كوربين يخرج من عباءة العمال.. حزب جديد لمواجهة النخبة.. هل يصنع مفاجأة؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
أعلن زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين عن تأسيس حزب جديد بالتعاون مع النائبة السابقة زارا سلطانة، تحت اسم مبدئي "حزبكم ـ Your Party"، واعدًا بـ"بناء حركة ديمقراطية تواجه الأثرياء وأصحاب النفوذ ـ وتنتصر عليهم".
الخطوة، التي وُصفت بأنها قد تعيد رسم خريطة اليسار البريطاني، تأتي بعد سنوات من التوتر بين كوربين وقيادة حزب العمال الحالية برئاسة كير ستارمر، الذي دفع باتجاه إقصاء التوجهات اليسارية الجذرية من الحزب.
كوربين أكد، في منشور على منصة "إكس"، أن المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد سيعقد في الخريف المقبل، دون تحديد موعد نهائي حتى الآن. وأشار إلى أن الهدف من الحزب ليس فقط خوض الانتخابات، بل تشكيل "حركة جماهيرية" تنطلق من قاعدة شعبية واسعة.
إعلان كوربين يأتي في وقت حرج بالنسبة لحزب العمال، الذي عاد إلى السلطة مؤخرًا بقيادة ستارمر، بعد سنوات من حكم المحافظين. ومع أن الحزب الجديد لم يُعلن بعد برنامجه الكامل أو توجهه الانتخابي، إلا أن ملامح "السيادة الشعبية" والعدالة الاجتماعية التي يروج لها كوربين قد تجد صدى لدى شريحة من الناخبين الساخطين على الوسطية الليبرالية التي يتبناها ستارمر.
It's time for a new kind of political party - one that belongs to you.
Sign up at https://t.co/0bhBHhWvVa. pic.twitter.com/UwjHBf4nZQ — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) July 24, 2025
في مقابل هذا الحراك اليساري الجديد، شهدت المملكة المتحدة عدة تطورات أخرى على المستويات الدبلوماسية والاجتماعية:
ـ "يوم تاريخي" كما وصفه كير ستارمر بعد توقيع اتفاق تجارة مع الهند، قال عنه إنه "الأكبر منذ البريكست"، في حين أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالاتفاق واعتبره "خارطة طريق لازدهار مشترك".
ـ بينما تتجه الحكومة نحو مراجعة قوانين اللجوء، حذر وزراء من احتمال تصاعد الاحتجاجات حول مراكز إيواء اللاجئين، بعد أحداث شهدتها منطقة "إيبينغ".
ـ سياسيون وناشطون دعوا للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، في ظل تزايد الإدانات لجرائم الاحتلال في غزة، من بينها وصف رئيس أساقفة يورك لما يحدث بأنه "بربرية وتجريد من الإنسانية".
ـ إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الأحرار، دعا سلاح الجو البريطاني لإلقاء المساعدات جواً على غزة، في ظل تواصل الحصار وتعثر إدخال المساعدات براً.
ـ في مشهد لا يخلو من مفارقة، أبدت كيمي بادينوخ، وزيرة الأعمال، إعجابها بالرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير ميلي، قائلة إنها تطمح لأن تكون "ميلي بريطانيا"! في مؤشر على مدى انقسام الطيف السياسي في البلاد.
السؤال المطروح الآن: هل يستطيع كوربين أن يستثمر رصيده الشعبي ـ خاصة بين الشباب والناشطين المناهضين للرأسمالية ـ ليُحدث خرقًا في نظام حزبي تقليدي شديد الاستقطاب؟ أم أن تجربته الجديدة ستُضاف إلى سلسلة مشاريع سياسية هامشية لم تتمكن من الصمود في وجه الحزبين الكبيرين؟
ما يبدو واضحًا هو أن كوربين لا يراهن فقط على الانتخابات، بل على "تحريك الوعي" وإحياء خطاب العدالة الاجتماعية ورفض هيمنة المؤسسات المالية على القرار السياسي، وهو ما قد يعيد إحياء جزء من إرثه السياسي الذي تعمد حزب العمال طمسه بعد مغادرته القيادة.
وفي بلد تتسع فيه الفجوات الطبقية ويُطرح فيه ملف الهوية الوطنية والهجرة بقوة، قد يكون لصوت كوربين ـ ولو من خارج المؤسسة ـ دور في إعادة صياغة أولويات النقاش العام في بريطانيا ما بعد البريكست.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية حزب بريطانيا بريطانيا سياسة حزب جيرمي كوربين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال
إقرأ أيضاً:
زعيم حزب العمال السابق في بريطانيا يؤسس حزبا سياسيا جديدا
أعلن الزعيم اليساري السابق لحزب العمّال جيريمي كوربن، الخميس، نيته تأسيس حزب سياسي جديد بالاشتراك مع عضو سابق في الحزب الحاكم في بريطانيا حاليا.
وقال كوربن، الذي خسر الانتخابات مرّتين عندما كان زعيما للعمال في 2017 و2019، إلى جانب النائبة المستقلة زارا سلطانة، إن الحزب الجديد سيطلق عليه "حزبكم" (يور بارتي).
وأضافا، في بيان مشترك، أن "الوقت حان لحزب سياسي من نوع جديد متأصل في مجتمعاتنا ونقاباتنا وحركاتنا الاجتماعية".
وأكدا التزامهما حيال "فلسطين حرة ومستقلة"، في وقت يواجه رئيس الوزراء كير ستارمر دعوات متزايدة ضمن حزب العمال للاعتراف بدولة فلسطينية.
تنحى كوربن، البالغ 76 عاما، عن زعامة حزب العمال بعدما شهد الحزب أسوأ نتيجة له منذ عقود عندما هزمه في انتخابات 2019 العامة المحافظون بزعامة بوريس جونسون حينذاك.
وعلّق حزب العمال، بزعامة ستارمر، مهام كوربن عام 2020 بعدما رفض القبول بشكل كامل باستنتاجات تحقيق أجرته منظمة حقوقية في المزاعم بأن معاداة السامية باتت متفشية في صفوف الحزب في ظل قيادته.
وأفاد كوربن بأنه "تمّت المبالغة بشكل كبير" في ما يتعلق بمعاداة السامية "لأسباب سياسية".
وأعلن العام الماضي بأنه سيترشح كمستقل في انتخابات يوليو 2024 العامة بعدما فشل حزب العمال في طرحه كمرشح.
وطُرد من حزب العمال لكنه فاز مع ذلك بسهولة بمقعده عن إزلينغتون الشمالية في لندن، والتي مثّلها على مدى 40 عاما.