مفاوضات سد النهضة.. إثيوبيا: نسعى لاستخدام منصف للمياه
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية أن وفود أديس أبابا ومصر والسودان اختتمت، الاثنين، الجولة الأولى من المفاوضات الثلاثية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، والتي استضافتها القاهرة.
وقالت على تويتر إن الوفود تبادلت وجهات النظر من أجل التوصل إلى موقف مفيد لكل الأطراف، واتفقت على أن تستضيف إثيوبيا الجولة المقبلة من المفاوضات في سبتمبر 2023.
كما أضافت أن أديس أبابا "ستسعى جاهدة إلى اختتام المفاوضات الثلاثية على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول (للمياه) مع ضمان حصتها العادلة من مياه النيل".
وكانت جولة جديدة من المفاوضات قد بدأت الأحد في القاهرة بين مصر والسودان وإثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتخشى كل من القاهرة والخرطوم تأثيره عليهما.
خلال 4 أشهريذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اتفقا الشهر الماضي على الانتهاء خلال 4 أشهر من صوغ اتفاق حول ملء وتشغيل السد.
أتى لقاؤهما على هامش اجتماع الدول المجاورة للسودان في محاولة لحل الأزمة التي يشهدها بسبب الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
يشار إلى أنه منذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.
ورغم أن مصر والسودان حضتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في 22 يونيو استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزان السد الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
وتعتمد مصر على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية.
الجدير بالذكر أن سد النهضة يقع على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 متراً.
وفي فبراير 2022 دشنت إثيوبيا رسمياً إنتاج الكهرباء من السد الذي تقدمه على أنه من بين الأكبر في إفريقيا بتكلفة بناء تجاوزت أربعة مليارات دولار. وتم تعديل هدف إنتاجه من 5000 إلى 6500 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News إثيوبيا مصر سد_النهضة السودانالمصدر: العربية
كلمات دلالية: إثيوبيا مصر سد النهضة السودان مصر والسودان أدیس أبابا سد النهضة
إقرأ أيضاً:
عباس شراقي: إثيوبيا حجبت 60 مليار متر مكعب مياه قبل وصولها المصب المصري
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن النهج الأحادي الذي تبنّته إثيوبيا في إدارة سد النهضة أدى إلى احتجاز نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، كانت بطبيعتها متجهة إلى المصب المصري.
وأضاف أن هذا الإجراء يخالف اتفاق إعلان المبادئ الموقع في مارس 2015، والذي ينص صراحة على التنسيق والتعاون في مراحل الملء والإدارة، مؤكدًا أن ما حدث يُعد ضررًا مباشرًا وخطيرًا على الأمن المائي المصري.
الحصة المصرية السنوية تحت التهديدأوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة "الحدث اليوم"، أن الكميات المحتجزة في بحيرة السد تعادل تقريبًا الحصة السنوية لمصر من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، وهو ما يوضح مدى جسامة التأثير السلبي للسد على مصر.
مصر ردّت بالمشروعات.. لا بالشكاوى فقطوأشار شراقي إلى أن مصر لم تكتفِ بالتحذير أو الاعتراض الدبلوماسي، بل سارعت بتنفيذ خطة قومية شاملة لمواجهة أزمة شح المياه، تضمنت إنشاء محطات معالجة وإعادة استخدام مياه هي الأكبر من نوعها عالميًا، أبرزها:
محطة بحر البقر
محطة المحسمة
محطة الحمام
إضافة إلى تحديث أنظمة الري، وتعديل التركيب المحصولي لترشيد الاستهلاك المائي.
لفت شراقي إلى أن إجمالي الاستثمارات في المشروعات المائية تجاوز 500 مليار جنيه، وهو ما يعكس إرادة سياسية قوية وكفاءة مؤسسية في التعامل مع أحد أخطر التحديات الإقليمية، مشيرًا إلى أن مصر قدمت نموذجًا عالميًا في الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
مصر متمسكة بالدبلوماسية دون التنازل عن حقوقهااختتم شراقي حديثه بالتأكيد على أن مصر مستمرة في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لضمان الاستدامة المائية، بالتوازي مع التمسك بالمسار الدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، مؤكدًا أن التحرك المصري يجمع بين القوة التنموية والموقف السياسي الراسخ.