الأسبوع:
2025-10-07@21:53:51 GMT

أكتوبر من جديد

تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT

أكتوبر من جديد

من رحم الانكسار يولد الانتصار، كلمات تعودنا أن نتداولها عبر تاريخنا الممتد حتى صارت جزءًا أصيلاً من الموروث الفكري المكنون فى وجدان هذا الشعب، فهل تتكرر المعجزة؟

في ذكرى انتصار أكتوبر نبحر قليلاً فى أجواء المجتمع المصرى فى الفترة التى سبقت الحرب، لنقارنها بما نعيشه اليوم علنًا نجد تشابهًا بين الفترتين، فيصبح لدينا مبرر قوي للمطالبة باستدعاء هذا الأمل من عبق صفحات التاريخ، والاعتقاد الذى يصل لدرجة اليقين بأن ما حدث قديمًا يمكن أن يحدث مجددًا الآن مع اختلاف الأسلوب، والظروف.

يخطئ من يظن أن انتصار أكتوبر كان عسكريًا فقط، فلم يكن الجيش المصرى المنهك بعد نكسة يونيه قادرًا على تحقيق النصر دون تواجد المعجزة البشرية التى تعاملت مع أقل الإمكانيات، لتصنع بها مجدًا، ونصرًا يتغنى به العالم طوال عقود.

كيف كان المجتمع المصرى فى الفترة من انكسار 67، أو قبلها بسنوات، وحتى انتصار 73، لم يكن المجتمع قبل النكسة في أعلى درجات الاصطفاف، أو التركيز، والازدهار السياسى والاقتصادى، حتى كانت الهزيمة، ليشعر المصريون وقتها بالخوف على مصيرهم، ومستقبل أبنائهم، ثم يأتى التحول المفاجئ، والذى قد يوصف بأنه أعظم تحول سيكولوجى، ومجتمعى يحدث فى دولة ما خلال فترة قصيرة جدًّا من الزمن، فجأة يتحول هؤلاء الذين كانوا منذ قليل تائهين مستهترين بما يحدث حولهم إلى وحوش ضارية تعرف عدوها الحقيقى، وتصمم على الانتقام، والثأر للأرض والدم والعرض الذى أهين فى فترة النكسة، إنه التحول من الظلام إلى النور، فنفس الجندى الذى ذاق مرارة الانكسار هو نفسه الذى انتفض سريعًا، ليستعيد وعيه وينقض على العدو الغادر، ليلحق به شر هزيمة رغم الضعف المادى والعسكرى، إنها روح أكتوبر التي ننشد عودتها مجددًا خاصة بين شباب مصر الغائب بعض الشيء عن هموم الوطن وأزماته، والمنصرف عن المشهد الداخلى غرقًا في توافه الأمور، ومتابعة أخبار، وترندات أهل الفن، وكرة القدم، هل نشهد صحوة جديدة؟ وهل يكرر هذا الجيل من الشباب ما حدث من قبل، ويعودون مرة أخرى، ليذهلوا العالم باصطفافهم خلف الوطن ونصرته؟ ربما لا نكون الآن فى حالة حرب كما حدث فى أكتوبر، ولكننا اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الروح التى تبنى، وتعلم، وتطور، وتصنع لهذا الوطن الغالى نوعًا من التواجد الدولى القائم على العلم والابتكار، وتحويل الدولة المصرية الشابة بطبعها إلى مركز للإشعاع ينطلق منه شباب مصر لغزو العالم بنبوغهم الفطرى فى كل مجالات العلم، والبحث.

هل نشهد هذه العودة سريعًا؟ أم أن شبابنا ما زالوا غير مدركين لقدراتهم المكنونة، وطاقاتهم الخفية التى صنعت المستحيل منذ عقود، والتى ما زالت قادرة دائمًا على تغيير وجه الحياة، وكتابة تاريخ جديد لهذا الجيل المميز الذى ربما يمتلك ما لم تتحصل عليه الأجيال السابقة من الاطلاع، والإطلال على العالم الخارجى، والتعامل بكل سهولة، ويسر مع التكنولوجيا الحديثة التى حُرم منها آباؤهم وأبناء الأجيال السابقة؟

فى النهاية نذكر أنفسنا، ونذكر شبابنا بأننا لم نكن فى أعظم حالاتنا حين انتصرنا، ولم نكن فى قمة التقدم حين عبرنا، ولكنهم كانوا رجالاً أدركوا اللحظات الفارقة فى تاريخ أمتهم، فتخلصوا سريعًا من أى عوار أصابهم، وارتدوا ثوب الإبداع، والإجادة، ليحققوا ما لم يتوقعه أحد.

حفظ الله شباب مصر، وأرشدهم إلى عبور جديد لهم، ولوطننا الغالي.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: من روح أكتوبر نستمد العزيمة لبناء مصر الحديثة القوية

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام ١٩٧٣. 

وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:

"بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم..

أبناء قواتنا المسلحة الباسلة..

السيدات والسادة،

في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ .. ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً.. فخراً ومجداً.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربى.

وفى هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" .. بطل الحرب والسلام.. صاحب القرار الجرىء، والرؤية الثاقبة.. الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام. 

ونحيى قادة القوات المسلحة.. وكل ضابط وجندى.. وكل شهيد ارتقى إلى السماء.. وكل جريح نزف من أجل الوطن.. وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها.. لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر. 

لقد علمتنا ملحمة أكتوبر.. أن النصر لا يمنح، بل ينتزع .. وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدءوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هى مفاتيح النصر والمجد ..قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ .. بهذا اليقين، انتصرت مصر.. وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر.. نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة .. مصر الحديثة ..مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها.. وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى. 

إننا نعمل بكل جد وإخلاص.. على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبنى مؤسسات راسخة.. ونطلق مشروعات تنموية عملاقة.. ونعيد رسم ملامح المستقبل .. لتكون مصر كما يجب أن تكون.. رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.

وإذا كانت تلك المبادئ؛ قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر ١٩٧٣ .. فإننا اليوم؛ فى ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة.. أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، فى حياتنا السياسية والاجتماعية. 

فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخى، والظروف التى نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروباً ونزاعات عسكرية ضارية،  دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك.. والوساطة الأمريكية، التى مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.. أنهى دوامة الانتقام.. وكسر جدار العداء.. وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام؛ كى يكتب له البقاء.. لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف.. لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء. 

فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل.. لم تكن مجرد اتفاق.. بل كانت تأسيساً لسلام عادل.. رسخ الاستقرار.. وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم ..إنها نموذج تاريخى.. يحتذى به فى صناعة السلام الحقيقى.

ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانا راسخا.. بأن السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط.. لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.. وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.. وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا.. أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.

وفى هذا السياق؛ لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير.. للرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" .. على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة.. وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح..نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.. وهو ما نصبو إليه جميعا. 

فالمصالحة؛ لا المواجهة.. هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.

وأشدد هنا؛ على أهمية الحفاظ على منظومة السلام.. التى أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضى .. والتى شكلت إطارا إستراتيجيا، للاستقرار الإقليمى. 

وإن توسيع نطاق هذه المنظومة.. لن يكون إلا بتعزيز ركائزها.. على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة فى الحياة، والتعاون بما ينهى الصراعات.. ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، فى ربوع المنطقة. 

شعب مصر العظيم،

وفى ختام كلمتى .. أطمئنكم أن جيش مصر.. قائم على رسالته، فى حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطنى؛ من صلب هذا الشعب العظيم ..وأبناؤه؛ يحملون أرواحهم على أكفهم.. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات. 

 أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة.. ولشهدائنا الأبرار.. الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة .. ولجنودنا الأبطال.. الذين يسهرون كى تنام مصر آمنة مطمئنة.

كل عام وأنتم بخير.

ودائمــا وأبـــدا وبالله:

تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

طباعة شارك السادس من أكتوبر الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي

مقالات مشابهة

  • اتحاد وزارة الشباب والرياضة YLY يشارك في تنظيم احتفالات نصر أكتوبر بالمحافظات
  • مصر التى فازت وسوريا التى ضاعت!!
  • أكتوبر العظيم
  • ضبط متهمين صدموا سائقا وهددوه على طريق سريع بالقليوبية
  • الكلمة سلاح والوعى جبهة.. مثقفون فى حرب أكتوبر
  • اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية : المقاتل المصرى كان معجزة الحرب التى حطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر 
  • عيدنا 6 أكتوبر
  • شباب معرض تراثنا يحتفلون بذكرى انتصارات أكتوبر مع الزوار
  • الرئيس السيسي: من روح أكتوبر نستمد العزيمة لبناء مصر الحديثة القوية