ارتفاع أسعار النفط عالميًا بسبب تحسن التوقعات التجارية وانخفاض المخزونات الأمريكية
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الخميس، مدفوعةً بالتفاؤل بشأن المفاوضات التجارية الأميركية، والتي من شأنها تخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي، فضلاً عن انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.
وكان الخامان القياسيان قد شهدا استقراراً نسبياً في جلسة أمس الأربعاء، في ظل متابعة الأسواق للتطورات في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك عقب الاتفاق الذي أبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع اليابان بشأن الرسوم الجمركية.
ويشمل الاتفاق خفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات، مع إعفاء طوكيو من رسوم إضافية مقابل حزمة استثمارات وقروض بقيمة 550 مليار دولار.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير المحللين في شركة «نيسان» لاستثمار الأوراق المالية، إن «عمليات الشراء مدفوعة بالتفاؤل بأن التقدّم في مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة سيسهم في تجنّب السيناريو الأسوأ».
وأضاف: «مع ذلك، فإن حالة الضبابية التي تكتنف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، تُقيّد مكاسب أسعار النفط».
وتوقّع كيكوكاوا أن يتحرّك خام غرب تكساس الوسيط ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل في الفترة المقبلة.
من جهته، قال دبلوماسيان أوروبيان أمس الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقتربان من التوصّل إلى اتفاق تجاري قد يتضمّن رسوماً أميركية أساسية بنسبة 15% على سلع أوروبية، مع احتمال منح إعفاءات، في خطوة قد تمهّد الطريق لإبرام صفقة تجارية كبرى أخرى، بعد اتفاق اليابان.
مخزونات الخام الأميركيةوعلى صعيد الإمدادات، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام تراجعت بمقدار 3.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 419 مليون برميل، وهو انخفاض يفوق بكثير توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» والذين رجّحوا تراجعاً قدره 1.6 مليون برميل فقط.
وبقيت التوترات الجيوسياسية حاضرة في المشهد، حيث عقدت روسيا وأوكرانيا محادثات سلام في إسطنبول أمس الأربعاء، ناقش خلالها الطرفان المزيد من عمليات تبادل الأسرى، غير أن التباعد في المواقف لا يزال قائماً بشأن شروط وقف إطلاق النار واحتمال عقد اجتماع بين زعيمي البلدين.
وفي سياق منفصل، أفاد مصدران أمس بأنه تمّ منع ناقلات النفط الأجنبية مؤقتاً من تحميل الشحنات في الموانئ الروسية المطلة على البحر الأسود، بسبب لوائح تنظيمية جديدة، ما أدّى فعلياً إلى وقف صادرات النفط من قازاخستان، والتي تمرّ عبر تحالف تساهم فيه شركات طاقة أميركية كبرى.
وكان وزير الطاقة الأميركي قد صرّح يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات على صادرات النفط الروسية، في إطار مساعيها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جهته، وافق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي على حزمة العقوبات الثامنة عشرة ضد روسيا، شملت خفض سقف السعر المفروض على صادرات النفط الخام الروسي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النفط التجارية الأميركية الولايات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار اللحوم يصدم الأمريكيين مع تراجع أعداد الماشية وارتفاع تكاليف الإنتاج
بدأ الأمريكيون في الشعور بصدمة الأسعار عند شراء اللحوم البقرية، والتي ارتفعت بنسبة 14.7%، ضمن زيادة أسعار الغذاء بشكل عام بنسبة 3.1% خلال الفترة من سبتمبر 2024 إلى سبتمبر 2025، وفقا لأحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلكين.
ويأتي ذلك الارتفاع على خلفية زيادة نفقات المزارعين في الولايات المتحدة بشكل حاد، إذ زادت تكاليف مدخلات الإنتاج لمربي الماشية بأكثر من 50% خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب الاتحاد الأمريكي للمزارع.
وقال تايلون لينمان، المالك المشارك لمزرعة "لينيتكس" بولاية نبراسكا: "من الصعب على منتج اللحوم البقرية أن يقول إن الأسعار مرتفعة للغاية.. إذا كان الناس يدفعون 6 دولارات مقابل قهوة لاتيه في ستاربكس، ثم يدفعون 6 دولارات مقابل رطل من اللحم البقري، فإنهم قادرون على إطعام أسرة من 3 أفراد بهذا الرطل".
وقال لينمان: "عندما تكون في حالة جفاف، فإنك تنتج كميات محدودة من الأعلاف أو التبن أو البرسيم.. وفي الوقت نفسه تظل أعداد الماشية كما هي وتظل بحاجة إلى الغذاء".
ويعود أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار لحم البقر إلى التراجع القياسي في إمدادات الماشية بالولايات المتحدة، إذ شهد مطلع عام 2025 أصغر قطيع وطني منذ عام 1951، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وأشارت الشبكة إلى أن دورة الماشية في الولايات المتحدة تتخذ نمط التوسع والانكماش الطبيعي في قطيع الماشية، وهو ما يرتبط بالعرض والطلب، وتحدث هذه الدورة عادة كل 8 إلى 12 عشرة عاما.
وعندما يحصل المنتجون على أسعار أعلى لماشيتهم، فإنهم غالبا ما يحتفظون بعدد أكبر من الإناث من أجل التكاثر، وعندما ترتفع إمدادات الماشية، تنخفض الأسعار لاحقا وينكمش القطيع مرة أخرى، كما يمكن أن يؤثر الجفاف الشديد على قرار المربي بالاحتفاظ بالماشية لأغراض التكاثر.
وقال آدم ويجنر، مدير التسويق في مجلس لحوم نبراسكا: "هذا هو السؤال الكبير أمام المنتجين حاليا.. لديهم حاليا قرار تتساوى فيه معدلات الخطأ والصحة، هل نبيع هذه الماشية إلى نظام الإمداد أم نحتفظ بها؟ وعندما تكون الأموال مطروحة على الطاولة، يكون هناك حافز للبيع، خاصة مع ارتفاع الطلب من المستهلك".
وخلال فترات الجفاف، غالبا ما يلجأ مربو الماشية إلى تدعيم العلف بالحبوب الغذائية.. ورغم أن أسعار الحبوب تراجعت بشكل ملحوظ منذ عام 2022، فإنها تظل تكلفة غير متوقعة على المنتجين.
وقال نيت ريمبي، الرئيس التنفيذي لشركة "أوماها ستيكس" للحوم: "ما نعيشه الآن هو خليط من الجفاف وارتفاع الطلب وانخفاض الاحتفاظ بإناث البقر، وهو ما يشكل مشكلة حجم القطيع التي نعاني منها اليوم في الولايات المتحدة.. نحن بحاجة إلى إعادة بناء القطيع، بلا شك".
وأضاف ريمبي: "تكلفة لحم البقر ارتفعت بشكل كبير لدرجة أنها بدأت تؤثر فعلا على هامش أرباحنا.. نحن نبحث داخليا باستمرار عن سبل لرفع الكفاءة وزيادة حجم الإنتاج بتكلفة أقل، لكن هناك نقطة معينة سنضطر عندها إلى تمرير جزء من هذه التكاليف إلى المستهلك".
وعلى الرغم من انخفاض أعداد القطيع، فإن إنتاج لحم البقر ارتفع بشكل عام لأن الولايات المتحدة أصبحت تنتج ماشية أكبر حجما، كما تأتي إمدادات إضافية، خاصة للحم المفروم، من واردات لحوم البقر التي ظلت في زيادة مطردة على مدار العقد الماضي.
لكن تسارع تطورات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البرازيل والإصابات الطفيلية في الماشية بالمكسيك يسهمان حاليا في دفع الأسعار لمزيد من الارتفاع أمام المستهلكين، ومع ذلك، يقول الخبراء إن القطيع المحلي يظل العامل الأهم لتحقيق انفراجة على المدى الطويل.
وقال أندرو جريفيث، أستاذ الاقتصاد الزراعي واقتصاد الموارد في جامعة تينيسي: "على المدى القصير، إذا بدأنا فعلا في الاحتفاظ بإناث البقر لإدخالها في قطيع التكاثر، فإن ذلك سيؤدي إلى خفض إجمالي إنتاج لحم البقر المحلي لأن عددا أقل من الحيوانات سيتجه إلى حظائر التسمين".
وأضاف قائلا: "هذا سيدعم الأسعار على المدى القصير، لكن خلال فترة الثلاث سنوات التي نتحدث عنها، سنبدأ في رؤية زيادة الإنتاج تدخل إلى النظام، وهو ما من شأنه أن يخفف أسعار لحم البقر وأسعار الماشية معا".