في زمن أصبح فيه العمل الحر خيارًا للكثير من الطموحين، برزت قصص ملهمة لشباب وشابات عمانيين شقّوا طريقهم نحو التميز بخطى ثابتة واستطاعوا أن يحولوا التحديات إلى فرص ريادية ناجحة، فيما تتواصل جهود هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحثيثة في التشجيع من خلال رؤيتها المتمثلة في أن يكون قطاع ريادة الأعمال اللبنة الأساسية في منظومة الاقتصاد الوطني.

موزة البوسعيدية خريجة جامعة السلطان قابوس كلية الهندسة أكملت دراستها العليا في المملكة المتحدة وتدرجت في الوظائف وشقت رحلتها الملهمة من رحم المعاناة، حيث تقول: " رزقت بطفلتي منى التي ولدت طبيعية وصحتها جيدة، إلا أنها قليلة الوزن، ولكن عندما أكملت 3 سنوات لاحظنا أنها قليلة الحركة، مقارنة بمن مثل سنها، ثم بدأنا نلاحظ أنها لا تستطيع الجري وإن حاولت يختل توازنها وتبين وجود مرض جيني نادر يسبب ضمور الأعصاب تدريجيا حتى يصل إلى الشلل الكامل؛ وهو ما يسمى بـ"اعتلال الأعصاب المحوري"، وفي نفس الفترة رزقت بطفل آخر مصاب بمتلازمة داون، وبدأت رحلات العلاج والتأهيل لهما معا، ورحلات التأهيل لهما داخل وخارج سلطنة عُمان بحثا عن العلاج".

وأضافت: نظرا لحال منى وحاجتها الملحة للعلاج الطبيعي والتأهيل المكثف أسسنا "مركز همم للعلاج الطبيعي والتأهيل المائي" لجميع الأعمار، والذي نسعى إلى أن ندعمه دوما بأفضل التقنيات العلاجية والخبرات العالمية ليخدم شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وبالتالي حصلت ابنتي منى وأخوها على دعم وتأهيل أكبر من خلال هذا المركز، بجانب المتابعة الدورية من المستشفيات الحكومية، ودعم من وزارة التنمية، وقدمنا من خلال هذا المشروع خدمة للوطن والمواطنين.

وفي تجربة تروي لنا يمان الحوسنية من مؤسسي منصة "رنتلكس" عن قصة إنشاء هذا المشروع بقولها: " نبعت فكرة هذا المشروع أثناء جائحة "كورونا"، حيث قيود الحظر في المنازل، وأثناء ترتيب المنزل، وجدنا أنا وإخوتي الكثير من الأجهزة والمعدات المركونة في مخزن المنزل والتي كان استعمالها محدودا جدا، وبعضها استغنينا عنه، ومنها خطرت ببالي فكرة تأجير هذه الأجهزة، ولاقت إقبالا كبيرا من الأهل والمعارف، ومن هنا بدأت الشرارة في إنشاء منصة للتأجير " رينتلكس"، وهي أول منصة عُمانية متخصصة في الاستئجار والتأجير، وتعتبر حلقة الوصل بين المؤجر والمستأجر، وكل المنتجات في المنصة لا تمتلكها الشركة، وإنما هي لزبائن عرضوا منتجاتهم للإيجار، وبالتالي عززنا ثقافة الاستئجار والتأجير لدى الناس حتى يستفيد أكبر عدد من شرائح المجتمع. مشيرة إلى أن هناك تحديات كبيرة واجهتنا، منها تقبل فكرة الاستئجار بدل الشراء وتفعيل التقنيات الحديثة في رفع وتأجير الأدوات، والضمانات على منتجات العملاء، وصعوبة الحصول على شركة تأمين مناسبة، إلا أن جهودنا تكللت بالنجاح وحاليا لدينا 15 موظفا في الشركة، والعمل فيها قائم ومستمر.

وتروي زينب الكيومية مؤسسة "وندرلست عُمان" منظمة رحلات ومغامرات للنساء والعائلات قصة نجاحها حيث قالت: "وندرلست" منذ انطلاقتها في عام 2017، حققت حضورا مميزا في عالم السياحة والسفر النسائي، حيث جمعت بين شغف الترحال وروح المغامرة في تجربة لا تُنسى، حيث تُقدم برامج سياحية مخصصة للنساء فقط، تستكشف من خلالها أجمل الوجهات حول العالم عبر رحلات تضم مزيجا من الأنشطة الشيّقة مثل الهايك، والغوص، واستكشاف الطبيعة، وتجارب المغامرة الفريدة، ونسعى من خلال هذا المشروع إلى تمكين المرأة وإلهامها لاكتشاف العالم من خلال السفر، في بيئة آمنة وداعمة تُعزز من روح الفريق والتواصل الإنساني، ومن ضمن رحلات هذا العام: بولندا، الشمال الإيطالي، البوسنة"، وأكملت زينب حول الصعوبات التي واجهتها في دربها نحو الجمال قائلة:" ولكن الطريق نحو النجاح لم يكن سهلاً؛ فقد واجهت العديد من العقبات والتحديات التي صقلت هويتها ورسّخت مكانتها في عالم السياحة النسائية، منها التحديات الثقافية والاجتماعية: في البداية، كان من الصعب إقناع بعض العائلات والمجتمعات بأهمية سفر النساء بمفردهن أو في مجموعات نسائية. لكننا تغلبنا على ذلك من خلال تعزيز مفهوم الأمان والاحترافية، وتصميم برامج تراعي القيم الثقافية وتوفر بيئة آمنة وداعمة للمشاركات، وبناء الثقة في السوق.

سامي الجامعي أحد مؤسسي تطبيق "مسرّة"؛ وهي منصة ذكية لحجز النُزل الخضراء وبيوت الضيافة في عُمان يقول:

جاءت فكرة التطبيق كحل رقمي للبحث عن استراحات ومزارع وبيوت ضيافة للإيجار في سلطنة عُمان؛ ويسهم التطبيق في تيسير تجربة الحجز وتوفير خيارات متنوعة للمستخدمين ويضم أكثر من 3000 استراحة وعقار موزعة على مختلف المحافظات، مما يتيح للمستخدمين اختيار الوجهة المناسبة بسهولة".

وأضاف:" يتميز التطبيق بواجهة استخدام بسيطة ومحرك بحث متقدّم يسمح بالبحث والتصفية والفرز حسب الأسعار والمواقع والخدمات، إلى جانب إمكانية مشاهدة تقييمات وآراء الزوار السابقين، مما يعزز من شفافية المعلومات ويساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة. كما توفر "مسرّة" إمكانية الحجز والدفع الإلكتروني الآمن، مما يقلل من الحاجة للتواصل المباشر ويوفر الوقت والجهد.

ومن أبرز النجاحات التي حققها التطبيق مؤخرًا، التخرج من برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة، بالإضافة إلى انضمامها إلى مختبر عمانتل للابتكار، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرات الفريق وتوجهاته المبتكرة في دعم التحول الرقمي في القطاع السياحي.

وأضاف الجامعي: رغم النجاحات التي حققها التطبيق، واجهنا عددًا من التحديات الجوهرية في مراحل التأسيس والتشغيل، من أبرزها ثقافة حجز الاستراحات التقليدية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على التواصل اليدوي والمباشر بين المؤجر والمستأجر، وهو ما تطلّب جهودًا كبيرة في توعية المستخدمين بأهمية وفوائد الحجز الإلكتروني. كذلك، شكّلت رغبة كثير من المستأجرين في التواصل المباشر مع أصحاب العقارات تحديًا أمام فكرة الحجز المؤتمت.

من جانب آخر، واجهنا تحديات تتعلق بعدم التفرغ الكامل لإدارة المشروع، وهو ما تطلّب العمل بأساليب مرنة، منها العمل عن بُعد وتوظيف شباب عُمانيين من حديثي التخرج، الأمر الذي ساعد على استمرار وتطوير التطبيق في ظل هذه الصعوبات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا المشروع من خلال

إقرأ أيضاً:

غزة – إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت خلال الـ15 الماضية

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء الاثنين 11 أغسطس 2025 ، عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع خلال الـ 15 يوما الماضية.

وقال الإعلام الحكومي في بيان صحفي تلقت سوا نسخه عنه :" دخل إلى قطاع غزة، أمس الأحد، 124 شاحنة مساعدات فقط، تعرّض معظمها للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة، يصنعها الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن سياسة "هندسة التجويع والفوضى"، الرامية لضرب صمود شعبنا الفلسطيني.

وأضاف :" بلغ إجمالي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة على مدار (15 يوماً) 1,334 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 9,000 شاحنة، أي أن ما دخل يعادل حوالي 14% من الاحتياجات الفعلية، حيث يمنع الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، ويواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية".

وذكر أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات مختلفة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.

وحمل الاحتلال وحلفاءه كامل المسؤولية عن الكارثة الإنسانية، داعيا الأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي إلى تحرك جدي ل فتح المعابر وضمان تدفق المساعدات، وخاصة الغذاء، حليب الأطفال، والأدوية المنقذة للحياة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مبادرة مصرية قطرية بمشاركة تركيا لإحياء مفاوضات غزة الرئيس عباس يؤكد أولوية تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة غزة - 13 شهيدا بينهم 8 من منتظري المساعدات الأكثر قراءة سبب وفاة الأميرة جواهر بنت مساعد آل سعود في السعودية حمدان : الاحتلال حول قطاع غزة إلى معسكر اعتقال نازي الإمارات تنفذ الاسقاط الجوي رقم ٦٢ وترسل شاحنات مساعدات إسرائيل تُصادق على استئناف إدخال بضائع التجار لهذه الأصناف إلى غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غزة – إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت خلال الـ15 الماضية
  • قيادات الدولة في اجتماع موسع .. المولد النبوي مناسبة جامعة لتعزيز الهوية الإيمانية ومواجهة التحديات
  • جنات لـ «الأسبوع»: فكرة الألبومات كانت وحشاني.. وتذوق الجمهور للموسيقى رجع تاني
  • واتساب يتيح لك الدردشة مع الغرباء.. دون حساب أو تحميل التطبيق
  • ابن ترامب لا يستخدم WhatsApp.. يفضل هذا التطبيق للتواصل بسرية
  • «الزويد»: التطبيق الإلزامي لكود مشاريع البنية التحتية يرفع الكفاءة بنسبة 40%
  • الجغبير: حملة “صنع في الأردن” تدخل مرحلة جديدة تضع المنتج الوطني في الواجهة وتكرّم قصص النجاح “فيديو”
  • الشعبة العامة للأدوية تعقد اجتماعا لمناقشة التحديات التي تواجه صادرات مصر الدوائية
  • تويوتا تتصدر مبيعات السيارات عالميًا في النصف الأول من عام 2025 والمركزية تويوتا تكرّس هذا النجاح في السوق الأردني
  • من الصداقة إلى النجاح.. «عبد الرحمن وجورج» يحولان العصائر والكب كيك إلى مشروع سكندري واعد