سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران، يتسابق سكان القدس إلى الأسواق لتخزين الطعام والمياه وأدوات الطوارئ، وسط مخاوف من تصاعد الهجمات والدخول في مواجهة أوسع. اعلان
في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، توافد سكان القدس الغربية صباح الأحد إلى الأسواق لاقتناء الاحتياجات الأساسية استعدادًا لاحتمال تصاعد الأوضاع.
وأظهرت لقطات نشرتها وكالة أسوشيتد برس سكان المدينة وهم يتسوقون في أحد متاجر البقالة، بينما أعرب بعضهم عن مشاعر مختلطة بين القلق والتفاؤل حيال الوضع الأمني.
وقالت هانيتا كريما، وهي من سكان القدس، إن عائلتها تقيم في رمات غان، وهي منطقة قريبة من مواقع القصف الإيراني. وأضافت: "كل عائلتي تشعر بالقلق والتوتر، لكننا هنا في القدس نشعر بأننا أكثر أمانًا، ربما هي مجرد سيكولوجية نفسية".
وأشارت كريما إلى أنها تعمل في روضة للأطفال، وقد اضطرت لإبلاغ أولياء الأمور بعدم فتح الروضة في الوقت المعتاد، قبل أن تقرر التطوع لبضع ساعات لتكون مع الأطفال وأوليائهم في محاولة لمنحهم جوًّا من الحياة الطبيعية.
بدوره، قال جوناثان خانا، من سكان القدس: "من المخيف الخروج ليلاً إلى الملجأ، لكننا بدأنا نعتاد الوضع شيئاً فشيئاً، ونحاول العودة إلى الروتين".
Relatedهيمنة السلاح الجوي الأميركي تتجلّى في الضربة الإسرائيلية لإيرانمعهد وايزمان: ضربة إيرانية تطال أهم المراكز العلمية في إسرائيل.. فماذا نعرف عنه؟ليلة ليست كسابقاتها.. هجمات نوعية تشعل اليوم الثالث من المواجهة بين إيران وإسرائيلأما يائيل إنغرابلي، فعبرت عن ثقتها في الإجراءات الوقائية الإسرائيلية. وقالت: "جئت لأعيد تزويد مخزون الطعام لدينا، وأنا أشعر بالتفاؤل لأننا محميون، وأن أمامنا وقتًا للوصول إلى الملجأ. أؤمن بأنه إذا تصرفنا وفق التعليمات فإننا سنكون آمنين".
وتأتي هذه التطورات بعد أن شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية لليوم الثالث على التوالي على مواقع في إيران، وهدد باستخدام قوة أكبر، خاصة بعد تمكن بعض الصواريخ الإيرانية من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإصابة مواقع داخل إسرائيل.
كما ألغيت المحادثات المقررة حول البرنامج النووي الإيراني، والتي كانت تُعد مخرجاً محتملاً من الأزمة.
وتستعد المنطقة لاحتمال اندلاع صراع طويل الأمد، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية المفاجئة التي طالت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. فيما لا تزال الأوضاع متوترة، ومن دون مؤشرات واضحة على تراجع أي من الطرفين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي صواريخ باليستية إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي القدس إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صواريخ باليستية الجيش الأمريكي غزة هجمات عسكرية سکان القدس
إقرأ أيضاً:
هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم الأقصى مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟
تسارع إسرائيل الخطى لتنفيذ مخططاتها في القدس والمسجد الأقصى عبر ممارسات استفزازية وتصريحات تحريضية، بالتوازي مع حرب الإبادة والتجويع والتهجير في قطاع غزة وعملية التهويد والاستيطان والتطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة.
وشهد "الأقصى" صباح الأحد أكبر اقتحام عددي خلال يوم واحد منذ احتلاله، تزامنا مع ما يُسمى بذكرى "خراب الهيكل" بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزراء ونواب آخرين، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
كما أظهرت الصور وصول وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى، وقال إن "إسرائيل ستعزز قبضتها على القدس الشرقية والحائط الغربي وجبل الهيكل إلى الأبد"، على حد زعمه.
ورصدت الكاميرات أداء مستوطنين ما يُعرف بـ"صلاة بركة الكهنة" داخل الأقصى، في تجاوز واضح للمنطقة الشرقية التي كانت تقتصر عليها هذه الطقوس سابقا، وهو ما عدته محافظة القدس تحولا نوعيا وخطيرا وبداية التقسيم المكاني في الأقصى علنا.
"فرصة سانحة"وبناء على هذا الوضع الجديد، يعتقد اليمين الإسرائيلي أن لديه فرصة تاريخية سانحة لتغيير الوضع القائم في الأقصى والسيطرة عليه وإقامة مساحة واسعة من أجل صلاة اليهود فيه، وفق حديث الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث".
ويحاول "اليمين الاستيطاني القومي الديني" -ومن ضمنهم بن غفير- فرض أمر واقع في الأقصى، في ظل وجود عشرات المنظمات والهيئات اليهودية التي تعمل ليلا نهارا لأجل بناء الهيكل على أنقاض الأقصى.
ولا تعد هذه العملية ارتجالية بل مخططا لها، فهناك تدرج في محاولة بناء وعي داخل المجتمع الإسرائيلي بأن الأقصى جزء من عملية الخلاص لليهود -حسب مصطفى- عبر عشرات الجلسات في الكنيست تحت مسمى الحرية الدينية لليهود، فضلا عن زيادة في أعداد المقتحمين للأقصى.
إعلانأما أكبر الرابحين مما يجري في الأقصى، فهو بن غفير الذي بنى شعبيته على حساب الأقصى، الذي يخدم أهدافه السياسية والأيديولوجية ويمضي قدما لتنفيذها على أرض الواقع.
"تهويد وضم"
لكن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدا أن ما يجري "تهويد للضفة والقدس والأقصى والمسجد الإبراهيمي، فما يحدث توسع استيطاني إجرامي لا سابق له".
وحذر البرغوثي من بدء محاولات بناء الهيكل على أنقاض الأقصى، بعد أداء بن غفير صلوات تلمودية، ضمن عملية ضم وتهويد تجري على قدم وساق وحكومة فاشية لا تعبأ بقانون دولي.
لكن ما سيردع حكومة بنيامين نتنياهو ويدفعها للتراجع -حسب البرغوثي- قوة عسكرية كبرى وهو أمر مستبعد، أو استخدام سلاح المقاطعة وفرض عقوبات شاملة على إسرائيل، مؤكدا أن 57 دولة عربية وإسلامية هي أولى الدول المطالَبة بفعل ذلك.
وبناء على ذلك، تجسد إسرائيل مشروعا استعماريا استيطانيا إحلاليا عبر إزالة الشعب الفلسطيني وإخراجه من وطنه، مشيرا إلى أن عملية الضم والتهويد لا تخشى ردود الأفعال العربية والإسلامية.
"توحش إسرائيلي"
بدوره، يقول الباحث والأستاذ بجامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد إن القدس والأقصى والبلدة القديمة تحت احتلال غير شرعي حسب القانون الدولي، لكن إسرائيل لا تكتفي بخرق القانون الدولي بل تعتبر نفسها فوق القانون.
وبينما وصف الموقف الرسمي الأوروبي بالمتواطئ والمساند للمشروع الصهيوني، تساءل هنيد عن الصمت العربي، لافتا إلى أن الأوروبيين مصدمون منه، مما يعزز "التوحش الإسرائيلي ومحو الشعب الفلسطيني".
واعتبر مطالبة الأوروبيين تطبيق "حل الدولتين" بأنها "محاولة لكسب الموقف الشعبي الغربي"، بعدما فضلت الأنظمة حماية مصالحها ووجودها في السلطة، مؤكدا أنه لم تبقَ أي مقومات لإقامة دولة فلسطينية.