قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن الإمام محمد عبده، حين سئل عام 1903 من جنوب أفريقيا (من منطقة ترانسفال تحديدًا)، عن حكم ارتداء "البرنيطة" – وهو زي دخيل جاء به المستعمرون الأوروبيون – أجاب إجابة تدل على فكر متزن وفهم دقيق لأحكام الشريعة.

هل إذا لبس المسلم زيًّا شبيهًا بزيّ المستعمرين يعد ذلك تشبهًا محرّمًا؟

وأوضح الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن السؤال الموجه للإمام عبده كان: هل إذا لبس المسلم زيًّا شبيهًا بزيّ المستعمرين يعد ذلك تشبهًا محرّمًا؟ مشيرًا إلى أن الإمام لم يكتفِ بالنظر إلى ظاهر الحديث النبوي الشريف "من تشبه بقوم فهو منهم"، بل بيّن أن هذا الحديث لا يُؤخذ على إطلاقه، وإنما يُفهم في سياق محدد.

شوقي علام: السلوك الإنساني في الطرقات يحتاج لتربية على ضوابط الشرعشوقي علام يحدد ضوابط وآداب الطريق: غض البصر أصبح له صورتان

وأضاف مفتي الجمهورية السابق أن الإمام محمد عبده فرّق بوضوح بين التشبه الظاهري في المظهر أو العادات الاجتماعية، وبين التشبه المذموم الذي يحمل في طياته تحولًا فكريًا وعقديًا يجعل الإنسان ينقل ولاءه واعتقاده من الإسلام إلى غيره.

وقال الدكتور شوقي علام "التشبه المذموم هو ما يجزم به الإنسان اعتقادًا وضميرًا، ويؤدي به إلى ترك خصوصية الإسلام والانتقال إلى دائرة أخرى عقدية وسلوكية، أما مجرد ارتداء زي معين لا يحمل هذه الدلالة، فهو من العادات وليس فيه مخالفة شرعية".

وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن الإمام محمد عبده أجاب حينها قائلًا: "لا حرج في لبس البرنيطة"، معتبرًا إياها عادة اجتماعية وليست من صميم العقيدة أو من مظاهر التشبه المذموم.

ولفت الدكتور شوقي علام إلى أن هذا الموقف يأتي ضمن إطار أوسع من الاجتهاد الإسلامي، الذي شهد له الإمام عبده، مستدلًا بتعامل الصحابة الكرام أنفسهم في زمن الفتوحات، حين أخذوا بما هو نافع من ثقافات الأمم الأخرى، مؤكدًا أن الإسلام لا يمنع الاستفادة من تجارب الآخرين ما دامت في مصلحة الإنسان ولا تمس جوهر العقيدة.

وتابع "الأصل في الأشياء الإباحة، لقوله تعالى: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا"، فالعموم في الآية يدل على أن الله خلق كل ما في الأرض لخدمة الإنسان، لا عبثًا، بل ليستفيد به ويعمر الأرض".

طباعة شارك الدكتور شوقي علام شوقي علام الإمام محمد عبده البرنيطة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام شوقي علام الإمام محمد عبده الدکتور شوقی علام الإمام محمد عبده

إقرأ أيضاً:

وزارة الداخلية في فعالية رسمية: مشروع الإمام الهادي لا يزال حاضرًا في مواجهة الطغيان

يمانيون |
أحيا قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية، اليوم الخميس، ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن، بندوة ثقافية حملت شعار: “إن هي إلا سيرة محمد أو النار”.

تأتي هذه الفعالية السنوية إحياءً لذكرى وصول الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين إلى اليمن في العام 1447هـ، وترسيخًا لقيم الثورة الإيمانية والنهج المحمدي في مقارعة الباطل والطغيان.

وشهدت الندوة حضورًا رسميًا واسعًا تقدمه الوكيل المساعد لقطاع الموارد البشرية والمالية اللواء محمد مارش، ومديرو أمن المنافذ والمطارات العميد الركن محمد المحاقري، ومدير الأدلة الجنائية حسين الماخذي، ومدير المشاريع العميد محمد شباب، إلى جانب عدد من كبار الضباط والكوادر الأمنية في الإدارات العامة المختلفة.

وأكد عضو رابطة علماء اليمن، العلامة الدكتور خالد القروطي، في كلمته خلال الندوة، أن شخصية الإمام الهادي تمثل مصدر إلهام دائم لكل الأحرار في مواجهة الطغاة والمستكبرين، وأن الارتباط بنهجه يمثل ضرورة حيوية لتصحيح مسار الأمة واستعادة هويتها الإيمانية. وقال:”الإمام الهادي لم يكن مجرد عالم أو فقيه، بل كان قائدًا ربانيًا أتى ليقيم العدل وينصر المستضعفين، ووضع اللبنات الأولى لدولة تحتكم إلى شرع الله وتنهض بالحق والعدالة والمساواة.”

وأشار القروطي إلى التضحيات العظيمة التي قدمها الإمام في سبيل الله، وثباته في وجه الطغيان آنذاك، مبينًا أن سيرته العطرة تمثل رافدًا مهمًا في بناء وعي الأمة، خصوصًا في ظل ما تتعرض له من مؤامرات وهجمات تستهدف دينها وهويتها.

كما استعرض القروطي أبرز المحطات في رحلة الإمام الهادي إلى اليمن، وكيف تمكن من توحيد الناس على كلمة الحق رغم الظروف الصعبة، حتى جعل من مدينة صعدة عاصمة لدولة إسلامية قامت على المبادئ والقيم المحمدية الأصيلة، وواجهت قوى الانحراف والباطل بكل حزم وثبات.

وتطرقت الندوة إلى ما حققه الإمام الهادي من إنجازات ملموسة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وسعيه لإرساء دعائم الاستقرار المجتمعي والعدالة، مشددة على ضرورة استحضار هذه النماذج في واقع الأمة اليوم، وتعزيز ثقافة التضحية والفداء في سبيل الله.

وأشار القروطي إلى أن العدو يعمل على تشويه سيرة الإمام الهادي وتغييبها من الوعي الجمعي، لما تمثله من خطر على المشاريع الظلامية، مؤكدًا أن إحياء هذه الذكرى ليس مجرد طقس سنوي، بل هو فعل وعي واستنهاض وبناء روحي وفكري لمجتمع متجذر في قيم الجهاد والإيمان.

وقد تخللت الندوة عروض وثائقية وثقافية حول حياة الإمام الهادي وسيرته المباركة، وما تميز به من علم وجهاد وحكمة، إلى جانب مشاركات لعدد من الضباط والكوادر الأمنية من مختلف الإدارات التابعة لقطاع الأمن والشرطة، من بينهم نواب مدراء حراسة المنشآت، ومباحث الأموال العامة، ومكافحة المخدرات، وحماية الأسرة.

وشكّلت الندوة مناسبة لتجديد العهد على الوفاء لخط الولاية والتمسك بمشروع أعلام الهدى، واليقظة في مواجهة المخاطر المحدقة بالأمة من الداخل والخارج.

مقالات مشابهة

  • المركز الأمريكي للعدالة: الحوثيون يواصلون قمع الأصوات المعتدلة باختطاف الدكتور رامي عبدالوهاب
  • شوقي علام: الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص يمنع
  • شوقي علام: الأصل في الأشياء الإباحة.. ما لم يرد نص يمنع أو يثبت ضرر
  • تعلن محكمة جنوب غرب الأمانة أن الأخ محمد عبده القرين تقدم بطلب تصحيح اسمه
  • وزارة الداخلية في فعالية رسمية: مشروع الإمام الهادي لا يزال حاضرًا في مواجهة الطغيان
  • وزارة الداخلية تنظم ندوة بذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • تعلن نيابة ومحكمة غرب إب أن على المتهمين محمد ناجي عبده وآخرين الحضور إلى المحكمة
  • دمشق.. انطلاق مجالس سماع موطأ الإمام مالك بالجامع الأموي
  • تعلن محكمة الزيدية الابتدائية بأن على المدعى عليه/ شوقي محمد عثمان تنفيذ منطوق الحكم