أكد الخبير الإسرائيلي ونائب رئيس جامعة تل أبيب إيال زيسر، أنّ "الانسحابات من لبنان وغزة دون أي اتفاق سياسي، أقنعت الأعداء بإمكانية كسر الإرادة الإسرائيلية"، مضيفا أن "حماس وحزب الله وجدا مفتاح هزيمة تل أبيب، وقررا توجيه ضربة استباقية".

وأوضح زيسر في نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21" أن "خطة فك الارتباط من غزة في أغسطس 2005، وقبلها الانسحاب الأحادي الجانب من المنطقة الأمنية في جنوب لبنان في مايو 2000، شكلا نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ووضع تل أبيب على المسار الذي أدى إلى الهجوم الدموي في السابع من أكتوبر".



وتابع: "يمكن الجدال حول المنطق الكامن وراء هذه الخطوات، التي تستند للاعتقاد الباطل بأن حماس وحزب الله مهتمان بالسلام، ولن يهاجمان إسرائيل بعد الانسحاب؛ لكن مما لا شك فيه أن طريقة تنفيذ الانسحابين من غزة ولبنان، على هيئة "فرار دون اتفاق، وتحت نيران العدو"، بعثت برسالة استسلام للعدو، والأسوأ من ذلك، أنها أقنعت أعداء تل أبيب بإمكانية كسر إرادتها، وسنكون أول من يتراجع تحت ضغط الهجمات المسلحة".

وأشار إلى أنه "حتى ذلك الحين، كان من المسلّم به عمومًا أن الصراع العربي الإسرائيلي يتجه نحو الحل، بدليل أن إسرائيل أجرت في التسعينيات مفاوضات سلام مع جميع أعدائها، بل ووقّعت اتفاقيات سلام مع بعضهم، وكانت نقطة انطلاق الجانب العربي من الصراع رفضًا قاطعًا للاعتراف بحق تل أبيب في الوجود، وإيمانًا راسخًا بأن القضاء عليه "ضرورة تاريخية"، بل هدفًا قابلًا للتحقيق".

وأوضح أنه "مع مرور السنين، ومع غياب أي خيار آخر، بدأ العرب يتصالحون مع وجود دولة إسرائيل، ومهّدت حرب 1967، التي تلتها حرب 1973، الطريق لمسار التسوية، لأنها قلبت قناعة العرب بأن انتصارهم في هذه الحملة مضمون، واتضح للحكام العرب أنه إذا أرادوا استعادة الأراضي التي فقدوها خلال الحروب، والوصول إلى قلب الولايات المتحدة، وحتى جيبها، من أجل التعامل مع مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية في الداخل، فعليهم التوصل لاتفاقية سلام مع تل أبيب".



وأكد أن "الاعتقاد بأن العرب ليس لديهم خيار سوى إحلال السلام مع الإسرائيليين تلقى ضربة موجعة عام 2000، عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان بعد فشلها في محاولات هزيمة حزب الله، وفرض اتفاقية سلام على لبنان، وبعد خمس سنوات، في أغسطس 2005، رفعت إسرائيل الراية البيضاء مرة أخرى عندما انسحبت من قطاع غزة في مواجهة هجمات حماس المتواصلة".

وأوضح أنه "لا عجب أن قادة حزب الله وحماس سارعوا لتفسير الانسحابات الإسرائيلية بأنها نقطة تحول تاريخية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، لأنهم تمكنوا من تحقيق ما لم تحققه أي دولة أو جيش عربي في الماضي بإخراج إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، دون أي شروط أو عودة، ودون التزام الجانب العربي بتوقيع اتفاقية سلام معه، على العكس من ذلك، فقد أوضحت لنا حماس وحزب الله في غزة ولبنان أنهما ستواصلان كفاحهما ضد الاحتلال، حتى بعد الانسحاب".

وأضاف أن "المنظمتين تباهتا بأنهما تمكنتا من العثور على مفتاح هزيمة إسرائيل، وهو أن المجتمع الإسرائيلي مُشبع ومُدلل، ولم يعد قادرًا على تحمل ثمن الخسائر اللازمة لحماية أمنه، حتى أن زعيم حزب الله أعلن أن بضع مئات من مقاتليه أجبروا أقوى دولة في الشرق الأوسط على رفع راية الهزيمة، رغم امتلاكها أسلحة نووية وقوة جوية هي الأقوى في المنطقة، لكنها أضعف من بيت العنكبوت".

وأشار إلى أن "الهروب المذعور من لبنان، والانسحاب من غزة دون ضرب حماس، وضمان واقع أكثر راحة على حدودها في اليوم التالي، شكلا أساس خطة "تدمير إسرائيل" التي سعى الإيرانيون للترويج لها بمساعدة شركائهم في المنطقة، وجاءت حماس التي قررت المُضيّ قدمًا في ضرب تل أبيب، إيمانًا منها بأنه إذا كان طرد اليهود من غزة ممكنًا، فسيكون من الممكن طردهم من الضفة الغربية، ولاحقًا من فلسطين بأكملها، وهذه القناعة التي توصلت اليها هي ثمن إظهار الضعف الاسرائيلي أمامها، والاستخفاف بطبيعتها وقدراتها العسكرية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية لبنان حماس غزة الاحتلال لبنان حماس غزة الاحتلال 7 اكتوبر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب سلام مع من غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله: لا نقبل التخلي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، أنهم لا يقبلوا التخلي التدريجي عن قوة الحزب، مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي، معربا في الوقت ذاته عن رفض الضغوط الممارسة عليهم.

وقال قاسم خلال كلمة متلفزة، تزامنت مع عقد الحكومة اللبنانية جلسة لاتخاذ قرار حول آلية تنفيذ محتمة لقضية نزع السلاح، إن "الأولوية ليست لسحب السلاح خدمة لإسرائيل، ولن يحصل حل دون توافق داخلي لبناني".

وتابع قائلا: "العدوان هو المشكلة وليس السلاح، حلوا مشكلة العدوان وبعدها نناقش مسألة السلاح"، مشيرا إلى أن "مصلحة إسرائيل أن لا تذهب لعدوان واسع، لأن المقاومة ستدافع والصواريخ ستتساقط عليها".

واستكمل كلمته: "إذا شنت إسرائيل حربا جديدة على لبنان ستسقط الصواريخ عليها، ونحن قادرون على مواجهة إسرائيل وهزيمتها، وتوم برّاك جاء بإملاءات تقضي بنزع قوة وقدرة حزب الله بالكامل".

وفي وقت سابق، زار وفد من حزب الله يضم النائبين علي فياض ورائد برو ومسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله أبو سعيد الخنسا الرابية، والتقى رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.

وأكد فياض أن حزب الله "منفتح على المعالجة من قبل اتفاق 1701 واتفاق وقف إطلاق النار"، مشددا على أن لبنان ملتزم بالاتفاق، ويجب الالتزام الصارم بتراتبية الإجراءات حسب ما ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم والورقة اللبنانية التي قدمت للوسيط الأمريكي.



وتابع: "الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الأعمال العدائية وإطلاق الأسرى"، مؤكد أن "هذه هي الخطوات التي لا يمكن قبلها الانتقال إلى البحث في أي شيء آخر".

والثلاثاء، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن مجلس الوزراء سيستكمل خلال جلسته الأسبوع المقبل، "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، في إشارة إلى نزع سلاح "حزب الله"، وحصر السلاح بيد الدولة.

والأحد، جدد المبعوث الأمريكي توماس باراك، دعوته الدولة اللبنانية إلى "احتكار" السلاح في البلاد، في إشارة إلى سلاح "حزب الله".

واعتبر باراك في منشور عبر منصة إكس أن "مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق (..) وكما أكد قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أن تحتكر الدولة السلاح"، مضيفا أنه "ما دام حزب الله محتفظا بالسلاح، فلن تكفي الكلمات".

والأربعاء الماضي، اختتم باراك زيارة إلى بيروت استمرت 4 أيام، تسلم خلالها من الرئيس اللبناني جوزاف عون، الرد على مقترح واشنطن بشأن نزع سلاح "حزب الله" وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبي البلاد.

وتركز رد بيروت، حسب بيان للرئاسة اللبنانية، على "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية"، دون الكشف عن كامل مضمون الرد.

وفي 4 تموز/ يوليو الماضي، قال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم: "على مَن يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه".

تلك التطورات تأتي أيضا في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهة جنوب لبنان، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024.

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 262 شهيدا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اللبنانية: تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيده قبل نهاية العام
  • حكومة لبنان تكلف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية 2025
  • حزب الله: لا نقبل التخلي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي
  • خبير عسكري إسرائيلي يدعو حكومته إلى الاستجابة لعرض أبو عبيدة الأخير 
  • قنبلة صوتية .. عدوان إسرائيلي جديد على جنوب لبنان
  • مجددا.. قتلى وجرحى في خرق إسرائيلي جنوب لبنان
  • آخر تقرير عن أنفاق حزب الله وغزة.. ماذا قيلَ في إسرائيل؟
  • لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح لحزب الله بجرّ البلاد للانتحار
  • والدة أسير إسرائيلي : استسلمنا في 7 أكتوبر ويجب الاستسلام اليوم