نتنياهو يتمسك بمحور موراغ ولبيد يتهمه بعرقلة اتفاق غزة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- إن هناك "فرصة جيدة" لتحقيق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بينما اتهمه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بالإصرار على البقاء فيما يُسمى محور موراغ بالقطاع لعرقلة المفاوضات.
وفي تصريحات لقناة "فوكس بزنس"، اليوم الأربعاء، في أعقاب لقائه الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال هذه الزيارة، قال نتنياهو "نتحدث عن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يعاد خلالها نصف الرهائن الأحياء والقتلى إلى إسرائيل".
وتابع قائلا "هناك فرصة جيدة لتحقيق وقف إطلاق النار، وكذلك تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ البداية"، مكررا حديثه عن "القضاء على حماس" و"ضمان ألا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل أو لأي جهة أخرى".
نقاشات مكثفة
واجتمع نتنياهو مع ترامب أمس الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع في غزة وفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإنهاء هذه "المأساة" حسب وصف الرئيس الأميركي.
وهذه ثالث زيارة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي للصحفيين، في وقت سابق، إنه لا يعتقد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة انتهت لكن المفاوضين "يعملون بالتأكيد" على التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتتزامن الزيارة مع مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوفد الإسرائيلي، من المتوقع أن ينضم إليها هذا الأسبوع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
زعيم المعارضة الإسرائيلية: لا توجد الآن أي فائدة من الحرب لدولة إسرائيل، ولن نتخلص من حماس طالما لم نجد من يدير قطاع #غزة pic.twitter.com/waak6GVhXc
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 9, 2025
إعلان "نتنياهو يضع العراقيل"من جانبه، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رئيس الوزراء بوضع العراقيل أمام الاتفاق المحتمل والتذرع بمحور موراغ لإحباط الاتفاق.
وقال لبيد "نتنياهو يعتبر وجودنا في محور موراغ الآن صخرة بقاء إسرائيل، رغم أنه كان خطوة عملياتية ميدانية".
وأضاف "آمل أن يفضي لقاء نتنياهو وترامب أمس إلى إتمام صفقة تبادل لأن الإدارة الأميركية معنية بذلك"، مؤكدا أنه "لا توجد الآن أي فائدة من الحرب لدولة إسرائيل".
ورأى لبيد أنه لا يمكن التخلص من حماس "ما دمنا لم نجد من يدير قطاع غزة"، ودعا إلى الانسحاب من القطاع والانتشار بالمنطقة العازلة لتأمين مستوطنات غلاف غزة.
العقبة الأخيرة
وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نقطة الخلاف الرئيسية الوحيدة التي باتت تقف أمام التوصل إلى اتفاق هي إصرار نتنياهو على البقاء في محور موراغ الذي يفصل رفح عن خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإن نتنياهو يصف هذا المحور -الذي أعلنت إسرائيل السيطرة عليه قبل نحو 3 أشهر- بأنه "محور فيلادلفيا الثاني"، ويقول إن له أهمية إستراتيجية لتقسيم قطاع غزة وزيادة الضغط على حماس.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بأنه رفض مرارا مقترحات إنهاء الحرب، مستجيبا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 137 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة الإسرائیلیة وقف إطلاق النار محور موراغ قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عقدة التفاوض الأخيرة بين إسرائيل وحماس في طريق إنهاء حرب غزة| ماذا يحدث؟
في تطور جديد يعكس اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن عدد القضايا الخلافية بين إسرائيل وحركة حماس قد تراجع من أربع قضايا إلى واحدة فقط، معربا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية الأسبوع الجاري.
نقطة الخلاف "الأخيرة" بين إسرائيل وحماس؟لكن هذا التفاؤل قابلته تقارير صحفية كشفت عن طبيعة "نقطة الخلاف الرئيسية" المتبقية، والتي تهدد بانهيار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن الخلاف يدور حول نية إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على شريط ضيق من الأرض في جنوب قطاع غزة يُعرف باسم "ممر موراغ"، وهو طريق عسكري يقع جنوب مدينة خان يونس، بمحاذاة الحدود المصرية.
وهذا الممر الاستراتيجي، الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"فيلادلفيا 2"، في إشارة إلى محور فيلادلفيا التاريخي الذي كان يشكل منطقة عازلة بين غزة ومصر، يعد من أبرز أهداف إسرائيل الأمنية في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تصر الحكومة الإسرائيلية على الإبقاء على وجود عسكري دائم فيه حتى بعد وقف إطلاق النار، بزعم منع حركة حماس من إعادة التسلح عبر الأنفاق.
وفي المقابل، ترفض حماس هذا الطرح بشكل قاطع، معتبرة أن أي وجود إسرائيلي دائم داخل حدود القطاع بعد الاتفاق يمثل انتهاكا لسيادة الأراضي الفلسطينية ويقوض فرص التوصل إلى تهدئة شاملة.
من 4 إلى واحدةوالخطة الإسرائيلية لممر موراغ أثارت انقساما داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذاتها، فقد حذر عدد من القادة العسكريين من أن الإصرار على السيطرة على هذا الممر قد يؤدي إلى تعقيد المحادثات الجارية بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، فضلا عن أنه قد لا يكون ذا أهمية استراتيجية على المدى الطويل.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر إسرائيلية عن خطة لإنشاء "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح في جنوب القطاع، بهدف توفير مأوى للمدنيين الفلسطينيين النازحين، وذلك مع ضمان فصلهم عن مقاتلي حماس، وترى تل أبيب أن السيطرة على ممر موراغ تمثل ركيزة أساسية لحماية هذه المنطقة الجديدة من أي تهديدات أمنية محتملة.
على الجانب السياسي، شهد البيت الأبيض لقاءا غير معلن جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو الاجتماع الثاني بين الطرفين خلال أقل من 24 ساعة، في وقت تتكثف فيه الوساطات الأميركية والقطرية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفقا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن ترامب مارس "أقصى قدر من الضغط" على نتنياهو لحثه على إبداء مرونة في المفاوضات، وتحديدا فيما يتعلق بنقطة الخلاف حول ممر موراغ.
وقال ترامب قبيل المحادثات: "علينا حل هذه الأزمة. غزة مأساة. هو يريد حلها. أريد حلها، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد حلها أيضا"، في إشارة إلى وجود رغبة مشتركة بإنهاء الحرب.
وعقب الاجتماع، أكد نتنياهو أن تركيز اللقاء انصب على جهود الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، قائلا: "لن نتوقف ولو للحظة، وهذا ممكن بفضل الضغط العسكري الذي يمارسه جنودنا البواسل، رغم الكلفة المؤلمة التي ندفعها، بسقوط أفضل أبنائنا".
والجدير بالذكر، أنه في ظل هذه المستجدات، يبدو أن مصير الحرب في غزة بات معلقا على ممر واحد، قد يكون بوابة للسلام أو سببا لمزيد من التصعيد.