محللون: معركة وجود بالضفة وإسرائيل تريد ضمها وتهجير سكانها
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
تزايدت الاعتداءات على فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة بنسبة 30% منذ بداية العام الجاري، في حين تواصلت اقتحامات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مما يثير تساؤلات بشأن أهداف إسرائيل وتداعيات ذلك.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية العام الجاري، سُجل 414 حادث اعتداء، من بينها الحرق العمد وكتابة شعارات ضد العرب، ومواجهات عنيفة، لافتة إلى أن هناك زيادة أيضا في حدة الاعتداءات، وليس في عددها فقط، وأنها أصبحت أكثر خطورة.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن المشروع الاستيطاني متكامل، إذ يرتكز على ضم أراضي الضفة الغربية وفرض سيادة كاملة عليها "رغم أنف الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن التحول ليس كميا وإنما داخل النمط وكيفيته.
وأشار جبارين لبرنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الاستيطان شهد نقطة تحول منذ فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005، مؤكدا أنه كان حركة شعبوية ثم تحولت إلى صانع القرار السياسي.
ووفق جبارين، فإن الفترة ما بين 2005 و2015 عرفت رد فعل أوليا متوحشا في مفهوم الاستيطان من خلال محاولة استرداد ما فقد في غزة داخل الضفة، في حين شهدت الفترة ما بين 2015 و2020 تغلغلا استيطانيا في صناعة القرار داخل إسرائيل.
ومثلت الفترة بين 2020 و2025 نقطة تحول مركزية، إذ دخل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إلى "الحكومة الأكثر فاشية في تاريخ إسرائيل، وباتا يسيطران على وزارتين للأمن القومي والاستيطان".
معركة وجود
بدوره، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة إن غرفة عمليات مشتركة تقود التوغل الإسرائيلي في الضفة يشترك فيها جيش الاحتلال والمخابرات والمستوطنون والإدارة المدنية.
ويشهد شمال الضفة احتلالا وتدميرا ممنهجا خاصة في المخيمات، في حين يتسع الاستيطان وتهجير السكان في منطقة الأغوار، حسب خريشة، الذي قال إن ما يحدث يهدف إلى "تمهيد الأرضية لضم الضفة وتهجير سكانها".
إعلانووفق خريشة، فإن الاحتلال يدرك أن معركته في الضفة ويحظى بتأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يجبره على شن عمليات مشتركة ومتزامنة في القدس والأغوار وشمال الضفة وجنوبها.
وأعرب عن قناعته بأن التوغل الاستيطاني سيؤدي إلى انتفاضة شاملة، وقال إن الشعب الفلسطيني يدرك خطورة ما يجري على الأرض، ولن يتحمل كثيرا القتل وعنف المستوطنين والإغلاقات اليومية.
وأكد أن السلطة الفلسطينية مستهدفة مثل الكل الفلسطيني، وهناك شعور لدى المتنفذين فيها بأن المعركة باتت معركة وجود، لكنه قال إنها تبقى عاجزة عن اتخاذ قرارات رسمية.
الموقف الأوروبي
وبشأن ردود الفعل، أدان قادة الاتحاد الأوروبي -خلال قمتهم الأخيرة في بروكسل- بشدة التصعيد في الضفة وطالبوا إسرائيل بوقفه فورا.
وأقر الأستاذ والباحث بجامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد بوجود ضغط شعبي ونخبوي في القارة الأوروبية بعد عقود من هيمنة الهولوكوست على الوعي الأوروبي.
ووفق هنيد، فإن الأجيال الجديدة لا تصدق الأجيال اليهودية بأنها كانت ضحية النازية، و"هو ما يخيف ممثلي اللوبي الصهيوني في أوروبا".
ومع ذلك، فقد أعرب عن قناعته بأن الموقف الأوروبي "لا يستطع التحرك خارج الخط الأميركي الذي لا يزال مهيمنا بشأن القضية الفلسطينية".
وفي ضوء هذا المشهد، هناك خشية في أوروبا من عودة اليمين المتطرف في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومن ثم تحالفه مع إسرائيل، مما يفرض على صاحب القرار الأوروبي اتخاذ إجراءات لإنقاذ المؤسسة السياسية الحاكمة، حسب هنيد.
في السياق نفسه، شدد خريشة على أن الموقف الأوروبي يتخذ دائما منحى وسطيا، إذ تحدث عن عقوبات ضد المستوطنين، لكن ألغيت لاحقا من جانب الأميركيين.
أما جبارين فقال إن إسرائيل تدرك أن لديها إشكالية مع المجتمع الدولي، لذلك تعمل على عزل أنظاره عما يجري في الضفة، إذ تتعاطى مع المساعي الدولية لكنها تلتف عليها دائما.
يشار إلى أن جهاز "الشاباك" كشف الأحد عما سماها "بنية تحتية واسعة" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخليل، كانت ستستخدم لتنفيذ عمليات وشيكة ضد أهداف إسرائيلية.
وحسب بيان الشاباك، فقد اعتُقل أكثر من 60 ناشطا، كانوا موزعين على 10 خلايا، وضبطت 22 قطعة سلاح و11 قنبلة يدوية في مخبأ تحت الأرض، في حين شدد القيادي في الحركة محمود المرداوي على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الضفة فی حین إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدوحة تدين هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين بالضفة وتطالب بتحرك دولي
الدوحة- أدانت قطر، الجمعة 27 يونيو 2025، هجمات شنها مستوطنون إسرائيليون على فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت بتحرك دولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه "الفظائع" من العقاب.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان على إكس، إن بلادها تدين "بشدة الهجمات التي شنها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وأدت إلى سقوط شهداء ومصابين".
والأربعاء، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بمقتل 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
ومساء اليوم ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: "وصل مستوطنون إلى قرية كفر مالك قرب رام الله، وأحرقوا مباني ومركبات واشتبكوا مع الأهالي وخطّوا شعارات على الجدران، وأصيب عشرة فلسطينيين جراء رشقهم بالحجارة".
وأكدت الخارجية القطرية، أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار "سلسلة الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".
وطالبت بحراك دولي "عاجل من أجل توفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الفظائع من المعقاب".
كما جددت تأكيدها "الحاجة الماسة للتضامن العالمي من أجل إنهاء حرب الإبادة الجماعية الوحشية على قطاع غزة وتحقيق السلام العادل المستدام في المنطقة، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي 19 يونيو/ حزيران الجاري، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل مواطن وإصابة آخر برصاص مستوطنين إسرائيليين اقتحموا بلدة صوريف بمحافظة الخليل جنوبي الضفة.
وخلال مايو/ أيار الفائت، ارتكب مستوطنون إسرائيليون 415 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية فلسطينية).
ومنذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلن مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضهم إقامة دولة فلسطينية واعتزامهم ضم الضفة الغربية رسميا.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.