أثار ما أعلنه مسؤول إيراني بأن الأجهزة الأمنية في البلاد "أحبطت مؤامرة إسرائيلية كبرى" ضد وزير الخارجية عباس عراقجي قبل أيام في العاصمة طهران تساؤلات بشأن الدلالات والتداعيات على مسار الحرب والتفاوض.

ووفق الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي، فإن عراقجي لديه خبرة تفاوضية كبيرة، إذ يعد ممن أنجزوا الاتفاق النووي عام 2015 (انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى)، كما أنه يتمسك بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وأوضحت الصمادي -للجزيرة- أن عراقجي من أبناء الحرس الثوري الإيراني، ويحظى بثقة كبيرة لدى المرشد علي خامنئي، مشيرة إلى أنه "اسم مهم في الدبلوماسية الإيرانية، ولدى القيادتين العسكرية والعليا في إيران".

وعُين عراقجي -المعروف بكبير المفاوضين السابقين- وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، الذي فاز في انتخابات رئاسية مبكرة في يوليو/تموز 2024.

وأعربت الصمادي عن قناعتها بأن محاولة اغتيال عراقجي "ضربة للدبلوماسية الإيرانية، لكونه يقود الدفاع عن مصالح بلاده على طاولة المفاوضات".

وتندرج أيضا في سياق ضرب العملية التفاوضية مستقبلا، إضافة إلى محاولة تجريد خامنئي من رجاله العسكريين والسياسيين المقربين، وفق الباحثة الصمادي.

توقيت لافت

بدوره، وصف مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز الإعلان الإيراني وتوقيته باللافت، إذ يأتي قبيل ساعات من اجتماع عراقجي مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإجراء محادثات نووية اليوم الجمعة بجنيف.

ووفقا لفايز، فإن المصطلحات المستخدمة في الإعلان الإيراني تشير إلى أن "فريقا ما موجود على الأرض يتعامل مع الموساد الإسرائيلي"، قام بعملية "تتبع" لكي يضع عراقجي "خارج المعادلة".

ولم يوضح إعلان المسؤول الإيراني موعد "المؤامرة ضد وزير الخارجية، وما إذا كانت اغتيالا أو اختطافا" -حسب فايز- الذي رجح أن الحادثة وقعت خلال زمن الحرب.

إعلان

وأعرب فايز عن قناعته بأن غياب عراقجي يغير ماهية التفاوض، وقد يؤدي إلى استبدال محددات جديدة بخطوط طهران الحمراء بشأن المفاوضات النووية.

والخميس، قال عراقجي إن القوات المسلحة الإيرانية "ستواصل دك المجرمين الذين يستهدفون شعبنا حتى يتوقفوا ويدفعوا ثمن عدوانهم"، داعيا الإسرائيليين إلى الالتزام بأوامر الإخلاء الصادرة عن إيران وتجنب البقاء قرب مواقع عسكرية واستخباراتية.

من جانبه، رجح توماس واريك، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، تشكيك واشنطن في الرواية الإيرانية بشأن عراقجي، خاصة في ظل ما سمّاه "ترددا إيرانيا بعقد لقاء بين وزير الخارجية والمسؤولين الأميركيين".

ولم يستبعد واريك إمكانية النظر في أدلة أخرى "قد تشير إلى احتمال مغاير لرواية إيران بمحاولة اغتيال وزير خارجيتها".

أما في حال كانت الرواية الإيرانية صحيحة، فإن ترامب سيشعر بالغضب، إذ يريد التوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب الحالية، مشيرا في هذا الصدد إلى المهلة الجديدة التي منحها لإيران، مؤكدا في الوقت ذاته أن عراقجي يعد أساسيا في العملية التفاوضية.

وأعرب واريك عن قناعته بأن ترامب سيتحدث -في هذه الحالة- بنبرة عالية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مضمونها بأن هذه العملية "لا تصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة".

ومنتصف الشهر الجاري، أعلن سعيد خطيب زاده نائب وزير الخارجية الإيراني تعرض أحد مباني الوزارة في طهران إلى قصف إسرائيلي، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بينهم دبلوماسيون إيرانيون.

ووصف زاده القصف بأنه "هجوم متعمد ووحشي نفذه النظام الإسرائيلي المجرم".

وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي، هجوما واسع النطاق على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

مستشار المرشد الإيراني: أي حديث عن استسلام إيران خطأ كبير

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني، قال إنه أي حديث عن استسلام إيران خطأ كبير، ولا نرغب في الحروب ولكن نمر بمرحلة حاسمة وعلينا أن نصمد للدفاع ومعاقبة المعتدين.

نتنياهو يهزي: سنقضي على تهديد إيران وحماس ونعيد المخطوفينعرض روسي لدعم إيران.. وطهران تفاجئ الجميع برفض صادمايران ..اعتقال عملاء أطلقوا مسيرات صغيرة من صحاري ضواحي طهرانإيران .. ضبط سيارة تحمل عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية


وأضاف أن إسرائيل كانت تتصور أنها ستجبر إيران على التراجع في غضون عدة أيام ولكن هذا الأمر لم يتحقق، وأنه في المراحل الأخيرة من المفاوضات لم تكن الولايات المتحدة تسعى لحل القضايا بل كانت تحاول فرض مطالب محددة علينا.

وأكدت مؤسسة الرئاسة الروسية “الكرملين ” أن  التدخل الأمريكي المحتمل في الصراع الإسرائيلي الإيراني سيشكل دوامة تصعيد رهيبة.
 

وقال الكرملين في بيان له : روسيا تحافظ على شراكتها مع إيران وعلاقات الثقة مع إسرائيل.

ونفت مؤسسة الرئاسة الروسية “ الكرملين ” أن تكون إيران طلبت أي مساعدات عسكرية من روسيا، مشددا علي أن دعم موسكو لطهران موجود بشكل عام.

وكان بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت في إتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط حسب الكرملين.

وشمل الحديث أيضا تطورات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا التي تمت برعاية تركية، والتي تستمر بها روسيا، وكان قد عرض الرئيس الروسي بوتين الوساطة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامجها النووي.

وعقب تعثر المفاوضات بين الطرفين، وقيام إسرائيل بالإقدام على عمل عسكري كبير ضد إيران مما قوض الجهود الدبلوماسية في عملية المفاوضات السلمية بين الطرفين.

في إتجاه آخر أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بوتين الذي يحاول مع الرئيس الأمريكي خفض التوتر الإيراني الإسرائيلي بالمنطقة، بأن طهران لم تكن تسعى لتطوير أسلحة نووية للرئيس الروسي.


 

طباعة شارك القاهرة الإخبارية المرشد الإيراني مستشار المرشد الإيراني إيران

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| استمرار القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل لليوم الثامن.. إحباط خطة إسرائيلية لاغتيال عباس عراقجي في طهران.. وزيلينسكي يعين قائدا جديدا للقوات البرية الأوكرانية
  • إيران تعلن إحباط خطة إسرائيلية لاغتيال وزير الخارجية عباس عراقجي
  • مستشار بالخارجية الإيرانية: إحباط مخطط لاغتيال الوزير عباس عراقجي في طهران
  • طهران تعلن فشل مؤامرة إسرائيلية كبرى ضد وزير الخارجية الإيراني
  • الخارجية الإيرانية: عراقجي سيبحث مع الترويكا الأوروبية الملف النووي ورفع العقوبات
  • هل يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تركيا؟
  • مستشار المرشد الإيراني: أي حديث عن استسلام إيران خطأ كبير
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: النظام الإيراني لا خطوط حمراء لديه
  • وزير الخارجية الإيراني ينفي إرسال وفد للتفاوض إلى سلطة عمان