الجزيرة:
2025-05-31@18:31:34 GMT

ماذا تستفيد إيران من الانضمام للتكتلات الدولية؟

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

ماذا تستفيد إيران من الانضمام للتكتلات الدولية؟

طهران- تنفيذا للوعود التي أطلقها إبان حملته الانتخابية، في يونيو/حزيران 2021، بذلت حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منذ توليها مقاليد الحكم، جهودا للانضمام إلى التكتلات والاتحادات الاقتصادية والسياسية على المستويين الإقليمي والدولي.

فبعد توقيعها اتفاقية مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، في يناير/كانون الثاني 2022 لإنشاء منطقة تجارة حرة، عزّزت طهران وجودها في التكتلات الدولية من خلال الحصول على العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، مطلع يوليو/تموز الماضي، ما رفع عزيمتها للانخراط في مجموعة بريكس التي وافقت الأسبوع الماضي على دعوة إيران إلى جانب كل من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا والسعودية والإمارات إلى عضويتها.

في غضون ذلك، تحتفل طهران بالانضمام إلى التكتلات الدولية إلى جانب توقيع الاتفاقيات الإستراتيجية طويلة المدى مع كل من الصين وروسيا. وتعتبر نجاح دبلوماسيتها في المجالين الجيواقتصادي والجيوإستراتيجي سبيلا لكسر الأحادية الغربية وإرساء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يمكنها من فك العزلة التي تفرضها القوى الغربية عبر نظام العقوبات.

الرئيس رئيسي: ومن المؤكد أن فوائد عضوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجموعة #بريكس ستصنع التاريخ وتمثل فصلا جديدا وخطوة أقوى نحو العدالة والأخلاق والسلام المستدام على الساحة الدولية. https://t.co/F8xbRq5nqu

— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) August 24, 2023

تعددية الأقطاب

وفي السياق، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الانضمام لمنظمة شنعهاي "سيوفر لإيران الشروط اللازمة لتعزيز الأمن وضمان السيادة والتنمية الاقتصادية المستدامة"، في حين رأى أن انضمام بلاده لـبريكس "سيعزز معارضة التكتل للهيمنة الأميركية"، وفق تعبيره.

من ناحيته، وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الانخراط في مجموعة بريكس التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى بأنه "نجاح كبير"، مؤكدا في تصريح صحفي، أنه "بالاضافة إلى دعم التعددية، يمكنه أن يوفر الأرضية لمواصلة الأهداف وتطوير باقي الإستراتيجيات الكبرى للحكومة في تطبيق الدبلوماسية النشطة".

برلمانيا، يقرأ رئيس كتلة الشؤون الإستراتيجية محمد رضا ميرتاج الديني، انضمام بلاده إلى التكتلات الدولية في سياق فك عزلة طهران الاقتصادية ومواجهة الضغوط الغربية، ويقول إن طهران ستكون أحد أركان النظام العالمي الذي بدأ يتبلور بمشاركة الثالوث الشرقي: روسيا والصين والهند.

ويعتبر ميرتاج الديني -في حديثه للجزيرة نت- أن انخراط طهران في الاتحادات الإقليمية والدولية "يعزز مكانتها الجيو-إستراتيجية في مواجهة الغطرسة الغربية"، على حد قوله، مضيفا أن الحضور الإيراني النشط إلى جانب الاقتصادات الصاعدة يمثل نقلة نوعية في وضع حد للأحادية الغربية وإقامة نظام عالمي جديد.


مصالح اقتصادية

ويعتقد النائب المحافظ، أن انضمام طهران إلى الاتحادات الاقتصادية مؤشر على "فشل" المشروع الأميركي الرامي إلى عزل إيران سياسيا واقتصاديا، مؤكدا أن السياسات النقدية والمالية الخاصة بهذه الاتحادات ستنعكس إيجابا على الاقتصاد الإيراني؛ فضلا عن عزم إيران متابعة "إزالة الدولرة" (وقف التعامل بالدولار الأميركي) في إطار التكتلات الاقتصادية.

وتعوّل شريحة من المراقبين الإيرانيين على الطاقات الاقتصادية المتوفرة لدى المنظمات التجارية لإسعاف الاقتصاد الوطني المحاصر وتعزيز فرص التجارة الخارجية في ربوع العالم.

في السياق، يرى رئيس غرفة إيران للتجارة والصناعة حسين سلاح ورزي، أنه في ظل استمرار العقوبات والضغوط الغربية على بلاده فإن من شأن الانضمام إلى تكتلات اقتصادية ناشئة أن ينفّس عن الاقتصاد الوطني من خلال توفير حلول بديلة للمبادلات المالية وخلق طاقات جديدة للنمو الاقتصادي.

سلاح ورزي يرى في الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية عاملا مساعدا لتجارة بلاده الخارجية (الصحافة الإيرانية) حلول بديلة

وتشكّل الدول الأعضاء في تكتل بريكس نحو 40% من مساحة الكرة الأرضية، ويعيش فيها أكثر 3.5 مليارات نسمة، وقال سلاح ورزي للجزيرة نت، إنه متفائل ببعض القرارات التي تتخذها هذه الاتحادات لا سيما "التجارة بالعملات الوطنية وإطلاق عملة موحدة بديلة للدولار وتأسيس بنك التنمية الجديد (NDB)".

واستدرك، أن هذه القرارات قد لا تسد حاجة طهران من المبادلات المالية مع جميع دول العالم إلا أن تعميق انخراطها في المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، سيشكل عاملا مساعدا للتجارة الخارجية وزيادة حصة طهران من التجارة العالمية، وسيفتح منفذا للتخلص من التداعيات السلبية المترتبة على العقوبات.

ولفت رئيس غرفة إيران للتجارة والصناعة، إلى أن القطاع الخاص يواجه ضغوطا أجنبية في التجارة الخارجية بسبب العقوبات المفروضة على البلاد، وحث الخارجية الإيرانية على تحييد العقوبات أولا ثم العمل على إيجاد حلول بديلة للمبادلات المالية والنهوض بالاقتصاد الوطني عبر الوصول إلى أسواق جديدة.

عقدة العقوبات

في المقابل، يقلل نائب رئيس "الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم" آرمان خالقي، من أهمية الانضمام إلى التكتلات الدولية والإقليمية في ظل بقاء طهران تحت طائلة العقوبات التي يعتبرها عقدة كبيرة أمام علاقات بلاده التجارية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يصف خالقي الانخراط في المنظمات الدولية "شرطا لازما لتنمية الاقتصاد الوطني لكنه غير كاف"، موضحا أن جميع المساعي للنمو الاقتصادي ستبقى منقوصة حتى رفع كامل العقوبات وإخراج إيران من القائمة السوداء بسبب عدم مصادقتها على قوانين مجموعة العمل المالي (فاتف).

وخلص إلى أن الانضمام إلى المنظمات الدولية لا يعني فتح الباب على مصراعيه أمام الأعضاء الجدد للاستفادة من طاقاتها، مؤكدا أن العديد من الدول الأعضاء في التكتلات الدولية لديها ملاحظات جدية للتعامل مع الأطراف التي تخضع للعقوبات والضغوط الدولية.

وختم بالقول، إن تعديل السياسة الخارجية لتخفيف التوترات والضغوط الغربية المفروضة على طهران سيمهد الطريق لاستفادة الاقتصاد الإيراني من كامل الفرص المتوفرة لدى المنظمات الاقتصادية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الوطنی الانضمام إلى

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: نقاشات سرية بإسرائيل حول الاستعداد لمواجهة مع إيران

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة 30 مايو 2025، عن نقاشات سرية تجري في إسرائيل مؤخرا حول الاستعداد لاحتمالية حدوث مواجهة مع إيران، سواء بهجوم على طهران أو العكس بشن الأخيرة هجوما ضد تل أبيب.

وتأتي هذه التقارير بينما تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي يستبعد "الحل العسكري" مع طهران.

بينما تفضل إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "الخيار العسكري"، مهما رأت واشنطن أن مسار المفاوضات الجارية "مثمرا".

وادعت الصحيفة أن الوزارات الإسرائيلية عقدت مؤخرا "نقاشا مغلقا وسريا" حول الاستعداد لاحتمال هجوم إسرائيلي على إيران، أو هجوم إيراني على إسرائيل.

وقالت إن مثل هذا الاحتمال قد يحدث "دون سابق إنذار كبير"، على حد وصفها.

وأشارت إلى أنه "بحسب التقييمات التي قدمها المشاركون في النقاشات، والتي مُنع خلالها تواجد الهواتف المحمولة، فإنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، من المتوقع أن تستمر جولة القتال لفترة غير معروفة".

وفي المقابل، تحدثت الصحيفة عن أن النقاشات والتقديرات دارت أيضا حول احتمالية "سقوط آلاف الصواريخ (الإيرانية) الثقيلة في إسرائيل، تزن حوالي 700 كيلوغرام".

ورجحت أن يتسبب الهجوم الإيراني في "تعطل الاقتصاد الإسرائيلي تماما في الأيام القليلة الأولى منه، خلال مدة تراوح بين يومين وأربعة أيام، على أن يعود إلى العمل في حالة الطوارئ".

وفي سياق متصل، تناولت النقاشات السرية - بحسب "معاريف - بحث الاستعدادات المرافقة لمثل هذه الهجمات، بينها ال فتح الفوري لجميع الملاجئ العامة وعددها أكثر من 10 آلاف، وإعداد البنى التحتية والاستجابة لمختلف الاحتياجات، وتحضير مناطق الإجلاء، وزيادة عدد المستشفيات، والاستعدادات الخاصة التي تقوم بها قيادة الجبهة الداخلية".

والأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه حذر نتنياهو من اتخاذ "إجراءات مضادة" من شأنها تعطيل المحادثات النووية مع إيران، في إشارة لأي تصعيد عسكري مع طهران.

وجدد ترامب التأكيد على أن المحادثات مع إيران "تسير بشكل جيد"، وأنه يعتقد بوجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأسابيع المقبلة.

وتتولى سلطنة عمان دور الوساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، لإنهاء خلافات جوهرية تتعلق بالملف النووي الإيراني.

وعقدت 5 جولات من المفاوضات بين طهران وواشنطن، 3 منها في العاصمة العمانية مسقط.

وتسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قانون التجنيد: الحريديون يهددون بإسقاط الحكومة أو تبكير الانتخابات بالاتفاق استطلاع إسرائيلي: أحزاب المعارضة ستحصل على 61 مقعدا بانتخابات مبكرة بن غفير: حان الوقت للدخول بكامل القوة إلى غزة الأكثر قراءة ألمانيا: المساعدات التي دخلت غزة قليلة جدا ومتأخرة تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع فصائل منظمة التحرير في لبنان "المنظمات الأهلية" تُعقّب على سرقة شاحنات تحمل الدقيق إلى قطاع غزة غزة: 60 شهيدا و185 إصابة خلال 24 ساعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن تسلّم مقترح أميركي حول برنامجها النووي
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • تحرك غربي مرتقب لإدانة إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • إيران تتحدى الغرب: لن نتخلى عن حقنا في التخصيب النووي
  • نقاشات إسرائيلية سرية استعدادا للمواجهة مع إيران.. قد تحدث دون إنذار
  • بلومبرغ: ناقلات نفط إيراني تُخفي مواقعها بالمياه الدولية لتفادي العقوبات الأمريكية
  • إعلام عبري: نقاشات سرية بإسرائيل حول الاستعداد لمواجهة مع إيران
  • وزير الخارجية الإيراني: نسعى لحل دبلوماسي لجميع الأطراف وهذا يتطلب إلغاء العقوبات
  • خطة النواب تنتقد التنمية المحلية بسبب التكتلات الاقتصادية بالصعيد
  • إيران تدعو عُمان إلى ربط الموانئ والمسارات الاقتصادية