Estimated reading time: 8 minute(s)

“الأحساء اليوم” – الأحساء

اكتشف العلماء في معهد سويدي أن الخلايا التائية البشرية “تفقد الذاكرة” أثناء العيش في ظروف انعدام الجاذبية.

توصل الخبراء إلى هذا الاستنتاج في إطار تجارب أجريت في المعهد الروسي للمشاكل الطبية الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو.

وأفادت الخدمة الصحافية لمعهد “كارولينسكي” السويدي، نقلا عن بحث طبي أجراه العلماء الروس بأن الحياة الطويلة في حالة انعدام الوزن تؤدي إلى أن الخلايا التائية البشرية “تفقد الذاكرة” تدريجيًا وتعود إلى الحالة المميِّزة للخلايا المناعية غير الناضجة من هذا النوع.

ونقلت الخدمة الصحافية للمعهد عن كارلوس دود، الباحث في معهد “كارولينسكي” السويدي، قوله:” مع قضاء فترة طويلة في الفضاء، تبدأ الخلايا التائية تدريجيًا في التشابه أكثر فأكثر مع ما يسمى بـ”الخلايا التائية “الساذجة” التي لم تواجه مسببات الأمراض مطلقًا. ونتيجة لذلك، ينخفض معدل نشاطها إلى حد بعيد، ويصبح أقل فعالية في تدمير الخلايا السرطانية ومكافحة الالتهابات”. وأضاف الباحث: “نأمل أن تساعد تجاربنا على إيجاد علاج يمنع هذه التغيرات”.

في إطار بحثهم هذا يستلقي المتطوعون في أحواض استحمام خاصة مملوءة بالسائل ومغطاة بغشاء مرن لفترة طويلة. وعندما يوضع الإنسان في مثل هذا الحوض، يبدأ السائل في دعم جسده (حسب قاعدة أرخميدس) بنفس الطريقة تقريبًا كما لو كان في حالة انعدام الوزن.

وقد استفاد الأطباء الروس والأجانب من تلك التجربة لدراسة كيفية تأثير التعرض لانعدام الوزن خلال فترة طويلة على عمل الخلايا التائية، بصفتها مكونات رئيسية في جهاز المناعة البشري. فهذه الجسيمات تنظم نشاط عناصر أخرى في الجهاز المناعي وتتعلم كيفية التعرف على التهديدات، بما في ذلك الخلايا السرطانية والفيروسات والميكروبات، عن طريق استخدام المستضدات الموجودة على سطح مسببات الأمراض هذه.

ومن أجل رصد التغيرات في النشاط الحيوي لهذه الخلايا، شكّل دود وزملاؤه مجموعة من ثمانية متطوعين روس أصحاء تتراوح أعمارهم ما بين 24 و 32 عاما. وقام العلماء بوضع المشاركين في التجربة في أحواض مملوءة بالسائل وأخذوا عينات دم بشكل دوري لمدة ثلاثة أسابيع وراقبوا مدى تغير مستوى نشاط الجينات المختلفة في الحمض النووي للخلايا التائية.

وقد أظهر التحليل الذي أجراه الباحثون أن طبيعة عمل 2234 جينا في الخلايا التائية تغيرت بشكل كبير للغاية بعد أسبوعين من بدء التجربة. وأثرت هذه التغيرات، بحسب الباحثين، بشكل خاص على الجينات المسؤولة عن إنتاج مستقبلات الخلايا التي تتعرف على المستضدات، وكذلك إنتاج جزيئات الإشارة في جهاز المناعة وتخصص الخلايا التائية.

وانخفض كثيرا نشاط العديد من مناطق الحمض النووي هذه بعد أسبوعين من بدء التجربة، ونتيجة لذلك بدأت الخلايا التائية “تنسى” وظائفها السابقة وتعود إلى الحالة المميزة لما يسمى بالخلايا المناعية “الساذجة”، وهي التسمية التي منحها العلماء للخلايا التائية التي تشكلت للتو ولم يكن لديها الوقت الكافي لمواجهة المستضدات.

وأشار دود وزملاؤه، إلى أن انتقال الخلايا التائية إلى هذه الحالة يقلل من سرعة الاستجابة المناعية لظهور الخلايا السرطانية ومسببات الأمراض، مما قد يؤثر سلبا على صحة أفراد طاقم المركبات الفضائية في رحلات الفضاء السحيق الطويلة المدى. ولهذا السبب يعمل العلماء الآن على تطوير أساليب وعلاجات من شأنها أن تمنع الخلايا التائية من “فقدان الذاكرة” وتعيد عمل الجهاز المناعي إلى طبيعته.

المصدر: الأحساء اليوم

كلمات دلالية: الخلايا التائية فقدان الذاكرة الخلایا التائیة

إقرأ أيضاً:

"دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة

توصل فريق من الباحثين في إسبانيا إلى اكتشاف علمي جديد قد يمهد الطريق أمام وضع استراتيجيات علاجية جديدة للقضاء على السرطان. 

فقد وجد العلماء في مركز تنظيم الجينوم في مدينة برشلونة أن الخلايا السرطانية تطلق دفقات من الطاقة عند تعرضها لضغوط داخل الجسم، حيث تتحرك الميتوكوندريا، وهي وحدة إنتاج الطاقة في الخلايا الحية، نحو نواة الخلية السرطانية وتنبعث منها كمية إضافية من الطاقة تساعد في علاج التلف الذي حدث في الحمض النووي للخلية وإنقاذها من الضغوط الخارجية الزائدة.

 

وأكدت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "Nature Communication" المتخصصة في الأبحاث العلمية، أن الاختبارات المعملية على عينات من أورام تم استئصالها من مرضى أن الخلية السرطانية تضاعف إنتاجها من الطاقة في حالة تعرضها لضغوط، وهو ما يمكن أن يفسر الآليات التي تتبعها الخلايا الخبيثة للبقاء على قيد الحياة داخل الجسم، مثل الزحف داخل الورم أو التسلل عبر مسام الشرايين أو تحمل قوى الضغط داخل مجرى الدم.

 

وقد استخدم الباحثون الإسبان في إطار هذه الدراسة ميكروسكوباً متخصصاً يستطيع ضغط الخلية الحية بحيث لا يزيد عرضها عن 3 ميكرونات، وهو ما يعادل واحدا على 13 من قطر الشعرة البشرية، ولاحظوا أنه في غضون ثوانٍ من حدوث عملية الضغط، تتحرك الميتوكوندريا نحو سطح نواة الخلية وتقوم بإطلاق دفعات من جزيئات "أدينوسين ثلاثي الفوسفات" ATP التي تعرف باسم عملة الطاقة على مستوى الجزيئات داخل الخلية الحية.

وفي تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، تقول الباحثة سارة سديلشي من مركز تنظيم الجينوم وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن طريقة تحرك وحدات الميتوكوندريا نحو سطح النواة داخل الخلية السرطانية "المحاصرة" تجعلنا نعيد التفكير بشأن دور هذه الوحدات داخل الخلية البشرية الحية، فهي ليست مجرد بطاريات ثابتة لتغذية الخلية بالطاقة، بل إنها تتجاوب عندما يتم استدعاؤها لمواجهة المواقف الطارئة مثل عندما تتعرض الخلية لضغوط خارجية تفوق قدرتها على التحمل.

 

ووجد الباحثون أن وحدات الميتوكوندريا تتجمع على سطح نواة الخلية بشكل محكم لدرجة أن النواة تنضغط للداخل، ولاحظوا حدوث هذه الظاهرة في 84% من حالات تعرض الخلايا السرطانية للضغوط، مقارنة بحالات الخلايا السرطانية التي تتحرك بشكل طبيعي دون التعرض لضغوط. وأطلق الباحثون على هذه التركيبات اسم "الميتوكوندريا المرتبطة بالنواة الخلوية" "Nucleus Associated Mitochondria".

 

ومن أجل التيقن من صحة هذه الفرضية العلمية، استخدم الباحثون مستشعرات مضيئة من مادة الفلورسنت، بحيث تنبعث منها ومضات ضوئية عندما تلتحم جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات المشار إليها أعلاه بنواة الخلية، ورصدوا بالفعل زيادة في الومضات بنسبة 60% تقريبا خلال ثلاث ثواني فقط من بدء تعرض الخلية السرطانية للانضغاط.

 

ويقول الطبيب فابيو بيزانو المشارك في إعداد الدراسة إن هذه الومضات هي "مؤشر واضح على أن الخلايا تتأقلم مع الضغوط وتعيد صياغة عملية الأيض داخلها نتيجة لذلك". وقد أظهرت تجارب لاحقة أهمية دفقات الطاقة السريعة لبقاء واستمرارية الخلايا السرطانية، حيث إن الانضغاط الميكانيكي للخلية يؤدي إلى انكسار سلاسل الحمض النووي تحت الضغوط الخارجية وتشابك الجينوم داخل النواة.

 

وتعتمد الخلايا على "فرق إصلاح" داخل الخلية للوصول إلى الأجزاء التالفة في سلسلة الحمض النووي لعلاجها، ولكن هذه الفرق يكون لديها نهم للطاقة في صورة أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وبالتالي إذا حصلت الخلايا السرطانية المنضغطة على دفقات الطاقة اللازمة، فإنها تقوم بإصلاح التلف الذي تعرضت له في غضون ساعات، وبدون تلك الدفقات، فإنها تتوقف عن الانقسام والنمو بشكل طبيعي.

 

واستطاع الباحثون أيضا تحديد آلية الهندسة الخلوية التي تسمح بالتحام الميتوكوندريا في نواة الخلية في حالة تعرضها للضغط، حيث لاحظوا أن شبكة من خيوط مادة الأكتين، وهي نفس نوعية الخيوط البروتينية التي تسمح بانقباض العضلات داخل الجسم، تتشكل حول النواة، وأن هذه الشبكة هي التي تقوم بتثبيت الميتوكوندريا في مكانها الصحيح حول النواة.

 

وعندما قام الباحثون بحقن تلك الخلايا بمادة "لاترونسولين" التي تقوم بإذابة الأكتين، انهارت تشكيلات الميتوكوندريا حول محيط النواة وانحسرت دفقات الطاقة التي تغذي الخلية السرطانية. وبناء على هذه التجربة، يرى الباحثون أنه إذا كانت الانبثاثات السرطانية تعتمد على دفقات الطاقة من تجمعات الميتوكوندريا حول النواة لغزو الجسم، فإن استخدام أدوية لإذابة شبكات الأكتين بدون تسميم الميتوكوندريا نفسها يمكن أن يمنع انتشار السرطان في الأنسجة السليمة للجسم.

وتقول الطبيبة فيرينا روبريشت، وهي أحد أعضاء فريق الدراسة، إن مبحث "الاستجابة الميكانيكية للضغوط داخل الخلايا السرطانية يعتبر أحد نقاط الضعف للسرطان التي لم يتطرق إليها العلم بشكل موسع، وقد تفتح الباب على مصراعيه أمام مسارات علاجية جديدة".

 

ويؤكد فريق الدراسة أنه بالرغم من أن هذا البحث يتركز على تأثير الانضغاط على الخلايا السرطانية، فإن استجابة الخلايا الحية بشكل عام تحت الضغط تعتبر بمثابة ظاهرة عامة في علم الأحياء، حيث استطاع العلم رصد انضغاط الخلايا المناعية داخل العقد الليمفاوية وانضغاط الخلايا الجنينية خلال عملية تكون الأجنة داخل الرحم.

 

وتقول الطبيبة سيدلشي: "كلما تتعرض خلية حية للانضغاط بسبب مؤثرات خارجية، تنبعث منها دفقات من الطاقة للحفاظ على سلامة الجينوم داخلها، وقد تسهم دراسة هذه الظاهرة في تغيير جذري لطريقة فهم كيفية بقاء الخلايا الحية عموما على قيد الحياة في حالة تعرضها للإجهاد الميكانيكي".

مقالات مشابهة

  • تحذير مروري عاجل.. انعدام الرؤية يهدد الطرق
  • أبرزها الأسماك.. أطعمة تقوي الذاكرة وتحارب النسيان
  • "دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة
  • خبير أممي يطّلع على التجربة العُمانية في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم
  • باحثون صينيون يبتكرون طريقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا قاتلة للسرطان
  • علماء يحددون عامل غذائي محتمل وراء تفاقم الربو عند الأطفال
  • إيكونوميست: عقبات اتفاق غزة كبيرة بسبب انعدام الثقة والإصرار على نزع سلاح حماس
  • الشلف .. العثور على جثة الطفل عبد الرحمن بعد أيام من اختفائه في ظروف غامضة
  • دراسة: بكتيريا في لقاح النحل تنتج مضادات حيوية تحمي الخلايا والمحاصيل
  • انتبه لها.. علامات جسدية مبكرة للخرف قد تظهر قبل تراجع الذاكرة