قبلة فيلم إيطالي بطنجة تصل إلى القضاء.. واكريم: مجرد تمثيل
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
مازالت لقطة قبلة مأخوذة من مشهد تمثيلي لفيلم سينمائي إيطالي جرى تصويره بمدينة طنجة يخلق الجدل.
مركز حماية الحقوق الاجتماعية والإستراتيجيات الإنمائية، أعلن عن تقديم شكاية رسمية إلى النيابة العامة بخصوص تصوير “مشاهد غير أخلاقية في الفضاء العمومي”.
ووصفت الشكاية المشهد التمثيلي بأنه مخل بالحياء العام.
الكاتب والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم ، علق على ذلك بالقول : “هادو للي رافعين شكاية عند وكيل الملك واش بعقلهوم ولا معندهومش عقل..راه فيلم أجنبي وهذا تمثيل..وعلى العموم بحال هاد البشر كيقلقهوم يشوفو قبلة، ومكيقلقهومش يشوفو بنادم متشرد وما عندو مايأكله.. لا تستفزهم مظاهر الإقصاء الإجتماعي والإقتصادي لأنهم منافقون يتاجرون بالأخلاق والتدين الكاذب”.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
شركات تتجسّس على الإنسان وتحوّله إلى نقطة بيانات
مما لا شكّ فيه أن ثورة البيانات الضخمة "Big Data" لم تعد مجرد انعكاس للتحول الرقمي الذي شهده العالم في العقود الأخيرة، بل أصبحت أشبه بزلزال جيولوجي يعيد تشكيل بنية المعرفة والاقتصاد والسياسة معا.
لقد تحولت البيانات من مجرد أثر جانبي للأنشطة البشرية إلى رأس مال إستراتيجي يتجاوز في قيمته النفط والغاز، باعتبارها موردا متجددا، قابلا للتوسع اللامحدود، لا ينضب ولا يُستهلك كما تُستهلك الموارد التقليدية.
من هنا نشأت مقولة إن البيانات هي الذهب الجديد، أو العملة الأكثر تأثيرا في الاقتصاد المعرفي المعاصر، حيث باتت تحدد موازين القوة في النظام العالمي، وتعيد صياغة العلاقات بين الدول والشركات والمجتمعات والأفراد.
تشير الأرقام إلى تسارع مذهل في حجم ما ينتجه العالم من بيانات، بحيث يصعب على الخيال أن يستوعب حجمه. ففي عام 2019، بلغ الحجم العالمي نحو 41 زيتابايت [الزيتابايت تساوي مليار تيرابايت]، وقفز إلى 101 زيتابايت عام 2022. ومع اقتراب نهاية 2025، تتوقع التقديرات أن يصل حجم البيانات المنتجة يوميا إلى ما يقارب 463 إكسابايت [الإكسابايت تساوي مليون تيرابايت]، في مقارنة صارخة مع 59 زيتابايت فقط في 2020.
هذه القفزة تعني أن العالم في خمس سنوات فقط أنتج من البيانات أكثر مما أنتجته البشرية عبر تاريخها الطويل، وأننا أمام طفرة معرفية غير مسبوقة. غير أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الكم وحده، بل في الكيف؛ أي في القدرة على تحويل هذا الطوفان الرقمي إلى معرفة ورؤى قابلة للاستخدام في اتخاذ القرار، وصناعة المستقبل.
هنا يبرز الذكاء الاصطناعي كمعضّد أساسي لهذه الثورة، حيث يوفر القدرة على تحليل البيانات، واستخلاص الأنماط الخفية، وتوليد التنبؤات الاستباقية. وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف ما يقارب 19.9 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030، أي ما يعادل 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
إعلانلم يعد الاستثمار في البيانات رفاهية أو خيارا ثانويا، بل أصبح ضرورة إستراتيجية للبقاء في سباق التنافسية الدولية، فالمستقبل لن يكون لمن يملك الموارد الطبيعية وحدها، بل لمن يملك القدرة على استخراج المعنى من الأرقام وتحويلها إلى قرارات.
في قلب هذه الثورة، تتبلور اتجاهات تقنية تعيد رسم ملامح إدارة البيانات عالميا. فـ"التحليلات في الزمن الحقيقي" باتت أداة لاتخاذ قرارات لحظية في الأسواق وسلاسل التوريد، وأصبحت الحوسبة على الحافة حلا لتقليص زمن الكمون في تطبيقات مثل إنترنت الأشياء، والسيارات ذاتية القيادة.
كما برزت تقنيات الخصوصية التفاضلية والتشفير بوصفها أدوات ضرورية لحماية المعلومات في بيئة باتت فيها الثغرات الأمنية تهديدا سياديا.
وفي الوقت ذاته، يتم اللجوء إلى البيانات التركيبية لتدريب الخوارزميات بعيدا عن البيانات الحساسة، فيما تلوح الحوسبة الكمية في الأفق بوعد قادر على قلب معادلات التحليل رأسا على عقب، بفضل قدرتها على معالجة تعقيدات رياضية يستحيل على الحواسيب التقليدية التعامل معها.
لكن هذه الثورة ليست تقنية أو اقتصادية فحسب، بل تحمل أبعادا جيوسياسية وأخلاقية عميقة. فمن يملك البيانات يمتلك السلطة، ومن يسيطر على تدفقها يرسم خرائط النفوذ.
لقد صارت الشركات العملاقة مثل غوغل وأمازون وعلي بابا ومايكروسوفت مراكز قوة موازية للدول، بل تتجاوزها في بعض المجالات، إذ تتحكم في تدفقات المعلومات العالمية وتدير فضاءات رقمية يقطنها مليارات البشر.
ومن هنا نشأت مخاوف من أن السلطة السياسية لم تعد محتكرة بيد الحكومات، بل أصبحت موزعة بين كيانات اقتصادية عابرة للحدود قادرة على التأثير في الرأي العام وصناعة القرار، وحتى نتائج الانتخابات.
الولايات المتحدة والصين تقفان على رأس هرم هذه الهيمنة الرقمية، إذ يشبه التنافس بينهما "حرب بيانات" جديدة، فيما تحاول أوروبا شق طريقها عبر تشريعات صارمة، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات التي تسعى لحماية الخصوصية، وضبط سلوك الشركات.
إنها معركة ليست تقنية فقط، بل قيمية وسيادية، تحدد هوية الفضاء السيبراني وأخلاقياته.
هذه التحولات تطرح أسئلة فلسفية وإنسانية بقدر ما تثير تحديات اقتصادية وسياسية. هل يحق للشركات تتبع كل حركة للمستخدمين وتحويلها إلى سلعة؟ إلى أي مدى يمكن قبول أن يتحول الإنسان إلى مجرد "نقطة بيانات" داخل خوارزمية كبرى تحدد مستقبله في العمل أو التعليم، أو حتى حصوله على قرض مصرفي؟ كيف نوازن بين الابتكار والخصوصية، وبين الأمن والحرية؟
لقد بات الإنسان ذاته موضوعا للبيانات، بل بات يعيش داخل مصفوفة غير مرئية من الخوارزميات التي توجه قراراته وتحدد سلوكه من دون وعي مباشر منه، ما يجعلنا أمام إشكالية جديدة تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية والحرية.
وراء هذه الطفرة الهائلة تقف بنى تحتية ضخمة من مراكز البيانات العملاقة الممتدة عبر القارات، والتي تستهلك كميات هائلة من الطاقة وتطرح تحديات بيئية متنامية. فمراكز البيانات اليوم مسؤولة عن نسبة معتبرة من الانبعاثات الكربونية، ما يجعل التحول إلى الطاقة المتجددة أولوية ملحة. وإلا فإن الطوفان الرقمي سيتحول من فرصة معرفية إلى عبء بيئي ثقيل يهدد التوازن المناخي.
إعلانفي العالم العربي، تبدو الصورة أكثر تعقيدا. فمعظم دول المنطقة ما زالت تستهلك البيانات أكثر مما تنتجها، وتعتمد على منصات وخوادم أجنبية، ما يجعلها رهينة للاعتماد التكنولوجي الخارجي.
وفي المقابل، تمتلك المنطقة فرصة فريدة، نظرا لطاقاتها البشرية الشابة؛ إذ يشكل من هم دون الثلاثين أكثر من نصف السكان، وهذه قاعدة بشرية ضخمة إذا جرى تأهيلها بالمعرفة الرقمية والمهارات التقنية.
التحدي يكمن في القدرة على ترجمة هذه الطاقات إلى إبداع ومبادرات مبتكرة، لا أن تُترك لتكون مجرد مستخدم سلبي لتطبيقات أجنبية.
التهديد الأكبر يتمثل في استمرار الفجوة الرقمية، بما يجعل البيانات العربية مخزّنة ومدارة في خوادم تقع خارج المنطقة، الأمر الذي يحرمها من السيادة على ثروتها الرقمية.
لذلك فإن الحاجة ملحة لبناء "سيادة بيانات عربية" من خلال إقامة مراكز بيانات إقليمية مرتبطة بالطاقة المتجددة، وسن تشريعات لحماية الخصوصية تعكس القيم والمصالح المحلية، وتحفيز الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، فضلا عن إنشاء تحالفات إقليمية في مجال اقتصاد البيانات قادرة على منافسة الاحتكارات العالمية.
إن الثورة البياناتية الضخمة ليست مجرد تحول تقني عابر، بل هي إعادة صياغة عميقة لمفاهيم السيادة والسلطة والثروة في القرن الـ21. من يملك البيانات يملك القدرة على تشكيل المستقبل، ومن لا يملكها يبقى تابعا في النظام العالمي الجديد.
المنطقة العربية تقف اليوم أمام مفترق طرق: إما أن تبقى مجرد مستهلك هامشي في اقتصاد البيانات، أو أن تتحول إلى فاعل أساسي إذا ما استثمرت بجرأة في بنيتها الرقمية، وربطت بين البيانات والتعليم والابتكار والسيادة التقنية.
إنها لحظة تاريخية لا تقل أهمية عن اكتشاف النفط في القرن الماضي، لكنها هذه المرة فرصة تقوم على مورد غير ناضب، يتجدد ويتوسع كل يوم، ويمنح من يملكه قدرة على إعادة تعريف القوة والثروة والمعرفة معا.
المستقبل العربي قد يُكتب بأحرف من بيانات، لكن ذلك مشروط بقدرة المنطقة على إدارة هذه الثروة الرقمية بعقلانية ورؤية إستراتيجية، حتى لا تتحول إلى مجرد فائض رقمي يُستهلك بلا أثر أو معنى.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline