استقبل الإمام الأكبر أ.د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، وفدًا من الطلاب المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، يرافقهم الدكتور ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، والدكتورة نادين مراد سيكا، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

بناء العقل والشخصية

وخلال اللقاء، أكَّد الإمام الأكبر أن “فترة طلب العلم ستظل هي الفترة المضيئة في حياة الإنسان لما تحمله من وعي، وبناء عقل وشخصية متزنة قادرة على التمييز بين الحق والباطل والخير والشر والجمال والقبح"، مشددًا على ضرورة تسخير العلم لخدمة السلام وتحقيق الأمن والأمان في المجتمعات.

ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. دار الإفتاء تجيبحكم التقشير الكيميائي للوجه والكفين للعلاج.. الإفتاء تجيبما حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا؟.. الإفتاء تجيبحكم المايوه الشرعي البوركيني وهل يجوز للنساء نزول البحر؟ 4 شروط تُبيح ارتداءه

الأوضاع المأسوية اليوم

وأشار إلى أن “العالم اليوم فقد عقله”، مستدلًّا بما يتعرض له الفلسطينيون من معاناة لا إنسانية، قائلًا: “نشهد اليوم أوضاعًا مأسوية لا يستطيع فيها الفلسطينيون الحصول حتى على شربة ماء، وترتكب فيها جرائم قتل ومذابح في وضح النهار دون تحرك دولي أو أممي أو محاكمة للمعتدين الظالمين، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في الضمير الإنساني ”.

محاولات إقصاء الدين

نوه شيخ الأزهر إلى خطورة تعامل الإنسان المعاصر مع الدين تعاملا سطحيًّا، مؤكدًا أن “محاولات إقصاء الدين من حياة الناس هو أحد أسباب فقدان السعادة الحقيقية، رغم التقدم العلمي الهائل الذي نشهده”، مضيفًا: “إنسان القرن الحادي والعشرين يعيش ذروة التقدم التكنولوجي، لكنه في قمة التعاسة؛ لأنه حاول إقصاء الدين ووضع مكانه المادة والعلم المجرد”، مؤكدًا أن “العلم وحده لا يضمن السلام والأمان، لأنه سلاح ذو حدَّين، ولا بد له من حارس أخلاقي، وهذه الحراسة لا يوفرها إلا الدين”، محذرًا من أن التقدم التقني هدد منظومة الأسرة، وأن سيطرة المادة والآلة على حياة الإنسان أضعفت منظومة القيم، وأحلت محلها نمطًا ماديًّا يُهدد الفطرة الإنسانية”.

الحضارة الغربية

وانتقد الإمام الأكبر التأثير السلبي لبعض ملامح الحضارة الغربية، قائلاً: “ليست الحضارة الغربية كلها خيرًا، بل بها شرور تهدد الإنسان والإنسانية”، مؤكدًا أن “الإنسانية الحقيقية لا يمكن أن تقودها تجارة السلاح واقتصادات الدمار، لأن عواقبها لا تقتصر على صانعيها، بل تمتد لتشمل العالم بأسره”.

مكانة المرأة في الإسلام 

كما تناول اللقاء الحديث عن قضايا الإرهاب والتطرف وحقوق المرأة في الإسلام، وأوضح أن الإسلام منح المرأة مكانة عظيمة وحقوقًا واضحة، كما أشار فضيلته إلى خطورة محاكمة الدين بأفعال بعض المتطرفين والخارجين على تعاليمه وهديه، وأن هذا المعيار لو طبق على كل الأديان ما استقام معه دين واحد، مصرحا: “إذا مكَّنَّا الدين الصحيح في حياة الناس، فسيقودهم إلى الجنة في الدنيا قبل الآخرة”.

وفي ختام اللقاء، أعرب الوفد الطلابي عن سعادتهم بالتواجد في الأزهر الشريف ولقائهم بفضيلة الإمام الأكبر، مشيرين إلى تقديرهم الكبير لجهود فضيلته البارزة في تعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي بين الشعوب، ونشر قيم الإخاء الإنساني.


وأشاد الوفد بما يتابعه من مبادرات عالمية ومواقف إنسانية لفضيلته، وعلى رأسها “وثيقة الأخوَّة الإنسانية” التاريخية التي وقَّعها مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، مؤكدين أنها تمثِّل مرجعية أخلاقية وإنسانية مهمة في هذا العصر.

طباعة شارك شيخ الأزهر جورج واشنطن الحضارة الغربية العلم الإمام الأكبر أحمد الطيب الأزهر الجامعة الأمريكية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر جورج واشنطن الحضارة الغربية العلم الإمام الأكبر أحمد الطيب الأزهر الجامعة الأمريكية الحضارة الغربیة الإمام الأکبر شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

الأوقاف: قناة السويس الجديدة تجسد ملحمة وطنية خالدة

تحتفي وزارة الأوقاف اليوم، السادس من أغسطس، بالذكرى العاشرة لافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، بوصفه حدثا تاريخي يمثل نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية، ورسالة حضارية تؤكد قدرة الشعب المصري على قهر التحديات، ومسابقة الزمن بالإنجازات، والتخطيط للمستقبل بعلم واقتدار.

وأكدت الوزارة أن قناة السويس الجديدة لا تمثل مشروعًا ملاحيًا ضخمًا فحسب، بل تجسد ملحمة وطنية خالدة التلف فيها الشعب المصري حول قيادته السياسية، فكانت بمثابة استفتاء سياسي اقتصادي ملحمي على مسار دولة الثلاثين من يونيو؛ وقد كان الشعب المصري على الموعد – كعهده في المثابرة والمصابرة، وكدأبه في العطاء والإيمان بأرضه وحلمه؛ فأنجز المشروع في زمن قياسي بلغ ١٢ شهرًا فقط، بتمويل وطني كامل من خلال شهادات استثمار ناهزت قيمتها ٦٤ مليار جنيه جمعها المصريون في نحو ٦٠ ساعة عمل.

يارب جوزني وارزقني فلوس كتيرة.. الإفتاء توضح حكم الدعاء بهذه الصيغة في الصلاةدعاء يحفظ من الحوادث والمصائب المفاجئة.. كلمات رددها النبي

وأشارت إلى أن هذه القناة تمثل امتدادًا لمشروع مصري وطني خالص منذ مصر القديمة، مرورًا بالعهد الإسلامي ووصولاً إلى دولة الثلاثين من يونيو، فقد آمن المصري منذ القدم بأنه لم يتوسط جغرافيا الكون هباءً، ولم يأذن بشروق شمس الحضارة دونما رسالة؛ بل إن مصرَ للعالمين سَلَم ومعلّم، وللتجارة مركز ومعبَر، وللحق ناصر ومعين؛ وها هي أعمال التطوير في محور قناة السويس تجعل وطننا العظيم للتصنيع مقصدًا، وللتجارة الحرة مقرًا.

وأضافت أنها الإرادة والرؤية التي تلاقت فيها أشعة طبقات الحضارة المصرية، وتوجها الإسلام بمقاصد عليا تنثر السلام وحسن المعاملة للعالم أجمع، فحق للمصري أن يفخر بما أنجز، وللوطن أن يستمر شامخًا.

طباعة شارك الأوقاف مشروع قناة السويس الجديدة قناة السويس الجديدة

مقالات مشابهة

  • أسقطنا الصنم فصار تمثالًا خفيًا ينخر في جسد الدولة!
  • شوقي علام: الإمام محمد عبده فرّق بين التشبه المذموم والمباح في مسألة البرنيطة
  • بهي الدين حسن لـعربي21: السجون المصرية تحوّلت إلى مسالخ بشرية.. والسيسي لن يقوم بأيّ إصلاحات
  • عبد الغني هندي: الأزهر الشريف له منهج علمي راسخ في تعليم الدين الإسلامي
  • خالد منتصر: مشاكل الدولة خلال أوقات سابقة سبّبها الخلط بين الدين والسياسة
  • دمار كبير خلفه الاحتلال في حي الزيتون بغزة وقصف متواصل يستهدفه
  • أهمية التعليم في بناء المجتمع
  • ثقافة الأقصر تتناول حياة سميرة موسى رائدة العلم والمعرفة
  • الأوقاف: قناة السويس الجديدة تجسد ملحمة وطنية خالدة
  • كلية التربية بالرستاق تنظم "ملتقى صنّاع الحضارة"