يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطًا متزايدة من داخل حكومته ومن كبار شخصيات حزب العمال، تطالبه بأن تحذو بريطانيا حذو فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة رمزية وسياسية باتت تكتسب زخمًا دوليًا متسارعًا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه التقدم بطلب رسمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مما وضع لندن أمام خيارات دبلوماسية حساسة، في ظل تزايد الانتقادات العالمية لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية هناك.

العقبة الحقيقية

وبحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الجمعة، فإن ستارمر نفسه يمثل العقبة الرئيسية أمام اتخاذ قرار الاعتراف، وسط تخوفات من أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل ضغوط يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حلفائه لعرقلة أي تحرك في هذا الاتجاه، بزعم أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعقد مساعي "إنهاء الحرب ضد حماس".

لكن تصريحات عدد من الوزراء والمسئولين البارزين في حزب العمال تشير إلى رغبة داخلية قوية لتبني الاعتراف فورًا. وقال وزير بارز للصحيفة: "من المرجح جدًا أن نمضي في هذا الاتجاه. هذا هو المسار الذي نسير عليه". 

كما نقلت الصحيفة عن مسئول حزبي كبير قوله: "العقبة هي كير ستارمر نفسه وبعض مستشاريه الذين يفضلون البقاء قريبين من موقف الولايات المتحدة".

ضغوطات متزايدة

وزير الصحة ويس ستريتنج، ووزيرة العدل شابانة محمود، وعمدة لندن صادق خان، ورئيس حزب العمال في اسكتلندا أنس سروار، هم من أبرز الشخصيات التي تضغط باتجاه الاعتراف، وسط دعم واسع داخل الكتلة البرلمانية للحزب.

وكان صادق خان قد صرح أمس الخميس مؤيدًا خطوة ماكرون، قائلاً: "مع معاناة لا يمكن تخيلها في غزة وعدم وجود نهاية في الأفق، حان الوقت لحكومتنا أن تحذو حذو فرنسا".

وفي الوقت نفسه، شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على أن اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر قد تكون لحظة فاصلة في ملف الاعتراف، معربًا عن رغبة في التحرك بالتنسيق مع باريس، في حين أشار حزب العمال في بيانه الانتخابي إلى التزامه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من حل الدولتين.

علاقة ستارمر بواشنطن

أما ستارمر، فعلى الرغم من إقراره بأن "المعاناة والمجاعة في غزة لا توصف ولا يمكن الدفاع عنها"، إلا أنه ربط الاعتراف بوقف إطلاق النار أولاً، قائلاً: "نحن نؤمن بأن حق الدولة حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني. وقف إطلاق النار من شأنه أن يضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية وضمان حل الدولتين الذي يوفر السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين معًا".

وفي المقابل، دعا زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي سير إد ديفي ستارمر إلى "قيادة التحرك للاعتراف فورًا بالدولة الفلسطينية"، قائلاً: "على بريطانيا أن تقود هذا المسار، لا أن تتأخر خلف الآخرين".

طباعة شارك ستارمر بريطانيا فلسطين فرنسا فاينانشال تايمز

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ستارمر بريطانيا فلسطين فرنسا فاينانشال تايمز بالدولة الفلسطینیة حزب العمال

إقرأ أيضاً:

عمدة لندن ينضم لضغوط داخل العمال على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين

انضم عمدة لندن صادق خان إلى غيره من كبار شخصيات حزب العمال الذين دعوا كير ستارمر إلى الاعتراف بفلسطين كدولة.

وصرّح عمدة لندن يوم الأربعاء بأنه ينبغي على الحكومة "الاعتراف فوراً بالدولة الفلسطينية"

وأكد خان أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل الدولتين إذا لم يتبقَّ دولة قابلة للحياة تُسمى فلسطين".

والاثنين، دعت إميلي ثورنبري، النائبة البارزة ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، حكومة بلادها إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن ذلك يمثل خطوة ضرورية نحو تحقيق السلام وإنهاء الحرب الدامية المستمرة في غزة.

وقالت ثورنبري، خلال حديثها لبرنامج "توداي" على إذاعة BBC4 صباح الإثنين، إن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يكفي وحده، لكنه يمنح الزخم السياسي اللازم لإعادة تحريك مسار الحل السياسي"، مؤكدة أن "السلام لن يتحقق دون قيام دولتين ـ إسرائيلية آمنة وفلسطينية معترف بها".



وجاءت تصريحات ثورنبري، وفق صحيفة "الغارديان"، قبل أيام من مؤتمر دولي في الأمم المتحدة بنيويورك، تشارك في رئاسته فرنسا والسعودية، من المتوقع أن يشهد إعلانات جديدة من دول غربية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 58,000 فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023.

وأشارت ثورنبري إلى البعد الرمزي في انخراط كل من بريطانيا وفرنسا ـالدولتين اللتين وقعتا "اتفاقية سايكس ـ بيكو" قبل أكثر من قرن ـ في مبادرات نحو تسوية جديدة في الشرق الأوسط، قائلة: "هناك دلالة سياسية قوية في اجتماع الدولتين اللتين رسمتا حدود المنطقة ذات يوم، لمحاولة تصحيح المسار".

يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه حزب العمال الحاكم ضغوطاً متزايدة من قاعدته البرلمانية، إذ يساند دعوة ثورنبري أكثر من 60 نائباً عمالياً، بينما لا يزال موقف الحكومة بقيادة كير ستارمر غامضاً، إذ تُصرّ وزارة الخارجية على أن الاعتراف يجب أن يتم في "اللحظة المناسبة لتحقيق أكبر تأثير ممكن"، دون تحديد تلك اللحظة.

إلا أن ثورنبري ألمحت إلى وجود نية لدى ستارمر للاعتراف، قائلة: "الأمر لا يتعلق بالنية، بل بالتوقيت".

من جانبها، شدّدت النائبة البريطانية على ضرورة أن تُظهر الحكومة موقفًا واضحًا من الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية، داعية إلى فرض عقوبات على المتورطين في التوسع الاستيطاني، في خطوة من شأنها تعزيز مصداقية بريطانيا كـ"وسيط نزيه" في المنطقة.

واختتمت بالقول: "قتل كثير من الأبرياء. لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه... لا بد من حلّ سياسي، وهذا يبدأ بالاعتراف".

مقالات مشابهة

  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة
  • ستارمر:بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي
  • 220 نائبا بريطانيا يحضّون ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطين
  • أكثر من 100 نائب في البرلمان البريطاني يطالبون ستارمر الاعتراف بدولة فلسطين
  • 220 نائبا بريطانياً يحضّون ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطين
  • بعد إعلان ماكرون.. ضغوط تحاصر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • الولايات المتحدة ترفض اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية
  • نتنياهو يدين اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية.. وكاتس: لن نسمح بكيان يهددنا
  • عمدة لندن ينضم لضغوط داخل العمال على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين