حوض المتوسط وأوروبا يواجهان أسوأ جفاف في يونيو منذ عقد
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
تشير بيانات جديدة إلى أن نصف مساحة أوروبا وحوض البحر المتوسط سجلت أعلى مستوى جفاف لشهر يونيو/حزيران منذ بدء الرصد قبل أكثر من عقد، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات المرصد الأوروبي للجفاف.
وأظهرت البيانات أن المنطقة المذكورة كانت لا تزال تحت تأثير الجفاف في الأيام الأولى من يونيو/حزيران الجاري، وهو أعلى مستوى يسجل لهذا الوقت من العام منذ عقد.
وبحسب التقرير، فإن نحو 50% من مساحة القارة وسواحل المتوسط كانت تعاني من الجفاف بين 1 و10 يونيو/حزيران، متجاوزة بوضوح المتوسط المسجل للفترة نفسها بين عامي 2012 و2024، الذي بلغ 33%.
ورغم تراجع طفيف مقارنة بمايو/أيار الماضي حين بلغ الجفاف 52%، فإن الأرقام تبقى مقلقة، خصوصا مع استمرار التأثيرات المناخية الحادة.
ويعد هذا الوضع المناخي المقلق نتيجة تراكم عدة عوامل، أبرزها شح الأمطار، انخفاض رطوبة التربة، وتدهور الغطاء النباتي، وهي المعايير الثلاثة التي يعتمدها مؤشر الجفاف التابع لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض عبر الأقمار الاصطناعية.
وسجلت عدة دول ومناطق نسب جفاف مرتفعة للغاية، حيث تخطت نسبة الأراضي المتأثرة بالجفاف 80% في كل من لوكسمبورغ (97%)، وأرمينيا (95%)، شمال قبرص (91%)، بلجيكا (91%)، والمملكة المتحدة (84%).
وفي بريطانيا، حيث سجل الربيع ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، بدأت تداعيات الجفاف تضغط على احتياطات المياه، مما يثير قلقا متزايدا في أوساط المزارعين.
وقد دعت النقابات الزراعية إلى تسريع الاستثمار في شبكات وخزانات تخزين مياه داخل المزارع لمواجهة العجز المتزايد.
ويشير التقرير إلى أن 15% من الأراضي البريطانية دخلت مرحلة أعلى درجات الجفاف، مما يعني أن الغطاء النباتي يعاني من نمو غير طبيعي، مما قد يؤثر مباشرة على الإنتاج الزراعي خلال الصيف.
أما بلجيكا، فكانت من أكثر الدول الأوروبية تضررا، إذ يعاني ثلث أراضيها من درجات جفاف متفاوتة. كذلك سجلت أوكرانيا وبيلاروسيا معدلات جفاف طالت أكثر من ربع مساحتيهما، وسط توقعات بتأثير مباشر على موسم الحصاد واحتياجات المياه.
إعلان جنوب أوروبا أقل تأثرافي المقابل، نجت دول جنوب أوروبا نسبيا من الجفاف هذا الموسم، بفضل أمطار غزيرة هطلت في بداية الربيع.
ففي إسبانيا، تأثرت نحو 8% فقط من الأراضي بالجفاف، بينما كانت النسبة أقل من 1% في البرتغال مطلع يونيو/حزيران.
وهي معدلات أقل بكثير من المتوسط المسجل خلال الفترة نفسها بين عامي 2012 و2024، الذي بلغ 38% و33% على التوالي.
أما في فرنسا، فاستمر الجفاف متركزا في الشمال، حيث تأثرت 39% من الأراضي القارية بدرجات جفاف مختلفة.
يعد هذا الجفاف المتواصل تحذيرا جديدا من التغيرات المناخية العميقة التي تضرب أوروبا ومحيطها. إذ يتزامن مع اضطرابات في الأنظمة الجوية، وحرائق غابات متكررة، وتزايد الضغط على الموارد المائية، مما يضع السياسات الزراعية والمائية في قلب التحدي المناخي.
ويؤكد الخبراء أن الجفاف لم يعد حالة طارئة أو استثنائية، بل يميل ليصبح نمطا موسميا متكررا، مما يتطلب سياسات أكثر جرأة في إدارة المياه، وتحسين البنية التحتية الزراعية، والتوجه نحو زراعات مقاومة للجفاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ یونیو حزیران
إقرأ أيضاً:
ليبرمان: اتفاق غير واضح مع إيران سيقود “لحرب أسوأ”
إسرائيل – وجه زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، انتقادات لوقف إطلاق النار مع إيران، وأعرب عن اعتقاده أنه سيقود تل أبيب إلى “حرب جديدة وبظروف أسوأ” بعد أعوام.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على وقف إطلاق النار مع إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الثلاثاء، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ودعا إلى عدم انتهاكه.
وقال ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، في منشور على منصة “إكس”: “في ظل الإنجازات العسكرية المذهلة التي حققها جيش الدفاع الإسرائيلي والموساد في الحرب ضد إيران، فإن النهاية تحمل في طياتها مرارةً وحزنًا بالغين”.
وأضاف: “بدلاً من الاستسلام غير المشروط، دخل العالم في مفاوضات صعبة ومملة، في حين أن نظام إيران لا ينوي التنازل لا عن تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، ولا عن إنتاج وتجهيز الصواريخ الباليستية، ولا عن دعم وتمويل الإرهاب في المنطقة وحول العالم”، وفق تعبيراته.
وتابع: “في بداية الحرب، حذرتُ من أنه لا يوجد ما هو أخطر من ترك أسد جريح”.
وجدد انتقاده لوقف إطلاق النار خاصة في ظل عدم “وجود اتفاق واضح”، قائلا إن ذلك “سيقود (تل أبيب) بالتأكد إلى حرب أخرى بعد عامين أو ثلاثة أعوام، وفي ظروف أسوأ بكثير”.
وادعى بيان مكتب نتنياهو أن “إسرائيل أزالت تهديدًا وجوديًا مباشرًا مزدوجًا في المجالين النووي والصاروخي الباليستي، وبالإضافة إلى ذلك، حقق الجيش سيطرة جوية كاملة على سماء طهران، وألحق أضرارًا جسيمة بالقيادة العسكرية، ودمر عشرات الأهداف الحكومية المركزية الإيرانية”.
وأردف: “في ضوء تحقيق أهداف العملية، وبالتنسيق الكامل مع الرئيس ترامب، وافقت إسرائيل على اقتراح وقف إطلاق النار الثنائي”.
وحتى الساعة 08:55 (ت.غ)، لم يصدر عن السلطات الإيرانية تعليق على بيان مكتب نتنياهو.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
الأناضول