الجزيرة:
2025-06-22@12:35:01 GMT

الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة

واشنطن ـ بعد أكثر من 3 أشهر قضاها في مركز احتجاز المهاجرين بولاية لويزيانا، أفرجت السلطات الأميركية يوم الجمعة عن الناشط الفلسطيني محمود خليل بكفالة مؤقتة، بموجب قرار قضائي فدرالي، يتيح له العودة إلى نيويورك للالتحاق بزوجته وطفله حديث الولادة، بينما تستمر الإجراءات القضائية المتعلقة بقضيته.

وفي أول تصريح له بعد الإفراج عنه، أعرب خليل عن استيائه من ظروف احتجازه المطولة قائلا "العدالة انتصرت، لكن بعد تأخير طويل وغير مبرر"، وأضاف "بمجرد دخولك مركز الاحتجاز، تسلب منك حقوقك.

. ترى النقيض التام لما يُفترض أن تمثله العدالة في هذا البلد".

وفي مطار نيوارك بنيوجيرسي، حيث استقبله نشطاء وصحفيون، تعهّد خليل بمواصلة نضاله من أجل القضية الفلسطينية، مؤكدا "لن يُخيفوني بالاعتقال، حتى لو قتلوني سأبقى أدافع عن فلسطين".

اعتقال دون تهم

تعود بداية قضية خليل إلى 8 مارس/آذار الماضي، حينما داهمت عناصر من وزارة الأمن الداخلي مقر سكنه في مانهاتن واعتقلته دون مذكرة توقيف أو توجيه تهم جنائية. وبرّرت السلطات الأميركية لاحقا الاعتقال بالاستناد إلى مادة مثيرة للجدل من قانون الهجرة والجنسية لعام 1952، تتيح لوزير الخارجية ترحيل "أي أجنبي يحتمل أن يضر وجوده بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استخدمت هذه المادة لتبرير احتجاز خليل، بدعوى أن نشاطه المؤيد لفلسطين "يعقّد العلاقات مع حليف إستراتيجي" في إشارة إلى إسرائيل.

وقد قوبلت هذه المبررات بانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية وخبراء قانونيين اعتبروا أن احتجاز خليل يمثل تهديدا خطيرا لحرية التعبير، وسارع فريق الدفاع القانوني عنه إلى الطعن في مشروعية اعتقاله، باعتباره انتهاكا صارخا للتعديل الأول في الدستور الأميركي.

وقال المحامي عمر محمدي -المعروف بقضاياه ضد شرطة نيويورك- للجزيرة نت: إن "القضية لا تتعلق بالأمن القومي، بل هي انتهاك للدستور"، مضيفا أن الحكومة "تختبر حدود التعديل الأول، لكنها ستفشل، فالقضاء هو الحارس الأخير للدستور".

إعلان

من جهتها، اعتبرت نور صافار، كبيرة محامي مشروع الهجرة بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية، أن احتجاز خليل "عقاب سياسي صريح"، وقالت في بيان حصلت عليه الجزيرة نت، إن "اللجوء لقوانين الهجرة كأداة لقمع المتضامنين مع فلسطين يهدد الجميع، وليس الفلسطينيين وحدهم".

ذرائع متغيرة

في أواخر مايو/أيار الماضي، قضى قاض فدرالي في نيوجيرسي بأن حجة "الإضرار بالسياسة الخارجية" قد تكون غير دستورية، وأمهل الحكومة لتقديم أساس قانوني أقوى أو الإفراج عن خليل.

لكن بدلا من التراجع، لجأت وزارة الأمن الداخلي إلى اتهام جديد يتمثل في "تزوير معلومات في طلب بطاقة الإقامة الدائمة"، بزعم أن خليلًا لم يفصح عن كل علاقاته بمنظمات فلسطينية. وقد وصف القاضي مايكل فاربيارز هذه الخطوة بأنها "استثنائية ونادرة الاستخدام"، لاسيما في ظل عدم وجود خطر من فراره أو تهديده للمجتمع، وأمر في 20 يونيو/حزيران الجاري بالإفراج عنه بكفالة مع استكمال الإجراءات القانونية.

وقال المحامي محمدي للجزيرة نت إن "السلطات تستهدف المقيمين الضعفاء من حاملي "غرين كارد" (البطاقة الخضراء) لأنهم يعتبرونهم "أهدافا سهلة"، مضيفا أن "ما تقوم به الحكومة هو انتهاك للدستور"، وأنها تحاول "تخويف الآخرين من ممارسة النشاط السياسي السلمي رغم أنه محمي بموجب الدستور الأميركي".

وأكد محمدي أن المعركة القانونية ستتواصل، مشيرا إلى أن "جميع منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية والأشخاص المؤمنين بعدالة قضية محمود سيواصلون النضال القانوني، لأنه لا أحد فوق الدستور، لا وزارة الخارجية ولا الرئيس".

الطالب محمود خليل شارك في الاحتجاجات الطلابية للتنديد بحرب غزة بجامعة كولومبيا (رويترز) معركة لم تنتهِ

وعلى الرغم من الإفراج المؤقت عن خليل، أعلنت وزارة الأمن الداخلي نيتها استئناف القرار القضائي، مما يعني أن فصول القضية لم تنته، وأن خليلًا قد يواجه جلسات جديدة أمام قاضي الهجرة إذا أصرت الحكومة على المضي بتهمة تقديم معلومات غير مكتملة في طلب الإقامة.

وتأتي قضية خليل في سياق حملة أوسع أطلقتها إدارة ترامب ضد النشطاء المتضامنين مع فلسطين داخل الولايات المتحدة، حيث صعّد ترامب من هجماته ضد الحراك الطلابي المؤيد للقضية الفلسطينية، واعتبر مظاهراتهم "معادية للسامية ولأميركا"، متوعدا بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين فيها.

وكان اعتقال خليل أول اختبار عملي لتلك التهديدات، وقد تفاخر ترامب حينها بالعملية، واصفا إياها بأنها "أول اعتقال من سلسلة قادمة".

وبينما أخفقت الحكومة الأميركية في إبقاء خليل محتجزا، يرجَّح أن تسعى إلى تثبيت تهمة "تزوير طلب الإقامة" كمبرر قانوني لسحب بطاقته الخضراء وترحيله، في وقت ترى فيه منظمات الدفاع عن الحريات أن هذه المحاولة هي جزء من حملة سياسية تستهدف الأصوات الداعمة لفلسطين في الداخل الأميركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

حضرموت.. نقابة الصحفيين تطالب بسرعة الإفراج عن الصحفي "باجابر" وتوفير بيئة آمنة للصحفيين

طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، بسرعة الإفراج عن الصحفي " مزاحم باجابر" المحتجز لدى إدارة البحث الجنائي بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، وتوفير بيئة آمنة للصحفيين لممارسة أعمالهم دون ترهيب أو قمع.

 

وقال فرع نقابة الصحفيين اليمنيين في حضرموت وشبوة والمهرة في بيان له، إنه يتابع واقعة احتجاز الزميل مزاحم باجابر، ناشر ورئيس تحرير منصة الأحقاف الإعلامية، من قبل قوة عسكرية يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2025م، واقتياده إلى إدارة البحث الجنائي بمدينة المكلا، بناءً على أمر إحضار قهري صادر عن النيابة الجزائية المتخصصة.

 

وأكد فرع النقابة احترامه لاستقلال القضاء وحق الجهات المختصة في اتخاذ الإجراءات القانونية وفقاً لما يكفله القانون والدستور، معربا في الوقت ذاته عن قلقه من استمرار احتجاز الزميل مزاحم باجابر بعد التحقيق معه، دون الإفراج عنه، رغم تجاوبه وحضوره أمام جهات الضبط القضائي، والتزامه القانوني بالمثول أمام النيابة.

 

وأوضح البيان، أن استمرار احتجاز الزميل باجابر دون مبرر قانوني واضح يُعد تجاوزاً للإجراءات القانونية السليمة، ويمثل مساساً بحقوق الصحفيين وحرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور اليمني والمواثيق الدولية.

 

ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين بحضرموت وشبوة والمهرة إلى الإفراج الفوري عن الزميل مزاحم باجابر، "ما لم تكن هناك مسوغات قانونية صريحة تبرر استمرار احتجازه".

 

وأكدت النقابة احترام الإجراءات القانونية وعدم استخدام أو استغلال السلطة خارج إطار القانون في التعامل مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، داعية الجهات الأمنية والقضائية إلى الالتزام بمبدأ سيادة القانون، وضمان سلامة الزميل باجابر واحترام حقوقه القانونية والإنسانية.

 

وجددت النقابة حرصها على متابعتها الحثيثة لمجريات هذه القضية، مشددة على ضرورة توفير بيئة آمنة لممارسة العمل الصحفي بعيدًا عن كل أشكال الترهيب أو التضييق، ومطالبة باحترام كرامة الصحفيين وحقوقهم القانونية والمهنية، بما ينسجم مع أحكام الدستور والمواثيق الدولية ذات الصلة.


مقالات مشابهة

  • أول تعليق من الناشط الفلسطيني محمود خليل بعد الإفراج عنه في أمريكا
  • بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع من إنسانيتهم
  • قاض أمريكي يقرر الإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • إطلاق سراح الناشط المؤيد للفلسطينيين محمود خليل بأمر من قاض أمريكي
  • إطلاق سراح الناشط المؤيد للفلسطينيين محمود خليل بأمر من قاض أمريكي- (صور وفيديو)
  • قاض أمريكي يأمر بالافراج عن الطالب محمود خليل.. البيت الأبيض غاضب
  • فيديو.. خليل يغادر السجن والبيت الأبيض يستنكر
  • قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • حضرموت.. نقابة الصحفيين تطالب بسرعة الإفراج عن الصحفي "باجابر" وتوفير بيئة آمنة للصحفيين