مفتي القاعدة السابق يروي أسباب خروجه من التنظيم
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
ووفقا لما قاله المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد، في برنامج "مع تيسير" فإن بن لادن لم يستشر مجلس شورى التنظيم في هذا الاندماج، ولو من باب العلم بالشيء.
وقبل هذا الاندماج، كان زعيم القاعدة قد أفصح للمقربين منه عن نيته تنفيد عملية كبرى لجلب الولايات المتحدة إلى حرب في أفغانستان كان يعتقد أنها ستنتهي بتفكيكها كما حدث مع الاتحاد السوفياتي.
وفي هذا التوقيت كانت الاعتراضات قد تزايدت على سلوك بن لادن الذي حمل تجاهلا كبيرا لحركة طالبان الحاكمة لأفغانستان ولما يمكن أن تتعرض له البلاد كلها جراء هذه الخطوة، كما يقول ولد الوالد.
وكان رأي ولد الوالد الشرعي أن موافقة طالبان شرط للقيام بأي عمل عسكري ينطلق من أفغانستان، لكنه كان يعرف أن بن لادن لن يتراجع عما قرر المضي فيه، كما يقول.
رفض هجمات 11 سبتمبرورغم هذا الرفض الواسع في صفوف التنظيم الذي أعرب كثير من قادته (ومنهم أبو محمد المصري وأبو عبيدة الموريتاني) عن رفضهم تدريب مقاتلين على أمر يرونه غير شرعي، وهو ما عرضه ولد الوالد، على بن لادن، الذي قرر الاستماع لهم.
وخلال هذا اللقاء، طلب زعيم القاعدة من الحاضرين طرح ما لديهم من اعتراضات فكان رأيهم أنه لا يجوز القيام بعمل قررت لجنة الفتوى أنه غير شرعي، حسب ما قاله ولد الوالد.
وفي المرحلة نفسها، سمح زعيم طالبان الملا عمر لبن لادن بالعمل ضد اليهود بدلا من العمل ضد الولايات المتحدة، وكان هدفه من هذا الأمر توجيه طاقة زعيم القاعدة الجهادية ضد خصوم لا يشنون حربا على أفغانستان.
لكن بن لادن كان قد وصل إلى مرحلة متقدمة جدا من الإعداد لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقد حاول توجيهها إلى ضرب أهداف يهودية داخل أميركا لكنه وجد أن الأمر سيكون أكثر صعوبة وأقل مكاسب، حسب ولد الوالد.
والغريب -كما يقول ولد الوالد- أن بن لادن كان يعتقد أن الولايات المتحدة أجبن من أن ترد على أحداث 11 سبتمبر/أيلول، بعمل عسكري واسع.
إعلان
مبررات بن لادن
وكان مبرر زعيم القاعدة في هذا أن واشنطن لم ترد على استهداف حاملة الطائرات "يو إس إس كول" في خليج عدن، وأن أفغانستان ليس بها مواقع يمكن ضربها، فضلا عن أن الرئيس بيل كلينتون كان في نهاية ولايته ومن ثم فلن ينهيها بشن حرب.
بيد أن ولد الوالد يقول إن الولايات المتحدة لم ترد على ضرب "يو إس إس كول"، لأنها كانت تخطط لاعتقال بن لادن نفسه لكنها لم تنجح في ذلك.
وحاول بعض قادة القاعدة توجيه ضربة 11 سبتمبر/أيلول، إلى إسرائيل لكنهم فشلوا في ذلك، ومن ثم أعلن هؤلاء بوضوح رفضهم لكل المسوغات الشرعية التي ساقها بن لادن لتبرير عمله. وبعد هذا الموقف -كما يقول ولد الوالد- فقد امتنع عن حضور الجلسات الأسبوعية لقادة التنظيم.
وفي تلك الفترة، فقد بن لادن الكثير من حلمه وصبره وتغير على من حوله بسبب الضغوط الإعلامية والداخلية والخارجية عليه، حتى دب الخلاف بينه وبين بعض المجاهدين القدامى، وفق ولد الوالد.
كما بدأت الانتقادات توجه لبن لادن من مؤسسي جمعية الوفاء التي كانت تعمل في المجال الإنساني حصرا دون العمل العسكري، حيث حاول هؤلاء إثناءه عن أي عمل يجلب الحرب لأفغانستان، وهو ما أشعل غضبه عليهم، حسب ولد الوالد.
الخروج من التنظيم
وعند هذا الحد، بدأ ولد الوالد ترتيب أمور انسحابه من التنظيم وقد حاول الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري ومحمد صلاح، إقناعه بالتراجع عن قراره وإعادة علاقته ببن لادن، لكنه أكد لهم رفضه البقاء في تنظيم تحول لشركة خاصة.
وبنى ولد الوالد موقفه على أن بن لادن انفرد بكل قرارات التنظيم التي يتحمل الأعضاء توابعها، وأن انضمامه للعمل الجهادي عموما كان مناطه وجود بلد إسلامي يحكمه أمير يقطع في أمر السلم والحرب، وهو أمر لم يعد موجودا في ظل عدم التزام زعيم القاعدة بقرارات الملا عمر، الذي كان في حكم الأمير آنذاك، وفق قوله.
وفي بداية أغسطس/آب 2001، طلب ولد الوالد لقاء بن لادن بعد فترة من الغياب وأبلغه بأن الدور الذي انضم من أجله للقاعدة لم يعد موجودا، وصارحه بأنه يأخذ التنظيم كله ومعه أفغانستان إلى الهاوية، طالبا منه إعفاءه من منصبه.
ولم يتمكن بن لادن من إثنائه عن قراره فطلب منه تسليم مهامه لأيمن الظواهري، وطلب منه ألا تنقطع الأخوة التي جمعتهما سنوات، لكن هذا اللقاء -الذى جرى قبل أسابيع قليلة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول- كان الأخير بين الرجلين، كما يقول ولد الوالد، الذي أكد عدم وجود الحد الأدنى من الاستعداد للحرب التي اندلعت جراء هذه الهجمات.
1/7/2025-|آخر تحديث: 18:07 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أحمد عبد اللطيف.. بطل « سلاح الإشارة » يروي كيف سطّر المصريون ملحمة أكتوبر
تحل اليوم، الإثنين، الذكرى الـ 52 لأعظم معركة في التاريخ الحديث، والتي انتصرت فيها قواتنا المسلحة، واستعادت روح العزة والكرامة باسترداد أرض سيناء الحبيبة، والتي سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
تلك الحرب المجيدة، التي كانت ولا زالت بمثابة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، والتي أظهرت شجاعة و بسالة الجندي المصري في الدفاع عن أرضه.
تفاصيل مثيرة يحكيها لنا الآباء والأجداد ممن خاضوا هذه الحرب أو عاشوا وقتها، فلم تنكسر أحلام المصريين المشروعة على صخرة هزيمة يونيو 1967 ، وإنما كان التفكير دائمًا نحو البناء من جديد، إذ أصر الشعب والجيش على الثأر من العدو الإسرائيلى، واستطاع بحق قلب موازين القوى العالمية آنذاك.
حيث أنه في إحدى ليالي أكتوبر المجيدة عام 1973م، جلس الجندي أحمد عبد اللطيف حسن يوسف، المقيم بقرية الجهاد 4 بمركز العدوة، محافظة المنيا، يحكي قصته بصوتٍ يملؤه الفخر والعزة، يستعيد تفاصيل الأيام التي خطّ فيها هو ورفاقه أعظم صفحات البطولة في تاريخ مصر.
و يروي " عبد اللطيف " أحد أبطال حرب أكتوبر ذكرياته التي لا تُنسى عن لحظة العبور، حين دوّى نداء النصر في أرجاء الجبهة، واشتعلت السماء بأصوات المدافع وهتافات الجنود، قائلا:" إن تلك اللحظات كانت مزيجًا من الخوف والإصرار، لكن حب الوطن كان أقوى من كل شيء، متحدثا بفخر عن زملائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن ترفرف راية مصر عاليا فوق أرض سيناء، مؤكدًا أن نصر أكتوبر لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان ملحمة إيمان وصبر وإرادة لا تنكسر.
وعلى الرغم من أنه كان جنديًا مجندًا في سلاح الإشارة، فإن اجتهاده وانضباطه في أداء مهامه جعلاه محط تقدير قادته، ليُرقّى آنذاك إلى حكمدار الطقم التابع له، بعد أن تلقى تدريبًا مكثفًا على أجهزة الإشارة الروسية واجتاز الاختبارات بنجاح، ليصبح أحد العناصر المسؤولة عن تأمين الاتصالات بين الوحدات خلال لحظات الحرب الفاصلة.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلته مع البطولة الحقيقية، حيث كان يقضي ليالي طويلة وسط أصوات الانفجارات وصفير القذائف، محافظًا على تواصل الوحدات بدقة متناهية رغم الخطر المحدق.
و يسرد" عبد اللطيف" حديثه قائلا:" أنه لم يكن يعرف للخوف طريق ، بل كان يشعر أن كل رسالة يرسلها قد تُنقذ حياة جندي أو تحسم معركة، وبرغم قسوة الظروف، ظل الإصرار يملأ قلبه، مؤمنًا بأن النصر قادم لا محالة، وأن تضحياتهم ستُكتب بحروف من نور في تاريخ الوطن.
وعلى حد وصف جندي شارك فعلياً في "نصر أكتوبر "، الأستاذ أحمد عبداللطيف، والذي كان مجنداً أثناء الحرب ويحاول في كل تجمع أسري أو اجتماعي أن يفتح نقاشاً "لا لسرد بطولات الحرب فقط، لكن للربط بين ما جرى قبل 52 عاماً وما يجري اليوم وما سيجري غداً ، سرد لنا تفاصيل خدمته بالجيش المصري قائلا: "خدمت قرابة خمس سنوات في صفوف الجيش المصري، بدأت مجندًا في سلاح الإشارة، ثم تمت ترقيتي إلى حكمدار الطقم بعد أن اجتزت تدريبًا مكثفًا على أجهزة الإشارة الروسية، و كنا نعيش أيامًا صعبة، ولكنها مليئة بالعزيمة والإصرار، لم نكن نفكر في أنفسنا بقدر ما كنا نفكر في الوطن، وكيف نستعيد أرضنا وكرامتنا، كانت لحظة العبور أشبه بالحلم الذي انتظرناه طويلاً، رأينا فيها زملاءنا يسطرون أروع ملاحم البطولة، بعضهم عاد يحمل وسام النصر، وآخرون ارتقوا شهداء في سبيل الله والوطن.
و أنهى الأستاذ أحمد عبد اللطيف خدمته العكسرية عام 1975 م ، بعد حياة حافلة مليئة بالعطاء، متوجها بالشكر والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي نجح فى تحويل التحديات التي واجهت الدولة المصرية إلى فرص تنموية لبناء “ الجمهورية الجديدة “، متمنيا لسيادته التوفيق والسداد لما فيه الخير لوطننا الحبيب مصر”.
كما وجه أحمد عبد اللطيف ، تحية إعزاز وتقدير وإجلال، لصاحب قرار الحرب وبطل السلام، الرئيس محمد أنور السادات، طيب الله ثراه، والشعب المصري العظيم صانع الابطال.
موجها التحية أيضا لشهداء القوات المسلحة الباسلة وأسرهم وذويهم، الذين كتبوا بدمائهم الذكية هذه الملحمة الخالدة، فضربوا باخلاصهم وعزيمتهم ، ووطنيتهم أروع الأمثلة في التضحية والفداء وكتبوا أنصع الصفحات في تاريخ الوطنية المصرية.
واختتم " عبد اللطيف"حديثه قائلا:" أرجو من الله عز وجل أن يديم نعمتي الأمن والأمان على مصر وشعبها، وأن يحفظها من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين، لاستكمال مسيرة التقدم والبناء، وأن يعُم الأمن والسلام على العالم أجمع".