الثورة نت:
2025-08-12@07:34:37 GMT

حين يتقافز الخونة على جراح الأوطان

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

 

 

في وقت تتوالى فيه ضربات المقاومة على قلب الكيان الصهيوني، وتتفكك شبكات التجسس التابعة للموساد في عمق إيران واحدةً تلو الأخرى، ينبري حفيد العرش المخلوع، رضا بهلوي، ليعرض خدماته على الاحتلال الصهيوني، زاعماً أنه “يمثل الشعب الإيراني”، متغافلاً عن حقيقة أن الإيرانيين هم من طردوا والده من طهران غير مأسوفٍ عليه.


جمعة الردع الإيراني الأخيرة ليست حدثاً عابراً في سجلّ التوتر، بل رسائل نار على شكل صواريخ موجّهة إلى تل أبيب ومحيطها، مرفقةً بأخبار تفكيك خلايا صهيونية من عمق طهران إلى يزد، تؤكد أن الأمن القومي الإيراني لا يُخترق بسهولة، وأن ساحة الصراع ما زالت ساخنة ومفتوحة.
وفي الوقت ذاته، حط بهلوي رحاله في “إسرائيل”، على وقع استقبال رسمي واحتفالي، ملقياً خطاباً مفعماً بالولاء، لا لإيران ولا لشعبها، بل لجلاديها. في تلك اللحظة، لم يكن إلا “جاسوساً بفمٍ مفتوح”، يُقدم نفسه كقناة تطبيع إيرانية تُعيد رسم الشرق الأوسط على مقاس تل أبيب.
ابن الشاه محمد رضا بهلوي، المولود عام 1960، لم يعرف من إيران إلا القصور والنفي، عاش حياته في كنف واشنطن، متنقلاً بين الفنادق والمؤتمرات، ثم قرّر أن يعود من بوابة الصهاينة. لم يكتفِ بلقاء نتنياهو، بل زار النصب التذكاري للهولوكوست، متحدثاً عن “العدالة والسلام”، في مشهد لا يخلو من سخرية سوداء، إذ كيف يتحدّث وريث الطغيان عن العدالة، وهو سليل انقلاب دموي دبّرته الـCIA والـMI6 ضد رئيس وزراء منتخب هو محمد مصدّق؟
بهلوي يبيع مشروعه تحت عنوان “إيران علمانية ديمقراطية”، ويقدمه كسلعةٍ غربية، يعِد من خلالها بالتطبيع مع “إسرائيل”، والتقارب مع الخليج، والقطيعة مع الثورة، والثأر من كل ما مثله الإمام الخميني ومحور المقاومة، من كرامة واستقلال ورفض للهيمنة.
لكن المفارقة أن الشعوب، لا النخب المخلخلة، تملك بوصلتها. فالإيرانيون لم ينسوا بعد كيف تحولت سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين، ولا كيف رفرفت راية القدس فوق شوارع طهران، فيما كان بهلوي يوزع الابتسامات في المؤتمرات الغربية، متقمصاً دور “القائد المنتظر” الذي لا ينتظره أحد.
السؤال اليوم ليس عن بهلوي، بل عمن يسير على دربه في عواصمنا. أولئك الذين يهرولون إلى عواصم التطبيع، تحت مسمى “السلام” و”المصالح”، وهم يعلمون أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. هؤلاء الذين يتصورون أن الكيان الصهيوني سيمنحهم شرعيةً أو حماية، بينما الحقيقة أن من يبيع وطنه، لا يُشترى حتى بكيس أرز سياسي.
الثورة الإيرانية ليست ذكرى، بل مشروع مقاومة حيّ. وبهلوي ليس خصماً سياسياً، بل دمية مزيّفة يحركها الاحتلال لتشويش الوعي، وتطبيع الخيانة، وتحريف التاريخ.
وإن صواريخ الردع، وقبضات الأمن، وصيحات “الموت لأمريكا وإسرائيل” في الشوارع، تُذكر الجميع أن إيران التي سقطت فيها السفارة الصهيونية، لن تعود لبيت الطاعة الأمريكي، لا ببهلوي، ولا بأشباحٍ تُشبهه في منطقتنا.
فليخجل المطبعون، ولتتعلم الأجيال أن الكرامة لا تورث عبر الدماء الملوثة، بل تُنتزع من بين أنياب العدو، تماماً كما فعلتها طهران عام 1979… وكما تفعله منذ الجمعة كل يوم من صواريخها المباركة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات

البلاد (طهران)
جددت طهران أمس (الاثنين)، موقفها المتحفظ تجاه الولايات المتحدة، مؤكدة أنه لا ثقة تُمنح للإدارة الأمريكية؛ بسبب “مشاركتها المباشرة في الهجوم الإسرائيلي”. في الوقت ذاته، ألمح مسؤولون إيرانيون إلى إمكانية تقليص الأنشطة النووية السلمية ضمن اتفاق”عادل ومربح للطرفين” مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد التفاوضي، مجيد تخت روانجي: إن بلاده قد توافق على فرض”قيود زمنية محددة” على أنشطتها النووية؛ شرط رفع العقوبات الأمريكية، لكنه شدد على أن مطلب واشنطن بوقف التخصيب تماماً سيدفع بأي اتفاق محتمل إلى الفشل.
وأضاف أن قنوات الاتصال مع الجانب الأمريكي ما زالت مفتوحة عبر وسطاء، دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات، في ظل تأجيل تحديد مكان وزمان الجولة المقبلة. وفي الوقت نفسه، أكد المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، استمرار المفاوضات مع الدول الأوروبية حول الملف النووي، مع التشديد على أن “المحادثات لم تتوقف”.
تأتي هذه التصريحات في ظل فشل خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة خلال العام الجاري، وتزامناً مع الضربات الأمريكية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية.
وفي جانب آخر، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قبيل توجهه إلى العراق ولبنان، أن”أمن إيران مرهون بأمن الجيران”، مشيراً إلى أن بلاده تستعد لتوقيع اتفاقية أمنية مع العراق خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام.
وأشار لاريجاني إلى أهمية لبنان؛ كشريك إقليمي له روابط تاريخية وثقافية مع إيران، مؤكداً أن المحادثات ستشمل موضوعات الوحدة الوطنية والتطورات الأمنية وتعزيز العلاقات التجارية.
وشدد على أن”لبنان، شأنه شأن إيران، له تاريخ في الصراع مع الكيان الصهيوني”، معرباً عن أمله في أن تسهم مشاوراته في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
يأتي ذلك في ظل توتر داخل لبنان، بعد قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة، الذي يواجه رفضاً شديداً من حزب الله وأنصاره، في ظل تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي الرافضة لنزع سلاح الحزب، أو فصائل الحشد الشعبي، ما أدى إلى إدانات من وزارة الخارجية اللبنانية، التي اعتبرت ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية.
في الوقت ذاته، أعلنت طهران دعمها لأي قرار يتخذه حزب الله، رغم تراجع قدرات الحزب؛ إثر الحرب الأخيرة مع إسرائيل والتغيرات السياسية في سوريا.

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • سياسات إيران الإقليمية.. ماذا في رسائل طهران لبغداد وبيروت؟
  • رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
  • ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • لا تتضمن برنامج تفتيش... عراقجي يعلق على زيارة نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران
  • إيران: يمكن أن تنفد المياه من طهران بحلول أكتوبر
  • إيران تحذر: طهران قد تنفد من المياه بالكامل بحلول أكتوبر
  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران
  • إيران تعلن اعتقال 20 مشتبها بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي