تناولت صحف ومواقع عالمية تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة تأتي في سياق سياسي حساس تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى استثمار الوضع الميداني لأغراض تفاوضية وانتخابية، وسط مؤشرات على تحولات في أولويات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

فقد رصدت الغارديان البريطانية تكثيف الهجمات الإسرائيلية بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء جديدة أجبرت عشرات آلاف الفلسطينيين على الفرار، بينما كانت الأنظار تتجه إلى زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، في سياق مفاوضات متعثرة لوقف إطلاق النار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911list 2 of 2ديلي بيست: حرب أهلية تشتعل داخل "ماغا" حول دعم ترامب لإسرائيلend of list

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه التصعيدات ليست جديدة، إذ اعتاد الجيش الإسرائيلي على تصعيد هجماته خلال لحظات حرجة من التفاوض، مدفوعا بقناعة أن مراكمة الضغط الميداني يمنح إسرائيل أوراق قوة إضافية على طاولة المفاوضات.

وفي السياق نفسه، كتبت التايمز البريطانية أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تبدو أقرب الآن، وأن نتنياهو قد يرى في هذا التوقيت فرصة سانحة، خاصة في أعقاب ما يسوقه داخليا كنصر ضد إيران.

وأوضحت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس تغييرا ملحوظا في ترتيب الأولويات، حيث لم يعد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أولوية المرحلة، بل أصبحت استعادة الرهائن في غزة هي الهدف المُعلن، تمهيدا لاستثمار ذلك في حملته الانتخابية المرتقبة.

ورأت الصحيفة أن هذا التحول يفتح الباب أمام اتفاق سياسي قد يُسوَّق باعتباره نجاحا مزدوجا: استعادة الرهائن، وتحقيق مكاسب ميدانية ضد النفوذ الإيراني، مما يضع نتنياهو في موقع قوة مع اقتراب استحقاق انتخابي جديد.

جرأة المستوطنين

وفي الضفة الغربية، لفتت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى تصاعد التوتر بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي، بعد اشتباكات جرت عندما حاول الجنود إبعاد المستوطنين عن بؤرة استيطانية جديدة أقيمت بشكل غير قانوني.

إعلان

وربطت الصحيفة جرأة المستوطنين في تحدي أوامر الجيش بالسياسات التي انتهجتها المؤسسة العسكرية خلال السنوات الأخيرة، والتي قامت على التغاضي عن عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين، مما أدى إلى شعور هؤلاء بالحصانة.

وأكدت أن هذا التساهل أسهم في إضعاف سلطة إنفاذ القانون، وفي توسع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية، محذرة من أن استمرار هذا النهج يهدد بتآكل السيطرة والانضباط داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

وفي قراءة قانونية للصراع، نشرت صحيفة لوتان السويسرية مقابلة مع أستاذة القانون الفرنسية مونيك شميلييه، اعتبرت فيها أن إسرائيل بُنيت على مشروع إقصاء الدولة الفلسطينية، وأن الرهان على التفاوض مع إسرائيل لتحقيق حل الدولتين لا يستند إلى معطيات واقعية.

وأشارت شميلييه إلى أن ما يجري في غزة والضفة هو تجسيد لهذا المشروع الإقصائي، مؤكدة أن أمن الإسرائيليين لن يتحقق من خلال مصادرة الأراضي، بل من خلال الاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين، وهي حقيقة لا يزال الغرب يرفض الإقرار بها، بحسب تعبيرها.

مفاوضات واشنطن وطهران

أما صحيفة جيروزاليم بوست فقد ركزت في تقريرها على استبعاد حدوث أي انفراج قريب في ملف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، رغم الأجواء الإقليمية المشحونة، معتبرة أن كلا من الطرفين لا يرى مصلحة عاجلة في العودة إلى طاولة التفاوض.

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال تعول على فكرة أن البرنامج النووي الإيراني قد تضرر بما فيه الكفاية، مما يجعل أي استعجال في العودة للمفاوضات غير ضروري في الوقت الحالي.

في المقابل، ترى طهران أن أي اتفاق دون ضمانات ملموسة بعدم التعرض لأراضيها سيكون عرضة للانهيار، مما يدفعها للمطالبة بضمانات حقيقية قبل الشروع في أي جولة جديدة من التفاوض، خاصة في ظل انعدام الثقة بإدارة الملف النووي.

وفي المجمل، تكشف تغطية الصحافة العالمية لحظة سياسية وميدانية مركبة تشهدها المنطقة، تجمع بين تصعيد عسكري مدروس، وتحركات سياسية تستثمر الميدان في إعادة ترتيب الأولويات الداخلية والخارجية، بينما تبقى القضية الفلسطينية محور التوتر المتواصل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

مسئولون إسرائيليون يعقدون محادثات هدنة في واشنطن وسط تصعيد عسكري بغزة

قصفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية بشكل مكثف شمال وجنوب قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى تدمير مجموعات من المنازل، في حين كان أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث من المتوقع أن يناقش وقف إطلاق النار المحتمل.

السوداني: وضعنا مصلحة العراق أولا ولم ننجر إلى المواجهة بين إسرائيل وإيرانقتلى وجرحى في هجوم أوكراني على إيجيفسك الروسيةسوريا ترحب برفع العقوبات.. وواشنطن: التطبيع مع إسرائيل شرط أساسيارتفاع حصيلة انفجار مصنع للمواد الكيميائية في الهند إلى 35 قتيلاصراع العمالقة.. ترامب يدفع ماسك للرحيل إلى جنوب أفريقيا

وفر آلاف السكان مجددًا مع إصدار إسرائيل أوامر جديدة بالإخلاء، بينما توغلت دباباتها في المناطق الشرقية من مدينة غزة شمالًا، وخان يونس ورفح جنوبًا، وفقًا لسكان.

وأفادت السلطات الصحية المحلية بأن الغارات أسفرت عن استشهاد 24 شخصًا على الأقل، وتدمير منازل في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة، شرق خان يونس، وفي رفح. 

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقال إسماعيل، أحد سكان ضاحية الشيخ رضوان بمدينة غزة، لـ"رويترز"، إن العائلات النازحة حديثًا كانت تقيم خيامًا على الطريق، بعد فرارها من مناطق شمال وشرق المدينة وعدم العثور على أي أرض أخرى متاحة.

وقال عبر رسالة نصية، طالبًا حجب اسم عائلته لأمنها: "لا ننام بسبب أصوات انفجارات الدبابات والطائرات. الاحتلال يدمر المنازل شرق غزة، في جباليا وأماكن أخرى حولنا". 

وقالت صحف إن وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو مقرب من نتنياهو، موجود في واشنطن هذا الأسبوع للقاء مسئولين في البيت الأبيض.

وسيستكشف ديرمر إمكانيات الصفقات الدبلوماسية الإقليمية في أعقاب حرب إسرائيل التي استمرت 12 يومًا مع إيران الشهر الماضي، بالإضافة إلى إنهاء حرب غزة، وفقًا لمسؤول إسرائيلي.

وقال مسئول أمريكي إنه من المقرر أن يسافر نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل ويلتقي بترامب في 7 يوليو.

وقال مسئول إسرائيلي في واشنطن إنه من المتوقع أن يناقش الاثنان أمور إيران وغزة وسوريا والتحديات الإقليمية الأخرى.

وقال المسئول الكبير في حماس سامي أبو زهري إن الضغط الذي يمارسه ترامب على إسرائيل سيكون مفتاحًا لأي تقدم في جهود وقف إطلاق النار المتوقفة.

وأضاف: "ندعو الإدارة الأمريكية للتكفير عن خطيئتها تجاه غزة بإعلان نهاية الحرب".

بعد وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في بداية هذا العام، توقفت المحادثات بشأن تمديد الهدنة.

طباعة شارك الاحتلال الطائرات والدبابات الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يونس ورفح ضاحية الشيخ رضوان ديرمر

مقالات مشابهة

  • وسط تصعيد عسكري بغزة.. مسؤولون إسرائيليون يعقدون محادثات لوقف إطلاق النار في واشنطن
  • مسئولون إسرائيليون يعقدون محادثات هدنة في واشنطن وسط تصعيد عسكري بغزة
  • هذا موعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. وجهود لعقد صفقة في غزة
  • تصعيد إسرائيلي في غزة وتحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية |تفاصيل
  • الشرع يطالب بإنسحاب إسرائيلي من الجولان لعقد سلام
  • تصعيد إسرائيلي متجدّد في لبنان.. ضغط على حزب الله؟!
  • اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة
  • نتنياهو يشكر ترامب على دعوته للتوصل إلى اتفاق بغزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش سيبلغ نتنياهو أن العملية في غزة تستنفد أهدافها