روث الخيول.. عندما يصبح «التحدي» فرصة للحياة
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
في شوارع الأقصر التي تعج بتاريخ الفراعنة، توجد قصص حية لا تقل عظمة عن معابدها. قصص لأناس بسطاء، وجدوا في مشكلة مزمنة فرصة لتغيير حياتهم وحياة مدينتهم.
كان روث الخيول، الذي يخلّفه أصحاب عربات «الحنطور» السياحية، يمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا مزعجًا، يهدد جمال المدينة وسمعتها السياحية. لكن بفضل مشروع إنساني فريد، تحوّل هذا التحدي إلى بصيص أمل، يضيء حياة العشرات من الأسر.
«كان المنظر غير حضاري بالمرة»، هكذا يصف عم أحمد، وهو سائق حنطور يعمل في المهنة منذ أكثر من عشرين عامًا، مشهد روث الخيول المتراكم. «كنا نتحرج من السياح. ندرك أن هذا المنظر لا يليق بالأقصر. لكن ماذا نفعل؟ لا يوجد حل آخر».
لم يعد عم أحمد وزملاؤه وحيدين في مواجهة هذه المشكلة. فمن خلال مبادرة من جمعية نور الإسلام الخيرية، وبدعم من برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، وُلد مشروع «روث الخيول». لم يكن المشروع مجرد خطة لجمع النفايات، بل كان رؤية إنسانية ترى في أصحاب الحنطور شركاء فاعلين في التنمية، لا مجرد مشكلة يجب حلها.
قصصبابتسامة لا تفارق وجهه، يروي عم أحمد كيف تغيّرت حياته. «قدموا لنا حفاضات للخيول وأكياسًا لجمع الروث. في البداية، كنا نظنها مزحة. لكن بعد ذلك، وجدنا أنفسنا نكسب مقابلًا ماديًا بسيطًا أو كمية من العلف الجيد لخيولنا، مقابل كل كمية نسلمها. لم تعد الخيول عبئًا، بل أصبحت مصدر رزق إضافي يفتح لنا أبوابًا جديدة».
لم يقتصر الأمر على المكافأة المادية. فالمشروع أوجد نظامًا اجتماعيًا متكاملًا. أصبح أصحاب الحنطور جزءًا من منظومة تعمل بانسجام: يجمعون الروث، ويسلمونه لشباب من المجتمع المحلي تم تدريبهم على تحويله إلى سماد عضوي طبيعي. هذا السماد لا يلوث الأرض، بل يغذيها، ويجد إقبالًا كبيرًا من المزارعين المحليين الذين سئموا من الأسمدة الكيماوية باهظة الثمن والضارة.
«أشعر بفخر حقيقي»، تقول الحاجة أم محمد، إحدى المزارعات المستفيدات من المشروع. «هذا السماد جعل أرضي أكثر خصوبة، وزاد محصولي. والأهم من ذلك أنه صحي لنا ولأطفالنا».
تأثيرمشروع «روث الخيول» ليس مجرد قصة نجاح بيئية أو اقتصادية، بل هو قصة عن كرامة الإنسان ووعيه. لقد أثبت أن أبسط الأفراد، عندما يجدون من يوجههم ويدعمهم، يمكنهم أن يكونوا قوة دافعة للتغيير.
من خلال حملات التوعية التي نظمتها الجمعية، أصبح أطفال المدارس في الأقصر يشاركون في أنشطة فنية لتعليمهم أهمية النظافة وحماية البيئة. هذا الوعي الذي ينمو في الجيل الجديد هو الاستثمار الحقيقي الذي يضمن استدامة هذا المشروع، ويحول الأقصر من مدينة عانت من مشكلة بيئية إلى نموذج يحتذى به في التنمية المجتمعية.
اقرأ أيضاًإحتفالات المرماح الصعيدى موروثات للفروسية الأسوانية تعرف عليها
برلماني: نحن أمام مرحلة جديدة من الاهتمام بتربية الخيول العربية الأصيلة
ختام سباق مرماح الخيول في أسوان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السياحة الأقصر حملات التوعية التنمية المجتمعية نظافة البيئة الأسمدة الكيماوية برنامج المنح الصغيرة المزارعون مرفق البيئة العالمية عربات الحنطور سماد عضوي أصحاب الحنطور
إقرأ أيضاً:
أكواخ دربات مشروع سياحي مبتكر على ضفاف وادي دربات
أسس رائد الأعمال سعيد بن محاد المعشني مشروع أكواخ دربات وهي عبارةعن أكواخ وكابينات على ضفة مياه وادي دربات صممت لتتناسب مع طبيعة المكان وتوفر مكان يمنح الخصوصيه للعوائل.
وقال سعيد المعشني قررت إنشاء المشروع بعد دراسة حاجة وادي دربات الى جلسات خاصة وقت المطر وبحكم ان وادي دربات يعد من أهم المزارت السياحية خلال موسم الخريف كان يفتقر لمثل هذه الأفكار مثل أماكن مرتبة ومخصصة للجلوس لساعات طويلة وذات خدمات تتناسب مع احتياج الزائر
وتحدث المعشني عن التحديات وقال واجهت في بداية المشروع تحديات كثيره بحكم قلة الخبرة مثل تحدي طبيعة الطقس بالخريف وتاثيرها على الديكورات والالوان ولكن مع الوقت اخترت المواد والادوات التي لاتتأثر بالرطوبة بسرعة كذلك عملنا على تجديد وتنظيف وصيانة بشكل دوري على الأكواخ للمحافظة على تألق المكان باستمرار
وأضاف ومن ضمن التحديات أيضا عدم وجود كهرباء حكومية بوادي دربات ولكن بعدها وفرت الجهات المعنية الكهرباء لكافة المشاريع العمانية في القطاع السياحي .
ويقدم مشروع أكواخ دربات نموذجين للزبائن أحدهما يعطي رؤية زجاجيه بدرجة 360 والآخر خشبي بطراز منوع بين طبيعة البيوت القديمة والطراز الأوربي وكلا النموذجين يحتويان على جلسات خارجية على ضفة النهر باطلالة رائعة ، كما تتوفربهم أجهزة تكييف في حال كان الجو يتطلب ذلك ونوافذ كهرباء مع مراعاة الخصوصية للزبائن ، إضافة على التعاقد مع كثير من الأنشطة لتوصيل أية متطلبات أو خدمات أو منتجات للزبائن من مشروبات باردة وساخنه وأنواع القهوه والشاي والبيتزا ووجبات الغداء والفطور .
وأشار المعشني أن المشروع أسسه بدعم مادي وتمويل ذاتي الدعم المادي وأما الدعم المعنوي فحصل عليه من عدة جهات وهي بلدية ظفار ومؤسسات الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة ومنصات التواصل الاجتماعي
وشارك المعشني في ملتقى بجمهورية الجزائر حول السياحة والتنمية المستدامة واستعراض نجاح تجربته في مشروع أكواخ دربات ، وأما على المستوى المحلي شارك في عددا من المدارس لتوجيهم وتشجعهم للعمل الحر وريادة الأعمال وموضحا إلى ان هذه المشاركات
أكسبته الكثير من الخبرات وتبادل الأفكار والرؤى مع ذوي الخبرة.
وحول الخطط المستقبلية للمشروع يتطلع المعشني بالتعاون مع الجهات المختصة في مشاريع الاستدامة لنقل التجربة بشكل أكبر وأشمل إلى أكثر من محافظة في سلطنة عمال طوال العام.