مرحلة جديدة تنهي 47 عاماً من الصراع.. أردوغان: لجنة برلمانية لبحث نزع سلاح «العمال الكردستاني»
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
البلاد (إسطنبول)
في تحرك لافت على صعيد الملف الكردي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس (السبت)، تشكيل لجنة برلمانية مختصة لبحث المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، في ما وصفه بـ”المرحلة الأخيرة من 47 عاماً من الإرهاب”.
وأكد أردوغان خلال كلمة ألقاها في أنقرة أن التطورات الإقليمية، خاصة في سوريا والعراق، أسهمت في تقليص خطر الإرهاب بشكل كبير، ومهدت الأرضية لإجراءات جديدة تركز على الحل السياسي ونزع السلاح، قائلاً:” لقد قاتلنا الإرهاب، لكننا أيضاً اقتربنا من إخوتنا الأكراد، وأثبتنا أننا نبحث عن مصلحة تركيا ومصلحتهم على حد سواء”.
وفي سياق حديثه، استعرض الرئيس التركي الكلفة البشرية والاقتصادية الباهظة التي تحملتها بلاده نتيجة الصراع المسلح مع” العمال الكردستاني”، مشيراً إلى أن “الإرهاب كلّف تركيا تريليوني دولار على مدار السنوات الماضية، وأودى بحياة 10 آلاف من رجال الأمن و50 ألف مدني”. وأضاف: “هذه التضحيات لن تذهب سدى، وها نحن نصل إلى نهاية طريق طويل من المعاناة”.
وجاء تصريح الرئيس التركي بعد يوم من خطوة رمزية قام بها 30 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني، حيث أحرقوا أسلحتهم أمام أحد الكهوف القريبة من مدينة السليمانية شمال العراق، في مشهد وصف بأنه “مراسم وداع” لصراع امتد لأكثر من أربعة عقود.
تأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة أطلقها الحزب في مايو الماضي، أعلن خلالها حل نفسه وإنهاء العمل العسكري ضد الدولة التركية، وذلك بعد دعوة علنية من زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في تركيا منذ عام 1999.
ويُنظر إلى هذا التطور باعتباره تحولاً إستراتيجياً في العلاقة بين أنقرة والحركة الكردية المسلحة، خصوصاً أن حزب العمال الكردستاني كان مصنفاً من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
ويرى مراقبون أن تشكيل لجنة برلمانية رسمية يعكس رغبة الحكومة التركية في الانتقال من المعالجة الأمنية إلى المعالجة التشريعية والسياسية للقضية الكردية، وهو ما قد يفتح الباب أمام مفاوضات أكثر شمولاً في المستقبل.
ولم تصدر حتى الآن ردود فعل رسمية من الأطراف الدولية أو الإقليمية حيال إعلان الحزب نزع سلاحه، غير أن مراقبين يتوقعون أن تسهم هذه الخطوة في تهدئة الأوضاع الأمنية جنوب تركيا وعلى حدودها مع العراق وسوريا، إضافة إلى أنها قد تعيد رسم أولويات التعامل مع الملف الكردي في ضوء التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
بعد 47 عاما من القتال.. “العمال الكردستاني” في تركيا ينزل من الجبال ويقرر إلقاء السلاح
وكالات- متابعات تاق برس – في مشهد نادر شهدت أحداثه كهف “جاسنه” في منطقة سورداش بقضاء دوكان، شمالي محافظة السليمانية، أمس الجمعة، أقيمت مراسم تسليم وحرق أسلحة 30 مسلحا من حزب العمال الكردستاني، بينهم أربعة من كبار القادة، في خطوة رمزية لدعم عملية السلام مع تركيا، استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، الصادرة في 27 فبراير الماضي، والتي قضت بحل الحزب وإلقاء السلاح المرفوع ضد الدولة التركية منذ أكثر من 40 عاما.
من جانبهما استحسنت تركيا والعراق خطوة حزب العمال الكردستاني، حيث رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والخارجية العراقية بالخطوة، معتبرين أنها تعد تطوراً مهماً يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح المستشار الإعلامي السابق لرئاسة الوزراء التركية، جاهد توز، أن إلقاء حزب العمال الكردستاني، سلاحه رمزياً يمثل خطوة تاريخية لتركيا والمنطقة، مشيراً إلى أن الحزب يضم أعضاءً من أعراق أخرى بجانب الأكراد (عرب، وأرمن، وغربيين من جنسيات متعددة)، مرجحاً “تغير الديناميات الخارجية التي دعمت نشاطات الحزب، مما سيؤدي إلى تأثيرات إيجابية على المستوى الإقليمي”.
وأشار “توز” في تصريحات لـ”الشرق”، إلى أن إلقاء الحزب للسلاح قد يؤدي إلى انسحاب بعض القوى الخارجية التي استخدمته، ورقة ضغط ضد تركيا، وسوريا، والعراق وأيضاً إيران، بحسب وصفه، لافتاً إلى أن “الحزب تسبب في مصرع نحو 57 ألف تركي خلال 47 عاماً، ورغم ذلك قد قد يشمل العفو بعض أعضائه العائدين لتركيا ممن لم يرتكبوا جرائم، بينما لن يتمكن غير الأتراك من دخول البلاد أو المثول أمام القضاء التركي”.
وعن قادة الحزب، أكد أنهم لن يعودوا إلى تركيا، إذ سيبقى بعضهم في شمال العراق، ويتجه آخرون إلى دول أوروبية، متوقعاً نجاح خطوة إلقاء السلاح واندماج بعض أعضاء الحزب في الحياة السياسية وفق الدستور التركي الجديد، وأشار إلى تغييرات دستورية، وقانونية مهمة تعزز حقوق الأكراد، أبرزها رفع الحظر عن استخدام اللغة الكردية رسمياً وفي التعليم.
– الاندماج السياسي:
وعن اندماج ممن سيعودون إلى تركيا، أوضح “توز” أنهم قد يندمجون مع حزب “ديم” (وهو حزب سياسي مؤيد للأقلية الكردية في تركيا)، المتوقع تحالفه مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.
واعتبر أن الإفراج الكامل عن زعيم PKK، عبد الله أوجلان، مستحيل، لكنه قد يُنقل للإقامة الجبرية في منزل في أنقرة، مع احتمال إطلاق سراح زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، صلاح الدين دميرطاش وقادة آخرين.
ويرى إمام تاشجير، عضو البرلمان التركي السابق عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أن إلقاء سلاح الحزب للسلاح، يفتح عصراً جديداً بعد أربعة عقود من الحرب التي لم تفد الأتراك أو الأكراد.
ودعا “تاشجير” خلال تصريحاته لـ”الشرق”، الأكراد، لاستغلال هذه الفرصة للدفاع عن هويتهم، وحقوقهم القومية، مؤكداً ضرورة ضمان الدولة التركية لحقوقهم، مع التعايش السلمي بين العرقين الكردي والتركي، مؤكداً أنه على تركيا اعتماد مسار ديمقراطي، يتوافق مع اقتراح زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بهتشلي (حليف أردوغان)، بإطلاق سراح أوجلان مقابل حل حزب العمال الكردستاني.
وطالب بتحالف كردي لتشريع قوانين تضمن حقوقهم، مؤكداً أن الحل لا يكون بالعنف، مشيراً إلى أن PKK حاول التخلي عن السلاح في الفترة بين عامي 2013 و2015، لكن غياب دعم السلام منع ذلك، مشدداً على أن الحل النهائي يجب أن يكون في سلمياً وعادلاً في تركيا وليس العراق.
– أكراد العراق يرحبون:
عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، محمد زنكنة، قال في تصريحات لـ”الشرق”، إن خطوة إلقاء السلاح تاريخية، مؤكداً تبني الحزب سياسة زعيمه مسعود بارزاني، والتي تعتقد أن الحوار السلمي لمدة 10 أعوام أفضل من 10 ساعات من الحروب، مضيفاً أن بارزاني التقى بقادة PKK في كردستان العراق، وشجع الخطوة، مشيراً إلى أن رسائل أوجلان للحل السلمي منذ 1999 لم تُستجب إلا من مقاتلي الحزب الآن، وذلك بسبب تغير التوازنات الإقليمية.
أوجلانتركياحزب العمال الكردستاني