وكالة الأنباء الجزائرية: الجزائر تُجدد مؤسساتها وتستعيد مكانتها إقليميًا ودوليًا بقيادة الرئيس تبون
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، مساء اليوم الاثنين، مقالا تحليليا يُسلّط الضوء على مسار التحوّل العميق الذي شهدته الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرئاسة في ديسمبر 2019. معتبرة أن هذا المسار يندرج في إطار تلبية تطلعات شعب لطالما طالب بالتغيير والتجديد.
وجاء في نص المقال، أنه منذ توليه رئاسة الجمهورية في ديسمبر 2019، باشر الرئيس عبد المجيد تبون مسار تحول عميق في الجزائر، في مستوى تطلعات شعب لطالما بحث عن التغيير والتجديد.
وفي سياق طبَعَته أزمةُ ثقة غير مسبوقة بين الحاكم والمحكوم، وتراجع مكانة الجزائر على الساحة الدولية، شكل تولي الرئيس عبد المجيد تبون سدة الحكم نقطة انطلاق لتحول يصفه الجميع بـ”التحول الجذري”، سواء على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي.
إعادة بناء الثقة، أولوية وطنيةورث الرئيس تبون بلدًا دفعه الحراك الشعبي سنة 2019 إلى الاستفاقة من سُبات مؤسساتي دام سنوات، فبادر منذ البداية إلى وضع الأسس الصحيحة لإعادة التأسيس السياسي: حلّ البرلمان، تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، وتعزيز إدماج الشباب في الحياة العامة. وفي ظرف ست سنوات فقط، أعاد نسج خيوط الثقة بين الدّولة ومواطنيها، مانحا الشعب مكانة مركزية في المنظومة المؤسساتية.
المواطن خطّ أحمر: يؤكد الرئيس في كل مناسبة، ساعيًا لاستعادة الكرامة على الصعيدين الوطني والدولي التي أهدرتها ممارسات النظام السابق.
كما كرّست مراجعة الدستور التي زكاها الاستفتاء الشعبي، توازنات جديدة في السلطة، وعزّزت الحقوق والحريات، مؤكدة على مبدأ السيادة الشعبية كركيزة أساسية في المشروع الوطني. وهي خطوة تعيد، في نظر الكثيرين، الاعتبار لعهد أول نوفمبر 1954، ولروح الجزائرالفخورة بجذورها الثورية، ممجدة لنضالات وبطولات ماضيها ومتطلعة بكل إصرار نحو المستقبل.
تنويع الاقتصاد وطموح تنمويلا شك أن المراهنة على مرحلة ما بعد المحروقات هي من أبرز تحديات عهد الرئيس تبون. ففي بلد ظل مرتهنًا لعائدات النفط، كرست مساعي النهوض بالصناعة، وتحديث الزراعة، ودعم الصادرات خارج المحروقات إرادة واضحة لبناء اقتصاد متنوع، مدرّ للثروات وفرص العمل.
واليوم، تسجل الجزائر نسبة نمو للناتج الداخلي الخام تصل إلى 4.2%، وهو أداء أشادت به مؤسسات مالية دولية عدة، و اعتبرته دليلا على الصمود والقدرة على التعافي.
وفي السياق ذاته، واصلت الصادرات خارج المحروقات نموها، لتبلغ نحو 7 مليارات دولار، في سابقة تاريخية تؤكد قدرة البلاد على الانتقال نحو نموذج اقتصادي جديد يخدم الأجيال القادمة.
كما أصبحت الاستراتيجية الوطنية للسكك الحديدية رمزا للمعركة من أجل النهوض الصناعي. فالانتصار في “حرب السكك” يعني شق طريق نحو الازدهار، واقتحام أسواق جديدة، وتعزيز العمق الإفريقي، ونسج دبلوماسية ترابطية قائمة على المصالح المشتركة مع الشركاء.
ويولي الرئيس تبون أهمية بالغة للعلم والابتكار باعتبارهما رافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة، حيث تم إنشاء مدارس وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مع تقديم دعم متزايد للبحث العلمي والمقاولاتية الذاتية، في خطوة تهدف إلى إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل التكنولوجي. وقد أصبحت الشركات الناشئة (Start-ups) محورا رئيسيا لهذا التوجه، كوسيلة لإقحام الكفاءات الجزائرية الشابة في النهضة التنموية.
عودة قوية على الساحة الدوليةعلى الصعيد الدبلوماسي، استعادت الجزائر صوتها وهيبتها. وفية لمبادئها الثابتة، كالدفاع عن العدالة، والحل السلمي للنزاعات، واحترام القانون الدولي، والتأكيد على سيادة الدول، تبرز الجزائر مجددا كقوة سلام ووسيط موثوق، في عالم تتآكل فيه المبادئ وتضطرب فيه الموازين.
فمن الساحل الإفريقي إلى المتوسط، ومن القضية الفلسطينية إلى نصرة القضايا الإفريقية، تؤدي الجزائر دورها كاملا كقوة إقليمية حرة في قراراتها ومواقفها, موقف غالبا ما يزعج البعض، لأن صرامة المبدأ تصدم الخطابات السائدة، لكنه يعزز من مصداقية الجزائر وصورتها لدى الشعوب التي ترى فيها شريكا وفيا، ثابتا، ويحترم التزاماته.
وجهة جديدةلا شك أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات، لكن من المؤكد أن الجزائر استعادت الأمل في أقل من ست سنوات. فهي تسير إلى الأمام، مدفوعة بإيمان جيل شاب محفز على صنع مصيره بنفسه. فالرئيس يعمل على إعادة بناء الدولة بإشراك المواطن كفاعل أساسي في ازدهار بلاده.
الجزائر قوية بنسائها ورجالها, مقولة بسيطة، لكنها اليوم تجد صداها الملموس في كل خطوة على درب التجديد. وفي عالم غير مستقر، تفرض الجزائر نفسها من جديد، وربما هذا هو أعظم نجاح لقيادة تسعى لأن تكون حازمة، عصرية، واقعية، ومتجذرة في قيم شعبها المتشبث بالحرية والكرامة.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الرئیس تبون
إقرأ أيضاً:
الحكم على صحافي رياضي فرنسي بالسجن 7 سنوات في الجزائر.. باريس تأسف
قضت محكمة جزائرية بالسجن سبع سنوات نافذة على الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، بتهم تتعلق بـ"تمجيد الإرهاب" و"المساس بالمصلحة الوطنية"، وهو ما وصفته منظمة "مراسلون بلا حدود" بأنه "عقوبة جائرة وغير مبررة".
من هو كريستوف غليز؟
كريستوف غليز (36 عامًا)، صحافي مستقل ومختص في تغطية كرة القدم، يساهم في مجلتي "سو فوت" و"سوسايتي" التابعتين لمجموعة "سو بريس" الفرنسية. توجه إلى الجزائر في أيار/مايو 2024 لتغطية تقرير ميداني عن نادي شبيبة القبائل، أحد أبرز الأندية الرياضية في منطقة القبائل.
بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، اعتُقل غليز في 28 أيار/مايو 2024 في مدينة تيزي وزو شرقي البلاد، وأُخضع للمراقبة القضائية مدة 13 شهرًا قبل صدور الحكم النهائي يوم أمس الأحد.
النيابة الجزائرية وجهت له عدة تهم، أبرزها: دخول البلاد بتأشيرة سياحية دون تصريح عمل صحافي، تمجيد الإرهاب، حيازة منشورات دعائية تمس المصلحة الوطنية.
وتم على الفور نقله إلى سجن تيزي وزو، في انتظار جلسة الاستئناف، التي من المتوقع أن تُعقد في الدورة القضائية المقبلة في أكتوبر.
ترتبط التهم، بحسب مراسلون بلا حدود، باتصالات أجراها غليز في 2015 و2017 مع رئيس نادي تيزي وزو، الذي كان حينها أيضًا ناشطًا في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، وهي حركة صنفتها السلطات الجزائرية كمنظمة إرهابية عام 2021.
وأكدت المنظمة أن الاتصالات حدثت قبل هذا التصنيف بسنوات، وأن التواصل الوحيد في 2024 كان بغرض إعداد تقرير صحافي عن النادي الرياضي.
تيبو بروتين، المدير العام لـ"مراسلون بلا حدود"، وصف الحكم بأنه "غير منطقي ويُظهر تسييس القضاء"، مضيفًا: "النظام القضائي الجزائري أضاع فرصة لإظهار استقلاليته".
أما مؤسس مجموعة "سو بريس"، فرانك أنيس، فقد طالب بـ"تحرك سياسي ودبلوماسي عاجل"، معتبرًا أن: "عودة كريستوف إلى عائلته وكتاباته يجب أن تكون أولوية".
من جانبها، أعربت الخارجية الفرنسية عن "أسفها الشديد" إزاء الحكم الثقيل الصادر بحق الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، وأكدت في بيان رسمي أن محاميه وداعميه أبلغوا عن نيته استئناف الحكم.
وأضافت الوزارة أنها تتابع عن كثب وضع مواطنها منذ توقيفه في الجزائر في أيار/مايو 2024، وقد وفرت له الدعم والحماية القنصلية طوال فترة خضوعه للمراقبة القضائية. كما شددت على أن "جميع الجهات المعنية ما زالت مجندة لتقديم المساعدة له، وهي على تواصل منتظم معه ومع عائلته ومحاميه"، مؤكدة في الوقت نفسه أنها قدمت طلب زيارة رسمي فور صدور الحكم. واختتمت الخارجية الفرنسية موقفها بالتأكيد على "تمسك فرنسا بحرية الصحافة في كل مكان من العالم".
#Algérie | La France regrette vivement la lourde condamnation à une peine de sept ans de prison ferme du journaliste français Christophe Gleizes. Son avocat et ses soutiens ont indiqué sa volonté de faire appel.
➡️ https://t.co/Vy0UexpOZr pic.twitter.com/Uk1xYftRtn — France Diplomatie ???????????????? (@francediplo) June 30, 2025
يأتي هذا الحكم وسط أزمة دبلوماسية متصاعدة بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة. علاقات البلدين تشهد توتراً حاداً، تجلى في طرد متبادل للدبلوماسيين وتجميد التعاون الثنائي في عدة مجالات، بما في ذلك الثقافي والإعلامي.