نواب البرلمان عن خفض الدين العام: لا استدامة مالية دون إصلاح ضريبي عادلوضع استراتيجية واضحة لتوسيع الطروحات العامة بطريقة تحقق الشفافيةالمبادلات الذكية لا تكفي دون خطة طويلة الأجل لإعادة التوازن المالي

 أكد عدد من أعضاء مجلس النواب في ضوء تصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال مشاركته بفعالية رفيعة المستوى في إسبانيا حول جهود مصر لاحتواء الدين العام وتحقيق استدامة مالية، أن خفض الدين يتطلب إصلاحات هيكلية حقيقية، وتمكينًا فعليًا للصناعة والاستثمار المحلي والأجنبي، وتوسيع قاعدة الإيرادات بعيدًا عن الضغط على المواطن.

وشدد النواب على أن مبادرات مثل مبادلة الديون بالاستثمار خطوة ذكية، لكنها بحاجة لإدارة دقيقة ورقابة مؤسسية، فيما اعتبروا أن نجاح برنامج الطروحات وتوسيع مشاركة القطاع الخاص يرتبط باستقرار البيئة التشريعية والإجراءات الحكومية.

مدبولي من إسبانيا: الحكومة تلتزم بخفض نسبة الدين العام من الناتج المحلي الإجماليلدينا أمل كبير في جهود الحكومة.. بكري ردًا على مخاوف ارتفاع الدين العامتشريعية النواب: الحكومة اتخذت خطوات فعالة لخفض الدين العامخبير اقتصادي: طرح صكوك لخفض الدين العام خطوة لجذب الاستثمار الأجنبي

وقالت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن حديث رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بشأن حلول خفض الدين العام، خاصة عبر تعزيز الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص، يُسلط الضوء على ضرورة إعادة بناء الاقتصاد على أسس إنتاجية حقيقية، تقودها الصناعة الوطنية.

وأكدت متى في تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أن الصناعة المصرية يمكن أن تكون أحد محاور الحل في خفض الدين، من خلال زيادة مساهمتها في الناتج المحلي، وتوسيع الصادرات، وتوفير العملة الأجنبية، لكنها اشترطت لذلك دعمًا حكوميًا مباشرًا للمصنعين، وتخفيض تكلفة الإنتاج، وإزالة المعوقات البيروقراطية.

وأضافت: "كلما توسعت الدولة في تمكين الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومنحتها حوافز ضريبية وجمركية، ستُحقق معدلات نمو أعلى، وتقلل الاعتماد على الاستدانة، مما يُترجم إلى دين أقل وعجز أقل."

وحول أدوات التمويل الجديدة مثل مبادلة الديون بالاستثمار، أبدت متى تأييدها للفكرة، ووصفتها بـ"المبتكرة والذكية"، لكنها شددت على ضرورة أن تتجه هذه الاستثمارات إلى قطاعات إنتاجية وليس فقط مشروعات عقارية أو خدمية. 

وأشارت إلى أن الصناعة يجب أن تكون وجهة أولى لأي مبادلة، لأنها تُحقق استدامة مالية حقيقية وتفتح فرصًا للعمل والتصدير.

وأشارت متى إلى أن البرلمان مستعد لدعم الحكومة في إصدار أي تشريعات محفزة للصناعة والاستثمار، مطالبة في الوقت نفسه بإنشاء لجنة تنسيقية دائمة بين الحكومة والبرلمان والقطاع الصناعي لمتابعة تنفيذ الحوافز، وضمان تحقيق أثر ملموس على الأرض.

واختتمت النائبة تصريحها بالتأكيد على أن خفض الدين ليس مسؤولية وزارة المالية وحدها، بل مسؤولية قطاع الإنتاج بالكامل، بدءًا من الزراعة وحتى الصناعة، مرورًا بالتصدير والاستثمار المحلي.

ومن جانبه، قال النائب محمد بدراوي، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن ما طرحه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بشأن خفض الدين العام والتوجه نحو أدوات تمويل مبتكرة يعكس إدراك الحكومة لأهمية معالجة ملف الدين كأحد أكبر التحديات الاقتصادية التي تؤثر على الاستقرار المالي والنمو.

وأكد بدراوي في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن تحقيق فائض أولي بنسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي يعد تطورًا إيجابيًا في الأداء المالي للدولة، لكنه أشار إلى أن السيطرة على الدين لا تكتمل دون وجود خطة متكاملة تشمل إصلاحات اقتصادية عميقة وتوسيع مصادر الدخل، إلى جانب ضبط هيكل الإنفاق العام.

وأضاف: "مصر بحاجة إلى حلول غير تقليدية للتعامل مع الدين، ومبادلة الديون بالاستثمار تُعد واحدة من أبرز هذه الأدوات، بشرط أن تتم إدارتها بحرفية وشفافية تامة، وأن ترتبط بمشروعات إنتاجية تحقق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد، لا أن تقتصر على أنشطة استهلاكية أو عقارية فقط."

وأشار بدراوي إلى أهمية أن تكون هناك جهة مركزية متخصصة تتولى وضع إطار استراتيجي لإدارة ملف المبادلات، وتقييم العوائد الاقتصادية والاجتماعية لكل صفقة، بالتنسيق مع البرلمان، ومؤسسات الدولة المالية والرقابية.

وفي ما يتعلق بتوسيع برنامج الطروحات العامة، دعا بدراوي إلى مشاركة القطاع الخاص بفعالية حقيقية، سواء من خلال تملك حصص في شركات الدولة أو الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات التنموية الكبرى، مطالبًا بضمان عدالة المنافسة وتوفير حوافز ضريبية وجمركية للشركات المحلية.

واختتم بدراوي تصريحه بالتأكيد على أن مستقبل خفض الدين مرتبط بقدرة الدولة على تحسين بيئة الاستثمار، وتقليل الاعتماد على الاقتراض الخارجي، وتحقيق نمو يقوده الإنتاج وليس فقط الاستهلاك أو التمويل.

كما، قال النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إن تصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حول تعزيز الاستثمار الأجنبي ودور القطاع الخاص، تعكس تحولًا مهمًا في توجهات الدولة نحو دعم النمو من خلال الشراكة مع القطاع الخاص، مؤكدًا أن اتفاقية رأس الحكمة تمثل نموذجًا ناجحًا ينبغي تكراره في قطاعات ومواقع أخرى.

وأكد الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن هذه الاتفاقيات تحقق فوائد مزدوجة للدولة من حيث جذب العملة الصعبة، وتوفير فرص عمل، وتنشيط الاقتصاد المحلي، لكن نجاحها يتطلب وجود بيئة تشريعية مستقرة، وضمانات قانونية واضحة للمستثمرين، إلى جانب سهولة الإجراءات الحكومية.

وأشار إلى أن البرلمان يلعب دورًا محوريًا في هذا المسار من خلال إقرار حزمة تشريعات محفزة للاستثمار، وعلى رأسها قانون المنافسة الموحد، وتعديلات قوانين الرخص الصناعية وحماية المستثمر. وقال: "لابد من تسريع إصدار هذه القوانين لتسهيل دخول المستثمر المحلي والأجنبي، خاصة في القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة والطاقة."

وأوضح الدسوقي أن الحكومة بحاجة إلى رؤية واضحة لتوسيع برنامج الطروحات العامة، بحيث لا يقتصر فقط على الشركات الكبرى، بل يمتد إلى مشروعات متوسطة وصغيرة قابلة للمشاركة، مع الحفاظ على شفافية الطرح، وتوضيح الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لكل مشروع يتم طرحه.

وفيما يخص أدوات التمويل المبتكر، أشاد الدسوقي بفكرة مبادلة الديون بالاستثمار، لكنه شدد على أن نجاحها مرهون بالإدارة الجيدة والرقابة المؤسسية، مشيرًا إلى ضرورة وجود جهة مركزية تتابع هذه المبادلات وتُقيّم آثارها على المديين المتوسط والطويل، بالتعاون مع البرلمان ومؤسسات الرقابة المالية.

طباعة شارك جهود مصر لاحتواء الدين العام مجلس النواب نواب البرلمان خفض الدين العام إصلاح ضريبي عادل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس النواب نواب البرلمان خفض الدين العام الدکتور مصطفى مدبولی رئیس مجلس الوزراء خفض الدین العام القطاع الخاص مجلس النواب من خلال إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

تنفيذًا لتوجيهات الرئيس.. التضامن تمنح تراخيص مؤقتة للحضانات لتوفيق أوضاعها

 

أصدرت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، منشورًا وزاريًا بمنح دور الحضانة ترخيصًا مؤقتًا لمدة ستة أشهر، لحين توفيق أوضاعها القانونية والفنية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية خلال لقائه بالمرأة المصرية والأم المثالية، والمتعلقة بتوسيع قاعدة حضانات الطفولة المبكرة وتيسير إجراءات ترخيصها. ويأتي القرار بعد موافقة مجموعة العمل الوزارية المشكّلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء لهذا الغرض.

ضوابط الترخيص المؤقت

يتضمن الترخيص المؤقت عدة ضوابط، أبرزها ما يتعلق بطالب الترخيص والقائم على إدارة الحضانة، ومنها:

تقديم الأوراق الشخصية (صورة البطاقة، المؤهل، صحيفة الحالة الجنائية، شهادة صحية).إقرار بتعيين جهاز وظيفي مؤهل مع وجود ملفات وظيفية له، وفي حالة عدم التأهيل يتم تدريبه بالتنسيق مع الوزارة.إقرار بتطبيق سياسة حماية الطفل، وتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة الأطفال.التعهد بتوفيق الأوضاع مع الجهات المختصة خلال فترة الترخيص المؤقت (الحماية المدنية، التنمية المحلية، المجتمعات العمرانية وغيرها).

أما بالنسبة للمقر، فيشترط ألا يتعدى الدور الأول بعد الأرضي، مع ضرورة وجود سند ملكية أو عقد إيجار، والالتزام بالسعة المحددة في الترخيص، فضلًا عن الابتعاد عن أي مصادر خطر قد تهدد سلامة الأطفال.

تكليفات للمديريات ولجان المتابعة

ألزم المنشور المديريات بحصر الطلبات المقدمة من الحضانات الساعية لتوفيق أوضاعها، وتصنيف المشكلات التي تعوق حصولها على التراخيص، ورفع تقرير دوري للوزارة. كما تم التأكيد على تفعيل لجنة شؤون الحضانات بكل محافظة، وتشكيل لجان متخصصة في كل مديرية لإعداد تقارير تقييم دور الحضانة الحاصلة على تراخيص مؤقتة.

وفي الإطار ذاته، تم تشكيل لجنتين رئيسيتين:

لجنة منبثقة من اللجنة العليا للحضانات، تتولى إنشاء قاعدة بيانات موحدة بالحضانات على مستوى الجمهورية، ومتابعة الإحصائيات الشهرية الخاصة بالتراخيص المؤقتة، وحل المشكلات التي تحول دون إصدار هذه التراخيص. لجنة مركزية للمتابعة الميدانية، تعمل وفق خطة زمنية لتفقد الحضانات الحاصلة على تراخيص مؤقتة، والتأكد من استيفائها للشروط تمهيدًا لاستكمال إجراءات الترخيص الدائم.

يُذكر أن وزارة التضامن الاجتماعي قد بدأت بالفعل تنفيذ أعمال الحصر الوطني الشامل لدور الحضانة بجميع محافظات الجمهورية، تنفيذًا للتكليفات الرئاسية بدعم وتنمية الطفولة المبكرة، والتوسع في إنشاء الحضانات، وتسهيل إجراءات عملها، بما يساهم في رفع نسب التحاق الأطفال بها.

مقالات مشابهة

  • نواب يطالبون الحكومة بسحب مشروع قانون التعليم.. ووزير الشؤون النيابية يعقب
  • برلمانية: مشاركة الصناعة في سداد الدين ممكنة بشرط دعم الإنتاج المحلي وتوسيع الحوافز
  • مدبولي من إسبانيا: الحكومة تلتزم بخفض نسبة الدين العام من الناتج المحلي الإجمالي
  • تنفيذًا لتوجيهات الرئيس.. التضامن تمنح تراخيص مؤقتة للحضانات لتوفيق أوضاعها
  • نواب يطالبون الحكومة بتوفير بديل للمستأجرين بقانون الايجار القديم
  • البرلمان يحيل تقارير لجنة الاقتراحات وشكاوى النواب إلى الحكومة
  • البرهان من إسبانيا: نطالب بدعم مستدام وليس تعاطفاً أو مساعدات مؤقتة
  • مصطفى شردي: بعض نواب البرلمان موافقين على قانون الإيجار القديم ومش عاوزين يقولوا للشعب
  • مصر تجذب كبرى الشركات العالمية للتصنيع المحلي.. نواب: قفزة حقيقية للاقتصاد الوطني.. والحد من فاتورة الاستيراد أبرز الفوائد