أعلن زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين عن تأسيس حزب جديد بالتعاون مع النائبة السابقة زارا سلطانة، تحت اسم مبدئي "حزبكم ـ Your Party"، واعدًا بـ"بناء حركة ديمقراطية تواجه الأثرياء وأصحاب النفوذ ـ وتنتصر عليهم".

الخطوة، التي وُصفت بأنها قد تعيد رسم خريطة اليسار البريطاني، تأتي بعد سنوات من التوتر بين كوربين وقيادة حزب العمال الحالية برئاسة كير ستارمر، الذي دفع باتجاه إقصاء التوجهات اليسارية الجذرية من الحزب.



كوربين أكد، في منشور على منصة "إكس"، أن المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد سيعقد في الخريف المقبل، دون تحديد موعد نهائي حتى الآن. وأشار إلى أن الهدف من الحزب ليس فقط خوض الانتخابات، بل تشكيل "حركة جماهيرية" تنطلق من قاعدة شعبية واسعة.

إعلان كوربين يأتي في وقت حرج بالنسبة لحزب العمال، الذي عاد إلى السلطة مؤخرًا بقيادة ستارمر، بعد سنوات من حكم المحافظين. ومع أن الحزب الجديد لم يُعلن بعد برنامجه الكامل أو توجهه الانتخابي، إلا أن ملامح "السيادة الشعبية" والعدالة الاجتماعية التي يروج لها كوربين قد تجد صدى لدى شريحة من الناخبين الساخطين على الوسطية الليبرالية التي يتبناها ستارمر.

It's time for a new kind of political party - one that belongs to you.

Sign up at https://t.co/0bhBHhWvVa. pic.twitter.com/UwjHBf4nZQ — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) July 24, 2025

في مقابل هذا الحراك اليساري الجديد، شهدت المملكة المتحدة عدة تطورات أخرى على المستويات الدبلوماسية والاجتماعية:

ـ "يوم تاريخي" كما وصفه كير ستارمر بعد توقيع اتفاق تجارة مع الهند، قال عنه إنه "الأكبر منذ البريكست"، في حين أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالاتفاق واعتبره "خارطة طريق لازدهار مشترك".

ـ بينما تتجه الحكومة نحو مراجعة قوانين اللجوء، حذر وزراء من احتمال تصاعد الاحتجاجات حول مراكز إيواء اللاجئين، بعد أحداث شهدتها منطقة "إيبينغ".

ـ سياسيون وناشطون دعوا للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، في ظل تزايد الإدانات لجرائم الاحتلال في غزة، من بينها وصف رئيس أساقفة يورك لما يحدث بأنه "بربرية وتجريد من الإنسانية".

ـ إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الأحرار، دعا سلاح الجو البريطاني لإلقاء المساعدات جواً على غزة، في ظل تواصل الحصار وتعثر إدخال المساعدات براً.

ـ في مشهد لا يخلو من مفارقة، أبدت كيمي بادينوخ، وزيرة الأعمال، إعجابها بالرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير ميلي، قائلة إنها تطمح لأن تكون "ميلي بريطانيا"! في مؤشر على مدى انقسام الطيف السياسي في البلاد.

السؤال المطروح الآن: هل يستطيع كوربين أن يستثمر رصيده الشعبي ـ خاصة بين الشباب والناشطين المناهضين للرأسمالية ـ ليُحدث خرقًا في نظام حزبي تقليدي شديد الاستقطاب؟ أم أن تجربته الجديدة ستُضاف إلى سلسلة مشاريع سياسية هامشية لم تتمكن من الصمود في وجه الحزبين الكبيرين؟

ما يبدو واضحًا هو أن كوربين لا يراهن فقط على الانتخابات، بل على "تحريك الوعي" وإحياء خطاب العدالة الاجتماعية ورفض هيمنة المؤسسات المالية على القرار السياسي، وهو ما قد يعيد إحياء جزء من إرثه السياسي الذي تعمد حزب العمال طمسه بعد مغادرته القيادة.

وفي بلد تتسع فيه الفجوات الطبقية ويُطرح فيه ملف الهوية الوطنية والهجرة بقوة، قد يكون لصوت كوربين ـ ولو من خارج المؤسسة ـ دور في إعادة صياغة أولويات النقاش العام في بريطانيا ما بعد البريكست.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية حزب بريطانيا بريطانيا سياسة حزب جيرمي كوربين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال

إقرأ أيضاً:

حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين

هدد حزب معارض صغير في البرلمان البريطاني الأحد بطرح مشروع قانون للاعتراف بدولة فلسطينية و"فرض التصويت" عليه في حال استمر رئيس الوزراء كير ستارمر برفض هذه الخطوة.

وأعلن الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يدعو لاستقلال اسكتلندا، أنه سيتقدم بـ"مشروع قانون للاعتراف بفلسطين" عند انتهاء العطلة الصيفية للبرلمان إذا لم يبدل ستارمر موقفه.

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد تعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أكد على ضرورة أن يكون ذلك جزءا من عملية السلام في الشرق الأوسط.

ويأتي تهديد الحزب الوطني الاسكتلندي بعد أن طالب أكثر من 220 نائبا بريطانيا، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه ستارمر، الجمعة بأن تحذو الحكومة حذو فرنسا وتعترف بدولة فلسطينية.

وجاءت هذه الدعوة بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطينية في اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر.

وقال ستيفن فلين، رئيس كتلة الحزب الوطني الاسكتلندي في البرلمان، إن الحزب "سيتقدم بمشروع قانون للاعتراف بفلسطين عند عودة البرلمان في سبتمبر، وسيفرض التصويت عليه إذا لزم الأمر".

 وأضاف "يجب على كير ستارمر أن يتوقف عن الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، وأن يجد الشجاعة لمطالبة إسرائيل بإنهاء حربها الآن".

وإذا اعترفت فرنسا رسميا بدولة فلسطينية، فستكون أول دولة ضمن مجموعة الدول السبع، وأقوى دولة أوروبية حتى الآن، تُقدم على هذه الخطوة.

وتعرض ستارمر لضغوط محلية ودولية متزايدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، مع تصاعد المعارضة للحرب الدائرة في غزة ووسط مخاوف من حصول مجاعة هناك.

وصرح مكتبه بأنه تحدث السبت إلى نظيريه الفرنسي والألماني، حيث حدد خطط بريطانيا لإسقاط مساعدات إنسانية جوا في قطاع غزة وإجلاء الأطفال المرضى والجرحى.

ويشغل الحزب الوطني الاسكتلندي 9 مقاعد في البرلمان البريطاني المكون من 650 مقعدا.

مقالات مشابهة

  • حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • ستارمر:بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي
  • ستارمر يرفض الاعتراف بفلسطين ويدعو لوقف إطلاق النار في غزة
  • أكثر من 100 نائب في البرلمان البريطاني يطالبون ستارمر الاعتراف بدولة فلسطين
  • كوربين يخرج من عباءة العمال.. حزب جديد لمواجهة النخبة.. هل يصنع مفاجأة؟
  • فاينانشال تايمز: ستارمر هو العقبة أمام اعتراف بريطانيا بـ فلسطين
  • حزبكم.. جيريمي كوربين يطلق حزبا يساريا بريطانيا جديدا لمواجهة المحافظين والعمال وتسليح إسرائيل
  • زعيم حزب العمال السابق في بريطانيا يؤسس حزبا سياسيا جديدا