رحلة سرية بجوازات دبلوماسية لوفد علماء ذرة من إيران إلى روسيا
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن وفدًا إيرانيًا من خبراء الذرة زار معاهد علمية روسية تنتج تقنيات ومكونات ثنائية الاستخدام يمكن أن تُستخدم في أبحاث الأسلحة النووية.
وقالت الصحيفة في تحقيق مطول لها , إن طائرة ماهان الإيرانية دبليو 598 هبطت في الساعة 9:40 صباحا بمطار شيرميتيوف الدولي في العاصمة موسكو , وكان على متنها ,علي كالفاند، (43 عاما)، وهو باحث نووي إيراني يتحدث الروسية بطلاقة , وبرفقته أيضا أربعة موظفين قال إنهم من شركته الاستشارية "دامافاند تيك" التي تأسست عام 2023 ومقرها طهران , فيما تؤكد الصحيفة أن الشركة مجرد غطاء، مستدله على استخدم أعضاء الوفد جوازات سفر دبلوماسية، بعضها يحمل أرقامًا متسلسلة وصدرت قبل أسابيع قليلة من الرحلة، بحسب وثائق اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز".
أسماء الأفراد الوفد الإيراني وخبراتهم
وشمل الوفد جواد قاسمي ( 48 عامًا) ، والذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بارادايس ميديكال بايونيرز" سابقًا وهي وحدة سرية وصفتها الولايات المتحدة بأنها "الوريثة المباشرة لبرنامج إيران ما قبل عام 2004" ، بالإضافة إلى روح الله عظيمي راد، الأستاذ المشارك في جامعة مالك أشتر للتكنولوجيا والمتخصص في اختبار الإشعاع والنقل.
كما ضم الوفد سروش محتشمي، العالم النووي المتخصص في مولدات النيوترون والمرتبط بجامعة أمير كبير للتكنولوجيا ، وأمير يزديان ( 35 عامًا) والذي أكد مسؤولون غربيون للصحيفة أنه موظف في وزارة الدفاع الإيرانية يعمل في مجال الاستخبارات المضادة.
ووجد تحقيق صحيفة "فايننشال تايمز" أن الوفد الإيراني زار معاهد البحث العلمي التي تنتج تكنولوجيا مزدوجة , أي مكونات للأغراض المدنية والعسكرية , وهو ما يشير إلى وجود مساع للحصول على معلومات متعلقة بأدوات التشخيص في اختبارات الأسلحة النووية.
وراجعت الصحيفة رسالة أرسلتها شركة دمافند تيك إلى المزود الروسي في أيار/ مايو العام الماضي والتي عبر فيها كالفاند عن اهتمامه بالحصول على عدة نظائر مشعة ، بما في ذلك التريتيوم، وهي مادة ذات استخدامات مدنية، ويمكن استخدامها أيضا لزيادة إنتاج الرؤوس الحربية النووية ، وتخضع لرقابة مشددة بموجب قواعد منع الانتشار النووي الدولية.
مخاوف غربية من التعاون الروسي الإيراني
الرئيس السابق لمركز الناتو لمكافحة الانتشار وأسلحة الدمار الشامل وليام ألبرك علق بالقول: "عندما يطلب أي شخص التريتيوم أفترض تلقائيًا أنه لأغراض متعلقة بالأسلحة، وعندما تضع التريتيوم في الاعتبار مع مضخمات الترددات، فهذا مؤشر واضح.
من جانبه، قال إيان ستيوارت، المهندس النووي السابق في وزارة الدفاع البريطانية ورئيس مكتب واشنطن لمركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار: "بينما قد تكون هناك تفسيرات حميدة لهذه الزيارات، فإن مجموع المعلومات المتاحة يشير إلى احتمال سعي منظمة سبند الإيرانية، وهي وحدة بحثية عسكرية وصفتها الحكومة الأمريكية بأنها الخلف المباشر لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قبل 2004، للحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية من خلال الاستفادة من الخبرة الروسية.
أما برانايي فادي، الذي شغل منصب المدير الأول لعدم الانتشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي حتى عام 2025، فقال: "من الملفت للنظر أن هذا التنوع من الأشخاص يمكنه إجراء هذا النوع من الاجتماعات في روسيا، بغض النظر عما إذا كان الروس يشاركون المكونات أو التكنولوجيا مع غيرهم".
وجاءت الزيارة إلى روسيا في وقت لاحظت فيه الحكومات الغربية نمطا من الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها علماء إيرانيون، بما في ذلك محاولات الحصول على تكنولوجيا ذات صلة بالمجال النووي من الخارج.
وتعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن إيران كانت تمتلك برنامجا سريا للأسلحة النووية، منفصلا عن جهودها لإنتاج الوقود النووي، أوقفه المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2003.
ويقول الخبراء الذين تابعوا الأنشطة النووية الإيرانية إن استراتيجية طهران لطالما اتسمت بالغموض المدروس، حيث تتجنب الانتهاكات الصريحة لمعايير حظر الانتشار ، مع إمكانية استخدام البحث العلمي لتطوير المعرفة التي ستكون مفيدة إذا ما قررت طهران السعي وراء قنبلة نووية.
وفي أيار/ مايو، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية، محذرة من أنها تعمل على "أنشطة بحث وتطوير ذات استخدام مزدوج تنطبق على الأسلحة النووية وأنظمة إيصالها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإيرانية الأسلحة النووية روسيا إيران امريكا روسيا أسلحة نووية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
إيران تصر على محاسبة واشنطن عن الهجمات النووية في أي مفاوضات قادمة
أعلنت إيران اليوم الاثنين عن نيتها محاسبة الولايات المتحدة على ضرباتها التي استهدفت مواقع نووية في البلاد في أي مفاوضات مقبلة، مستبعدة مباحثات مباشرة مع واشنطن.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال إحاطة إعلامية الاثنين: "في أي مفاوضات محتملة… ستكون مسألة محاسبة الولايات المتحدة ومطالبتها بتعويضات على عدوانها العسكري في حق منشآت إيران النووية السلمية على جدول الأعمال".
وردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستنخرط في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال بقائي "لا".
وفي منتصف يونيو/حزيران، شنت إسرائيل هجوما غير مسبوق استهدف منشآت عسكرية ونووية وأيضا مناطق سكنية في إيران في حرب استمرت 12 يوما وانضمت إليها الولايات المتحدة بقصف مواقع نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وأدى النزاع إلى تقويض مباحثات بدأت في أبريل/نيسان، وكانت الأرفع مستوى بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الولايات المتحدة بقرار أحادي سنة 2018 من الاتفاق المرجعي مع إيران حول برنامجها النووي.
وفي أعقاب الحرب، علقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطالبت بضمانات تؤكد الإحجام عن أي عمل عسكري في حقها قبل استئناف المفاوضات.
ووصفت واشنطن من جهتها تصريحات طهران حول تعويضات محتملة بـ"السخيفة".
العلاقة مع وكالة الطاقة
وفي موضوع آخر، أكد بقائي الاثنين التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وانتقد ما وصفه بنهج الوكالة الأممية "المسيس وغير المحترف".
وقال إن نائب المدير العام للوكالة سيزور إيران "خلال أقل من 10 أيام".
وفي وقت لاحق الاثنين، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي إن وفد الوكالة "سيُسمح له بشكل صارم واستثنائي بإجراء محادثات تقنية وعلى مستوى الخبراء مع مسؤولين وخبراء إيرانيين".
ونقلت وكالة "تسنيم" عنه قوله "لن يتم تحت أي ظرف كان السماح بالوصول المادي إلى منشآت إيران النووية، ولن يسمح لهذا الوفد أو أي كيان أجنبي آخر بالدخول إلى مواقع البلاد النووية".
إعلانوالشهر الماضي، قالت طهران إن التعاون مع الوكالة الأممية سيتخذ مستقبلا "صيغة جديدة".
العلاقة مع دول أوروبية
وفي 25 يوليو/تموز، اجتمع دبلوماسيون إيرانيون بنظراء لهم من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، في أول اجتماع من هذا النوع منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل.
والدول الأوروبية الثلاث هي طرف في الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب.
وفي الأسابيع الأخيرة، هددت الدول الأوروبية الثلاث بفرض عقوبات على طهران إذا لم تقبل الأخيرة باتفاق حول تخصيب اليورانيوم والتعاون مع المفتشين الأمميين.
وتتمسك إيران من جهتها بحقها في تخصيب اليورانيوم وتعتبر أن إعادة إخضاعها لعقوبات تدبير "غير شرعي"، وتتهم الدول الغربية ومعها إسرائيل إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.