الفاشر- أعلنت الحكومة التشادية، أمس الأول، موافقتها الرسمية على استضافة امتحانات الشهادة الثانوية السودانية المؤجلة للعام 2024 داخل أراضيها، على أن تبدأ في 29 يونيو/حزيران الجاري وتستمر حتى 10 يوليو/تموز المقبل، وفقا لما نقله موقع "رفيق إنفو" التشادي ومصادر دبلوماسية سودانية مطلعة.

وأكد وزير الخارجية التشادي، عبد الله صابر فضل، في لقاء رسمي جمعه بالقائم بالأعمال السوداني في نجامينا، أن بلاده "توافق على إجراء الامتحانات"، داعيا إلى تنسيق مباشر بوزارة التعليم العالي التشادية ومنظمات الأمم المتحدة المختصة، لتنفيذ القرار في الآجال المناسبة وبما يراعي الظروف الإنسانية التي يمر بها الطلاب اللاجئون.

وكانت نجامينا قد رفضت في، ديسمبر/كانون الأول الماضي، إقامة امتحانات الشهادة للطلاب السودانيين داخل معسكرات اللجوء، الأمر الذي فجّر موجة استياء واسعة وسط الطلاب وأولياء الأمور، في ظل غياب أي بدائل تعليمية متاحة.

وزير الخارجية التشادي عبد الله صابر فضل (يمين) يلتقي القائم بالأعمال السوداني في تشاد (وزارة الخارجية التشادية) تحرك واسع

ومع تأزم الأوضاع الأمنية وتوقف العملية التعليمية في معظم مناطق السودان، باتت قضية طلاب هذه الشهادة محل مناشدة وتحرك شعبي واسع، مما دفع بالجهات السودانية، وعلى رأسها وزارة التعليم والبحث العلمي، إلى إطلاق جهود تنسيقية استمرت أشهرا، حتى حصلت على الضوء الأخضر من السلطات التشادية مطلع يونيو/حزيران الجاري.

ووفقا لمسؤولين بوزارة التربية والتعليم بحكومة إقليم دارفور، فإن أكثر من 8000 طالب وطالبة من اللاجئين السودانيين على أتم الاستعداد لخوض الامتحانات في مدينتي أبشي ونجامينا.

وتقول وزيرة التربية بالإقليم توحيدة عبد الرحمن يوسف، للجزيرة نت، إن "ما تحقق ليس مجرد مكسب تعليمي، بل هو تجسيد لوحدة وطنية شاركت فيها جهات تنفيذية وسياسية ودولية، بدءا من المجلس السيادي ووزارة الخارجية وحتى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والسلطات التشادية".

إعلان

وأضافت أن هذه الموافقة تمنح الطلاب بارقة أمل، كانت مفقودة منذ عامين، وتؤسس لتجربة نضال أكاديمي نادرة في محيط الأزمات والنزاعات. وأكدت أن ترتيبات التجهيز بدأت فعليا، وسط التزام حكومي كامل بتأمين عملية الامتحانات وتجاوز العقبات.

في السياق ذاته، قال محمد يحيى مرسال، منسق غرفة طوارئ منطقة الطينة الحدودية مع تشاد، للجزيرة نت، إن السلطات التشادية شرعت فعليا في تحديد مواقع مراكز الامتحانات الخاصة باللاجئين، وذلك في مدارس الصداقة السودانية بكل من مدن أبشي ونجامينا.

وأوضح أن الطلاب يعيشون ظروفا قاسية، "بعضهم يراجع تحت خيام بلا إنارة أو كراسٍ، لكن عزيمتهم فاقت الصعاب، والأمل الذي بعثته هذه الامتحانات فيهم أكبر من أن تصفه الكلمات".

طلاب السودان اللاجئون في تشاد يدرسون تحت الأشجار وفي الخيام (الجزيرة) تعقيدات لوجستية

وكشف المسؤول مرسال، أن السلطات السودانية والتشادية تعملان على ترتيب نقل الطلاب من المعسكرات المختلفة إلى مراكز الامتحان، مشيرا إلى أن العملية ستتم بإشراف تربوي مشترك، مع اتخاذ إجراءات أمنية دقيقة لتأمين أوراق الامتحان وضمان نزاهة العملية بالكامل.

ورغم الترحيب الواسع الذي قوبلت به الموافقة التشادية على استضافة امتحانات الشهادة الثانوية السودانية، إلا أن تربويين ومهتمين بالعملية التعليمية حذّروا من تعقيدات لوجستية قد تواجه تنفيذ الاختبارات ميدانيا، لا سيما في ظل ضعف البنية التحتية في مناطق اللجوء.

وفي رأي الأستاذ محمد آدم إسحاق، المعلم بالتعليم الثانوي في ولاية شمال دارفور، فإن الجميع أمام مهمة وطنية وإنسانية تتطلب تنسيقا عاليا بين كافة الجهات، مع ضرورة استنفار المعلمين السودانيين الموجودين في معسكرات اللجوء في تشاد من أجل الإشراف على إعداد المراكز وتجهيزها.

وأضاف للجزيرة نت، أن بيئة الامتحانات في اللجوء تتطلب مهارات فنية دقيقة وخبرة ميدانية كبيرة، ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة دون دعم حقيقي. وتابع "ينبغي تهيئة الظروف النفسية والتربوية للطلاب قبل التفكير في الجوانب الإدارية، فغالبيتهم يعانون من آثار الحرب، وفقدان ذويهم، والتشرد القاسي الذي ترك بصماته على استقرارهم النفسي".

وأكد المعلم إسحاق أن الطلاب أظهروا عزيمة لافتة وإصرارا غير عادي، وقال "نراهم يذاكرون تحت الأشجار، وفي خيام بلا مقاعد أو إنارة، لكن الحلم بالنجاح هو ما يحفزهم كل صباح".

مراقبون يؤكدون أن طلاب السودان اللاجئين يفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات التعليم (الجزيرة) تحديات

في الميدان، لا يزال التحدي قائما. فالطلاب الذين يستعدون لخوض امتحانات الشهادة الثانوية في معسكرات اللجوء شرق تشاد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات التعليم. لا توجد فصول دراسية ملائمة، ولا أدوات تعليمية كافية، وأحيانا تغيب الكوادر المؤهلة.

تقول المعلمة سعاد إبراهيم، التي تعمل في مدرسة مؤقتة بمخيم "أردمي"، للجزيرة نت: "الطلاب يذاكرون في ظروف بالغة الصعوبة، بلا كهرباء أو تجهيزات، وبعضهم يعمل في السوق نهارا لمساعدة أسرته، ويأتي مساءً لحضور الحصص". وأضافت "نبذل ما بوسعنا، لكننا بحاجة ماسة إلى دعم إضافي من الشركاء لتوفير بيئة تحترم نضال هؤلاء الشباب في سبيل مستقبلهم".

اللاجئون السودانيون في تشاد يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة (الجزيرة)

 

من جانبه، فرّ الطالب اللاجئ محمد عيسى (20 عاما) من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بعد تدمير مدرسته، ويقول للجزيرة نت، "كنت أحلم أن أصبح مهندسا. الحرب محَت كل شيء، لكن خبر إقامة الامتحانات أعاد الأمل. أراجع دروسي على دفاتر قديمة، وأعتمد على ملخصات بخط يدي".

وتقول زميلته صفية عبد الله، التي فقدت والدها في الحرب: "أنا المعيلة الوحيدة لأسرتي في هذا المخيم، ومع ذلك أتمسك بحلمي. لا أريد أن أكون لاجئة فقط، أريد أن أكمل دراستي وأن أكون شيئا يوما ما".

وفي جانب آخر لا يقل أهمية، يحذر عاملون في المجال الإنساني من غياب شبه تام للدعم النفسي داخل مراكز التعليم بالمخيمات، رغم أن الظروف المحيطة بالطلاب تجعل الحاجة إليه ملحّة.

إعلان

يقول مصطفى برة، وهو موظف بمنظمة إغاثة محلية، للجزيرة نت، إن غالبية الطلاب يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، وهذا يظهر في تفاعلهم وفي مزاجهم العام داخل المخيم. وأضاف "لم تُقدم لهم أي برامج مهنية للدعم النفسي، في وقت تتزايد فيه أعداد الوافدين الجدد من مناطق مثل الفاشر، ما يضاعف الضغط على الطلاب وعلى قدرة المعسكرات في الاستجابة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات امتحانات الشهادة للجزیرة نت فی تشاد

إقرأ أيضاً:

بعوائد شهرية وسنوية.. شهادات الادخار في بنك مصر

تتصدر شهادات الادخار في بنك مصر معدلات البحث على جوجل، بفضل ما تقدمه من مرونة في الشراء وصرف العائد على مدار أيام الأسبوع.

تتنوع شهادات الادخار في بنك مصر من حيث معدل العائد ثابت ومتغير، ودورية الصرف ما بين يومي وشهري وربع سنوي وبنهاية تعاملات السنة.

ويبدأ شراء معظم شهادات الادخار في بنك مصر بحد أدنى 1000 جنيه دون حد أقصى لمبلغ الشراء.

- شهادة ادخار «يوماتي» بنك مصر

تعطي الشهادة لعميل بنك مصر عائد متغير يصرف يومياً في حسابه، يبلغ العائد حالياً 23.75% سنويا، ويمتد أجل الشهادة لنحو 3 سنوات، ويبدأ شرائها بحد أدنى 1000 جنيه مصري.

- شهادة «ابن مصر» في بنك مصر بعائد شهري

يقل عائد الشهادة تدريجياً من سنة لأخري لكنه ثابت على مدار العام الواحد ويصرف شهرياً في حساب العميل، يبلغ 23% السنة الأولى، ويبلغ 19.50% السنة الثانية، وبنسبة 16% السنة الثالثة، يبدأ شراء هذه الشهادة من أول ألف جنيه.

- شهادة ادخار «ابن مصر» بعائد ربع سنوي

يتناقص العائد على شهادة الادخار سنويا ويصرف كل 3 شهور لعميل بنك مصر، ويصل العائد في أول سنة إلى 24%، وفي السنة الثانية لـ 20%، والسنة الثالثة لنسبة 16%، يبدأ شراء الشهادة من أول ألف جنيه مصري.

- شهادة «ابن مصر» بعائد سنوي

ينخفض العائد على شهادة الادخار لـ 27% يصرف بنهاية أول سنة، ثم 22% بالسنة الثانية، وبنسبة 17% السنة الثالثة، يبدأ شراء الشهادة بحد أدنى 1000 جنيه مصري.

- شهادة ادخار «القمة» في بنك مصر

تقدم شهادة ادخار بنك مصر عائد ثابت يصرف شهريا بنسبة 18.50%، بأجل ثلاث سنوات، وبحد أدنى للشراء يبدأ من ألف جنيه.

اقرأ أيضاًالبنك الأهلي يرفع حدود الإيداع لبطاقات الخصم المباشر عبر ماكينات الصراف الآلي لـ 100 ألف جنيه يوميا

تمويل 3 ملايين جنيه.. تفاصيل القرض الشخصي من البنك الأهلي للموظفين

تمويل حتى 10 ملايين جنيه.. تفاصيل قرض السيارة في بنك قناة السويس

مقالات مشابهة

  • بعائد 16.5%.. تفاصيل شهادة الادخار «بريمو جولد» من بنك القاهرة
  • جدول امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2025 للنظام الجديد والقديم
  • كاتب: التعليم تحدث ثورة في المناهج لمواكبة التطور العالمي.. تفاصيل
  • التعليم العالي: مكتب تنسيق القبول ينهي أعمال تنسيق المرحلة الثانية لطلاب الثانوية العامة
  • تكريم المتفوقين في الشهادة السودانية بسنار
  • بعوائد شهرية وسنوية.. شهادات الادخار في بنك مصر
  • موعد امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2025
  • مفيش غياب|التعليم: سنتابع نسب حضور الطلاب بالمدارس في العام الجديد وسنحاسب المقصرين
  • وكيل تعليم المنوفية يوضح أسباب نجاح طلاب بالشهادة الإعدادية في الدور الثاني دون تأدية الامتحان
  • مدير تعليم الغربية: متابعة يومية لامتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية دون شكاوى