أرامل في وطن جاف من يربّت على أكتاف الحزن؟
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في اليوم العالمي للأرامل، الذي أقرّته الأمم المتحدة في 23 حزيران من كل عام، تتجدد في العراق جراح النساء اللواتي خسرن أزواجهن في الحروب والصراعات والإرهاب والفقر والمرض والتهميش ولم يجدن بعد ذلك إلا مجتمعًا قاسيًا، ودولةً تغض الطرف عن أوجاعهن وأوجاع أطفالهن. إن واقع الأرامل في العراق ليس مجرد قصص فردية من الحزن والحرمان، بل هو مأساة وطنية تُهدد استقراره الاجتماعي، وتكشف فشل مؤسساته في حماية أضعف فئاته.
النساء الأرامل في العراق يُقدر عددهن بالملايين، وفقاً لإحصاءات غير رسمية، بفعل عقود من الحروب والدمار والاضطرابات. لكن الأرقام وحدها لا تروي عمق المأساة، إذ تواجه الأرملة عراقيل مركبة تبدأ بنظرة المجتمع وتستمر في غياب الدعم الاقتصادي والتشريعي والاجتماعي.
المجتمع العراقي، بكل أسف، لا يعامل الأرملة كإنسانة فقدت شريك حياتها، بل كثيرًا ما ينظر إليها كعبء أو تهديد، خاصة إذا كانت شابة. تُفرض عليها قيود اجتماعية صارمة، ويُراقَب سلوكها بدقة، وتُمنع من العمل أحياناً أو تُجبر على الزواج من أحد أقرباء زوجها المتوفى. أطفالها يُهمّشون، ويُعاملون كأيتام خارج مظلة العدل والرحمة، في بيئة تُقدّس الذكورة وتُقصي المرأة.
اقتصاديًا، تعيش أغلب الأرامل في ظروف مزرية. المعونات التي تُقدّم لهن من قبل شبكة الحماية الاجتماعية ضئيلة، ويصعب الوصول إليها بسبب البيروقراطية والفساد. لا توجد برامج حقيقية لإعادة تأهيل الأرامل أو دمجهن في سوق العمل. حتى مشاريع التدريب أو القروض الصغيرة نادرة، وغالبًا ما تُوزّع على أسس حزبية أو محسوبية.
أما من الناحية التشريعية، فلا تزال قوانين الأحوال الشخصية والوصاية والضمان الاجتماعي غير منصفة للمرأة، ولا تعترف باحتياجات الأرملة كمعيلة وحيدة. ولا توجد أي قوانين صارمة تُجرّم التمييز أو الإيذاء المجتمعي تجاهها.
في هذا اليوم، لم تُصدر الحكومة العراقية اي بيانات تضامن وكانهم غير معنيين بهذه الفئة المظلومة من النساء خاصة إذا كن من غير فئة الشهداء .
هنا يجب أن تتحرك الحكومة بشكل عملي لتغيير هذا الواقع المؤلم من خلال؛
١- تضاعف الدعم المالي المخصص للأرامل وأطفالهن.
٢- تُشرّع قوانين تحمي حقوق الأرامل في السكن والعمل والميراث، وتمنع الوصاية القسرية عليهن.
٣- تُطلق حملات توعية إعلامية لتغيير النظرة المجتمعية للأرامل ودمجهن في المجتمع بكرامة.
٤- تُشجّع منظمات المجتمع المدني على إنشاء مراكز تأهيل وتدريب نفسي ومهني.
إن إنقاذ الأرامل هو إنقاذ لمستقبل أطفال العراق، وهو واجب وطني وأخلاقي لا يقبل التأجيل. ففي حضن كل أرملة عراقية، طفل ينتظر عدالة، وأمٌّ تحلم باحتضان الحياة من جديد.
ختاما في اليوم العالمي للأرامل… لنعترف بأننا لم نكن منصفين، ولنبدأ بالتغيير.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الأرامل فی
إقرأ أيضاً:
زغاريد ممزوجة بالدموع.. بورسعيد تودّع عامل دليفري قُتل غدرًا بثلاث طعنات
ودعت والدة الشاب سيف عبد المنعم عبد النبي أحمد، عامل الدليفري الذي قُتل غدرًا في بورسعيد، جثمان نجلها بالزغاريد الممزوجة بالصراخ والبكاء، وسط حالة من الحزن العميق والألم الشديد.
وشيع المئات من أهالي بورسعيد، مساء اليوم، جثمان سيف، البالغ من العمر 28 عامًا، إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة، وسط انهيار أسرته، خاصة والدته وشقيقه الأصغر الذي يصغره بـ16 عامًا. وقالت الأم المكلومة: "مكنش عندي غيره هو وأخوه، ومتوفي ليهم 10 أخوات.. سيف راح يستقبل أخواته العشرة.. ووعدته هقف جنب قبره ساعة بعد الدفن"، في كلمات هزّت مشاعر الحضور.
وكان سيف قد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى السلام ببورسعيد، متأثرًا بثلاث طعنات نافذة، إحداها في الصدر من الناحية اليسرى، بالإضافة إلى جرح قطعي بالوجه وآخر بالذراع اليسرى، إثر مشادة كلامية مع أحد الأشخاص في منطقة النشار بحي المناخ، تطورت إلى مشاجرة بالسلاح الأبيض وسط ذهول الأهالي.
وأجمع سكان المنطقة على أن المجني عليه كان شابًا خلوقًا ومحبوبًا، مما ضاعف من حالة الحزن التي عمّت الشارع البورسعيدي.
جدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على المتهم بعد دقائق من ارتكاب الجريمة، وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة.