سلاح إيراني برسائل عقائدية وتكتيكية.. ماذا نعرف عن صاروخ خيبر شكن؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
نفّذت القوات المسلحة الإيرانية، وفق ما أعلنت، الموجة العشرين من العملية الصاروخية-المسيّرة الواسعة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، مستهدفة مطار بن غوريون ومراكز أبحاث بيولوجية، وذلك ضمن تصعيد متواصل في إطار ما تسميه طهران "الرد الاستراتيجي على الاعتداءات الإسرائيلية". اعلان
وفي خطوة لافتة، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ "خيبر شكن"، وهو أحدث صواريخ الوقود الصلب الباليستية بعيدة المدى، مشيراً إلى أن الهجوم لم يشمل "كافة القدرات المسلحة بعد"، في إشارة إلى إمكانية التصعيد مستقبلاً.
بحسب وكالة "إرنا"، ينتمي صاروخ "خيبر شكن" إلى الجيل الرابع من عائلة صواريخ "خرمشهر" الباليستية، ويبلغ مداه 1450 كيلومتراً. ويُعتبر من أبرز التطورات التقنية في منظومة الصواريخ الإيرانية، إذ يتمتع بدقة إصابة عالية بفضل نظام توجيه بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى رؤوس حربية قابلة للمناورة.
ويزن الرأس الحربي شديد الانفجار نحو 1500 كيلوغرام، ويصل طوله إلى 4 أمتار، في حين تبلغ سرعة الصاروخ خارج الغلاف الجوي أكثر من 19,500 كلم/ساعة، وقرابة 9800 كلم/ساعة داخله، ما يجعل اعتراضه صعباً للغاية حتى على أنظمة دفاعية متطورة كـ"باتريوت" و"مقلاع داوود".
Relatedالحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ "خيبر شكن" طويل المدى ويصل إسرائيلمنطقةٌ فوق بركان: غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية نوعية وأنظار العالم تتجه نحو أمريكاشركة استخبارات إسرائيلية تنشر صورا تظهر خسائر كبيرة في منشأة صواريخ إيرانية بسبب انفجار تطوير متسلسلتعود أولى نسخ الصاروخ إلى عام 2017، عندما كشفت طهران عن "خرمشهر-1" في عرض عسكري بمناسبة "أسبوع الدفاع المقدس"، وكان بطول 13 متراً وقطر 1.5 متر. لاحقاً، ظهر الجيل الثاني "خرمشهر-2" عام 2019، برؤوس موجهة ووزن إجمالي بلغ 20 طناً، ثم تبعه الجيل الرابع "خرمشهر-4" في مايو 2023، دون أن تكشف إيران عن تفاصيل الجيل الثالث "خرمشهر-3"، رغم تأكيد مصادر عسكرية أنه موجود ويتمتع بقدرات متقدمة لم يُفصح عنها لأسباب أمنية.
يتميز "خيبر شكن" بخصائص تصميمية تقلل من قابلية رصده أو اعتراضه، أبرزها عدم احتوائه على جنيحات، مما يقلل من مساحة الاحتكاك ويزيد من سرعته ودقته. ويعتمد الصاروخ على محرك محلي يدعى "أروند"، جرى دمجه داخل خزان الوقود لتقليل الطول وزيادة التمويه، كما يُطلق من منصة متحركة ويُعد للإطلاق خلال أقل من 15 دقيقة.
ويعمل الصاروخ عبر ثلاث مراحل تشغيلية: تبدأ بالإقلاع والارتفاع، ثم توجيه الرأس الحربي بواسطة محركات خلفية بعد انفصاله، وتنتهي بدخول الغلاف الجوي حيث تُفعّل محركات التوجيه النهائية مع الحفاظ على سرعة تفوق 8 ماخ.
دلالات رمزية وعقائديةيحمل صاروخ "خيبر شكن" دلالة رمزية قوية في الخطاب الإيراني، ويعني اسمه في اللغة العربية "كاسر خيبر" في إشارة إلى معركة خيبر التاريخية التي وقعت بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية. وقد لعب الإمام علي بن أبي طالب دوراً بارزاً فيها، ما يمنح الاسم أبعاداً دينية خاصة لدى الأوساط الشيعية، ويعزز الخطاب الإيراني الذي يربط الصراع مع إسرائيل بسياق "تاريخي وعقائدي".
وتأتي هذه التطورات بعد استخدام "خيبر شكن" سابقاً في هجومي "الوعد الصادق 1" في أبريل 2024، و"الوعد الصادق 2" في أكتوبر من العام ذاته، بحسب تقارير إعلامية غربية، ما يعكس اعتماد إيران المتزايد على هذا الطراز في عملياتها البعيدة المدى.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية النزاع الإيراني الإسرائيلي برنامج الصواريخ الإيراني إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية إيطاليا الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا علي خامنئي الحوثيون
إقرأ أيضاً:
فتاح 2: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 دقائق
كشفت إيران النقاب عن واحد من أكثر أسلحتها تطورا في العقد الأخير، وهو صاروخ "فتاح 2" الفرط صوتي، الذي يمثل نقلة نوعية في ترسانة الأسلحة الإيرانية ويضعها ضمن الدول التي تمتلك تكنولوجيا الصواريخ فائقة السرعة، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين.
ويعتبر صاروخ فتاح 2، تطويرا متقدما للجيل الأول من صواريخ فتاح التي كشفت عنها إيران في يونيو/حزيران 2023، ويمتاز هذا الصاروخ بمواصفات تقنية استثنائية تجعله من أخطر الأسلحة في المنطقة.
وتصل سرعة الصاروخ إلى ما بين 13 و15 ضعف سرعة الصوت، أي ما يعادل 18ألف كيلومتر تقريبا في الساعة، مما يمكنه من قطع المسافة بين غرب إيران وإسرائيل في زمن قياسي يقل عن 5 دقائق، ويبلغ مداه ما يغطي بدقة المسافة الفاصلة بين البلدين.
وأهم ما يميز الصاروخ عن نظرائه التقليديين هو قدرته الفائقة على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، ففي حين تسلك الصواريخ الباليستية التقليدية مسارا قوسيا ثابتا يمكن توقعه، يستطيع فتاح 2 تغيير مساره وارتفاعه بشكل مستمر أثناء الطيران، مما يجعل رصده أو اعتراضه مهمة شبه مستحيلة لأنظمة الدفاع الجوية التقليدية.
صاروخ نوعي
ويحمل الصاروخ رأسا حربيا تقليديا عالي التدمير بوزن يتجاوز 450 كيلوغراما، مع إمكانية تطويره مستقبلا لحمل رؤوس نووية بحسب التقديرات الغربية، كما تم تحسين أنظمة التوجيه الخاصة به لتحقيق ضربات دقيقة ضد الأهداف الإستراتيجية والمحصنة.
وحسب خبراء، فقد صُمم صاروخ فتاح 2 خصيصا لاختراق منظومات الدفاع الجوية المتطورة، بما في ذلك نظام "باتريوت" الأميركي و"القبة الحديدية" الإسرائيلية ونظام "آرو-3" المتقدم.
وفيما يتعلق بتأثيره الإستراتيجي، يرى محللون أنه يمثل تطورا نوعيا في قدرات الردع الإيرانية، حيث يمنح طهران القدرة على توجيه ضربات دقيقة وسريعة ضد أهداف إستراتيجية في المنطقة.
إعلانكما يعزز من موقع إيران كقوة إقليمية مؤثرة ويرسل رسائل ردع واضحة إلى خصومها، وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة.
واستخدمت إيران هذا الصاروخ للمرة الأولى في هجماتها الأخيرة على إسرائيل، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه نجح في تدمير منظومتي "آرو-2″ و"آرو-3" الإسرائيليتين للدفاع الصاروخي.
ويأتي الكشف عن صاروخ فتاح 2 في سياق التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، والذي شهد تبادل الضربات المباشرة بين الطرفين لأول مرة منذ عقود، كما يعكس الاستثمار الإيراني الضخم في تطوير قدراته الصاروخية رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها.