ماجد العلوي: تعد ملمحا حضاريا لكونها لبنة من لبنات التخاطب الاجتماعي

عمر السعدي: تأثر الأمثال على الوعي المجتمعي بوصفها ثقافة أزلية ملازمة للإنسان

عيسى الحوقاني: منحت غطاء يتوارى تحته الراغبون في التعبير عن مشاعر الخوف

أُقيمت مساء أمس بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء ندوة "الأمثال العُمانية ودورها في تشكيل الوعي الجمعي"، بمشاركة 3 باحثين، قدّموا فيها خلاصة تجربتهم وبحثهم في مجال الأمثال وترسيخ حضورها في المجتمع العُماني.

بدأت الندوة، التي أدارتها الكاتبة غنية الشبيبة، بورقة الدكتور ماجد العلوي التي حملت عنوان "الأمثال العُمانية في ضوء نظرية المسالك والغايات"، حيث تطرّق فيها للحديث عن حركة الأمثال العُمانية، وقال: "تُعد أسلوبًا تواصليًا يضمن المتكلم فيه زمرة من الإيحاءات السيكولوجية والاجتماعية والخبرات الحياتية في قالب بلاغي، تتناسق الدلالات في تركيبه وتتحد مع المعاني من طريق العقل، لا المواضعات اللغوية فقط". وأوضح العلوي أن الأمثال العُمانية تُفهم من خلال عملية عقلانية يستعين فيها المتلقي بمعطيات خارجية لفهم مضامينها.

وقال العلوي: "إن الأمثال العُمانية تُعد مَلمحًا حضاريًا لكونها لَبِنة من لَبِنات التخاطب الاجتماعي"، واستعرض مجموعة من الأمثلة العربية وقام بتحليلها من ناحية دواعي إلقاء المثل، والمعنى المعجمي، والمراد منها والغاية، مع استعراض قرائن المثل وما يطابقه.

وعرّج العلوي في ورقته إلى أن الأمثال العُمانية ملفوظات مقاصدية تتجاوز المعنى المعجمي إلى مقاصد وغايات عبر مسالك متعددة، وقال: "رأينا الكثافة المجازية في الأمثال العامية، وهي أمثال لا تُعنى كثيرًا بالبيان البلاغي بقدر عنايتها بإنجاز أعمال، وترسيخ قيم، ونبذ مفهوم وتعديل سلوك"، وأضاف العلوي: "الأمثال العُمانية متفقة اتفاقًا شديدًا في المقصد العام، ودواعي الإلقاء، والمعنى المعجمي العامي، وتختلف عن بعضها في الغرض أو الغاية، وفي المستوى الصوتي".

وقدّم الدكتور عمر السعدي ورقة بعنوان "المثل وتوجه السلوك المجتمعي"، حيث تناول فيها المثل الشعبي العُماني بوصفه ظاهرة لغوية تحمل أنساقًا متعددة، ورؤى متباينة، وتجارب إنسانية تأتي في إيجاز غير مُخل بالمعنى لتوجيه السلوك المجتمعي، وقال السعدي: "إن المثل له وظائف متعددة لا يمكن حصرها في جانب معين أو فكرة بعينها، فيتنوع بتنوع الأفكار المُبتغاة، تعليمية أو ترويحية أو أخلاقية أو فنية أو اجتماعية، ولما كان نتاج تجارب إنسانية كانت وظيفته نقل النتاج من التجارب".

وأوضح السعدي في حديثه إلى اهتمام الأمثال العُمانية وتوجيهها إلى الأبناء من قبل الآباء والأمهات، وكان لها اهتمام كبير من قبل العُمانيين على مر التاريخ، كونها جزءًا من الفنون الشعبية، وأسهمت بدورها في تشكيل الفكر المجتمعي ووجدان العُماني، وحدّدت الأفعال في مواقف اجتماعية كثيرة، وما زال تأثيرها على الوعي المجتمعي والأنشطة اليومية بوصفها ثقافة أزلية ملازمة للإنسان، يعود إليها في كل وقت وحين.

وأضاف السعدي: "الأمثال الشعبية مثّلت شكلاً من الممارسات المجتمعية، ومنها: علاقة الرجل العُماني بالمرأة العُمانية، وعلاقته بالعمل، وعلاقته بوصفه مسلمًا بغيره من أصحاب الديانات الأخرى، كما أن المثل الشعبي العُماني يكشف صورًا للعمل الذي لا يمكن أن يتحقق دون إخلاص ووعي بقيمته، وشكّل المثل الشعبي العُماني خطابًا ناقدًا للعديد من القضايا المجتمعية التي باتت حجر عثرة أمام التطور المجتمعي، كما يُفصح المثل الشعبي العُماني عن شكل من أشكال التشريعات العرفية التي توافق عليها المجتمع ضمنيًا".

وكانت ورقة الدكتور عيسى الحوقاني تناقش "أنساق الخوف الثقافية في الأمثال العُمانية"، مُجيبًا في ورقته على عدد من الأسئلة، أبرزها: "ما الأنساق المُعلنة والمُضمرة التي تضمنتها الأمثال العُمانية؟ وكيف استطاعت الأنساق التأثير في سلوكيات المجتمع العُماني؟ وما دوافع تكريس ثقافة الخوف؟ وما صور الخوف وتجلياته في هذه الأمثال؟"

وتطرّق الحوقاني في ورقته لمناقشة عدد من المحاور، أولها "نسق التخويف من المواجهة"، مستعرضًا مجموعة من الأمثال التي تندرج تحت هذا النسق، والمتمثل في بُعد دلالي لتلك الأمثال، كونها تحمل دعوة مضمرة للخوف من المواجهة والاستسلام التام الذي يصل إلى إلغاء الأنا.

والمحور الثاني الذي ناقشته ورقة الدكتور عيسى هو "نسق التخويف من العواقب"، مستعرضًا مجموعة من الأمثال في التخويف الإيجابي والسلبي، مع شرح مفصّل لمضمون كل مثل وأسلوبه، وتفكيكًا لمعانيه الظاهرة والمخفية.

وقدّم الحوقاني مجموعة من الأمثلة في المحور الثالث، وهو "نسق التخويف من المرأة"، حيث استعرض 4 أمثال في هذا السياق، وهي تتعلق بالزوجة تحديدًا، ليقدّم فيها شرحًا لمعانيها ومضامينها، كما قدّم مثالًا لمثل يتعلق بالتخوّف من كثرة النساء، وأمثلة للتخوّف من رأي المرأة ومن قدرتها العقلية.

وقال الحوقاني: "الأمثال الشعبية العُمانية أبرزت الفكر الجمعي للمجتمع العُماني، فقدّمت صورة عن أنماط التفكير وعن المعتقدات والمشاعر والأمزجة السائدة، وأتاحت الطبيعة الجمعية للأمثال ما لا تتيحه الطبيعة الفردية للتعبير عن ثقافة الخوف، فمنحت الفرد والجماعة غطاءً يتوارى تحته الراغبون في التعبير عن مشاعر الخوف، وأسهمت الطبيعة الجمعية في جعل ثقافة الخوف مقبولة عند المتلقين بمختلف مشاربهم الثقافية وانتماءاتهم الاجتماعية".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجموعة من

إقرأ أيضاً:

نائبة الشيوخ: مصر بتاريخها ودورها وموقعها ستظل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار

قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف عضو مجلس الشيوخ، استاذ الفلسفة السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر بتاريخها ودورها وموقعها، ستظل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الإقليمي، وجسرًا بين الشرق والغرب، وصوتًا قويا للسلام، مؤكدة أن مصر أثبتت من خلال اتفاق السلام ووقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في شرم الشيخ، أن الدبلوماسية الهادئة والرؤية الاستراتيجية يمكن أن تُعيد بوصلة الاستقرار إلى الشرق الأوسط، وتفتح أبواب الأمل أمام الشعوب التي أنهكتها سنوات من العنف والمعاناة.

عمرو فتوح: اتفاق غزة من شرم الشيخ إنجاز دبلوماسي وتاريخي لمصر بقيادة الرئيس السيسيمحمد ممدوح يثمّن جهود الرئيس السيسي في إنجاح قمة السلام ووقف الحرب بغزةالرئيس عبد الفتاح السيسي كصوتٍ للعقل والحكمة

وأوضحت النائبة عايدة نصيف في بيان لها اليوم، أنه في ظل لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، تقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كصوتٍ للعقل والحكمة وسط عالمٍ تمزّقه الصراعات وتعصف به نيران الحروب، وبجهود مكثفة سبقت اتفاق السلام جنت ثمرة سلسلة من الاتصالات الإقليمية والدولية قادها الرئيس السيسي شخصيًا، لتؤكد للعالم كله مكانتها المحورية كوسيطٍ نزيهٍ وفاعل، يوازن بين ضرورات الأمن وحقوق الإنسان، ويضع مصلحة الشعوب في مقدمة أولوياته.

وأشارت نصيف إلى أن اجتماع شرم الشيخ شكّل محطةً جديدة في مسار الدور المصري الرائد، حيث جمعت القاهرة على طاولتها أطرافًا دولية وإقليمية، من بينها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية شقيقة، لتكون مصر مرة أخرى منصة الحوار وبيت السلام في المنطقة.

ولفتت إلى أن الرئيس السيسي بعث رسائل مهمة خلال كلمته بقمة شرم الشيخ، حيث شدد على أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو بناء للأمل، وتنمية للإنسان، وترسيخٌ لثقافة التعايش وقبول الآخر.
كما أكدت أن مصر ستواصل دورها التاريخي في دعم كل جهدٍ يهدف إلى وقف نزيف الدم، وإعادة الإعمار، وتثبيت الأمن في غزة والمنطقة بأسرها.

واختتمت قائلة: "إن هذا النجاح الدبلوماسي يعكس قوة مؤسسات الدولة المصرية، واحترافية أجهزتها الدبلوماسية والأمنية، التي أدارت المفاوضات بحكمة وصبرٍ حتى الوصول إلى اتفاقٍ شاملٍ يضمن التهدئة ويمهد الطريق نحو حلٍّ سياسي دائم، ويجدد التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة"، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تثبيت وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

طباعة شارك نائبة الشيوخ معادلة الاستقرار النائبة الدكتورة عايدة الفلسفة السياسية جامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • جامعة الإسكندرية : نولي اهتمامًا خاصاً بالمشروعات التي تعزز الوعي الثقافى
  • رئيس جامعة أسيوط: حريصون على تمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية وتعزيز الوعي المجتمعي بحقوقهم
  • الظاهرة تحتفي بـ"أكتوبر العمران" لتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا التخطيط الحضري
  • مفتي الجمهورية: صناعة الفتوى مسؤولية جماعية ترتكز على الشورى والعقل الجمعي
  • أدونيس وغيلان العلوي
  • ندوة في ذمار تناقش الإجراءات التي تضمنها قانونًا الإجراءات الجزائية والشرطة
  • قيادي بمستقبل وطن: الرئيس السيسي أعاد لمصر ريادتها ودورها التاريخي
  • جامعة جنوب الوادي تطلق مبادرات رقمية وتوعوية للتحول الرقمي وتعزيز الوعي المجتمعي
  • نائبة الشيوخ: مصر بتاريخها ودورها وموقعها ستظل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار
  • أمين «البحوث الإسلامية» للوعاظ: الحضور الفاعل في الميدان والتواصل المباشر يعزز الوعي المجتمعي