شرطة عُمان السلطانية تحتفل بتخريج دورات المهارات للضباط ودفعة من الشرطة المستجدين
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
◄ النعماني يقوم بجولة في مركز تدريب الشرطة بولاية الجبل الأخضر
◄ عروض للفرق القتالية في الدفاع عن النفس والكاراتيه والتايكواندو
الجبل الأخضر- الرؤية
احتفلت شرطة عُمان السلطانية، صباح الأربعاء، بتخريج دورات المهارات للضباط ودفعة من الشرطة المستجدين بمركز تدريب الشرطة في ولاية الجبل الأخضر.
ورعى المناسبة معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني رئيس مكتب القائد الأعلى، بحضور معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، وعددٍ من أصحاب المعالي وقادة أسلحة قوات السلطان المسلحة وشرطة عُمان السلطانية والأجهزة العسكرية والأمنية وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب الفضيلة ومديري المصالح الحكومية في ولاية الجبل الأخضر.
وبدأت مراسم التخريج بأداء التحية والسلام لراعي المناسبة ثم استأذنه قائد الطابور لتفتيش الصف الأمامي، مرَّ بعدها الخريجون من أمام المنصة الرئيسية بهيئة الاستعراض، ثم قام معالي الفريق أول بتسليم الجوائز إلى أوائل الخريجين.
وأدى الخريجون عقب ذلك نشيد شرطة عُمان السلطانية "حماة الحق" وهتفوا ثلاثًا بحياة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه. واختتمت مراسم التخريج بأداء التحية العسكرية لراعي الحفل واستأذنه قائد الطابور لمغادرة ميدان الاستعراض.
بعد ذلك قام معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني رئيس مكتب القائد الأعلى بجولة في مركز تدريب الشرطة في ولاية الجبل الأخضر وشاهد عروضًا للفرق القتالية في الدفاع عن النفس والكاراتيه والتايكواندو، قدمها الملتحقون بدورات الفنون القتالية بمختلف مستوياتها والتي يعقدها مركز تدريب الشرطة بالجبل الأخضر لعدد من مرتب قيادة شرطة المهام الخاصة ووحداتها. وعكست العروض مستوىً متقدمًا من الإتقان في الأداء والانضباط التكتيكي من خلال سيناريوهات واقعية تحاكي المهام الميدانية وتجسد الاستعداد الكامل لمواجهة مختلف المواقف والأحداث الأمنية.
وقال المقدم قيس بن سليمان الحراصي مدير معهد الضباط: "يأتي تخريج دورات التأهيل ضمن برامج تطوير قدرات ضباط شرطة عُمان السلطانية وإعدادهم؛ بما يتوافق مع متطلبات العمل المؤسسي الحديث وفق معايير علمية وعملية مدروسة". وأضاف: "يقدم معهد الضباط العديد من البرامج التدريبية لتعزيز كفاءة ضباط شرطة عُمان السلطانية وتحسين الأداء، بما ينسجم مع أهداف الرؤية الاستراتيجية لشرطة عُمان السلطانية في تطوير الكوادر البشرية، كما تعمل أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة على تحديث محتوى برامج التدريب والتأهيل بشكل مستمر، وإدخال أساليب تدريب حديثة ومتنوعة لضمان استدامة التطوير".
من جانبه، قال المقدم ناصر بن عبيد النظيري مدير معهد الشرطة المستجدين: "نحن على ثقة بأن الخريجين باتوا يتمتعون بجاهزية مهنية عالية، بعد اجتيازهم مراحل تدريبية مكثفة تركز على الجوانب التطبيقية وتربط النظرية بالواقع العملي، وندعوهم إلى الاستمرار في التعلم والتطوير، وتطبيق ما اكتسبوه من مهارات في مواقع عملهم، ليكونوا عناصر فاعلة في تحقيق أهداف شرطة عُمان السلطانية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تسقط كل صبيحة بندقية على الجبل
تنحدر بنا الأغنية وتصعد في دروبٍ التفافية نحو القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني. كنا قد اجتزنا نقطة تفتيش الجيش اللبناني عند مدخل صيدا فتنفستُ الصعداء، وكان مارسيل خليفة يغني قصيدة عبّاس بيضون:
«يا علي
نحن أهل الجنوب
حفاةُ المدنِ نروي سيرتك
على أصفى البرك والأودية».
تختضُّ قلوبنا على المسافة الممتدة في صور الشهداء من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى جنوب لبنان شمال فلسطين. ويعود بنا شريط الأغنية إلى عام 1973 يوم كانت العمليات العسكرية ما تزال مستمرة على الجبهتين المصرية والسورية في آخر حروب الجيوش العربية مع العدو الإسرائيلي. في أكتوبر من ذلك العام أقدم أربعة شبان يساريين على اقتحام بنك أوف أميركا في شارع رياض الصلح ببيروت. كان من بين الشبان الأربعة شاب جنوبيٌّ قادم من بلدة في قضاء النبطية اسمه علي شعيب. كان مُدرسًا بسيطًا التحق بما عُرف حينها بالحركة الثورية الاشتراكية اللبنانية التي انشقت عن حركة القوميين العرب بعد هزيمة 1967. وشُوهد أحيانًا جالسًا مع بعض المثقفين في مقاهي المدينة، وقيل عنه أيضًا إنه كان يكتب الشعر.
غير أن أحدًا لم يتوقع أنه سيقود رفاقه إلى عملية «فدائية» من هذا النوع، والتي انتهت بإعدامه مع أحد رفاقه بسلاح قوى الأمن -وفقًا لرواية أهله- وذلك بعد مفاوضات بين الخاطفين والسلطات اللبنانية أفضت لتحرير جميع المختطفين، وتسليم علي ورفاقه أنفسهم بناءً على شروط محددة. ووفقًا لمقالة كتبها الكاتب الفلسطيني السوري محمود الصباغ؛ فإن عملية اقتحام البنك جاءت في ذلك التوقيت ردًا على دعم المصارف الأمريكية (ومنها بنك أوف أميركا) وتمويلها لإسرائيل، وردًا على الدعم الأميركي لإسرائيل بالسلاح والذخيرة بما مكنها من استعادة زمام المبادرة في الحرب الدائرة مع مصر وسوريا.
بعد فترة قصيرة من الحادثة نشر عباس بيضون قصيدته «مصرع علي شعيب» في مجلة «مواقف» ملتقطًا رمزية الاسم الذي يتقاطع فيه الرمز الديني الأبرز في ذاكرة الجنوبيين الشيعة الإمام علي مع شاب يساري قاوم «ليحرر دمه من عنابر الزيت، وفمه من مخازن السُّكر، وعظامه من مقاعد البكوات وأمراء الدواوين» كما تقول القصيدةُ الأغنيةُ التي تصدح بنداء «يا علي» في رمزية شديدة الحساسية والكثافة.
إلى اليوم تتضارب الروايات والمواقف حول مقتل علي شعيب وحول العملية نفسها. فمن اللبنانيين من يرى اقتحام بنك أوف أميركا عملية إرهابية بلغة اليوم لا تقبل النقاش ولا تمجيد من قاموا بها أيًا كانت دوافعهم. وقد وصفت جريدة المدن الإلكترونية أغنية مارسيل خليفة بأنها «خردة من الحرب الأهلية اللبنانية» مشوبة بنفس طائفي، وذلك تعليقًا على ظهور المغني اللبناني في مدينة سيدني وهو يغني «يا علي» تحيةً لأهل الجنوب. والأغرب كان ما قيل عن عباس بيضون من أنه تراجع عن قصيدته حين أدرك متأخرًا أنها كُتبت في تجميد شخصٍ قام بعمل «إرهابي»!
غير أن كثيرًا من اللبنانيين ما زالوا يرون ما قام به علي شعيب عملية فدائية بلغة ثورية السبعينيات وعنفوان الشعارات النضالية ضد الهيمنة الإمبريالية والقوى الرأسمالية وبقايا الإقطاع. وقصة علي تذكرهم بأموالهم المنهوبة اليوم في المصارف. كما أن بطل هذه العملية الذي سافرت الأغنية باسمه، بات تعبيرًا رمزيًا عن القهر الاجتماعي والاقتصادي الذي عاشه الجنوبيون على مدى عقود. فقد وجدوا أنفسهم منفيين في الوطن بلا دولة تحمي أرواحهم وبيوتهم وحقولهم من بطش الاجتياحات الإسرائيلية المتلاحقة منذ أن سقطت فلسطين سنة 1948.
بموازاة حرب الإبادة المستمرة على غزة تواصل إسرائيل حربها على جنوب لبنان. هناك عملية تهجير منهجية للسكان، وحرب تطهير عرقية تتسع ببطء. وقفتُ على قرى ممسوحة بالكامل وحقول زيتون محروقة، وحاولنا المشي في طرق جرَّفتها الآليات الإسرائيلية عن قصد وعدوانية مرسومة. أخبرني بعض الأهالي بأنهم عمروا بيوتهم ثلاثًا أو أربع مرات في تاريخهم العائلي، وذلك بعد كل حرب إسرائيلية عليهم. وما زال البحث جاريًا عن مقاومين لم يُعرف أين سقطوا، وما زالت «تسقطُ كل صبيحة بندقية على الجبل، ونحن نرى ذلك بصمت، بصمت بصمت بصمت.. يا علي»!
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني