في لقاءين مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس.. رئيس «تنمية الريف المصري» يستعرض إنجازات مشروع الأمل
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، بمقر المشيخة بالقاهرة، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، اللواء أركان حرب مهندس عمرو عبد الوهاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "تنمية الريف المصري الجديد"، المسؤولة عن تنفيذ وإدارة المشروع القومي لاستصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.
جاءت الزيارتان في إطار حرص واهتمام الرموز الدينية الكبرى في مصر بالاطلاع على آخر المستجدات والأنشطة التي يشهدها المشروع القومي العملاق، في سياق التواصل المستمر بين مؤسسات الدولة ورموزها الدينية والوطنية، بما يعكس روح مصر الأصيلة القائمة على التآخي والوحدة والتكامل. حيث استعرض اللواء عمرو عبد الوهاب، في مستهل اللقاءين، رؤية ومخططات المشروع القومي لتنمية المليون ونصف المليون فدان، وأبرز ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع في مختلف أراضي ومناطق المشروع، مؤكدًا أن المشروع ليس مجرد مشروع زراعي، وإنما رؤية وطنية شاملة لبناء مجتمع متكامل يجمع بين الزراعة والعمران والخدمات والتكافل، وقبل ذلك كله الانتماء الحقيقي للوطن، حيث يتشارك فيه أبناء الوطن من مختلف المحافظات والخلفيات الدينية والاجتماعية في بناء مستقبل مشترك فوق أرض مصر الطيبة. كذلك هو مشروع تنموي متكامل يستهدف الإنسان المصري في المقام الأول، ويعمل على تمكينه من أدوات العلم والعمل، في إطار من التكاتف الوطني والتخطيط الاستراتيجي الذي لا ينفصل عن مستهدفات الدولة المصرية في "الجمهورية الجديدة" تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح اللواء عمرو عبد الوهاب أن المشروع يبدأ من تمليك ولو فدان واحد من خلال عمليات تقنين أوضاع المزارعين الجادين، وصولًا إلى تخصيص آلاف الأفدنة لصغار المستثمرين أو كبرى الشركات المتخصصة، وذلك ضمن خطة شاملة لإنشاء مجتمعات عمرانية وإنتاجية جديدة، تشمل دور عبادة من مساجد وكنائس، ومراكز صحية، ومدارس للتعليم الأساسي والفني الزراعي، ومراكز شرطية، وفروعًا للبنوك، وخدمات للمواطنين، بما يضمن بيئة متكاملة للعيش والعمل والتعلم في قلب الصحراء. وأشار إلى أن الشركة قد أنشأت بالفعل عددًا من المساجد والكنائس للمواطنين المقيمين بالمناطق التابعة للمشروع، بما يعكس روح التعدد والتعايش المصري الأصيل، فضلًا عن إنشاء مراكز لطب الأسرة ومدارس للتعليم الأساسي والفني الزراعي، بما يسهم في تنشئة جيل متعلم ومؤهل وقادر على مواكبة تطورات العصر والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن.
ولفت إلى أن المشروع يمتد على أراضٍ صحراوية في ست محافظات، تشمل مناطق في سهل المنيا الغربي، والفرافرة القديمة والجديدة، والمغرة، والطور، وسيوة، وتوشكى وغيرها، ويُعد أحد أكبر مشروعات استصلاح الأراضي في تاريخ مصر الحديث. مؤكدًا أن المشروع يستهدف خلق مجتمعات عمرانية وإنتاجية مستقلة تعتمد على الزراعة الحديثة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الزراعية، وتوفر فرصًا حقيقية للشباب والخريجين والمستثمرين، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
وأضاف: «نحن لا نبني فقط مزارع أو نمهد طرقًا، وإنما نبني حياةً وأسرًا ومجتمعات جديدة على أسس من التعاون والتنوع وقيم الوطن الواحد، ولعل حرصنا على تواجد الكنائس إلى جانب المساجد، والمدارس إلى جانب مراكز الصحة، يترجم إيماننا بأن التنمية لا تكتمل إلا إذا بدأت من الإنسان وانتهت إليه».
من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن تقديره الكبير للجهود المبذولة في المشروع، مؤكدًا أن ما تقوم به الدولة من تنمية حقيقية في «تنمية الريف المصري الجديد» يعكس رؤية وطنية مستنيرة تقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أبناء الوطن الواحد، وتفتح آفاقًا جديدة للعيش الكريم والعمل الشريف في رحاب الوطن. وأضاف: «إن ما تحقق في المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان و"تنمية الريف المصري الجديد" يعكس بوضوح أن الدولة تمضي بخطى ثابتة نحو إعادة بناء الشخصية المصرية المتصلة بالأرض المنتجة، والمرتبطة بقيم التراحم والتعاون. وما أسعدني اليوم أن أسمع أن هناك كنيسة بجوار مسجد، ومدرسة بجوار حقل، ومستشفى بجوار بيت منتفع، كلها في قلب الصحراء. هذه هي مصر التي نحبها ونعمل جميعًا من أجلها».
بينما ثمّن قداسة البابا تواضروس الثاني الاهتمام الكبير الذي يوليه المشروع بالمواطن المصري في مختلف مناطق وأنشطة المشروع، وحرصه على توفير حياة جديدة ومستقرة لجميع المنتفعين بأراضيه، مؤكدًا أن المشروع القومي لتنمية المليون ونصف المليون فدان وإنشاء ريف مصري جديد في قلب الصحراء هو مشروع أمل وإنتاج، وكذلك مشروع وحدة وطنية بامتياز، حيث نرى النماء والاستقرار والعلم إلى جوار العمل، والتكافل إلى جوار الإنتاج. وأضاف: «لذا، فإن المشروع القومي لتنمية المليون ونصف المليون فدان يمثل صورةً مصغرةً لوطنٍ يسعى لأن يكون حضنًا جامعًا لمختلف أبنائه. حين سمعت منكم اليوم عن شاب نجح في تملك فدان بعد تقنين أوضاعه، وآخر يؤسس مشروعًا تنمويًا على مئات أو آلاف الأفدنة، وأسرة تجد مسجدًا وكنيسة ومدرسة ومستشفى في مجتمع جديد، شعرت بأننا على الطريق الصحيح نحو مصر التي نفخر بها، مصر العدل والإنتاج والمحبة والسلام».
وفي ختام اللقاءين، تقدم اللواء عمرو عبد الوهاب بأصدق آيات الشكر والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تواضروس الثاني على كريم استقبالهما وحرصهما على اللقاء والاستماع والتعرف عن قرب على مستجدات المشروع القومي ودعمهما المتواصل لما فيه الخير والتنمية لأبناء هذا الوطن العزيز. كما أكد أن المشروع القومي لتنمية المليون ونصف المليون فدان هو مشروع يرفع شعار «من الناس وإلى الناس»، وأنه لا يفرق بين مواطن وآخر، بل يسعى لتمكين الجميع وإتاحة فرص حقيقية لبناء مجتمع منتج ومتوازن يشارك فيه الجميع في بناء وطن قوي، متماسك وعادل.
حضر اللقاءين من جانب الشركة الدكتورة المهندسة ڤينيس فايد، مستشار رئيس مجلس الإدارة ورئيس قطاع تطوير الأعمال، والدكتور ياسر محب، رئيس قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالشركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الريف المصرى تنمية الريف المصرى ابا الإسكندرية اللواء عمرو عبد الوهاب تنمیة الریف المصری أن المشروع مؤکد ا أن مشروع ا
إقرأ أيضاً:
روث الخيول.. عندما يصبح «التحدي» فرصة للحياة
في شوارع الأقصر التي تعج بتاريخ الفراعنة، توجد قصص حية لا تقل عظمة عن معابدها. قصص لأناس بسطاء، وجدوا في مشكلة مزمنة فرصة لتغيير حياتهم وحياة مدينتهم.
كان روث الخيول، الذي يخلّفه أصحاب عربات «الحنطور» السياحية، يمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا مزعجًا، يهدد جمال المدينة وسمعتها السياحية. لكن بفضل مشروع إنساني فريد، تحوّل هذا التحدي إلى بصيص أمل، يضيء حياة العشرات من الأسر.
من مشهد يومي مزعج إلى مشروع حياة«كان المنظر غير حضاري بالمرة»، هكذا يصف عم أحمد، وهو سائق حنطور يعمل في المهنة منذ أكثر من عشرين عامًا، مشهد روث الخيول المتراكم. «كنا نتحرج من السياح. ندرك أن هذا المنظر لا يليق بالأقصر. لكن ماذا نفعل؟ لا يوجد حل آخر».
لم يعد عم أحمد وزملاؤه وحيدين في مواجهة هذه المشكلة. فمن خلال مبادرة من جمعية نور الإسلام الخيرية، وبدعم من برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، وُلد مشروع «روث الخيول». لم يكن المشروع مجرد خطة لجمع النفايات، بل كان رؤية إنسانية ترى في أصحاب الحنطور شركاء فاعلين في التنمية، لا مجرد مشكلة يجب حلها.
قصصبابتسامة لا تفارق وجهه، يروي عم أحمد كيف تغيّرت حياته. «قدموا لنا حفاضات للخيول وأكياسًا لجمع الروث. في البداية، كنا نظنها مزحة. لكن بعد ذلك، وجدنا أنفسنا نكسب مقابلًا ماديًا بسيطًا أو كمية من العلف الجيد لخيولنا، مقابل كل كمية نسلمها. لم تعد الخيول عبئًا، بل أصبحت مصدر رزق إضافي يفتح لنا أبوابًا جديدة».
لم يقتصر الأمر على المكافأة المادية. فالمشروع أوجد نظامًا اجتماعيًا متكاملًا. أصبح أصحاب الحنطور جزءًا من منظومة تعمل بانسجام: يجمعون الروث، ويسلمونه لشباب من المجتمع المحلي تم تدريبهم على تحويله إلى سماد عضوي طبيعي. هذا السماد لا يلوث الأرض، بل يغذيها، ويجد إقبالًا كبيرًا من المزارعين المحليين الذين سئموا من الأسمدة الكيماوية باهظة الثمن والضارة.
«أشعر بفخر حقيقي»، تقول الحاجة أم محمد، إحدى المزارعات المستفيدات من المشروع. «هذا السماد جعل أرضي أكثر خصوبة، وزاد محصولي. والأهم من ذلك أنه صحي لنا ولأطفالنا».
تأثيرمشروع «روث الخيول» ليس مجرد قصة نجاح بيئية أو اقتصادية، بل هو قصة عن كرامة الإنسان ووعيه. لقد أثبت أن أبسط الأفراد، عندما يجدون من يوجههم ويدعمهم، يمكنهم أن يكونوا قوة دافعة للتغيير.
من خلال حملات التوعية التي نظمتها الجمعية، أصبح أطفال المدارس في الأقصر يشاركون في أنشطة فنية لتعليمهم أهمية النظافة وحماية البيئة. هذا الوعي الذي ينمو في الجيل الجديد هو الاستثمار الحقيقي الذي يضمن استدامة هذا المشروع، ويحول الأقصر من مدينة عانت من مشكلة بيئية إلى نموذج يحتذى به في التنمية المجتمعية.
اقرأ أيضاًإحتفالات المرماح الصعيدى موروثات للفروسية الأسوانية تعرف عليها
برلماني: نحن أمام مرحلة جديدة من الاهتمام بتربية الخيول العربية الأصيلة
ختام سباق مرماح الخيول في أسوان