رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم لـ “الثورة “: المؤتمر حدث كبير يُقدّم رؤية استراتيجية كبرى لمواجهة التحديات في الظروف الراهنة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
المؤتمر يحمل رسائل عظيمة ويعبر بشكل واضح عن الاعتزاز بالهوية الإيمانية أعددنا خطة إعلامية متكاملة للمؤتمر من أجل إيصال الرسالة التي يسعى لتحقيقها
في عالمٍ تتكالب فيه حملات التشويه ضد الإسلام، وتُسلب فيه السيرة النبوية من بعدها الثوري والحضاري، يأتي المؤتمر الدولي للرسول الأعظم – في نسخته الثالثة – ليس كفعالية موسمية، بل كحركة وعي، ومشروع تحوّلي يعيد للأمة نبيّها كما أراده الله: قائدًا، مجاهدًا، مربيًا، وباني حضارة.
من قلب صنعاء المحاصرة، يعلو صوتُ هذا المؤتمر ليكسر جدران التزييف، ويرفع راية الهوية الإيمانية في مواجهة التغريب والتطبيع، ويقدم للعالم رؤية قرآنية أصيلة تعيد للإسلام بريقه ولمحمد صلى الله عليه وسلم مكانته الجامعة.
في هذا اللقاء مع الأستاذ ضيف الله الشامي – رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم نكشف الأبعاد السياسية والثقافية والفكرية لهذا الحدث المفصلي، ونناقش كيف تحوّل حب النبي من شعارٍ إلى سلوك، ومن ذكرى إلى مسار، ومن سردٍ تاريخي إلى مشروع تحرّر شامل.
الثورة /مها موسى
أهمية المؤتمر في السياق الإقليمي والدولي
في ظل ما تمر به الأمة من تحديات سياسية وهُوياتية، كيف تعكس النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للرسول الأعظم رؤية استراتيجية لمواجهة هذه التحديات؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بالطبع، المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في نسخته الثالثة يُعتبر حدثًا كبيرًا يُقدّم رؤية استراتيجية كبرى لمواجهة التحديات في الظروف الراهنة من استهداف للهوية الإيمانية، واستهداف لارتباط الأمة بأكملها بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولذلك من المتوقع أن تكون مخرجات هذا المؤتمر تعزيزاً وتعميقًا كبيراً جدًا للارتباط القوي والوثيق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جميع المجالات، حيث يُمثل النبي مدرسة متكاملة على الصعيد السياسي، وعلى الصعيد العسكري، وعلى الصعيد الأمني، وعلى مختلف الأصعدة.
إن الارتباط بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والاهتمام به وتقديم البحوث العلمية والتربوية والسياسية في إطار مؤتمر دولي علمي يُقدّم بحوثًا وتوصيات كبيرة جداً ستفيد المجتمع في أهمية الارتباط به وتقدّم له خططاً ورؤى كاملة للنهوض بقضية الأمة، والارتباط الوثيق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعزيز الدور الكبير لهذه الأمة في مواجهة التحديات ومواجهة الأخطار.
ما الرسائل السياسية والثقافية الأبرز التي يحملها المؤتمر هذا العام، خاصة في ظل تصاعد معركة “طوفان الأقصى” ومحاولة استهداف الهوية الإسلامية؟
هذا المؤتمر يحمل في طياته العديد من المحاور “المحور السياسي، والمحور الإعلامي، والمحور الثقافي والاجتماعي، والمحور العسكري، والمحور الإعلامي”، أي أن هناك سبعة محاور سيتناولها الباحثون في المؤتمر بشكل كبير جدًا، وهناك رسائل ستنتج عن هذا المؤتمر:
أولًا: قضية دعوة الأمة وإعادة الأمة إلى الارتباط الوثيق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتعميق هذا الارتباط.
كذلك يُوجّه المؤتمر رسائل إلى العالم بأسره بأن النموذج الإيماني، نموذج الإسلام المحمدي، هو النموذج الصحيح، وليس النموذج المشوّه الذي يُركّع الأمة ويُدجّنها لليهود والنصارى ولأعداء هذه الأمة.
لأننا نعيش اليوم في ظل معركة يتعرّض فيها الوعي للتزييف، والحقائق للتشويه، والتاريخ للمحو، مع محاولات طمس الهوية، وإبعاد الأمة عن قضاياها الأساسية، وتصوير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كرجل واعظ فقط، بينما هو في الحقيقة كان يحمل رؤية سياسية وعسكرية وأمنية ويتحرك على كافة المستويات.
الهوية الايمانية والسيرة النبوية كمنطلق حضاري
كيف يترجم المؤتمر دعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي _يحفظه الله_ لترسيخ الهوية الايمانية في الأمة؟ وما أبرز الجهود لتصحيح الصورة المغلوطة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم؟
المؤتمر يرتكز على أسس قرآنية واضحة تنطلق من القرآن الكريم ومن التعرف على النبي صلى الله عليه وعليه وآله وسلم كما عرفه الله في كتابه وكما ورد في الروايات الصحيحة التي لا تتعارض مع القرآن الكريم سواء في كتب السيرة أو كتب الحديث التي قدمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصورة التي أرادها الله تعالى لا بالصورة المشوهة التي أراد الأعداء فرضها.
لكن لا بد أن يكون ذلك وفق الأطر والمنهجية التي انتهجها الله في القرآن الكريم التي جعلت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره مرجعية أساسية للأمة.
وفي ذلك المؤتمر يستلهم الكثير مما قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه من دروس ومحاضرات وكذلك مما يقدمه السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله في إطار المعركة والتوضيح والتبيين سواء في المواسم السابقة لهذا المؤتمر أو في خطاباته المتعددة والتي يتحدث فيها عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن الهوية الايمانية بكل أبعادها العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية وسائر المجالات.
فالمؤتمر يحمل رسائل عظيمة ويعبر بشكل واضح عن الاعتزاز بهذه الهوية الايمانية ويعمل على تصحيح الصورة المغلوطة التي حاول الأعداء من خلالها تشويه شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتقديم نموذج مشوه للإسلام المحمدي الأصيل كما نراه حاصلاً اليوم في سوريا وفي عدد من البلدان التي يتحرك فيها البعض تحت شعارات الإسلام بينما هم في الواقع يقدمون الولاء والطاعة للعدو الأمريكي والإسرائيلي بشكل سافر وكبير.
أشرتم في تصريحٍ العام الماضي خلال تدشين المؤتمر الدولي للرسول الأعظم إلى أهمية تحويل السيرة النبوية من سرد تاريخي الى دليل عملي.. ماذا أعددتم هذا العام لتجسيد هذا المفهوم؟
تحويل السيرة النبوية من سردٍ تاريخي إلى دليلٍ عملي هو الأساس الجوهري الذي ينبغي أن ننطلق منه قال الله تعالى “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” صدق الله العلي العظيم، وهذه الأسوة لا تقتصر على الإعجاب أو السرد، بل تعني الاقتداء العملي، والارتباط العملي بالمسار النبوي في الواقع.
فحين ننظر اليوم إلى حجم العدوان الشرس من قبل أعداء الأمة – اليهود والنصارى – ضد الإسلام وضد النبي وضد المقدسات يصبح من الضروري أن نعود إلى حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا كقصة تاريخية، بل كمنهج حياة واستراتيجية مواجهة.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن متفرجاً على ما يجري، ولم يترك لليهود مجالًا حتى في أبسط الأمور في مواقف متعددة، مثل غزوة أُحد، ومع بني قينقاع، وبني النضير، كانت مواقفه حاسمة وشجاعة وأبسط مخالفة أو خيانة كان يرتكبها اليهود، كان النبي يتخذ إزاءها موقفاً قوياً.
ويكفينا أن نستذكر حادثة المرأة المسلمة التي تعرّضت للإهانة في سوق من الأسواق حين ربط أحدهم طرف ثوبها فصاحت “واسلامااه”، فهب أحد المسلمين وقتل المعتدي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تحرك النبي بنفسه صلى الله عليه وآله وسلم وحاصر بني النضير عشرين يومًا، حتى أجبرهم على الرحيل، ونفاهم إلى “أدرعات” في بلاد الروم.
هذه المواقف تؤكد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن متساهلًا مع اليهود ولم يتعايش معهم على حساب الدين والكرامة كما يصوّر البعض، بل كانت له مواقف عملية حاسمة والقرآن الكريم صوّر ذلك في قوله تعالى: *”يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم”* وقوله تعالى *”فقاتل في سبيل الله لا تُكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين” صدق الله العلي العظيم.
والسؤال الذي يضع نفسه هنا “هل كان الجهاد آنذاك مجرد اعتكاف في المسجد؟! أم كان خروجًا عمليًا لمواجهة الخطر؟ ” حتما كان خروجاً عملياً وتحركاً وجهاداً ضد اليهود والنصارى أعداء الأمة.
إن تحويل السيرة النبوية إلى دليل واقعي للأمة، هو ما يجعلنا نعيد قراءة التاريخ بروح الحاضر ونستلهم منها المواقف والرؤية والمبدأ والقيادة، فالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يُقدّم لنا نموذجًا للتسامح الأجوف أو التعايش المذل بل قدّم قدوةً في القيادة والمواجهة والدفاع عن القيم والمقدسات.
البعد العلمي والمؤسسي للمؤتمر
ما الجديد من حيث الجهات الدولية المشاركة ونوعية الأبحاث المقدمة هذا العام؟ وهل هناك توجه لإصدار موسوعة علمية او مخرجات قابلة للاعتماد في المؤسسات التعليمية؟
في هذا الموسم، الموسم الثالث للمؤتمر الدولي للرسول الله الأعظم، من المتوقع أن نشهد مشاركات أجنبية واسعة، وذلك لأن الأحرار والمسلمين في مختلف أنحاء العالم بدأوا يفتحون أعينهم على النموذج الحقيقي للإسلام، نموذج الإسلام المحمدي الذي يتجسد في الشعب اليمني والمشروع القرآني والمنهجية التي تقدمها المسيرة القرآنية كدروس عملية حية.
اليوم يرى كثيرون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي واجه بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة، وكان يتحرك بكل حزم وقوة وشراسة، له اليوم امتداد واقعي وعملي في اليمن الذي يتحرك على نفس النهج ويجسد قيمة الميدان، ومن هنا اصبح الكثير ينظرون إلى اليمن كنموذج يحتذى به في اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والانطلاق على نهجه.
وقد وزعت الدعوات، وهناك استجابة كبيرة من الكثير من باحثين وشخصيات من مختلف الدول العربية والإسلامية، ومن جامعات مرموقة حول العالم، اما حبًّا للمشاركة او رغبة في الحضور والمساهمة.. لذا من المتوقع أن تكون المشاركات الدولية حاضرة بقوة، سواء تَسَنّى لهم الحضور شخصيًا إلى بلدنا اليمن – وهذا ما نتمنى ونسعى إليه بشكل كبير جدًا – أو عبر الوسائط الإلكترونية كبرنامج الزوم، أو من خلال المشاركات المسجلة والمصورة، إن لم يتحقق ذلك نتيجة العدوان والحصار المفروض على بلدنا.
هل هناك خطوات عملية لدمج مخرجات المؤتمر في المناهج والبرامج التعليمية لضمان استمرارية الأثر؟
مخرجات المؤتمر الدولي هي مخرجات كبيرة وعظيمة جدًا، ومن المتوقع أن يُستفاد منها على كل المستويات.. فقد تم في النسختين الأولى والثانية من المؤتمر تقديم توصيات للحكومة، وللمؤسسات، وللمزارات، وقد تم العمل بها والتعامل معها بشكل كبير جدًا.
وقد بدأ العمل بتلك التوصيات، ونتذكر عندما كنا على رأس وزارة الإعلام، كانت تصلنا التوصيات وبدأنا فعليًا في تنفيذها.. والجميع يعلم أنه تم تقديم برامج وحوارات وفقًا للمنهجية، وركزت جميعها على التعريف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكل ذلك كان من مخرجات هذه المؤتمرات، ومن التوصيات التي تم تقديمها، والتي انطلقت من الشعور بالمسؤولية.
لذا فإن الجانب التعليمي أيضًا شمله التعريف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهناك دور كبير في هذا الجانب، ونصوص وتوصيات وأعمال واسعة تُعدّ جزءاً من هذه الرؤية المستقبلية، التي تهدف إلى تعريف أبنائنا وأجيالنا المعرفة الحقيقية بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
دور المؤتمر في بناء وعي الأجيال
كيف يخاطب المؤتمر جيل الشباب؟ وهل هناك مبادرات نوعية لتعزيز انخراطهم في القضايا الوطنية والدينية؟
المؤتمر لا يُغفل هذا الجانب المهم المتعلق بالشباب وضرورة التوعية الموجّهة إليهم وللأجيال الناشئة، ولذلك لا بد أن يكون لهذا الجيل حضور كبير وفاعل في مخرجات المؤتمر، وفي القضايا التي تمسّ شريحة الشباب واهتماماتهم، بما في ذلك التنشئة الصحيحة، والتعبئة العامة، والحشد النوعي والتوعوي، بما يعزز الارتباط الوثيق برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ويأتي هذا في ظل الاستهداف الخطير الذي يتعرض له الشباب من قِبل أعداء الأمة، إذ يسعون لإبعادهم عن الله، وعن نبيّه، وعن القيم والمبادئ التي تحفظهم وتبني شخصياتهم.. وإذا انزلق الشباب إلى هذا الابتعاد، فسيكون تأثيرهم سلبيًا على المجتمع والأمة بأكملها.
لهذا تم إعداد برامج وخطط مدروسة تُعنى باستهداف هذه الشريحة المباركة، من خلال غرس السلوكيات والآداب والأخلاقيات التي جسّدها النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والتي مثّلت نماذج عظيمة ومشرّفة، تُعدّ قدوة وأسوة للشباب في مختلف الأعمار والمستويات.
ومن هنا فإننا نحرص ونعمل – بإذن الله تعالى – على تعزيز هذه الهوية الإيمانية، وترسيخ هذا الارتباط النبوي في نفوس الشباب، حتى يروا في رسول الله وفي أهل بيته وفي أعلام الهدى الأسوة والقدوة والنموذج الصحيح، النموذج الذي يشرف الإنسان في الدنيا ويكرمه في الآخرة.
• ما دور الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي في إيصال رسائل المؤتمر للشباب، وهل هناك استراتيجية إعلامية موحدة لتحقيق ذلك؟
الجانب الإعلامي يُعدّ من الجوانب المهمة للغاية، ووسائل التواصل الاجتماعي تُعدّ من أبرز أدوات الإعلام الرقمي، وهي بدورها امتدادٌ مؤثر للإعلام الإلكتروني.. وقد أصبحت اليوم “لغة العصر” في المجال الإعلامي، بل وتتفوق من حيث التأثير والانتشار على بقية الوسائل، رغم أنه لا يمكن الاستغناء عن الوسائل التقليدية التي لا تزال تحتفظ بقيمتها ومكانتها.
في هذا السياق، أصبح الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي أداة تُوصل العالم ببعضه البعض، حتى بات كقرية واحدة ومن هذا المنطلق فقد أعددنا خطة إعلامية متكاملة وشاملة لهذا المؤتمر، وضِمن اللجنة الإعلامية، وبجهود فريق العمل المختص في هذه اللجنة.
تهدف هذه الخطة إلى تغطية المؤتمر بكل أبعاده من أدبياته إلى رسائله وأهدافه وأنشطته وجميع الفعاليات المصاحبة له، بحيث يكون له حضور إعلامي واسع وفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مختلف المستويات الإعلامية من أجل إيصال الرسالة التي يسعى هذا المؤتمر لتحقيقها وهي رسالة العزّة والشرف والكرامة والانتماء الصادق للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
المقاومة وتوحيد الجبهة الثقافية
كيف يساهم المؤتمر في دعم محور المقاومة فكرياً وثقافياً؟ وهل شهد هذا العام تنسيقاً موسعاً مع شخصيات ومؤسسات من دول المحور؟
محور المقاومة هو محور من أبرز أهدافه ومن أبرز ركائزه الأساسية الارتباط بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو يستمد قوته من ارتباطه بالقرآن الكريم وبالإسلام المحمدي العظيم وانتمائه إلى النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذا من المؤكد أن مخرجات هذا المؤتمر ستكون لها انعكاسات إيجابية على كل دول محور المقاومة في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
كما أن هناك تنسيقا عاليا بهذا الاتجاه وتفاعل من قنوات محور المقاومة ونحن على تواصل دائم معهم من أجل الاهتمام والتغطية الإعلامية وإبراز مخرجات المؤتمر، بالإضافة إلى انه يوجد تنسيق مع شخصيات علمائية وسياسية وإعلامية من محور المقاومة بل ومن مختلف الجهات لأن الموضوع ليس مقتصراً على فئة أو طائفة أو مذهب فالنبي صلى الله عليه وعليه وآله سلم هو نبي الرحمة لكل المسلمين وهو عنوان جامع ومشرف لكل الأمة، فلا يوجد ما يدعو للحرج.. فمن لم يرَ في النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أسوة وقدوة فماذا عساه أن يجد في الطرف الآخر؟! لن يجد إلا نماذج الكفر والانحطاط، نماذج لا تليق بالمقارنة ولا ترقى بأي حالٍ أن تكون بديلاً عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو القدوة والأسوة والنهج القويم.
التحديات والآفاق المستقبلية
ما أبرز التحديات التي تواجه المؤتمر.. وكيف تنظرون إلى مستقبله من حيث التدويل أو التحول إلى منصة فكرية دائمة؟
التحديات كبيرة جدًا في ظل الظروف الراهنة وفي ظل الاستهدافات وفي ظل العدوان، فالمؤتمر يواجه تحديات متعددة، لعل أبرزها التحديات الأمنية خاصةً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
كما أن الحصار المفروض على الشعب اليمني يمثل تحدياً اقتصادياً كبيراً يؤثر على الاستعدادات وعلى قدرة حضور المشاركين، حيث قد تواجه الكثير من الشخصيات الراغبة في الحضور والمشاركة في المؤتمر صعوبات بل وربما قد يُمنعون من الوصول إلى بلدنا، وهذا بطبيعة الحال أمرٌ يسعى إليه العدو لأنه عدوٌ للنبي ولمنهجيته صلوات الله عليه وآله، ولو كان لدى هذا العدو ذرة من القيم أو الأخلاق أو الإيمان، لاستشعر أن مثل هذه المؤتمرات واللقاءات تمثل ارتباطاً عظيمًا بالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ودعوةً لتوحيد الأمة ومؤتمرًا يلتقي عليه المسلمون من كل أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإننا نعلم أن هذه اللقاءات تحقق أهدافاً عظيمة وتُسهم في وعي الأمة ونهضتها، لذلك فإن التحديات -رغم ضخامتها- لن توقفنا عن إقامة هذا المؤتمر، فقد تجاوزنا في السابق تحديات وعوائق أصعب وفي ظروف أشد وفي مؤتمرات كانت أكثر تعقيدًا وبإذن الله تعالى سنتجاوز ما نواجهه الآن وسنبذل كل ما في وسعنا لتخطي هذه العقبات، بعون الله وتوفيقه.
ما الرسالة التي يوجهها المؤتمر هذا العام إلى الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي؟
المؤتمر يوجه رسائل كثيرة جداً ولعل من أبرز رسائل المؤتمر تسليط الضوء على الواقع الراهن الذي تعيشه الامة، واقع التبعية والتطبيع والارتهان والخنوع والخضوع للعدو الأمريكي والإسرائيلي في ظل ما يمارسه من جرائم بحق إخواننا في فلسطين.
إن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت الحساس يعكس أهمية المرحلة وحجم التحديات ويسهم في عملية فرز واضحة فرضتها الأحداث، فالمسلمون اليوم بين مسلمين صريحين ومنافقين صريحين للأسف الشديد، حيث قدمت ثلة مؤمنة قليلة من الأحرار وبعض المتحركين نماذج مشرفة تعكس جوهر الإسلام الحقيقي وأكدت ولا تزال تؤكد ان الإسلام دين لا يعرف الهزيمة كمواقف ومجاهدي وأبطال غزة وصمود حركة حماس وكذلك مواقف حزب الله واليمن والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كثير من هذه النماذج أثبتت أن قدرة الأمة على النهوض وتحقيق التغيير هو مرتبط بمتى ما تحركت بوعي ومسؤولية، فالواقع المذل الذي باتت تعيشه الأمة اليوم هو واقع لا يليق بها، وقد خرج من رحم المعاناة من قدموا التضحيات والنماذج الحية على هزيمة الأعداء ومن هنا تأتي أهمية الاستفادة من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة المؤامرات والتحرك الجاد لتغيير الواقع .
ختاماً.. ما الكلمة التي تودون توجيهها في ختام هذا اللقاء إلى الباحثين، الشباب والإعلاميين في ضوء هذه الفعالية المباركة؟
إذا كان هنالك من كلمة يمكن توجيهها فهي إلى كل المتابعين والباحثين والمطّلعين والناشطين والسياسيين والإعلاميين والعسكريين والثقافيين والاجتماعيين على كل المستويات، سواء في الداخل اليمني أو في المحيط العربي والإقليمي أو في العالم الإسلامي، بل ولكل الأحرار في العالم بأن يكون هناك اعتباراً للأسوة والقدوة المتمثلة في أعظم شخصية خلقها الله سبحانه وتعالى، وأكملها، وجعلها على أعلى مستوى من الخُلق العظيم، وهي شخصية النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد قدّم النبي صلوات الله عليه وآله وسلم روحية وشخصية جامعة وعظيمة لها ثقلها وقيمتها وأخلاقها، فينبغي أن يكون هناك ارتباط كبير ووثيق وعملي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وألا نخجل من تقديمه بالصورة الصحيحة، وأن نحرص على إزالة الصورة المغلوطة التي حاول البعض تقديمه بها.
كما ينبغي أن نقف في مواجهة “الإسلام الأمريكي” الذي صنعته أمريكا لتشويه الإسلام الحقيقي “الإسلام المحمدي” وأن نقدّم النموذج الصحيح لهذه الأمة وان نجعل من هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات الإسلامية المرتبطة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن أي فعاليات دينية منبراً لإيصال الحقيقة ولإزالة التضليل والخداع ضد الإسلام والمسلمين، وأن تكون الأمة أمةً واحدة كتابها القرآن ونبيّها محمد ودينها الإسلام وهذه ركائز أساسية يجتمع الناس عليها؛ لا تفرقة لا مذهبية لا عنصرية لا اقتتال داخلي، فلا ينبغي أن يكون هناك أي صراع خارج الرؤية الإسلامية، لانه إذا لم تكن هناك وحدة كبيرة بين المسلمين في مواجهة اليهود والنصارى، فإننا سنخدمهم من حيث لا نشعر، وأي صراع يتحرك فيه الآخرون ويرضى عنه اليهود والنصارى فهو صراع يخدمهم حتى ولو كان تحت أي عنوان.
لكن، عندما نحمل الرؤية الحقيقية، والعداء الحقيقي لليهود والنصارى، ونعرفهم من خلال القرآن الكريم، سنستطيع أن نحدد المسار الحقيقي والعدو الحقيقي للأمة المتمثل في اليهود والنصارى، ” أمريكا وإسرائيل ” في واقعنا اليوم ومن يدور في فلكهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هيئة الرقابة تبحث مع مؤسسة النفط التحديات الراهنة وآليات دعم مشاريع الاستكشاف والتوظيف
عقد رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبد الله قادربوه اجتماعًا موسعًا ظهر اليوم في مقر الهيئة بطرابلس، مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مسعود سليمان موسى، بحضور عدد من مديري الإدارات والمكاتب من الجانبين، لبحث أبرز التحديات التي تواجه قطاع النفط، والوقوف على الملفات الحيوية المتعلقة بالإيرادات، والمشاريع الاستكشافية، والالتزامات المالية القائمة.
وتناول اللقاء آليات إحالة محاضر وقرارات المؤسسة الوطنية للنفط ومراسلاتها المرتبطة بالتزامات مالية إلى هيئة الرقابة الإدارية، وفقًا لأحكام القانون، إضافة إلى مناقشة الإجراءات المتعلقة بإيداع الإيرادات النفطية في حساب الإيراد العام للدولة بصورة منتظمة.
واستعرض الطرفان آخر مستجدات قرارات مجلس إدارة المؤسسة، لا سيما المتعلقة بمنح دفعات مالية لبعض الشركات المنفذة، ومتابعة سير برامج الاستكشاف والتطوير في منطقة شرق المتوسط، في ظل المتغيرات الإقليمية المرتبطة بالحدود البحرية والتعاون في مجال الطاقة.
وشدد رئيس الهيئة على ضرورة إحاطة الهيئة بكافة الإجراءات المتخذة حيال القطع الاستكشافية رقم (22)، والعقود المزمع توقيعها مع الشركات المتنافسة ضمن العطاء العام، بما يضمن التزام المؤسسة بأحكام القانون رقم (2) لسنة 2023، ويمكّن الهيئة من أداء دورها الرقابي.
كما دعا قادربوه مجلس الوزراء إلى تذليل الصعوبات التي تعترض عمل المؤسسة، وتوفير الترتيبات المالية اللازمة لسداد التزاماتها المتراكمة، بهدف تفعيل مشاريعها الاستراتيجية، وتعزيز الإنتاج النفطي في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويوجه العائدات نحو مشاريع تنموية مستدامة، خصوصًا في ظل التوجه العالمي نحو الطاقة البديلة.
وتطرق الاجتماع أيضًا إلى ملف المصروفات، وجداول التوريد البحري، وأسباب تكرار أزمات الوقود في البلاد، حيث أكد رئيس المؤسسة التزامه بضمان تدفق البنزين والديزل لتأمين المرافق الحيوية، مشيرًا إلى أهمية تفعيل مصافي النفط المحلية ودعم المخزون الاستراتيجي للدولة.
في ختام الاجتماع، أكد الجانبان على متابعة الهيئة لإجراءات التوظيف المرتبطة بمشروع (7000+) لتشغيل أوائل خريجي التخصصات النفطية، إلى جانب المشروع الموازي المرتقب العام المقبل، في إطار الجهود الرقابية لضبط التوظيف العام وضمان مواءمته مع احتياجات الدولة.