثله من العنجهية والصلف، التي تنتج أفعالا حمقاء تودي ببلاده والعالم الى مصارع التهلكة.
ومما يعزز مصداقية هذه التنبؤات توافقها مع السنن الكونية التي أنبأنا بها الخالق في كتابه الكريم، وهي أن مهلكة الأمم السابقة كانت حينما يعم فيها الفساد لدرجة تصبح قيما اجتماعية سائدة (مثل قوم لوط)، أو تتعالى على غيرها بفعل فرط القوة (مثل قوم عاد)، أو تتبع زعيما يتفرعن ولا يجد من يرده عن فرعنته، فيرى نفسه إلها من دون الله (مثل قوم فرعون).
في حال زعيمة الغرب (أمريكا) فقد اجتمعت الحالات الثلاث معا، كما توفرت نظرية العمر الزمني، اذ ستبلغ الولايات المتحدة عمر ال 250 عاما العام القادم: فقد سادت مجتمعاتهم كل الموبقات، فالخمر والمخدرات والميسر باتت ممارسة يومية معتادة، ولحم الخنزير على رأس كل مائدة، والربا نظام سائد وعام لا يمكن لأحد النجاة من التعامل به، والزنا مباح، وممارسته محمية بالقانون، بل أصبحت القيم الاجتماعية الغربية تعتبر بقاء فتاة عذراء بعد بلوغها سن الثامنة عشرة أمرا مستهجنا، كما لم يعد الشذوذ الجنسي رذيلة مخالفة للفطرة البشرية، بل حرية شخصية ويعاقب القانون من يعيق ممارستها. كما أعتبرت أمريكا نفسها شرطي العالم، ومنحت نفسها الحق في التدخل في الشأن الداخلي لأية دولة، ووفق مصلحتها وليس وفق الأعراف والقوانين الدولية، وهي الدولة الوحيدة التي تمنح قواتها الحصانة ضد أية مساءلة من قبل المتضرر من أفعالها، لذلك فهي تعيث في الأرض فسادا، وبحسب قول “هوشي منه”: ” لا يوجد شعب يقتل او يشرد، أو بلد يعاني فقرا إلا كانت أمريكا وراء ذلك”. كل رئيس أمريكي يرى نفسه الأعظم، يعز من يشاء ويذل من يشاء من رؤساء الدول، ولا يراعي ذمة ولا يلتزم بميثاق في ذلك، وأكثرهم في ذلك هو الرئيس الحالي، الذي يمارس ذلك باستهتار وبصورة فجة.
بعد هذا الوصيف الذي يزيل كل ابهام ويكشف كل زيف، نعود الى واحدة من ممارسات جنون العظمة، وهي قمع محاولة أية دولة إسلامية للتقدم العلمي أو النهوض للتحرر من هيمنة الغرب، والتي من أجلها أقام الغرب هذا الكيان اللقيط، وفرض على الأنظمة العربية الخانعة له أن تحميه من الشعوب التي تقطن الديار الإسلامية التي يعلم أن عقيدتها تحصنها من التبعية لها، بل وتفرض عليها رفض ذلك الكيان وتقويضه.
ولأن أمريكا لا تطمئن الى دوام بقاء تلك الأنظمة، فهي تحرص على ابقاء تخلف الأقطار الاسلامية، فهي تخشى أن يتفلت الشعب مرة من رقابة الحرس العلماني الشديد الذي أقامته في جميع الأقطار الإسلامية لمنع عودة الدولة الإسلامية التي هي فقط من ستوحد الأمة وستجتث الكيان اللقيط.
لذلك فالغرب ومنذ تخلص ايران من حكم عميلها الشاه، يعمل على صعيد مزدوج، يذكي نزعة التشيع العدائية لمحيطها الاسلامي، لمنع أية محاولة لجمع كلمته وتوحيده، ومن الناحية الأخرى يضرب كل محاولات النهضة الإيرانية، ورغم أنه بإمكانه بالرقابة منعها من امتلاك السلاح النووي، إلا أنه بهجوم الأمس أثبت أنه لا يريد لها امتلاك اية قدرات تقنية. مقالات ذات صلة هل حرب الاقليم الحالية ذات منطلقات دينية..أم وضعية سياسية ؟..قراءة تفكرية.. 2025/06/13
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
شراكة لا معركة .. خبيرة نفسية توضح قواعد التفاهم بين الزوجين
شددت الدكتورة إيمان المسلمي، استشارية الصحة النفسية، على أن العلاقة الزوجية يجب أن تُبنى على مفهوم الشراكة لا الصراع، مؤكدة أن النجاح في الحياة الزوجية لا يأتي من محاولة كل طرف إثبات تفوّقه على الآخر، بل من التفاهم والاحترام المتبادل.
وأوضحت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن أساس أي علاقة ناجحة هو الاعتراف المتبادل بالمسؤولية، وليس تحميل طرف واحد عبء كل خلاف، مشيرة إلى أن كثيرًا من الأزمات الزوجية تنشأ عندما يتحول الخلاف إلى منافسة، بدلًا من كونه فرصة للنمو والتقارب.
وأضافت أن قواعد التفاهم بين الزوجين تبدأ من القدرة على الاستماع الجيد، والاعتراف بالخطأ، وتقدير مشاعر الآخر، لافتة إلى أن التفكير الأحادي أي رؤية الأمور من منظور شخصي فقط هو أحد أخطر أسباب التباعد العاطفي بين الزوجين.
كما بيّنت أن الوقت المناسب للحوار، واختيار الكلمات بعناية، وتجنب نبرة الهجوم، جميعها عوامل تسهم في تهدئة الأجواء وفتح مساحات جديدة للتفاهم، داعية كل من الزوج والزوجة إلى التحلي بالنضج العاطفي وتجاوز فكرة “من على حق؟” إلى سؤال “كيف نكسب علاقتنا؟.
وختمت حديثها بالقول: "العلاقة الزوجية ليست ساحة معركة يُهزم فيها طرف وينتصر الآخر، بل هي مشروع مشترك لا ينجح إلا إذا انتصر فيه الاثنان معًا على التحديات".