ما يجب أن نعرفه عن البلاستيك الدقيق وتأثيراته
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
يقول العلماء إن فهم كيفية تأثير الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان قد يستغرق سنوات، لكن هذه الجزيئات عُثر عليها في أعماق خندق ماريانا غرب المحيط الهادي وحتى مرتفعات جبل إيفرست، أي في أعمق نقطة وأعلاها الأرض، كما بات من المعلوم أن البلاستيك يتراكم في الأجسام.
وقال ريتشارد تومسون، عالم الأحياء البحرية بجامعة بليموث، الذي صاغ مصطلح "البلاستيك الدقيق" في بحث نُشر عام 2004 إن "الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطعام الذي نتناوله كلها موجودة فيه.
يُعرّف العلماء عادة "البلاستيك الدقيق" بأنه قطع يقل طولها عن 5 مليمترات. أما "النانوبلاستيك" فيقل طوله عن ميكرومتر واحد، وهو الأصغر حجما والأكثر عرضة لدخول دمنا وأنسجتنا.
وقال جيفري فارنر، الأستاذ المساعد في الهندسة المدنية والبيئية في كلية الهندسة بجامعة فلوريدا، لنيويورك تايمز إن المواد البلاستيكية الدقيقة تأتي في الغالب من البلاستيك الأكبر حجما، والذي يتحلل مع الاستخدام أو عندما لا يتم التخلص منه بشكل صحيح.
ويستخدم أكثر من ثلث البلاستيك المُنتَج اليوم للتغليف، بما في ذلك المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل حاويات الطعام، التي ينتهي بها المطاف في الغالب كنفايات.
يتعرض الكيس أو الزجاجة البلاستيكية المهملة التي تصل إلى المحيط أو الشاطئ للأشعة فوق البنفسجية والحرارة وتآكل الرمال، ومن هناك تتحلل إلى كميات هائلة من البلاستيك الدقيق والنانوي.
تنتهي المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الهواء والتربة والماء والغذاء، ومن ثم تنتقل إلى البشر.
فعلى سبيل المثال، يُفرز تآكل إطارات السيارات جزيئات غير مرئية تُلوث الهواء والماء. وتنتهي المواد البلاستيكية الدقيقة المُرشحة من مياه الصرف الصحي في الحمأة التي تُستخدم بعد ذلك كسماد. وتجد عشرات ملايين الأطنان البلاستيكية طريقها إلى البحيرات والمحيطات، حيث تتحلل بمرور الوقت.
إعلانيتنفس البشر هذه الجسيمات ويبتلعونها، كما تشير بعض الأبحاث إلى أن النباتات تمتصها مباشرة من التربة وتدمجها في جذورها وتصل لاحقا إلى المنتجات الغذائية.
كما أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة أكثر شيوعا في الأطعمة عالية المعالجة، ربما بسبب التلوث الناتج عن آلات المعالجة المستعملة أو حتى ملابس العمال.
وقالت مديرة برنامج الصحة الإنجابية والبيئة في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، تريسي وودروف، إن فهم العلماء لإمكانية اختراق البلاستيك الدقيق للجلد وكيفية حدوث ذلك محدود.
وأضافت أن بعض الأدلة تشير إلى أننا نستطيع امتصاص البلاستيك الدقيق، والمواد الكيميائية الضارة الموجودة فيه من منتجات العناية الشخصية مثل مستحضرات التجميل ومن ملابسنا التي تتساقط أليافها مع تحركنا.
تشير الأبحاث إلى أن أجسامنا تتخلص من بعض هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وخاصة الكبيرة منها، بينما يخرج البلاستيك الذي لا يتم إفرازه في النفايات من الأمعاء إلى الدم، ومن هناك يمكن أن ينتقل إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والدماغ.
تشير الدراسات التي أُجريت على الحيوانات إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُلحق الضرر بالتكاثر، وخاصة بجودة الحيوانات المنوية. كما يُمكن أن تؤثر على وظائف الرئة والأمعاء.
كما قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة والقولون، وأظهرت أبحاث على الشراغيف (الضفادع) أن البلاستيك الدقيق قد يضعف أيضا جهاز المناعة.
وقد يكون من الصعب تأكيد التأثيرات على البشر انطلاقا من الدراسات على الحيوانات، لأن نوع وكمية البلاستيك المقدمة للحيوانات في الإعدادات التجريبية غالبا ما تختلف عن التعرض المزمن منخفض المستوى للجسيمات الجوية التي يتعرض لها البشر.
ومع ذلك، تظهر أبحاث أُجريت على البشر وجود روابط بين البلاستيك الدقيق والولادات المبكرة والالتهابات وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهناك أيضا أدلةٌ راسخة على أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك ضارة بالبشر، وصُنِّفت بعضها على أنها مواد مسرطنة معروفة أو يُحتمل أن تُسبب السرطان للبشر. وتشمل هذه المواد "ثنائي الفينول" و"الفثالات" اللذين يعطِّلان وظائف الهرمونات الطبيعية.
وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أن حوالي 13% من الوفيات حول العالم، قد تكون ناجمة جزئيا عن التعرض لمستويات عالية من الفثالات، وهي مواد كيميائية تستخدم لجعل البلاستيك ناعما ومرنا.
يتطلب تقليل التعرض للبلاستيك نمطا استهلاكيا مختلفا يستوجب القطع مع المنتجات والأدوات البلاستيكية في الحياة اليومية، لكن المستهلك لا يتحمل وحده هذا العبء الذي فرضته "ثورة البلاستيك"، بل المصالح والشركات المصنعة والمروجة له.
ويستوجب الخطر المحدق الذي يمثله البلاستيك على البيئة والإنسان والتنوع البيولوجي والكوكب جهدا دوليا مكثفا وفعالا يتجاوز مسألة التدوير، وتنفيذا عمليا لمعاهدة للأمم المتحدة لإنهاء التلوث البلاستيكي لعام 2022، والتي وافقت عليها 175 دولة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تلوث البلاستیکیة الدقیقة البلاستیک الدقیق إلى أن
إقرأ أيضاً:
طلاب الثانوية العامة بالفيوم: امتحان اللغة الأجنبية الثانية في مستوى الطالب المتوسط مع بعض الجزئيات الدقيقة
أبدى طلاب الثانوية العامة بمحافظة الفيوم ارتياحهم عقب أداء امتحان مادة اللغة الأجنبية الثانية، في ثاني أيام امتحانات نهاية العام الدراسي، مؤكدين أن الأسئلة جاءت في مستوى الطالب المتوسط، مع وجود بعض الأجزاء التي تطلبت تركيزًا عاليًا ودقة في الإجابة.
وقالت احدى الطالبات، بالشعبة العلمية "رياضة"، إن الامتحان جاء مناسبًا في مجمله، رغم تضمنه لبعض الأسئلة التي وصفتها بـ "التركات البسيطة"، لافتة إلى أن سؤال القطعة تطلب تركيزًا أكثر من بقية الأسئلة، إلا أن الامتحان لم يخرج عن نطاق المنهج.
وأشارت الطالبة إلى أن طبيعة المادة كونها لا تُضاف إلى المجموع الكلي للدرجات جعلت الاهتمام بها أقل مقارنة بباقي المواد الأساسية، مضيفة: "اعتمدنا على المراجعة ليلة الامتحان فقط، وده ساعدنا نفتكر النقاط المهمة في اللجنة".
واتفقت معها عدد من الطالبات، حيث أوضحت إحداهن أن الامتحان كان "معقول"، وأن معظم الطلبة ركزوا على المواد الأساسية فقط، لكنها أبدت رضاها عن مستوى الأسئلة رغم صعوبة سؤال القطعة، الذي تطلب وقتًا أطول وتركيزًا أعلى.
في السياق ذاته، قالت طالبة أخرى إن الامتحان لم يكن الأفضل، خاصة في أسئلتي القطعة والقواعد، حيث شملتا عدة نقاط صعبة تحتاج إلى تدقيق كبير، فيما رأت زميلتها أن الامتحان تضمن مزيجًا من الأسئلة السهلة والصعبة، مشيرة إلى أن نسبة الصعوبة بلغت نحو 30%، لكنها أكدت ثقتها في تجاوز المادة بنجاح.
وأكد الطلاب أن أجواء اللجان كانت هادئة ومنظمة، وسط التزام كامل من المراقبين والملاحظين، مما ساعدهم على التركيز والتعامل بهدوء مع ورقة الأسئلة.
من جانبهم، أعرب عدد من أولياء الأمور عن رضاهم تجاه التنظيم داخل اللجان، معربين عن أملهم في استمرار سير باقي الامتحانات بنفس الهدوء والانضباط.
ويُشار إلى أن طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحانات نهاية العام في ظل إجراءات تنظيمية مشددة، تهدف إلى توفير بيئة مناسبة تضمن تكافؤ الفرص بين الطلاب وسلامة سير العملية الامتحانية.