ما أسباب تأجيل الحكومة السورية تطبيق العدالة الانتقالية؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
فجّر العفو الذي منحته القيادة السورية لقائد ميليشيا الدفاع الوطني في عهد النظام السوري السابق، فادي صقر، غضباً واسعاً في الأوساط السورية، وأثار في الوقت ذاته تساؤلات عن الأسباب التي تدفع بدمشق إلى تأجيل محاكمة كل المتورطين بالمجازر التي سجلتها البلاد منذ اندلاع الثورة في العام 2011.
وفي معرض تعليقه على قضية صقر، اعتبر عضو الهيئة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان، أن "الإسراع بمسار العدالة الانتقالية بشكل فردي أو غير مدروس، قد يؤدي للفوضى وتدخلات خارجية وضياع الحقوق، معتبراً أن الثأر ليس هو طريق العدالة في سوريا الجديدة".
وأضاف في مؤتمر صحفي أن "الأولوية تعطى لملفات تُسهم في حقن الدماء وتفادي التصعيد"، مشيراً إلى أن "استقرار مسار السلم الأهلي هو المقدم في حقيقة الأمر حتى على مسار العدالة الانتقالية".
ولا يُعد صقر، المتهم الوحيد بارتكاب المجازر بحق السوريين الذي لم يتعرض للاعتقال، إذ تؤكد مصادر سورية إلى أن عدداً كبيراً من الشخصيات المتورطة بالدم لا زالت خارج المحاكمات رغم مرور أكثر من نصف عام على سقوط النظام البائد.
ما أسباب تأخير تطبيق العدالة الانتقالية؟
وتُرجع مصادر تأخير الحكومة السورية لتطبيق العدالة الانتقالية إلى ضخامة عدد المطلوبين، لكن فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يخالف ذلك، ويقول لـ"عربي21": "رغم أن تقديرات الشبكة تؤكد وجود أكثر من 16 ألف متورط بالدم السوري من جانب النظام والميليشيات الرديفة، إلا أنه لا بد من إنشاء قضاء مستقل في سوريا قبل الشروع بتطبيق العدالة".
وأوضح أن سوريا بحاجة إلى إعادة هيكلة القضاء وفق المعايير الدولية، بجانب تشكيل مجلس تشريعي لإقرار التعديلات على القوانين وتشكيل المحاكم.
يُضاف إلى ذلك، وفق عبد الغني، التحديات الأمنية والاقتصادية، ويقول: "لا زالت القيادة أمام تحديات كبيرة، لكن رغم ذلك كان بإمكان الحكومة ملاحقة مرتكبي الانتهاكات واحتجازهم، وعدم الإفراج عنهم".
وبحسب عبد الغني، فإن على الحكومة أن توسع عمليات اعتقال كبار المجرمين، تحت اعتبار أنهم يشكلون تهديداً وخطراً أمنياً، وأضاف: "يتوج كل ذلك ضرورة العمل على مسار إصلاح القضاء".
لا تأخير للعدالة
في المقابل، يرى الخبير القانوني، عبد الناصر حوشان، أن الحكومة السورية لم تؤخر تطبيق العدالة في سوريا، ويستدرك بقوله لـ"عربي21": "لا بد أولاً من خطوات قضائية تمهد لدخول العدالة الانتقالية بشكل صحيح".
وأوضح أن هناك إشكالية في القوانين السورية، وخاصة أن النظام استخدمها لتبرير جرائمه، وبالتالي لا بد من تعديل هذه القوانين.
والأمر الآخر، بحسب حوشان، هو إصلاح المؤسسات (الأمن، القضاء)، وقال: "نشهد خطوات صحيحة من الدولة في هذا الاتجاه، وخاصة أن الإعلان الدستوري نص على العدالة الانتقالية، وجاء مرسوم الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية".
وأكد حوشان وهو محام سوري، أن "سوريا بدأت عملية ممنهجة للوصول إلى الأسس القانونية، للانتقال إلى مرحلة تنفيذ العدالة الانتقالية".
وبرأي الخبير القانوني، فإن سوريا بحاجة إلى وقت ليس بطويل لبدء تطبيق العدالة الانتقالية، معتبراً أن " من غير الوارد التسرع في موضوع حساس".
ومثل حوشان، يشير الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان إلى ضرورة صياغة قوانين جديدة تتناسب مع الحالة السورية، وخاصة أن لكل دولة طريقتها في سن قوانين العدالة الانتقالية.
وفي حديثه لـ"عربي21" لفت إلى ضرورة وجود مؤسسات قادرة على تنفيذ القوانين، وقال: "العدالة الانتقالية قد تتأخر بسبب متطلباتها، ما يعني أن العدالة الانتقالية قادمة".
يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع، قد أكد في شباط/ فبراير الماضي، أن الحكومة تلاحق كبار الضباط في نظام الأسد، ولن يكون هناك أي عفو، وقال: "هناك خيطا رفيعا بين العدالة الانتقالية والسلم الأهلي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات فادي صقر العدالة الانتقالية سوريا تطبيق سوريا تطبيق العدالة الانتقالية فادي صقر المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الحكومة حسمت الأمر.. 3 بدائل أمام مستأجري الإيجار القديم عقب تطبيق القانون
طرحت الحكومة 3 بدائل أمام مستأجري الإيجار القديم وذلك بعد إقرار تعديلات الإيجار القديم رسميا عقب تصديق رئيس الجمهورية عليها مؤخرا.
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد صدق على القانون رقم 164 لسنة 2025 بشأن تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر "قانون الإيجار القديم"، وذلك بعد موافقة مجلس النواب عليه، ليبدأ بذلك سريان أحكامه رسميا عقب نشره في الجريدة الرسمية.
تنص تعديلات قانون الإيجار القديم على تطبيق فترة انتقالية قبل إنهاء عقود الإيجار القديمة، حُددت بسبع سنوات للوحدات المؤجرة لغرض السكن، وخمس سنوات للوحدات المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لغير غرض السكن.
كما شمل التعديل مراجعة القيمة الإيجارية للوحدات المؤجرة وفق القانون القديم، حيث ستشهد الوحدات السكنية زيادة تصل إلى 20 ضعف القيمة الحالية في المناطق المتميزة، على ألا تقل الزيادة عن 1000 جنيه شهريا.
وفي المناطق المتوسطة، تُحدد الزيادة بعشرة أضعاف على الأقل، وبحد أدنى 400 جنيه، بينما تزداد في المناطق الاقتصادية لتصل إلى 250 جنيهاً على الأقل.
أما بالنسبة للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لغير غرض السكن، فتُرفع القيمة الإيجارية إلى 5 أضعاف القيمة الحالية.
ونص القانون كذلك على تطبيق زيادة دورية سنوية خلال الفترة الانتقالية بنسبة 15% على القيمة الإيجارية، سواء للوحدات السكنية أو غير السكنية، ما يعكس توجّهًا تدريجيًّا نحو إحداث توازن في العلاقة بين المالك والمستأجر بعد عقود من التجميد التشريعي في هذا الملف.
وحدات بديلة للمستأجرينأكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، التزام الحكومة بتوفير وحدات سكنية بديلة لجميع المستأجرين الذين قد يتأثرون بتطبيق القانون الجديد.
كما سيتم طرح منصة إلكترونية جديدة خلال شهر لتسجيل رغبات المستأجرين. هذه المنصة ستساعد الحكومة في معرفة عدد المستأجرين وتحديد نوع السكن المناسب لكل فئة.
ستتيح المنصة أيضا للمستأجرين، تقديم طلبات للحصول على وحدات سكنية بنظام يتناسب مع احتياجاتهم.
3 بدائل متاحة للمستأجرينبحسب المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، سيكون أمام المستأجرين ثلاثة بدائل لاختيار الأنسب لهم:
1. الإيجار
تتيح الحكومة وحدات سكنية بديلة بنظام الإيجار الجديد، حيث سيتم تحديد الأسعار بناءً على ما يتماشى مع الأسعار العادلة في السوق. يتم مراعاة الأبعاد الاجتماعية ودخل المستأجرين عند تحديد هذه الأسعار.
2. الإيجار التمليكي
يوفر هذا النظام للمستأجرين إمكانية الانتقال إلى وحدات سكنية جديدة بموجب عقد إيجار ينتهي بالتمليك. سيتم تحديد شروط ميسرة لذلك من قبل الدولة لاحقًا، مما يمنح المستأجرين فرصة لتملك منازلهم في المستقبل.
3. التمويل العقاري
ستقوم الحكومة أيضًا بتوفير وحدات سكنية ضمن مشروعات الإسكان بأساليب التمويل العقاري المعتمدة. يتيح هذا النظام للمستفيدين إمكانية التملك على أقساط طويلة تصل إلى 20 عامًا، مع فائدة مدعومة من الدولة.
وفي هذا السياق، أكد الحمصاني أن هذه البدائل ستتناسب مع جميع الشرائح الاجتماعية، سواء كانوا مستأجري سكن اقتصادي أو متوسط أو فاخر.
كما سيتم مراعاة الفئات الأولى بالرعاية وكبار السن في جميع هذه الخيارات، بما يضمن حقوقهم وحصولهم على سكن مناسب.