واشنطن تحرك قاذفات “بي-2” مع ترقب موقف ترامب من مهاجمة إيران
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
#سواليف
قال مسؤولان أميركيان لرويترز -اليوم السبت- إن الولايات المتحدة بدأت نقل #قاذفات من طراز #بي-2 إلى #جزيرة_غوام في المحيط الهادي، في وقت يدرس فيه الرئيس دونالد #ترامب إذا ما كان ينبغي للولايات المتحدة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية على #إيران.
ورفض المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، ذكر مزيد من التفاصيل.
ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين بالبنتاغون أن قاذفات بي-2 أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية ليلة أمس، وأنها في طريقها لجزيرة غوام.
مقالات ذات صلةويمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأميركية “جي بي يو-57” زنة 13 طنا المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف #البرنامج_النووي_الإيراني، بما في ذلك موقع #فوردو.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نقل قاذفات بي-2 لغوام “عرض محتمل للقوة، بينما يبحث ترامب ضربات محتملة لمنشأة نووية رئيسية بإيران”.
وفي حين نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين عدم صدور أوامر حتى الآن بتنفيذ ضربات باستخدام قاذفات بي-2.
إذن بريطاني
في السياق، أكدت صحيفة تايمز أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إذن من بريطانيا لشن ضربات انطلاقا من قاعدة دييغو غارسيا، لأن المنطقة تحت السيادة البريطانية.
وأدّت قاعدة دييغو غارسيا التي وسِّعت بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، دورا حيويا في الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق (حرب الخليج الأولى مطلع التسعينيات وغزو 2003)، وأفغانستان (2001).
وخلص تحليل سابق نشرته وكالة الصحافة الفرنسية إلى وجود طائرة نقل عسكرية من طراز “سي-17” في قاعدة دييغو غارسيا. وحسب القوات الجوية الأميركية، فإنه بوسع هذا النموذج نقل الجنود “بسرعة”، فضلا عن “الحمولات على مختلف أنواعها إلى قواعد العمليات الرئيسية أو مباشرة إلى القواعد المتقدّمة في مناطق النشر”.
كما أظهر التحليل وجود طائرات تزويد بالوقود تسمح بإعادة تزويد طائرات حربية أخرى بالوقود في أثناء المهمات الطويلة.
وتأتي هذه التطورات في خضم تكهنات عن احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة غير المسبوقة المستمرة منذ أكثر من أسبوع بين حليفتها إسرائيل وإيران.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيقرر في غضون أسبوعين إذا ما كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في حربها على إيران.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قاذفات بي جزيرة غوام ترامب إيران البرنامج النووي الإيراني فوردو الولایات المتحدة قاذفات بی 2
إقرأ أيضاً:
ترامب بين الغموض والتأرجح ومعضلة تكلفة مهاجمة إيران
واشنطن- شهدت الساعات الـ24 الماضية تحولا حادا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نهج أكثر تشددا تجاه إيران، إذ أشارت تقارير إلى موافقته على خطط تنفيذ هجوم عليها، لكنه لم يتخذ قرارا نهائيا بعد.
وأكدت تقارير أنه وافق على هذه الخطط ليلة الثلاثاء الماضي، لكنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن ما إذا كان سيضرب إيران وينضم رسميا إلى الهجمات الإسرائيلية، انتظارا -ربما- لموافقة طهران على التخلي عن برنامجها النووي.
ودرس ترامب توجيه ضربة على منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض على بعد 150 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، ولم تشن إسرائيل أي ضربات عليها منذ أن بدأت قصف أهداف نووية وعسكرية إيرانية يوم الجمعة الماضي.
تحوّل دراماتيكيغير أن الرئيس الأميركي يريد التأكد من أن الهجوم المحتمل ضروري، ولن يجر بلاده إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، ومن أنه سيحقق بالفعل هدف تدمير برنامج إيران النووي.
ومثّل موقفه تحولا دراماتيكيا، حيث أشار أمس الأول إلى ضرورة "الاستسلام غير المشروط" من إيران، وهو ما قابله المرشد الأعلى علي خامنئي بالرفض الصارم، وقال إن "الشعب الإيراني لن يستسلم".
وتؤكد تصريحات ترامب الأخيرة والمتقلبة تحوله بعيدا عن العناصر الانعزالية الممثلة لتيار حركة "ماغا" في الحزب الجمهوري التي هيمنت على إدارته منذ تخلصه من الجمهوريين التقليديين في مجلس الأمن القومي قبل شهرين.
كما أنه في الوقت ذاته يدرك عدم دعم غالبية الأميركيين للتدخل العسكري في المواجهة الجارية بين إسرائيل وإيران. وكشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة "يو غوف" (YouGov) موافقة 16% فقط من الأميركيين على التدخل العسكري، ورفض 60%، في حين عبر 24% عن عدم تأكدهم.
واجتمع ترامب 3 مرات بأكبر مساعديه للتشاور حول الخطوات التالية في إطار المواجهة مع طهران. وتضم هذه الدائرة المقربة منه، التي تتداول بشأن السياسة الإيرانية، عددا صغير جدا من المسؤولين جمع بينهم التشدد باستثناء نائبه جيه دي فانس.
إعلانمن أعضاء المجموعة تبرز أسماء مثل كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف. في حين أن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، التي تشارك دائما في دائرة صنع القرار المقربة من ترامب، غابت عن الاجتماعات الأخيرة حول إسرائيل وإيران.
نهج متغيروبعدما بدأ ترامب متحفظا على فكرة التدخل العسكري، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى كيفية تغير نهجه تجاه الحرب الإسرائيلية الإيرانية مع اندلاعها. وقالت "عندما استيقظ صباح الجمعة، كانت قناته التلفزيونية المفضلة، فوكس نيوز، تبث صورا للقصف الإسرائيلي، وهو ما صورته على أنه عبقرية عسكرية إسرائيلية. ولم يستطع ترامب مقاومة المطالبة بإرجاع بعض الفضل له في هذا النجاح المبدئي".
وأضافت الصحيفة "وفي تصريحات صحفية، بدأ ترامب في التلميح إلى أنه لعب دورا وراء الكواليس في الحرب أكبر مما يدركه الناس. ثم تطور موقفه ليقول لمقربين منه إنه يميل الآن نحو تصعيد موقف واشنطن بما يتماشى مع طلب إسرائيل السابق بأن تقدم الولايات المتحدة قنابل قوية لكسر التحصينات لتدمير منشأة فوردو النووية".
في الوقت ذاته، يستمر الانقسام بين الجمهوريين في الكونغرس حول مستوى المشاركة التي يجب أن تتبعها الولايات المتحدة في الصراع، من العمل جنبا إلى جنب مع إسرائيل لتدمير منشأة فوردو، إلى إجبار إيران على المشاركة في المفاوضات الدبلوماسية. لكن هناك إجماع جمهوري إلى حد كبير على ضرورة دعم واشنطن لإسرائيل فيما يعتبرونه "حقها في الدفاع عن نفسها".
جادل بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ بأن الولايات المتحدة يجب أن تنضم إلى الضربات الإسرائيلية على إيران لمساعدتها على تدمير المواقع النووية المحصنة وخاصة منشأة فوردو، بحجة أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على القيام بذلك بمفردها.
ومع ذلك، جادل آخرون بأن تل أبيب قد يكون لديها خطط بديلة لمهاجمة فوردو، بينما اقترح آخرون أن واشنطن يجب أن تتراجع وتركز على الدبلوماسية ما لم يتعرض مواطنون أميركيون أو مصالح واشنطن لهجوم مباشر.
تكلفة باهظةأشارت تقارير إلى أن رد الفعل الإيراني على أي هجمات أميركية سيكون كبيرا، وقد يؤدي لمواجهة بحرية ضخمة بينهما وإغلاق مضيق هرمز. في الوقت ذاته، ترى الدوائر الجمهورية المرتبطة بتيار "ماغا"، أن تكلفة خوض معارك خارجية لا يوجد لها ما يبررها في الحالة الإيرانية.
وفقا لدراسة أجراها مشروع تكلفة الحرب بجامعة براون عام 2021، كلّفت حربا أفغانستان والعراق الخزينة الأميركية نحو 3 تريليونات دولار، كما أن لها تكلفة بشرية أميركية مرتفعة، فقد انتحر أكثر من 30 ألف عسكري أثناء خدمتهم، أو بعد تقاعدهم في حروب ما بعد 11 سبتمبر اعتبارا من يونيو/حزيران 2021، وهو ما يزيد بكثير على 7057 عسكريا لقوا حتفهم في الفترة نفسها.
في حديث للجزيرة نت، قال بيتر روف، المحلل السياسي الجمهوري، والمحرر المساهم في مجلة نيوزويك، "إن التحالف الذي أوصل ترامب إلى منصبه هو الذي يعارض إلى حد كبير التدخل العسكري للولايات المتحدة في الخارج. إنهم يعتقدون، مع بعض المبررات، أن تكاليف الحروب المطولة في أفغانستان والعراق تفوق بكثير أي فوائد حققتها".
إعلانوأضاف أنهم يعارضون التدخل العسكري ضد إيران لهذه الأسباب نفسها، وهي أن التدخل سيكون مكلفا، وسوف يصرف الانتباه عن التهديد الذي تشكله الصين. كما يعتقدون أنه "لا ينبغي أن يموت أي صبي أو فتاة أميركية في حرب ليست معركتنا".
غير أن روف عاد وقال "في الوقت نفسه، ترى تيارات أخرى من تحالف ترامب أن العلاقة الخاصة القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تجعل معركتهم معركتنا وحمايتهم التزاما أميركيا. ليس من الواضح إلى أي جانب سينحاز الرئيس. وليس من الواضح على الإطلاق إلى أي اتجاه سيميل ترامب إذا حان الوقت الذي يجب عليه فيه أن يقرر ويختار بين الاثنين".