الثورة نت /.

نظم مكتب الأشغال العامة، وفرع هيئة الأراضي بمحافظة إب، اليوم، فعالية خطابية بذكرى يوم الولاية، تحت شعار ” من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.

وفي الفعالية بحضور عضو مجلس الشورى أكرم الصيادي، أكد مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة عبدالفتاح غلاب، أن إحياء هذه الذكرى يأتي في سياق الثبات على النهج العلوي المحمدي، والارتباط الوثيق بمنظومة القيم التي يمثلها الإمام علي عليه السلام.

وأوضح أن يوم الولاية ليس مجرد ذكرى عابرة، أو ظاهرة اعلامية، بل عهد متجدد بالسير على خطى وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستحضار مواقفه في مواجهة الطغاة والمستكبرين، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تتطلب السير على نهجه في الوقوف الى جانب اشقائنا في غزة وإيران لكسر الغطرسة الأمريكية والصلف الصهيوني.

وتطرق غلاب، الى فضائل الإمام علي، ومآثره في تجسيد القيم الإلهية في السلوك والموقف، ودوره في بناء الدولة وترسيخ مبدأ العدالة.. مبينا أن التولي حالة من الوعي والتفاعل مع كل قضايا الأمة من منطلق قرآني.

فيما أوضح مدير مكتب الاشغال بالمحافظة المهندس إبراهيم الشامي، أن ذكرى يوم الولاية، مثل البيان الختامي للرسالة السماوية في المؤتمر النبوي الذي عُقد للأمة الاسلامية في غدير خم، عقب عودة الحجيج من حجة الوادع.

وأشار إلى أن القرآن الكريم ربط مصير الأمة بتمسكها بولاية الله، وأن الأمة تفقد فاعلية الرسالة وتدخل في الظلمات متى ما غابت عنها الولاية الصحيحة وفقا لمفهومها في القرآن الكريم.

وبين الشامي، أن ما تعيشه الأمة اليوم من انكسار وخضوع لقوى الطغيان والاستكبار هو نتيجة لتخليها عن مبدأ الولاية.. مؤكدا حاجة الأمة لفهم مبدأ الولاية، لاسيما في ظل سعي الأعداء لاستهداف هذا المبدأ في كل زمان ومكان لأنهم يدركون تماما فاعليته في بناء الأمة.

وفي الفعالية التي حضرها مدير هيئة الأراضي بالمحافظة المهندس زايد بدير، ومسؤولا الإرشاد أحمد المهاجر، والقطاع الثقافي عبدالحكيم مقبل، تطرق نائب مدير هيئة الأراضي عبدالملك الكبسي، الى مكانة الإمام علي عليه السلام، وأهمية التمسك بمبدأ الولاية في إطار الهوية الإيمانية.

وأكد أهمية استحضار هذه الذكرى بما يسهم في ترسيخ المفاهيم الإيمانية في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة.. لافتا الى ضرورة استلهام الدروس والعِبر من سيرة الإمام علي عليه السلام، الذي مثل النموذج الفريد في الإيمان والعدل والتضحية.

تخللت الفعالية التي حضرها نواب وكوادر وموظفي الجهات المنظمة، وشخصيات اجتماعية، قصيدة للشاعر عبدالقادر البنا، عبرت عن المناسبة وأثرها في حياة الأمة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: یوم الولایة الإمام علی

إقرأ أيضاً:

نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة

إسماعيل بن شهاب البلوشي

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.

هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.

العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية

الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.

هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.

ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.

القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن

من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.

هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.

القبول قبل الاختلاف

لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.

علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.

كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.

العودة إلى الجوهر الإنساني

إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.

 

إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.

وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.

حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بين الحريات والمواجهة.. مراجعات في خيار البنا بين ترسيخ الديمقراطية ونزعة العنف
  • فعالية ووقفة للهيئة النسائية في صنعاء بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً فلسطين
  • فتاوى وأحكام| هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء عليه قرآن في الحمام.. ماذا يفعل المصلي إذا أدرك الإمام وهو راكع في الصلاة..ما حكم أداء الصلاة فى ملابس الرياضة
  • “اقعيم” يبحث مع مدير مديرية أمن اجدابيا المشاكل التي تواجهها
  • فعاليات ووقفات للهيئة النسائية في حجة بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً غزة
  • نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
  • ندوة ثقافية في الحيمة الداخلية بذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • بذكرى "خراب الهيكل" غدًا.. اقتحامات غير مسبوقة ومحاولات إسرائيلية لفرض "السيادة" عليه
  • فعالية ثقافية للهيئة النسائية في التعزية بقدوم الإمام الهادي
  • فعالية خطابية للهيئة النسائية في سنحان بقدوم الإمام الهادي