مخرج بريطاني: بلادنا خاضعة لـبلطجي البيت الأبيض.. والدراما الوطنية في خطر!
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
اتهم المخرج البريطاني الشهير بيتر كوزمينسكي، مخرج مسلسل Wolf Hall، حكومة بلاده بالخضوع والخوف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب رفضها فرض ضريبة على خدمات البث الأمريكية العملاقة مثل "نتفليكس" و"أمازون برايم"، تُخصص لدعم إنتاج الأعمال التلفزيونية البريطانية.
وقال كوزمينسكي في خطاب ناري نُشر في مجلة راديو تايمز إن الوزراء البريطانيين "يركضون مذعورين" من ترامب وتهديداته بفرض رسوم جمركية ضخمة على الأعمال التي تُنتج خارج الولايات المتحدة.
وأضاف أن الحكومة "مذعنة ومرعوبة" لدرجة أنها ترفض اتخاذ خطوات تحمي صناعة البث العامة في بريطانيا، خوفًا من الإضرار بعلاقاتها التجارية مع واشنطن.
وطالب كوزمينسكي بفرض ضريبة بنسبة 5% على منصات البث الأمريكية، يتم توجيهها لدعم المحتوى البريطاني، مشيرًا إلى أن 17 دولة على الأقل حول العالم تبنّت بالفعل مثل هذه السياسة.
وحذر المخرج من أن أعمالًا درامية مهمة تتناول قضايا محلية وإنسانية مثل Three Girls، الذي سلط الضوء على فضيحة التحرش بالأطفال في روشديل، وMr Bates vs the Post Office، الذي كشف عن واحدة من أكبر مظالم القضاء في البلاد، أصبحت اليوم مهددة بعدم الإنتاج بسبب هيمنة السوق العالمية على معايير اختيار الأعمال.
وقال: "إذا كنتم تهتمون بالبث العام، بالـBBC، وITV وChannel 4، فأنا أطلب منكم أن تخرجوا وتضغطوا على الحكومة لتقف في وجه بلطجي البيت الأبيض، وتحمي تقاليد البث العام التي نفتخر بها منذ أكثر من 100 عام، قبل أن تضيع إلى الأبد".
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن تصريحات كوزمينسكي جاءت بعد تحذيرات مشابهة من شخصيات بارزة في الصناعة، مثل إليزابيث مردوخ، التي نبهت إلى خطر اختفاء القصص البريطانية عن الشاشة الصغيرة نتيجة سعي المنتجين لإرضاء الأسواق العالمية، وعلى رأسها الأمريكية.
من جانبها، أكدت وزارة الثقافة والإعلام البريطانية، أنه "لا توجد خطط لفرض ضريبة على خدمات البث"، بحسب ما صرح به الوزير المختص، السير كريس براينت، أمام لجنة الثقافة والإعلام بمجلس العموم.
وتعكس تصريحات كوزمينسكي، وفق "الغارديان"، مخاوف متزايدة من تراجع الدعم للأعمال الوطنية، وسط هيمنة تجارية أمريكية وتردد سياسي بريطاني، ما يفتح الباب أمام معركة جديدة حول هوية الشاشة الصغيرة في المملكة المتحدة.
ويُعد وولف هول (Wolf Hall) من أبرز الأعمال الدرامية التاريخية التي قدمتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وهو مقتبس عن رواية الكاتبة هيلاري مانتل الحائزة على جائزة "بوكر". يتناول المسلسل حياة توماس كرومويل، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا ونفوذًا في بلاط الملك هنري الثامن خلال القرن السادس عشر. تميز العمل بإنتاجه الراقي، وسرده المعقد للسياسة والسلطة في إنجلترا التودورية، كما نال إشادة نقدية واسعة في بريطانيا وخارجها.
وقد أشار المخرج بيتر كوزمينسكي إلى أن مثل هذا العمل ـ رغم أهميته الثقافية والتاريخية ـ رُفض من قبل منصات البث العالمية، مما اضطر طاقم العمل للتنازل عن بعض الأجور لإنتاجه، في إشارة واضحة إلى تراجع الاهتمام بالمحتوى المحلي لصالح ما يُباع دوليًا.
وبيتر كوزمينسكي (مواليد 21 نيسان/أبريل 1956، لندن) هو كاتب ومخرج ومنتج تلفزيوني وسينمائي بريطاني بارز، درس الكيمياء في جامعة أكسفورد قبل أن يتحوّل إلى التدريب في الـBBC عام 1980 . أخرج أعمالًا مؤثرة مثل Warriors (1999)، عن تدخل القوات البريطانية في البوسنة، وThe Promise (2011)، الذي تناول النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، وThe Undeclared War (2022)، حول الهجمات السيبرانية.
لكن شهرته الأكبر تحققت من خلال Wolf Hall (2015 و2024)، الدراما التاريخية المنتقاة من روايات هيلاري مانتل، والتي نالت جوائز عدة مثل "غولدن غلوب"، "بيبودي"، وBAFTA .
يُعرف عنه التزامه بأن تعكس أعماله قضايا المجتمع والسلطة، واعتُبر "أكثر المخرجين إثارة للجدل" في بريطانيا لصراحته وانتقاداته السياسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا بريطانيا امريكا علاقات رأي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يحرض الإيرانيين على إسقاط النظام (شاهد)
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتح على الحوار، لكن إذا لم تختر حكومة طهران هذا الطريق، فقد يتمكن الشعب الإيراني من "انتزاع السلطة من النظام".
جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن الهجمات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت ليفيت: "نحن على يقين تام من تدمير منشآت إيران النووية بالكامل. ولدينا درجة عالية من الثقة بأن المواقع التي تم استهدافها هي الأماكن التي تُخزن فيها إيران اليورانيوم المخصب".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات في مضيق هرمز، وحذرت إيران من ارتكاب خطا بإغلاق المضيق.
وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسقاط النظام في إيران، قالت ليفيت: "إذا لم يختر النظام الإيراني طريق الحل السلمي والدبلوماسي، فلماذا لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية؟ الرئيس لا يزال منفتحاً على الحوار"
ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا، ويعبر منه نحو 40 بالمئة من النفط المنقول بحرا في العالم، و20 بالمئة من الغاز المسال، و22 بالمئة من السلع الأساسية.
وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.
ومنذ 13 حزيران/ يونيو الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.
إنهاء أزمة صحفيي الطريق مبدئيا .. تفاصيل