غروسي يدعو لاستئناف فوري لعمليات التفتيش النووي.. وواشنطن تؤكد: لن نسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم مستقبلاً
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلّق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى حين توفير “ضمانات كافية لحماية أمن المنشآت النووية في البلاد”، في خطوة تصعيدية جديدة في مسار التوتر المتصاعد بين طهران والوكالة الأممية.
وأكد قاليباف أن القرار يأتي في أعقاب تصويت البرلمان الإيراني، اليوم الأربعاء، بالموافقة على مشروع قانون يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء “إرنا” الرسمية.
وقال علي رضا سليمي، عضو اللجنة الرئاسية في البرلمان، إن مشروع القانون يشمل تحويل القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي للمصادقة النهائية عليه، مضيفاً أن البرلمان “حدد عقوبات على كل من يسمح بدخول موظفي الوكالة إلى البلاد دون إذن واضح”.
كما صرح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إبراهيم رضائي، أن البرلمان “أقر تفاصيل مشروع قانون يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة”، مضيفًا: “سنتعامل بحزم في حال قيام العدو الإسرائيلي بأي عدوان”، ومشدداً على ضرورة “مقاضاة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، بسبب تقارير كاذبة وادعاءات بتجسس عناصر من الوكالة على المنشآت النووية الإيرانية”.
في السياق، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى الاستئناف الفوري لأنشطة التحقق النووي في إيران، مشددًا على أهمية استمرار التعاون مع طهران في هذا المجال رغم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الجوية.
وقال غروسي إن الفريق الفني للوكالة لا يزال موجودًا داخل إيران ومستعد لاستئناف التفتيش الفوري، بما في ذلك التحقق من نسبة تخصيب اليورانيوم التي وصلت إلى 60%.
وأشار إلى أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع أراك وأصفهان وفوردو ونطنز تسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية النووية، دون تسجيل مؤشرات على تسرب إشعاعي خارج تلك المواقع أو إلى الدول المجاورة.
كما كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن الوكالة لا تعرف مكان وجود أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب داخل إيران، بعدما أعلنت طهران أنها نقلت المادة في إطار ما وصفته بـ”إجراء وقائي” قبيل ضربات أميركية وشيكة استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أقر غروسي بأن الوكالة فقدت أثر هذه الكمية الكبيرة من اليورانيوم، قائلاً: “يجب أن أكون دقيقاً للغاية، نحن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا لا نخمن، ليست لدينا معلومات عن مكان وجود هذه المادة”.
وفي رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، دعا غروسي إلى عقد اجتماع عاجل مع الوكالة، مشددًا على أن مواصلة عمليات التحقق أمر “حاسم” للتوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة النووية.
وتزامنت دعوة غروسي مع تصريحات متشددة من طهران، حيث أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمير سعيد إيرواني، أن بلاده “لن تتنازل عن حقها غير القابل للنقاش في الطاقة النووية السلمية”، فيما شدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، على أن “الصناعة النووية لن تتوقف، ولن يمكن اقتلاعها”، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم”.
في المقابل، أكد المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق نووي مستقبلي، مشيرًا إلى أن الرئيس دونالد ترامب “يعرف تمامًا متى يهاجم ومتى يتراجع”.
وأضاف ويتكوف أن الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة كانت تهدف إلى تقويض قدرات إيران على التخصيب، معتبرًا أن من سرب معلومات استخبارية حول عدم نجاح الضربات في تدمير البرنامج النووي “خان بلاده ويجب محاسبته”.
سياسيًا، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش الأمريكي لن يشارك بعد الآن في العمليات ضد إيران، قائلاً إن واشنطن “قامت بما يجب عليها”، بينما عبّر نتنياهو عن عدم رضاه مؤكدًا أن إسرائيل كانت على وشك تحقيق أهدافها من الحرب.
بدوره، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، داعيًا الجانبين إلى الالتزام الكامل به وإنهاء القتال الذي تسبب في “معاناة كبيرة للشعبين”، على حد تعبيره.
ميدانيًا، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن حصيلة الضحايا الإسرائيليين جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية بلغت 28 قتيلاً و1472 مصابًا، بينهم 15 في حالة حرجة، وذلك منذ بدء التصعيد بين البلدين في 13 يونيو الجاري.
إيران تعلن اعتقال 700 شخص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل خلال 12 يومًا وتضبط آلاف الطائرات المسيّرة في طهران
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، صباح الأربعاء، أن السلطات الأمنية اعتقلت نحو 700 شخص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل خلال الأيام الـ12 الماضية، في إطار ما وصفته بحملة واسعة ضد شبكات مرتبطة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
وذكرت وكالة “نور نيوز” القريبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن السلطات تمكنت من ضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيّرة صغيرة داخل العاصمة طهران وحدها، مشيرة إلى أن عمليات الاعتقال شملت محافظات عدة، أبرزها كرمانشاه وأصفهان وخوزستان وفارس ولرستان، فيما لم يُعلن بعد عن العدد الدقيق للموقوفين في طهران.
وبحسب الوكالة، فإن نشاط الشبكة المزعومة تصاعد بشكل لافت منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو الجاري، والذي دشن مرحلة من المواجهة العسكرية المباشرة بين الجانبين.
وأضافت أن التهم الموجهة للموقوفين تشمل توجيه طائرات مسيّرة، وتصنيع عبوات ناسفة، وتصوير منشآت عسكرية حساسة، وإرسال معلومات استخباراتية إلى الجيش الإسرائيلي.
في السياق ذاته، أعلنت السلطات الإيرانية تنفيذ أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص أدينوا بالتجسس لصالح إسرائيل ومحاولة تهريب معدات “إرهابية” إلى داخل البلاد، حيث نُفذت الأحكام في سجن أرومية شمال غرب إيران، وفق ما أوردته وكالة “نور نيوز”.
عراقجي: لقاء “ممتاز” مع بوتين وتضامن إقليمي غير مسبوق بعد العدوان الإسرائيلي
أكد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 23 يونيو الجاري في موسكو كان “ممتازًا”، مشيرًا إلى أن موقف روسيا من الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط كان قويًا وواضحًا، ورفض بجلاء العدوان الأميركي والإسرائيلي على إيران.
وفي مقابلة مع صحيفة “العربي الجديد”، شدد عراقجي على أهمية التنسيق المشترك مع موسكو، موضحًا أن روسيا تعتبر شريكًا رئيسيًا في البرنامج النووي الإيراني، و”تربطها بطهران علاقات تعاون طويلة في مجالات الطاقة النووية، من بينها محطة بوشهر ومشاريع مستقبلية”.
وأضاف: “روسيا كانت دائمًا طرفًا فاعلًا في مجموعة 5+1 التي تفاوضت معنا حول الاتفاق النووي لعام 2015، ونواصل التشاور معها بشكل مستمر”.
وأشار إلى أن التصعيد الأخير استدعى المزيد من التنسيق بين البلدين للحفاظ على “المسار المشترك في ظل التهديدات المتصاعدة”.
وفي تقييمه لمواقف الدول الإقليمية تجاه الضربات الإسرائيلية الأخيرة، قال عراقجي إن الرد الرسمي من معظم دول المنطقة كان موحدًا في إدانة العدوان، وإن “بعض الحكومات أعربت عن مواقفها بلهجة شديدة، والبعض الآخر بنبرة أكثر هدوءًا، لكنها جميعًا دانت الهجوم بشكل أو بآخر”.
كما نوّه إلى أن اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول شكّل منعطفًا مهمًا في التضامن السياسي، مشيدًا بإضافة بند خاص يدين العدوان الأميركي بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي، واصفًا البيان بأنه “قوي جدًا”.
وعلى صعيد الرأي العام، أشار عراقجي إلى أن ردود الفعل الشعبية في العالم العربي والإسلامي كانت “غير مسبوقة” في دعم الشعب الإيراني، مضيفًا: “رأينا تضامنًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام والمقابلات، ما يعكس حجم التقارب بين الرأي العام العربي والإسلامي والشعب الإيراني”.
واعتبر أن هذا الالتفاف الشعبي حول إيران أحد “النتائج الإيجابية” غير المباشرة للعدوان، مضيفًا: “رغم المأساة، فإن العدوان ساهم في توحيد الموقف الشعبي الإقليمي، وهو تطور بالغ الأهمية”.
الجيش الإسرائيلي: العملية في إيران أعادت برنامجها النووي سنوات إلى الوراء
صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، اليوم الأربعاء، أن العملية العسكرية الأخيرة ضد أهداف داخل إيران حققت نتائج “تفوق التقديرات الأولية”، مؤكدًا أن الضربة استهدفت البنية التحتية للبرنامج الصاروخي والنووي الإيراني وأعادت طهران “سنوات إلى الوراء” في مساعيها لامتلاك سلاح نووي.
وقال ديفرين خلال إحاطة إعلامية: “تم استغلال الفرصة لضرب مواقع حيوية مرتبطة بالبرنامج الصاروخي الإيراني”، مضيفًا أن “التقديرات الحالية تشير إلى أن العملية أبطأت بشكل كبير قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي، وأبعدتها عن هذه الإمكانية أكثر من أي وقت مضى”.
ورغم ما وصفه بالنجاح العملياتي، شدد ديفرين على أن “الحديث عن تلخيص نتائج العملية لا يزال سابقًا لأوانه”، لافتًا إلى أن الجيش يواصل التقييم الميداني للضربات وتأثيراتها الاستراتيجية.
وفي ما يتعلق بقرار وقف إطلاق النار، أوضح المتحدث العسكري أن “المستوى السياسي في إسرائيل هو من اتخذ قرار التهدئة مع إيران”، بينما تبقى المؤسسة العسكرية في حالة تأهب.
وأشار ديفرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يتابع عن كثب تحركات “حزب الله” في لبنان و”أنصار الله” في اليمن، مشددًا على أن الجيش “مستعد للتعامل مع أي تهديد جديد على الجبهات المختلفة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل دونالد ترامب الدولیة للطاقة الذریة الجیش الإسرائیلی مع الوکالة أن الجیش مضیف ا على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران: المحادثات مع وكالة الطاقة الذرية ستكون تقنية ومعقدة
طهران "أ. ب": قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين، إن المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تكون "تقنية" و"معقدة" وذلك قبل زيارة من جانب الوكالة للمرة الأولى منذ قطعت طهران العلاقات مع المنظمة الشهر الماضي.
وتدهورت العلاقات بين الإثنين، بعد حرب جوية استمرت 12 يوما شنتها إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو شهدت قصف المنشآت النووية الإيرانية الرسمية. وقال مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو إن إيران خرقت التزاماتها بعدم انتشار الأسلحة النووية، قبل يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران التي أثارت الحرب.
ولم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانا على الفور بشأن الزيارة التي سيقوم بها نائب رئيس الوكالة التي لن تشمل أي دخول مقرر للمواقع النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للصحفيين إنه قد يكون هناك اجتماع مع وزير الخارجية عباس عراقجي "ولكن من المبكر للغاية توقع ما الذي سوف تسفر عنه المحادثات حيث أن هذه محادثات تقنية ومعقدة".
وانتقد بقائي أيضا "الموقف الفريد" للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال حرب يونيو مع إسرائيل.
وتابع "المنشآت السلمية في البلاد التي تعرضت لمراقبة خلال 24 ساعة كانت هدف الضربات وأحجمت الوكالة عن إبداء رد فعل حكيم وعقلاني ولم تشجبها مثلما كان مطلوبا".
وفي الشأن الايراني ايضا، التقى علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ببغداد اليوم الإثنين، قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن لاريجاني وصل اليوم، إلى العراق في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه.
ويعد توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية بين إيران والعراق الهدف الأهم لهذه الزيارة.
ونقلت تسنيم عن لاريجاني القول: "لقد أعددنا اتفاقية أمنية مع العراق، وهذه نقطة مهمة مشيرا الى إن رؤية إيران ونهجها في علاقاتها مع جيرانها هو أن أمن الإيرانيين هو الأساس، وفي الوقت نفسه، تولي اهتماما خاصا لأمن جيرانها، على عكس بعض الدول التي لا تهتم إلا بأمنها وتسحق الآخرين وسيتم توقيع هذه الاتفاقية خلال هذه الزيارة".
وأضاف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: "الجزء الثاني يتعلق بزيارة لبنان وهي دولة مهمة جدا في المنطقة ومؤثرة في غرب آسيا. تربطنا علاقات طويلة الأمد مع الشعب اللبناني." وأوضح: "هناك جذور حضارية مشتركة بين إيران ولبنان، ولهذا السبب فإن تعاوننا مع الحكومة اللبنانية له تاريخ ونطاق واسع. نتشاور مع بعضنا البعض حول مختلف القضايا الإقليمية. لذلك، في هذه الظروف الخاصة، سنتحدث مع المسؤولين اللبنانيين".
وقال لاريجاني أيضا ردا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارات تحمل رسالة: "هناك رسائل سننقلها".
وأضاف: "مواقفنا في لبنان واضحة، ورأينا أن الوحدة الوطنية قضية مهمة يجب الحفاظ عليها. استقلال لبنان مهم لنا دائما. وتعد زيادة العلاقات التجارية بين البلدين قضية مهمة".