هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
أجمع محللون سياسيون على أن إستراتيجيات المقاومة الأخيرة تفرض ضغوطا متزايدة تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية إلى التفكير جديا في صفقة شاملة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعرضت الجزيرة مؤخرا مشاهد تفجير كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ناقلتي جند إسرائيليتين في كمين بخان يونس جنوبي القطاع، مما أسفر عن مقتل 7 جنود داخلهما، بينهم ضابط.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن إن ما يحدث هو سيناريو كبير "قد يكتمل خلال أسبوع أو أسبوعين، وقد يتوج بزيارة نتنياهو إلى واشنطن".
وأوضح شتيرن لبرنامج "مسار الأحداث" أن هذا السيناريو يشمل أولا وقفا لإطلاق النار وتبادلا للأسرى في غزة، وربما انسحابا إسرائيليا من القطاع.
وتتضمن هذه الصفقة المحتملة عناصر متعددة الأبعاد، إذ أكد شتيرن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أيضا أن يكون هناك عفو لنتنياهو من محاكمته قبل أن الوصول إلى نهايتها، وقد تشمل أيضا الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
عودة المقاومة
وفي الإطار ذاته، اتفق المحللون على أن عودة المقاومة الفلسطينية بقوة وتنفيذها عمليات نوعية ناجحة خلال الأيام الماضية تشكل العامل الضاغط الرئيسي في المعادلة الحالية.
وفي هذا الإطار، أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن المقاومة سجلت "صورا مبهرة تثبت أنها حاضرة وقوية"، مما يشكل عاملا ضاغطا كبيرا على المجتمع الإسرائيلي.
وبناء على هذه التطورات الميدانية طرحت العمليات العسكرية الأخيرة -وفق القرا- تساؤلات كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي عما يفعل الجيش الإسرائيلي في غزة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "إذا كان يبحث عن 20 جنديا أحياء في قطاع غزة فقد عاد بـ28 جنديا إسرائيليا في أكياس، بعضهم تبخر بفعل الانفجارات".
إعلان
قيود وضغوطات
ومن زاوية عسكرية، أكد الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن الجيش الإسرائيلي يواجه قيودا حقيقية في قدراته التشغيلية تدعم ما ذهب إليه القرا، كما لا يمكن أن تقاتل كافة الفرق العسكرية في الوقت ذاته داخل القطاع.
وعلى هذا الأساس، أكد حنا أن أي عمل عسكري حقيقي يجب أن يكون هجوما شاملا متكاملا يترافق مع الطيران والتقدم البري، لكن هذا الأمر لم يعد قادرا عليه جيش الاحتلال لأسباب عدة، فضلا عن أن خصائص هذه الحرب مختلفة تماما وتتطلب وقتا طويلا.
وأعرب عن قناعته بأن المقاومة قادرة على الاستمرار، مشيرا إلى توفر العوامل الأساسية للمقاومة، وهي: الإرادة والوسائل والملاذات الآمنة"، إضافة إلى أن الأنفاق لم يُدمر منها أكثر من 30% بالحد الأقصى، وأن المقاومة قادرة على رفع الثمن.
وبالتوازي مع التحديات العسكرية أجمع المحللون على أن نتنياهو يواجه ضغوطات متزايدة من داخل ائتلافه الحكومي.
وفي هذا السياق، أشار الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إلى أن نتنياهو اصطدم بجدار الواقع بعد أن اعتاد الهروب إلى الأمام في العمليات العسكرية بدلا من حل مشاكله وأزماته.
وأوضح جبارين أن نتنياهو أمام 3 حلول حاسمة تتمثل في:
قدرته على المناورة. الأدوات والمساعدات المتاحة من واشنطن. الثمن والتنازلات التي يمكنه أن يدفعها.وفي ضوء هذه المعطيات، أعرب جبارين عن قناعته بأن إسرائيل باتت أقرب إلى انتخابات مبكرة، ولكن يبقى السؤال "هل ستكون صفقة تغلفها انتخابات أم تصعيد في غزة يفجر المشهد؟".
وعلى الصعيد الدولي، يرى القرا أن الولايات المتحدة بدأت تستمع إلى أصوات مقربة من حماس بشأن ما يحدث في غزة.
ووفق القرا، فإن المشكلة الحقيقية مرتبطة بغزة ولا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، مؤكدا أن ترجمة التصريحات الأميركية إلى فعل حقيقي "تحتاج إلى قرار نتنياهو بإرسال وفد إلى الدوحة أو القاهرة، حيث يمكن التوصل إلى اتفاق خلال 24 ساعة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات "كوماندوز برية" داخل إيران خلال النزاع الأخير
زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، يوم الأربعاء، أن وحدات كوماندوس برية إسرائيلية نفذت عمليات سرّية داخل الأراضي الإيرانية خلال النزاع الذي استمر 12 يومًا،، بالتعاون مع عناصر من جهاز الموساد، في إعلان هو الأول من نوعه عن تواجد ميداني لجنود إسرائيليين على أراضي الجمهورية الإسلامية. اعلان
وقال زامير في بيان مصوّر نشره الجيش الإسرائيلي: "حققنا سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية، وعلى كل موقع اخترنا العمل فيه"، موضّحًا أن ذلك تم "جزئيًا بفضل التنسيق والتضليل الذي نفذته القوات الجوية والبرية الخاصة".
كما شدد على أن إسرائيل "لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة دمار شامل".
إشادة بالعملاء وتنسيق مع واشنطنكان الموساد قد نشر تسجيلات مصورة توثق مشاركته بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي في تنفيذ الضربة التي استهدفت مواقع الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية الإيرانية، كما يزعم.
من جانبه، نشر رئيس جهاز الموسادديفيد برنياع مقطع فيديو توجّه فيه إلى عملاء الجهاز الذين شاركوا في العمليات السرّية داخل إيران. وأشاد بدورهم في العملية الإسرائيلية الأخيرة، قائلًا: "سنظل يقظين ونرصد عن كثب كل المشاريع داخل إيران، ونحن على دراية بها. سنكون هناك، كما نحن الآن".
وأكد برنياع على التعاون مع واشنطن، قائلًا: "أود أن أعبر عن تقديري وامتناني لشريكنا الرئيسي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، على الأنشطة المشتركة. لقد دعمت الوكالة الموساد وساهمت في جعل العملية ممكنة".
وقال إن الجهاز عمل على مدى أشهر وسنوات لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة من أجل الوصول إلى "اللحظة المناسبة"، مشيرًا إلى إدراك القيادة الإسرائيلية "لخطورة اللحظة" التي استُهدفت فيها إيران.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة