الأمم المتحدة تحذر من تداعيات بيئية جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج، من العواقب البيئية والإنسانية الخطيرة الناجمة عن تصاعد هجمات ميليشيا الحوثي على السفن التجارية في مياه البحر الأحمر، مؤكدا أن استمرار هذه الهجمات يهدد أمن الملاحة الدولية والاستقرار الإقليمي، ويخالف القوانين الدولية.
وفي بيان رسمي نُشر الخميس، أعرب جروندبرج عن قلقه العميق من التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن تلك الهجمات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون البحري الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2722"، في إشارة إلى القرار الذي دان تهديد حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية.
وسلط المبعوث الأممي الضوء على الهجمات الأخيرة التي طالت السفن التجارية، ومنها الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي على السفينة "إيترنيتي سي"، والذي تسبب في غرقها، وأسفر عن وقوع قتلى ومصابين، بينما لا يزال عدد من طاقم السفينة في عداد المفقودين. كما أشار إلى الهجوم السابق على السفينة "ماجيك سيز"، التي غرقت بدورها مطلع الأسبوع الجاري، وهو ما اعتبره دليلاً على تزايد المخاطر التي تهدد أرواح المدنيين، وسلامة الملاحة، والاقتصاد الإقليمي.
وأكد جروندبرج أن "هذه الحوادث تؤكد تزايد خطورة الوضع، ليس فقط من الناحية الأمنية بل كذلك من منظور حماية البيئة، خاصة مع احتمال وقوع تسرّب نفطي أو مواد ضارة من السفن المستهدفة، بما ينذر بتبعات بيئية خطيرة تمتد آثارها إلى دول الجوار".
وفي الوقت الذي شدد فيه على ضرورة احترام القانون الدولي وحرية الملاحة، دعا المبعوث الأممي الحوثيين إلى "وقف فوري لهجماتهم التي تؤجج التوترات داخل اليمن وفي محيطه الإقليمي"، وحثّهم على البناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر.
واعتبر أن على الحوثيين تقديم "ضمانات مستدامة" لطمأنة المجتمع الدولي والدول المطلة على البحر الأحمر، وذلك عبر الامتناع عن أي عمليات استهداف جديدة، وضمان سلامة السفن المدنية والطاقم البحري.
واختتم جروندبرج بيانه بالتحذير من "أضرار بيئية جسيمة" قد تنجم عن تواصل استهداف السفن التجارية، قائلاً إن "احتمال التسبب في تلوث بيئي بحري أصبح مسألة واقعية، مع ما يحمله من عواقب وخيمة على النظام البيئي للبحر الأحمر، وعلى سكان المناطق الساحلية، وعلى اقتصادات الدول المعتمدة على هذا الممر الحيوي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي الحوثيين جماعة الحوثي أمريكا إسرائيل الإسرائیلی على البحر الأحمر اعتراض صاروخ الحوثیین فی من الیمن
إقرأ أيضاً:
عودة هجمات البحر الأحمر.. ايران تعيد تنشيط ذراعها في اليمن
تتناغمت عودة الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفن التجارية في البحر الاحمر مع التهديدات التي اطلقها الحرس الثوري الايراني بشأن إغلاق المضائق المائية ردا على الهجمات الإسرائيلية والامريكية على اراضيها.
وكانت الميليشيات الحوثية قد أوقفت هجماتها على السفن في المياه الدولية عقب اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية توقف الاخيرة بموجبها غاراتها على مواقعها.
وقال الباحث في مركز صنعاء للدراسات حسام ردمان في منشور على حسابه في الفيسبوك، ان اخر عملية حوثية استهدفت سفينة تجارية في البحر الاحمر كانت في 18 نوفمبر 2024 ، و منذ ذلك الحين شهدت المنطقة ترتيبات جزئية لخفض التصعيد كان من بينها وقف استهداف الملاحة التجارية في البحر الأحمر و تثبيت وقف اطلاق النار في لبنان.
والاحد 6 يوليو هاجمت الميليشيات السفينة ماجيك سيزر قبالة سواحل الحديدة بالبحر الاحمر واغرقتها، وهي سفينة تجارية تعود ملكيتها لشركة يونانية وسبب الهجوم بحسب الميليشيات هو دخولها الموانئ الإسرائيلية.
ولفت ردمان الى ان جماعة الحوثي تجنبت الإعلان فورا عن مسؤوليتها، حيث تفضل دائما التزام نوع من الغموض عند الاقدام على نمط تصعيدي جديد الى حين اختبار ردود الأفعال، قبل ان تتبناه صراحة عصر اليوم (الاثنين).
في المقابل حرصت إسرائيل من جانبها على اظهار رد فعل قوي وسريع، وقررت استهداف الحديدة بأكثر من خمسين صاروخ وقنبلة ، لكن رد تل ابيب كان يتوخى تحقيق الصخب اكثر من تحقيق الفاعلية لاسيما وانه لم يغادر بنك الأهداف المستهلك منذ اشهر، حسبما يراه ردمان.
ردمان ربط بين عودة الهجمات الحوثية والتحركات الإيرانية قبيل بدء المفاوضات النووية، وقال: "على مدار اليومين الماضيين اعادت طهران تعبئة حلفائها الاقليمين نحو سياسة تصعيدية، وهي تسعى من وراء ذلك الى تحقيق هدفين: أولا تحسين موقفها التفاوضي قبل انعقاد أي لقاء محتمل بين عراقجي وويتكوف ، لذا فان طهران اعادت ربط ورقة نزع سلاح حزب الله و ورقة امن الملاحة في البحر الأحمر ، بملف المفاوضات النووية".
اما ثاني الأهداف هو ان ايران تريد ان تثبت جاهزيتها لخوض جولة صراع عسكري من خلال تنشيط وكلائها الذين غابوا عن المشهد في يونيو الماضي بسبب امتلاك تل ابيب لعنصر المفاجأة.
وفي هذا السياق يرى ردمان ان عودة الهجمات البحرية تعني ان ايران اعادت تنشيط الحوثيين في البحر الأحمر للتأكيد على جديتها في اغلاق المضائق المائية (هرمز ، باب المندب، السويس)، وهو ما تجنبته خلال حرب ال12 يوما.
واضاف ان هذا التحرك من قبل الحوثيين جاء متناغما مع تأكيد الحرس الثوري بأن رده القادم سوف يكون بلا ضوابط في حال هوجمت ايران مرة أخرى.