قبل الإطلاق الرسمي.. تسريبات GTA 6 تكشف مزايا غير مسبوقة
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
مع تبقي أقل من 10 أشهر على موعد إطلاق GTA 6 – والتي تعد من أكثر ألعاب الفيديو ترقبا في التاريخ– تتواصل التسريبات والشائعات حول اللعبة بشكل متسارع، دون تأكيد رسمي من شركة Rockstar حتى الآن.
آخر تحديث رسمي جاء في مايو الماضي، حين أطلقت Rockstar العرض الترويجي الثاني للعبة GTA 6، إلى جانب مجموعة كبيرة من الصور والرسومات الجديدة، بالإضافة إلى تحديث شامل للموقع الرسمي.
وجاء ذلك بعد إعلان الشركة عن تأجيل موعد الإطلاق من خريف 2025 إلى تاريخ محدد هو 26 مايو 2026.
أفاد مسرب في صناعة الألعاب يدعى HipHopGamer عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، بأن لعبة GTA 6 ستتضمن طور موسيقى جديد يسمح للاعبين بإدراج موسيقاهم الخاصة داخل اللعبة، على غرار ما كان متاحا في لعبة ESPN NFL 2K5.
وقال في منشوره: “يمكنني التأكيد أن GTA 6 ستتضمن وضعا مشابها لوضع الموسيقى المخصصة في NFL 2K5، سيكون الأمر كبيرا، ومن المرجح أن يتم إضافته بعد الإطلاق، لكن الأكيد أنه قادم”ز
إذا صحت هذه التسريبات، فقد يتمكن اللاعبون من إنشاء قوائم تشغيل خاصة أو حتى محطات راديو مخصصة داخل اللعبة؛ ما يضفي تجربة أكثر تخصيصا وتفاعلا.
الأداء على PS5 Proمن جهة أخرى، كشف المسرب المعروف Detective Seeds أن اللعبة ستعمل بمعدل 60 إطارا في الثانية على جهاز PS5 Pro، وأن سوني وروكستار تعملان معا على حزم خاصة تتضمن الجهاز واللعبة.
وأشار إلى أن مصدر هذه المعلومات هو مهندس في بلايستيشن قدم تسريبات دقيقة في السابق، كما توقع أن توفر GTA 6 خيارات رسومية متعددة على PS5 Pro عند الإطلاق.
وفي لفتة أذهلت مجتمع ريديت، قام أحد المستخدمين ويدعى JandoBlue19 بإعادة إنتاج العرض الترويجي الأول للعبة GTA 6 في الواقع، ما أثار إعجاب عشاق اللعبة.
وكتب أحد المعلقين: “هذا مذهل جدا”، بينما قال آخر: 'د"رجاء، أعد إنتاج العرض الثاني".
كما رصد حساب @GTAVI_Countdown على منصة “X”، صورة فنية، نشرتها “روكستار” في مايو الماضي، يعتقد أنها تحتوي على لمحة من خريطة GTA 6، وتحديدا منطقة “Leonida Keys” التي تظهر في بداية العرض الثاني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إطلاق GTA 6 لعبة GTA 6
إقرأ أيضاً:
هل تحفظ التقنية الحديثة ذاكرة التراث العُماني؟
استطلاع ـ شذى البلوشية
تقنيات العالم الرقمي تجتاح كل مناحي الحياة؛ أعادت الماضي، وحفظت الحاضر، وكشفت أسرار المستقبل. بكبسة زر غدا العالم متاحا بين أيدينا. ورغم كل الثورات الرقمية في العالم بقي للماضي عبقه الذي يتأصل في النفوس، فبات الشغل الشاغل كيف لنا أن نحافظ على الإرث الحضاري والشعبي بصورة تضمن أن تبقى ملامحه براقة مهما تبدلت الأزمنة؟ فكان لابد من استغلال التقنية الحديثة وأدوات العالم الرقمي بشتى أشكالها لتوظيفها كحارس أمين يحفظ التراث والإرث الأصيل، ويبقي صورة الأجداد بملامح حديثة لا يشوبها غبار الزمن، بل أن توظف هذه الأدوات بأسلوب رقمي حديث يسهم في تقريب الجيل الجديد لماضيه.
من الفنون التقليدية، والرقصات الشعبية، والزخارف المعمارية تشكلت ملامح الأصالة العُمانية، وتراثها العريق، وتظهر محاولات لتوظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في حفظ هذا الإرث وتقديمه للأجيال القادمة. نقترب في هذا الاستطلاع من بعض هذه المحاولات؛ للتعرف عن قرب على المشروعات الشابة التي تعمل بجهد وبأسلوب رقمي حديث لإبقاء وحفظ التراث والفن العُماني.
أحد أبرز المشروعات الشبابية التي أظهرت الارتباط المجتمعي بالتراث العُماني هو تحويل ألعاب شعبية عُمانية باستخدام الأدوات الرقمية إلى ألعاب إلكترونية. وكانت الفكرة قد ولدت من قبل مركز ثقافة الطفل التابع لوزارة الثقافة والرياضة والشباب. وفي حديث مع أصيلة البلوشية من المركز حدثتنا عن فكرة توظيف التقنية في تجسيد الألعاب الشعبية، منها لعبتا «الصياد والعنبر»، فقالت: تعد لعبتا «الصياد والعنبر» من الألعاب الشعبية التقليدية التي ارتبطت بذاكرة الطفولة في المجتمع العُماني، ومع التطور الرقمي واهتمام المؤسسات الثقافية بالمحافظة على التراث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة جاءت فكرة تحويل هذه الألعاب إلى ألعاب رقمية؛ كونها وسيلة مبتكرة تجمع بين الأصالة والتقنية، فتصبح متاحة بأسلوب تفاعلي يحافظ على هُويتها، ويجعلها أكثر جذبا للأطفال والشباب في عصر التكنولوجيا».
وحول جذب هذه الألعاب للطفل قالت البلوشية: «يمكن أن تكون هذه الألعاب الرقمية جاذبة للأطفال؛ حيث تمت مراعاة تصميمها بطريقة تراعي اهتماماتهم الحالية، مثل إضافة الرسوم المتحركة، والألوان الجذابة والمؤثرات السمعية والبصرية التي تجعل المستخدم يتفاعل بشكل تلقائي. بهذا الشكل يشعر الطفل أنه يلعب لعبة حديثة، لكنها مستوحاة من ثقافة عاشها آباؤه وأجداده، كما يمكن لهذه الألعاب أن تكون جسرا مهما للتعرف على الفنون الشعبية العُمانية الثرية بكل أشكالها؛ نظرا لاعتمادها على التقنية التي تعد عنصرا أساسيا في عصرنا الحالي».
وأضافت: «لتعميق تأصيل الهُوية والثقافة والبيئة المحلية حرص فريق المركز على تضمين عناصر من التراث العُماني في اللعبة؛ حيث ضمنت مواقع حقيقية محاكاة من ولايتي مطرح وبهلا، كما اعتمدت عناصر من الأزياء العُمانية باعتبارها أحد رموز الثقافة. بذلك لا يكتفي الطفل باللعب فحسب، وإنما يتعرف على عناصر أخرى مهمة تتعلق بالثقافة والبيئة العُمانية بشكل غير مباشر».
لعبة إلكترونية تحمل رسالة الهُوية
وحول تحويل الألعاب الشعبية إلى لعبة إلكترونية رقمية قال أسامة الشعيبي عضو في فريق الحصن الذي قام بالعمل على المشروع: «إن سبب اختيار فريق الحصن للعبة الشعبية وتحويلها إلى لعبة إلكترونية لم يكن مجرد مشروع ترفيهي أو منتج تجاري، بل هي رسالة أعمق تتعلق بالحفاظ على الهُوية العُمانية وإحيائها في عالم سريع التغير». وأضاف الشعيبي: «نحن نعيش في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا، وتنتشر الألعاب العالمية التي تشكل وعي الجيل الجديد. وقد لاحظنا أن الكثير من أطفالنا بدأوا يبتعدون شيئا فشيئا عن تراثهم، وعن تلك الألعاب الشعبية التي كانت يوما ما جزءا أساسيا من طفولتنا وذاكرتنا الجماعية».
وحول اختيار الألعاب قال الشعيبي: «اخترنا هذه اللعبة تحديدا؛ لأننا لا نريد أن تُنسى ألعابنا الشعبية، ولا نريد أن تضيع هذه الذاكرة الجماعية مع مرور الزمن. هدفنا أن نخلق جسرا يصل بين الماضي والحاضر بين الأصالة والحداثة؛ بحيث يعيش الطفل اليوم تجربة ممتعة تواكب التقنيات الحديثة، وفي الوقت نفسه يتعرّف على جزء من ثقافته وهُويته».
ركز فريق حصن في اشتغاله على الألعاب الإلكترونية على رسالة سامية وهي الحفاظ على الهُوية الوطنية وغرسها في نفوس الناشئة»؛ حيث قال الشعيبي: «نحن نؤمن أن الهُوية ليست شيئا جامدا يُحفظ في الكتب أو المتاحف فقط، بل هي كائن حي يتطور مع الزمن. ومن خلال هذه اللعبة أردنا أن نثبت أن تراثنا يمكن أن يكون معاصرا وحيا، وأن ألعابنا الشعبية يمكن أن تتجدد وتُقدّم في قالب عصري ينافس الألعاب العالمية».
واستطرد قائلا: «اللعبة تمثل مزيجا متناغما بين الأصالة والحداثة؛ الأصالة تكمن في القصة، والرموز، والأفكار المستوحاة من الألعاب الشعبية العُمانية، والحداثة تتمثل في طريقة التنفيذ، والتقنيات المتقدمة، وتصميم اللعبة بما يناسب ذوق الجيل الجديد. بهذه الطريقة يصبح الطفل أو اللاعب لا يكتفي بمجرد اللعب، بل يعيش تجربة ثقافية متكاملة تغرس في داخله حب تراثه وفخره بهُويته.
نشر الثقافة العُمانية عالميا
وحول انتشار اللعبة قال الشعيبي: «نحن نسعى إلى نشر الثقافة العُمانية عالميا. نحن لا نرى هذه اللعبة فقط كمنتج محلي موجه للجمهور العُماني أو الخليجي، بل نطمح أن تصل إلى العالم أجمع. في عصر العولمة أصبح بالإمكان أن تكون الألعاب سفيرا للثقافة تنقل قصص الشعوب وتقاليدها إلى ملايين الأشخاص حول العالم. ومن خلال هذه اللعبة نريد أن نشارك العالم جزءا من ثقافتنا؛ بحيث يتعرف اللاعبون من مختلف الدول على تراثنا بطريقة ممتعة وتفاعلية. وبهذا نكون قد حققنا هدفين: حماية تراثنا المحلي من الاندثار، وتصدير هُويتنا إلى العالم؛ لتكون الثقافة العُمانية جزءا من المشهد العالمي للألعاب».
وتحدث الشعيبي عن الإقبال المتوقع على اللعبة فقال: «نحن واثقون من أن اللعبة ستحظى بإقبال كبير، ليس فقط لأنها جديدة ومختلفة، بل لأنها تحمل فكرة أعمق».
وأضاف: «في السوق اليوم هناك الكثير من الألعاب المتشابهة التي لا تحمل أي رسالة أو ارتباط بالواقع، بينما هذه اللعبة تقدم تجربة فريدة تمثل هُوية المواطن العُماني، وفي الوقت نفسه تقدم أسلوب لعب ممتع ومشوق. والناس بطبيعتهم ينجذبون لكل ما يلامس مشاعرهم ويذكرهم بجذورهم، ونحن على يقين أن هذه اللعبة ستثير حماس اللاعبين؛ لأنها تعيد إحياء ذكرياتهم، وتقدم لهم فرصة لتجربة تراثهم في صورة حديثة تنافسية».
وختم الشعيبي حديثه حول رسالة الفريق بإنتاج اللعبة التي تحمل الهُوية الوطنية فقال: «هذه اللعبة بالنسبة لنا ليست مجرد مشروع تكنولوجي، بل هي مشروع وطني وثقافي يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر، وصناعة مستقبل يفتخر فيه أبناؤنا بهُويتهم، ويشاركون العالم ثقافتهم بطريقة معاصرة. ونحن نؤمن أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة للحفاظ على الهُوية لا لطمسها، وأنه من الممكن أن نجعل من ألعابنا الشعبية قصة نجاح عالمية تجمع بين الترفيه والتعليم بين التنافس والمتعة، وبين الأصالة والابتكار».
الفن العُماني بأسلوب رقمي حديث
ومن المهتمين بمجال نقل الهُوية الوطنية للأجيال الحديثة بأسلوب تقني المصممة والفنانة سارة المخينية؛ حيث ظهرت أعمالها الرقمية بأسلوب الحفاظ على التراث والأصالة العُمانية حول أهمية ذلك قالت المخينية: «التراث العُماني من الأعمدة الأساسية لنا في الاستلهام؛ حيث إن الفن والتصميم يستندان على الكثير من المعاني والرموز التراثية. وإذا تحدثنا عن الفنون العصرية فقد انبثق جمهور كبير محب للفنون العصرية التي تعكس تجريدا لبعض القصص المستلهمة من تراثنا الأصيل؛ حيث انتشرت في الآونة الأخيرة معارض الفن المعاصر، ولها زوار من مختلف الثقافات، ومثرية في عكس انطباع جديد على الجمهور والاعتزاز بالتراث العُماني بطريقة مختلفة».
وحول تجربتها تقول سارة المخينية: «كفنانة أحب الرسم منذ الصغر. وقد مارست الفن برسمي للوحات الزيتية أكثر من الألوان المائية على رغم من تخصصي في علم الهُوية البصرية وتصميمها إلا أنني مازلت أمارس الرسم بالألوان الزيتية عن طريق الفن الرقمي، وهو إنتاج لوحات إلكترونية عن طريق برامج وتطبيقات خاصة بالفن الرقمي، وشاركت بها في العديد من المحافل العربية».
وأضافت: «عصرنا هذا أصبح مهتما جدا بأدوات الذكاء الاصطناعي في التعبير عن الرسالة أو التعبير عن المحتوى البصري لهدف ما أو قصة. وأشاد الجميع باستخدامه وتداوله وتعليمه ونشر المعرفة التامة عن مستجداته، وكل ما هو حديث في علم الذكاء الاصطناعي، وإن أبرز ما يتداوله العمانيون في معرفة واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي هو حرصهم الكبير أن يعكس لهم محتوى عُمانيا دقيقا بصورة صحيحة، ولا يدمج بها ثقافة أخرى؛ حيث إن برامج الذكاء الاصطناعي تخزن في ذاكرتها الكثير من المعلومات التي تستخدمها في ترجمتها للمحتوى البصري. كلما سعى المستخدم إلى تثقيف وتخزين معلومات دقيقة عن الثقافة العُمانية زادت دقة ترجمته للمحتوى بصورة واقعية وصادقة عن التراث والملامح العُمانية».
وعن حفظ التقنية الحديثة للتراث والفنون التقليدية ونقلها للأجيال، قالت المخينية: «مهما تطورت التقنيات الحديثة أو الأدوات الفنية عبر السنين ما زال المستخدم أو الفنان له بصمة ورؤية ومنظور خاص به يميزه عن غيره من الفنانين، وما زال الكثير من المهتمين بالمجال التقني أو الفني، معجبين بالأساليب القديمة والحديثة معا؛ حيث إن الكثير من الفنانين ما زالوا يحبون الفنون التقليدية أكثر من الفنون الرقمية؛ لأنهم يفضلون المشاعر والأحاسيس الملموسة في دمج الألوان بضربات من فرشاة حقيقية».
إن من أجمل التجارب في نقل الثقافة والتاريخ العُماني بطرق حديثة هو «متحف عُمان عبر الزمان»؛ حيث إن الزائر للمتحف يمر بتجربة تقنية حديثة ومميزة يتنقل بها عبر أزمنة وتاريخ سلطنة عُمان بأسلوب عصري مبهر، والمتحف يعد من التجارب الفريدة في التعبير عن حفظ الثقافة العُمانية عن طريق التقنيات الحديثة والفن التقليدي معا».
الارتباط الوجداني للتراث
العُماني عبر واقع رقمي
وحول إمكانية أن يرتبط التراث والهُوية وجدانيا بالأجيال القادمة باستخدام الواقع الرقمي قالت أصيلة البلوشية: «يمكن بقاء الفنون التقليدية حية في وجدان الأجيال عبر دمجها المستمر في أنشطة الحياة اليومية وفي الوسائط الحديثة معا. يتحقق ذلك عبر إقامة مهرجانات وعروض حية، وإدراج الألعاب الشعبية في منهج حصة الرياضة المدرسية، وتشجيع الأطفال على المشاركة في ورش وتجارب عملية للحرف والموسيقى والألعاب التقليدية. أما في العالم الرقمي فيمكن الحفاظ عليها عبر تحويلها إلى محتوى تفاعلي مثل الألعاب التعليمية، الفيديوهات القصيرة، التطبيقات التفاعلية، والواقعين الافتراضي والمعزز، بحيث يعيش الطفل التجربة التراثية بشكل ممتع وعملي. هذا الدمج بين الواقع والرقمية يجعل الفنون التقليدية جزءا من هُوية الطفل اليومية، فلا تبقى مجرد ذكرى أو نشاط مؤقت، بل تصبح ثقافة حية تمارس وتتوارث».
وقالت سارة المخينية: «الارتباط الوجداني للتراث العُماني عبر الواقع الافتراضي أو الرقمي. هو عنوان يمكننا صياغة معانيه منذ عدة سنوات في سلطنة عُمان وليس هذه السنوات فقط؛ حيث إن الشباب العُمانيين انغمسوا في الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي VR في الكثير من المجالات الثقافية؛ فقد ترجموا جماليات المعمار الداخلي لبعض الأماكن التراثية في عُمان التي تتيح الفرصة للمشاهد أن يعيش تجربة وجوده في ذلك المعلم السياحي، ويمكننا أن نذكر تجربة زيارة قصر العلم من الداخل عن طريق الواقع المعزز في أحد المتاحف، وغيرها من التجارب التقنية التراثية التي تستخدم لطلاب المدارس والمؤسسات التعليمية».
وأضافت: «الثقافة الرقمية الفنية معروفة في سلطنة عُمان، ويمارسها الكثير من الرسامين والفنانين من مختلف الفئات، ويشاركون في الكثير من المحافل العربية والدولية معبرين في فنهم الرقمي عن جمال التراث العُماني وثقافته. وإن مشاركة العمانيين في إكسبو ٢٠٢٥م في أوساكا باليابان أثبتت أن العمانيين جديرون بالتعبير عن تراثهم بعدة طرق تقنية وحديثة. كما أن معرض كوميكس الماضي أثبت جدارة الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة في استخدام التقنيات الحديثة في الكثير من الأنشطة الإلكترونية التي عكست بعض الخدمات عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، وطرق التصوير الحديثة، وبرمجة ألعاب الفيديو العُمانية».
مشروع خط عُمان
ومن المشروعات العُمانية الهادفة للحفاظ على الموروث مشروع «خط عُمان» الذي تعمل عليه شركة «إبانة»، وهي شركة تقنية تعمل في مجال «تكنولوجيا اللغة. وقال سالم المنظري القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة «إبانة» حول عمل الشركة: «نركز على التقنيات الحديثة، ونحاول تقديمها لمستخدمي اللغة العربية بشكل خدمات وتطبيقات وأدوات مختلفة. نعمل على ثلاثة مسارات أساسية: المسار الأول صناعة الخطوط الطباعية، والمسار الثاني إنتاج أدوات ذكاء صناعي لخدمة اللغة العربية، والمسار الثالث بناء المنصات والأدوات التعليمية في مجال صناعة الخطوط الطباعية، وهو المجال المرتبط عادة بالتراث والثقافة. ونحاول أن نقدم للجمهور خطوطا رقمية مستوحاة من التراث المادي المخطوط.
وتحدث المنظري حول مشروع «خط عُمان» فقال: «تجربتنا الأولى كانت في صناعة خط عُمان الطباعي، وهو عبارة عن خط نسخ مستوحى من المخطوطات العُمانية القديمة. شارك في هذا العمل عدد من الباحثين والخطاطين والمصممين؛ حيث بدأ المشروع بالتنقيب في أكثر من خمسين مخطوطة عمانية. وحاولنا فيها استخلاص الأنماط التركيبية المميزة عند العُمانيين في الكتابة. بعد ذلك طلبنا من الخطاطين محاكاة رسم هذه النماذج بالاستفادة من خبرتهم أيضًا في كتابة خط النسخ، ثم بعد ذلك انتقينا عددا من الأشكال التي اعتمدناها لاحقا في رسم هذا الخط رسم رقمي على الحاسوب. ثم بُرمِجَ الخط ليظهر في ثلاثة أوزان: الوزن الخفيف، والعادي، والسميك. ودشنا ثلاثة أوزان إضافية من الخط وهي: الوزن المتوسط، ونصف السميك، والسميك جدا. فالآن محفظة الخط فيها ستة أوزان تكتب بلغات مختلفة ومكتوبة بالطريقة العُمانية. ونطمح -إن شاء الله- في المرحلة القادمة أن ننقل خطوطا إضافية بالاستفادة من المخطوطات العُمانية؛ حتى يتمكن المستخدم سواء من المؤسسات أو الأفراد من استخدام هذا الخط بالهُوية العُمانية، وتكون الشخصية العُمانية حاضرة في كتاباتهم، ويكون قابلا للاستخدام في تطبيقات بصرية متعددة مثل: المخاطبات، والمواد المطبوعة، والمنشورات الرقمية، واللوحات والإرشادات. ويوجد إلى الآن عدد من المؤسسات الحكومية التي اعتمدت استخدام هذا الخط في تطبيقات بصرية مختلفة».
وتحدث المنظري عن فكرة «خط عُمان» التي ولدت من الحرص على حفظ الإرث العُماني التقليدي فقال: «نحن نمتلك مخزون مخطوط هائلا وضخما؛ فأجدادنا وأباؤنا السابقون كانت لهم أنماط مميزة في الكتابة ربما تكون أيضا مميزة عن بقية أقطار الوطن العربي. فجاء السؤال: لماذا لا نستفيد من هذا التراث المخطوط في إنتاج خطوط رقمية تظهر في سلطنة عُمان في أنماط بصرية مختلفة على الشاشات، وعلى اللوحات، وفي المخاطبات، ونمتلك خطا باسم «خط عُمان» يُعبر عن الهُوية العُمانية في الكتابة»؟ وأشار المنظري إلى أهمية غرس وتعليم الأبناء كتابة الحروف بالطريقة العُمانية وذلك عبر التقنيات الحديثة فقال: «واحدة من أهم منقذات هذا المشروع أننا استطعنا تأصيل الطريقة العُمانية في الكتابة إلى حد ما بطريقة تشبه النسب القياسية المعتمدة للخطوط العربية، فنجد أن كل خط من الخطوط العربية لديه نسب قياسية محددة في رسم كل حرف. نحن في هذا المشروع اعتمدنا رسومات محددة لكل حرف؛ فبالتالي ضبطنا طريقة قياسية معينة في رسم هذه الحروف، وأبرزناها في كراسة «خط عُمان» التي هي عبارة عن كراسة صغيرة تقدم للأطفال تدربهم على الكتابة بالطريقة العُمانية؛ كتابة كل حرف على حدة في مختلف موضعه في الكلمة. وهذا يقربهم من كتابة المخطوطات، أو يقربهم من الطريقة العُمانية في الكتابة. أيضا الناس في هذا الزمان لأنهم اعتمدوا على الأجهزة اللوحية قلّت لديهم الكتابة، وهذا أثر على خطوطهم؛ فوجود هذه الكراسة يعيد الإنسان العُماني إلى الطريقة التقليدية القديمة في الكتابة».
وأضاف: «نحن نحرص على إبراز التراث والتاريخ الثقافي العُماني بتقنيات حديثة. وصناعة الخطوط الطباعية هي صناعة موجودة في العالم منذ زمن. وفي عُمان هناك محاولات لصناعة خطوط من قبل بعض الأفراد، لكن هذه المحاولة هي ربما أسست لمرحلة قادمة -إن شاء الله- في مجال صناعة الخطوط الطباعية؛ بحيث إن هذه الصناعة ربما تنتشر لدى الأفراد ولدى المؤسسات المهتمة ولدى مجالات التسويق؛ لأن صناعة الخطوط أصبحت صناعة فيها طرق معروفة؛ إذ يمكن لأي مؤسسة لديها الاهتمام، ولديها القدرة أن تدخل هذا الجانب، وتبرز لنا جواهر ثمينة من مكنونات التراث العُماني».